مزكين حسكو، شاعرة وكاتبة كردستانية مقيمة في ألمانيا، متزوجة وأم لثلاث أطفال
* متى وكيف ظهرت موهبتك في مجال الكتابة و الشعر؟
– اعتقد بان الموهبة ولو ظهرت فيما بعد هي سر الهي بديع موجودة في ذواتنا أصلا أي انها من الجينات النادرة و اللتي يحظا بها القلة من الحيوات الآدمية ، هي اندر حجر كريم و لامع طبعا لو أمكننا صقله و تلميعه بالشكل الفني المطلوب. ولدت وأنا احمل في قفص صدري في عمق القلب بذرة الورد هذه او ما يسمى الموهبة ، كانت مواسم الحصاد و اللون الأصفر يثير انتباهي و كنت اقضي أمسيات الصيف وأنا ممددة لساعات أراقب فيها دوران و لمعان النجوم و نهارا كانت الغيوم تبهرني . اعتقدت بانها أطنان من القطن الناعم او مرجوحات ثلجية ، أي ان السماء و الأفق كانا بمثابة المرسم لي وأنا ارسم هناك عالمي الخاص. كنت شغوفة بالدروب وبالطرقات و كانت هواية جمع الحجارة الصغيرة و الملونة تخطفني خطفا و أنا بين الأطفال .
ثم بدأت اهتم بالأغاني الفولكلورية و كان ابي مولعا بالموسيقا و كانت حاضرة بشكل يومي في البيت و ترافقنا أينما تواجدنا، تطورت الحالة و بدأت بهواية جمع الأقلام و من ثم بدأت أغوص في الكتب و قصص الأطفال الموجودة وقتها مثل كليلة و دمنة و مجلة اسامة.
تلك كانت جزيئات البوادر الاولى لانطلاق الروح الثائرة و ما ان تعلمت الحرف حتى فردت جناحاتي و حاولت الطيران.
* ومن كان الداعم الأول لك؟
– أغوتني الكتب و لم انتبه لاشياء كثيرة و لكن كنا نملك مكتبة بالعربية و مئات الكتب و التي تعود لأخي الأكبر فهو كان ايضا شغوفا بالقراءة، كنت اتمتع بحماية ابي وحصانته ولم اكن أقوم بالأعمال المنزلية كباقي اخوتي البنات و هكذا تمكنت من كسب الوقت للمطالعة و البحث عن حجارتي الساحرة لانحت فيها ورود الروح و لانقش عليها بكل جرأة و تحدي أحصنتي النبيلة و هي تصارع الريح و أغلال الجهات المغلقة.
* ما هو سر شغفك بالقراءة و الكتابة؟
– هذا السر مرتبط بكل ما تحدثت عنه في إجابتي الأولى ، مرتبط بانبعاثات الروح و هي تبحث بشغف عن جماليات الكينونة و ابداعات الخلق، المعنى لوجودنا ليس البيولوجي و لكن لمعاني سمو الذات و انطلاقة الروح صوب الامتناهي ، نحو الآفاق الفنية البديعة. اعتقد بانني لا ابحث عن الجديد في الكتب بقدر ما أسعى الى فهم ماهية الروح و السر الأعظم لوجودنا ها هنا على سفح هذه السفينة ، أين هي ماضية بنا، أي محيطات ستجوب بعد، كم من الامواج و الرياح ستصارع قبل ان تصل الى بر الصمت؟!
أنا اكتب لأشعر بانني كائن يستحق الحياة، اعتقد بان الهدف من الخليقة اكثر من الغرائز و كل الماديات المغرية و الموجودة، نحن كائنات زرع فيها كل بذور الجمال و ما علينا الا الاهتمام بها لتزهر جمالا. ما أتكلم عنه ليس من خيال المدينة الفاضلة لا اطلاقا، أنا أتكلم من قلب عاشق للجمال و يقدس الله ونوره و محبته العميقة في طيات ارواحنا المتعبة .
