ديرك مدينة في منقار البطة(4) *

محمد قاسم (ابن الجزيرة)
m.qibnjezire@hotmail.com

( أول قائم مقامية  أحدثت فيها كانت عام /1938/ وعيّن الشيخ /رضا الأيوبي / أول قائم مقام  الدجلة ……(6)
(( وكانت المنطقة والقائمقامية سابقاً في عين ديوار حيث قصر المستشار الفرنسي )) (7)
(( ويمكن الإشارة إلى أن منطقة ديريك أصبحت تابعة  للوطن بعد أن تم تخطيط  الحدود بين سوريا وتركيا عام 1928 – جمال الولي )

ويزيد الأمر توضيحا  السيد أحمد مارديني  في ص 69 من كتاب الحسكة …
(( بعد الحرب العالمية الأولى خضعت البلاد للانتداب الفرنسي  . وفي عام 1922 أ صبحت منطقة الحسكة ورأس العين  قضاء مركزه الحسكة  وألحق بمتصرفية دير الزور. وفي عام 1923 أخذ التواجد السوري يتغلغل نحو الشمال الشرقي، فأحدث قضاء ثان سمي بقضاء ((بياندور)) وفي عام 1925 خرجت حملة عسكرية فرنسية من الحسكة  نحو الشمال واستقرت  في قبور البيض (( القحطانية)) وفي عام 1928م تم تخطيط الحدود مع تركيا، فألحق القسم الواقع في أقصى الشمال الشرقي للجزيرة (محافظة الحسكة ) فجعل قضاء سمي بقضاء (( عين ديوار)) (8)