* ما هي مقومات نجاح الكاتب و الشاعر؟
– ان لا يسعى الى النجاح بقدر ما يسعى الى الجمال؟؟؟
ان يكتب شعوره و احاسيسه بكل وفاء و إخلاص ، حقيقة أنا اكره الانتماء الى مدرسة ادبية بحد ذاتها لانني حينها اشعر بوجود القيود و انا لا احبذ القيود. الكتابة انطلاقة و حصان منطلق يمكن ترويض القلم بعض الشئ و لكن من الصعب جدا الإمساك بحصان الريح و من الغباء التكهن بموت الفينيق، و الكتابة فينيق ينهض من الرماد مجددا لينطلق صوب فردوس الجمال و منبع النور.
* هل واجهت صعوبات في حياتك الأدبية؟
– كل الحياة الأدبية مواجهة، مواجهة ضد المألوف ، التقليد، الموجود، المتوارث من القيود ، الكم الهائل من العري الأخلاقي و النشاز الأعمى و كل ما الى ذلك. حسنا من منا لم يواجه الصعوبات، هي تعيق ولكنها ايضا تدفع المبدع الحقيقي صوب المزيد من المثابرة و الاجتهاد لكسر كل ما هو صنم و خالي من الروح. ذات يوم من عام ١٩٨٨ قررت العودة و بشكل كلي فقط للكتابة بالكردية و لم اكن اجيد منها غير لغة العائلة الشفاهية، عدت لأبدأ من جديد بالنقش على الحجر طالما لا املك وسيلة أخرى و بالسهر و الاجتهاد وصلت وغدا الحجر هيكلا و منحوتا لا مثيل له.
بداية عبرت عن نفسي بلغة إنسانية محايدة، تملكني الخجل و الخوف معا، كنت اشعر حينها بانني اخون روحية الإبداع المتجذرة في أعماقي السحيقة، كان القلم يرشقني بنظرات تأنيب غريبة و لهذا قررت اخيرا ان اكتب ذاتي و ليس ذات الجارة!
واليوم أراني ممتنة من نفسي فلقد كسرت الحواجز و احرقت كل الأغلال و شكرا لله الذي ساندني و منحني روح العزيمة والتمرد لأكون ذاتي و بكل حرية .
* هل تبحثين عن الشهرة أم عن النطج الثقافي و الفكري؟
– لا ابحث مطلقا الا إذا كنت بصدد كتابة بحث ؟! نحن نتكلم هنا عن روح الإبداع و لهذا لا ابحث لا عن الشهرة و لا عن النطج الثقافي و الفكري؟! الشهرة لا تهمني و لكن تهمني جمالية ما اتركه ميراثا لأجيال القادمة، و بصدد النطج،،،،، هو كفيل بالقدوم نحوي طالما انا اسير في الدرب الصحيح للغابة.
يوميا انا ابحث عن معاني الجمال و طالما ساعدتني الظروف و الوقت كوني أم و لدي انشغالات أخرى ، احب رياضة المشي و لدي شغف لامثيل له للموسيقا، احب الحقول و اهوى الدروب و أمارس طقوسي الخاصة باليوكا، كما احب قراءة الشعر و الروايات و كلها مسالك بحث بديعة.
* هل تكتبين بمجال واحد أم بعدة مجالات؟
– الى جانب الشعر اكتب المقالة و لي كتاب منشور يضم بين طياته بعض من سيرتي و تجاربي في الحياة و كذلك بعض من آرائي و نظرتي لمختلف مجالات الحياة الاجتماعية و الثقافية. كذلك لدي قراءة متواضعة لرواية مريم للروائي الكردي الأستاذ صبري سليفاني و قراءة أخرى للروائي الأستاذ جان دوست و كذلك لدي بحث في موضوع التربية و بناء شخصية الطفل الواثق من نفسه و كلها منشورة في المجلات و المواقع الإلكترونية الكردية المختلفة.
* بمن تأثرت من الشعراء والكتاب ؟و ما هو الكتاب المفضل لديك؟
– نحن حيوات تؤثر و تتاثر لا محالة، تأثرت و انا طفلة بميراث الثقافة الشفاهية للشعب الكردي و كانت للموسيقا و نمط الغناء الكلاسيكي تاثير بالغ على تكوين شخصيتي الأدبية و تأثرت بالاندلسيات و الشعر العربي الأندلسي .لا ادري حقا بمن تأثرت ، قد يكون كتابا او شجرة او شجن او خرير ساقية جارية، نرجس بري وكل ماهو جميل ، انا اقرأ كلما أسعفني الوقت و لكتاب كثر و اكثر الكتب لدي قداسة هو ديوان الشاعر الملا الجزيري ، قد ابدع العاشق الولهان والمتصوف العطش شعرا وانا اعود له احيانا، اي الى النبع الغزير و الوفير.
* ما هي اهم المواضيع اللتي تم طرحها في إشعارك ؟
– بداية الوطن و الى النهاية اجده امامي، انا اكتب عن كل معاني الجمال من قطعان الغزلان و أسراب الطيور و نجوم الثريا ، مواسم الزهور و السمو في الحب ولغته تغريني حتما ، انا الان و اكثر من اي وقت ماض اكتب ذاتي و كينونتي المبعثرة ها هنا في الدروب و المتواجدة في روح الغابة و الشجرة، النجمة و الفراشة، في تراتيل اناشيد الصباح و ترنيمات أواخر الليل !
* حدثينا عن اعمالك الشعرية المطبوعة ورقيا او المنشورة إلكترونياً ككتاب؟
– لدي تسعة كتب مطبوعة واحد منها فقط ليس بكتاب شعري بل سيرة واراء. وهي كالتالي:
١- احرف الحب( شعر ٢٠٠٧)
٢- أفق ممتلئة بالعندكو ( شعر ٢٠٠٨) و العندكو عشبة عطرية تتواجد في مناطقنا بشكل جميل .
٣- بين انفاس الآلام ( شعر ٢٠١٠)
٤- على أطلال وطن جريح انزف ( ٢٠١٢ شعر )
٥- قلادة من الزنابق ( شعر موزون بعض الشئ ٢٠١٣ )
٦- نحو مواسم العشق ( شعر ٢٠١٥ )
٧- الدروب المخضرة ( شعر ٢٠١٩ )
٨- من جعبة الحياة ( آراء و بعض من السيرة و تجارب الحياة ٢٠٢٠)
٩- نقش روح الصمت ( شعر ٢٠٢١)
لا املك كتبا مطبوعة إلكترونية حتى الان ، لم أسعى لذلك حتى الان.
* ما هي اول قصيدة كتبتها ما كان موضوعها واين نشرت؟
– اول قصيدة بالكردية نشرت كانت عام ١٩٨٨ في مجلة كلاويچ و كانت صرخة ضد الظلم و كارثة حلبجة حين زبحت بسكاكين الغدر وانعدام الضمير و السكوت العالمي الرهيب .
* ما هي نظرتك للمرأة الكاتبة او الشاعرة؟
– انها مخلوقة يجدها المجتمع غريبة الأطوار او تتعمد الانعزال ، علما انها كوكب ممتلئ حبا للحياة وتسعى للسمو بالمجتمع نحو مواسم العشق و بيادر الجماليات ، انها قيثارة تنشد للحب و التعايش السلمي و الأخوة البشرية . انها ناي ذو صوت خافت و شجن حزين تغرد صباحات النور عندما يشرق الفجر ، عندما تدعونا عبق الزهور للمحبة و عندما يغرينا همسات الأفق و احمرار المغيب بالعودة لكأس النبيذ، للحب . هي لاتختلف عن الكاتب او الشاعر طالما هما في نفس طريق الإبداع .
* كيف ترين هذا الجيل الجديد قارئ أم لا بأس به في الوقت الراهن؟
– لابأس به و لكن غدا؟؟؟ و مع استمرار إغراءات العوالم الجديدة و التطور التكنولوجي الرهيب، كانت طفولتنا بريئة و كنا نمضي الوقت بدون تعقيدات و كان الحقل و البيدر و الرصيف و الشجرة مواطننا و اليوم بات الموطن عالما افتراضيا و الملعب ألعاب غير بريئة على الإطلاق ، كنا نقوم بابتكار الباربي و عرائسنا من بقايا الأقمشة و الأعواد المتوفرة، الكومبيوترات باتت ترسمها للأطفال و المتاجر تبيع كل شئ جاهز و في علب هدايا بديعة و لهذا باتت المجتمعات و الطفولة تحديدا تعاني من مشاكل نفسية يعجز العلم عن ايجاد حلول لها. كنت اقرأ لأطفالي و أتلو لهم القصص المختلفة و لكنهم و كشريحة من هذا الجيل الجديد باتوا يبتعدون عن الكتاب و يفضلون المعلومات الجاهزة من العم گوگل.