وقد مرت تسمية ديرك بثلاث مراحل :
أ-   مرحلة قائم مقامية الدجلة 
أول قائم مقام : رضا الأيوبي  1938 – 1943
أخر قائم مقام  : اسكندر محاماة  1945 – 1946
ب-  مرحلة  قائم مقامية المالكية – والأصح ديريك )
أول قائم مقام : ماجد المالكي  1946-1949
آخر قائم مقام: محمد مهدي سلطان 1959-1961
ج-   مرحلة مديرية منطقة المالكية :
أول مدير منطقة : الرائد محمود الحوراني  1961 – 1962
(وهناك جدول فيه أسماء القائمقامية ومدراء المناطق المتعاقبين على ديرك على لوحة معلقة في صالون السراي بجانب  باب مدير المنطقة وتواريخ إدارتهم.
وهكذا يلاحظ أن حركة التعريب بدأت-كما يبدو-  منذ أواخر الخمسينات-بداية عهد الاستقلال حيث ان سوريا قد استقلت عام 1946- ولكنها اتخذت طريقها إلى التطبيق  في مطلع الستينات – عهد الانفصال بين سورية  ومصر – وتكرست في عهد استيلاء البعث على السلطة في 8 آذار 1963 بتبني نظام البعث العربي الاشتراكي  نهج الملازم محمد طلب هلال والذي تشير إلى إحدى تطبيقاته، كراسة صادرة عن منظمة داد لحقوق الإنسان ، وفي الصفحة /11/ منه :
(( تم تنفيذ المشروع العنصري في عام 1973 على طول الحدود السورية مع كل من تركيا والعراق في محافظة الحسكة ( الجزيرة) وبطول /573) كم وعرض ما بين /10-15/ كم . وقد تم بموجبه  توطين الآلاف من العوائل  العربية في هذه المناطق . جيء بهم من محافظتي الرقة وحلب
( أقامت لهم القيادة القطرية  لحزب البعث الحاكم /41/ مركز استيطاني وهي 🙁 سنذكر المراكز التابعة  لديرك فقط-م.قاسم ):
((1- عين ديوار  2- تل الصدق  3- الصحية  . 4- مصطفاوية الغمر   5- تل أعور الغمر   6- حمراء الغمر  7- تل علو رقم1  8- تل علو رقم 2  9- جوادية الغمر  
10- شبك الغمر 11- توكل الغمر ….))
ووزعت عليهم أكثر من ثلاثة أرباع مليون دونم  من أخصب الأراضي الزراعية من المساحات  المستولى عليها من أراضي المواطنين الكرد وحرمت الآلاف  من العائلات الفلاّحية  الكردية من أراضيهم الزراعية ….)) (9)
…………………………………………………
·        مما يجدر التنويه إليه ان الحلقة الأولى والثانية نشرت تحت عنوان “ديرك مدينة  في منقار البطة “1” وهذا أثار تساؤلا عن سبب نشر الحلقة “3” بعدها مباشرة.يرجى اخذ العلم. كما ان الفكرة القائلة بأن تسمية ديرك آتية من لفظة”ده هرك” المرتفعان الصغيران..هي مستقاة من السيد صبري فخرالدين محمد….أثناء محاضرة عن ديرك في إحدى أمسيات كروب ديرك الثقافية.للعلم أيضا.
…………………………………….
هوامش:
– كتاب المالكية – ديرك – جمال الولي ص 102
7- //الحسكة… احمد مارديني  ، ص220 ( وفي عام 1936أصبحت مدينة المالكية (ديرك)آنذاك مركزاً للمنطقة )).
8- مدينة رأس العين اسمها باللغة الكردية ( سري كانيه ) وقد عربت كما تم ذلك على مدينة قبور البيض والتي اسمها الكردي (( تربه سبي ))  وهي معربة الآن إلى(القحطانية )  . ويشير إلى ظروف إلحاق الجزيرة بسورية ، السيد يوسف القس بقوله(( وفي عام 1930 ألحقت منطقة الدجلة . المالكية بأراضي الجمهورية العربية السورية  تحت الانتداب الفرنسي … وبعد عام 1930 نزحت إلى هذه المنطقة مئات من العائلات المسيحية قادمة  من آزخ  وأسفس  وقرى طور عبدين  ( جبل الأزل ) وسكنوا قراها بعد أن عمرو ا بيوتها  وفلحوا أراضيها وزرعوها ….)) .[ص20 كنيسة السيدة العذراء .يوسف القس]
وفي ص 21 يقول:
(( بعد إلحاق هذه المنطقة  في ربيع عام 1930 م بأراضي الجمهورية العربة السورية وتحت الانتداب الفرنسي نزحت إليها المئات من العائلات السريانية  قادمة من آزخ  وأسفس وطور عبدين . وكذلك من جبال البختيين وشمال العراق  وجبال الزوزان ، وسكنوا في ديريك  وقراها ….)).
 مع ملاحظة أن تسمية “الجمهورية العربية السورية” جديدة اعتمدت في عهد البعث.وقبل ذلك كانت تسمى الجمهورية السورية  تعبيرا عن عمقها ودلالتها الوطنية لكن البعث أبى الا أن يطبع كل شيء هيمن عليه بصبغة “العروبة” متجاهلا حقوق ومشاعر غير العرب..كما ان عرض السيد يوسف القس وغيره من أمثاله فيه نوع من اللاعب بحقائق التاريخ، فيدمجون بين المسيحية الرومانية والمسيحية السريانية ويعتبرون ذلك مجملا تاريخ الوجود والنشاط السرياني،،وعندما يلزم؛ يدمجون بين أجزاء من تاريخ العرب و واجزاء من تاريخ السريان أيضا..[ذهنية –سيكولوجية (ثقافة)] – مع العلم أن السريان والآثوريون والكلدان –الآن- يحاولون الاندماج تحت تسمية “كلدو-آثور” على اعتبار أن اللغة التي يتكلمون بها هي السريانية.  فهي تمثل السريان، هذا ما أجاب به السيد يونادم يوسف كنه-النائب العراقي عندما سأله السيد جلال الطالباني- أثناء التوقيع على  محضر مجلس الحكم. وكنت مشاهدا للحوار.محمد قاسم)).
9- كرا س لمنظمة كردية  للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات  العامة – التقرير السنوي  لحالة حقوق الإنسان  في سوريا لعام 2006

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…