* ماذا اعطاك الدرس الأول في حياتك؟
– يومها كنت صغيرة جدا، كان لأبي مخبأ سري في الغرفة المجاورة لغرفة المعيشة في قرية الشلهومية و كان تحت الأرض ، في قطعة القماش الملفوفة بأحكام كانت توجد صورة للبارزاني الخالد مصطفى و علم كردستان كان يقول هذه هي رموزنا المقدسة و كان يجعلنا نقبل العلم و الصورة ومن ثم كان يعيد كل شئ كالسابق و هذا كان درس الوطنية الأول في حياتي ككاتبة و شاعرة و أعطاني محبة بلادي و نظرة اختلافي عن الآخر لاحقا في المدرسة الابتدائية .
* أي جمال يغريك وأي قبح يزعجك؟
– لي قلب فراشة تغريها أكمام الزهور الفاتنة و قناديل الاحتراق اللذيذ و لي جناحا فينيق أسطوري احلق بهما بعيدا وعاليا نحو ماهيات الجمال. أما القبح فهو غير موجود في قاموسي للحياة، لايجود ماهو قبيح، نحن من نشوه الأشياء لنسميها لاحقا القبح!
* ما اعظم جرح دفنتيه في حياتك؟
– ذات يوم سبت من شهر شباط عام ٢٠١٠ اتصل بي والدي، بدأ سعيدا للغاية و اخبرني بانه مشتاق لي ولإخوتي في الغربة وبانه كان يتمنى وجودنا جميعا الى جواره في عيد النيروز، قال لي بان الطقس جميل جدا و بدا متفائلا و نشيطا للغاية و كانت الصدمة حيث بلغت في اليوم الثاني بانه قد فقد حياته بسبب جلطة دماغية باغتته وهو في المقهى بين أصحابه في القامشلي. قالو عنه ولد أنيقاً و عاش أنيقاً ومات أنيقاً في ثواني لاغير . انا اعلم بان الموت حق و مدركة تماما باننا كلنا على نفس الطريق، لكنني كنت متعلقة به و كان الخبر مفاجئا وغير متوقع بتاتا. ذهب ابي و بقيت رائحته عالقة في روحي.
* اي خدش على جدار القلب؟
– القلب…! هذه العضلة التي تسكن أقفاصنا الصدرية و هذه المضخة الغريبة ، ترى ما كمية الروح اللتي تسكنها؟ الروح الناعمة و اللتي لاتكسرها كل العواصف و الرعود و لكن تخدش بمجرد كلمة، اي سحر للكلمة وهي قادرة على الخدش او على العكس تماما قادرة على زرع برزة الحب و الوئام . لاأحد منا بعيد من ان يناله الخدش.
* اي وجه عالق على جدار الذاكرة؟
– هو وجه آلان الكردي وهو يرضع من صدر رمال بحر ايجه في ٢. سبتمبر عام ٢٠١٥…كتبت صرختي و لوعتي علي شكل قصيدة تسمى ( آلان نامه) رسالة آلان . على فكرة لم تبتلع الامواج جسده الطرية، بل أرسلته كرسالة للضمير البشري و لم نتعظ و لازالت البحار و اسماك القرش تفترس الطفولة و حماة الطفولة ينامون على ريش الأطفال و أجنحتهم البريئة.
* متى تقولين ان الصمت لغتي؟
– عندما أتكلم مع أشجار الغابة و الحقول اللتي تجاور الدروب ، عندما تخطفني الموسيقا الى عوالم راقية جدا، عندما تغريني لوحة تشكيلية بالغوص عميقا، عندما اعثر على حجر جميل فأتذكر طفولتي، عندما يخرس قلمي و تغدوا أصابعي أحصنة برية تسابق الجهات و ترفض السكن في المربعات، هي وليدة الدوائر المنفتحة على الآفاق و من الصعب ترويضها و ترويض ذلك الصمت الذي يلفها !
* وهل الصمت استسلام؟
– نعم الصمت استسلام ولكن للضعفاء فقط، أما صمتي فهو قوة اكتسبتها بالممارسة و الصبر . إذا لم نتعلم من الصدمات و الخدوش و أتقنا فن القفز سنتعرض جميعا لامحالة للبؤس و الاستسلام و هذا ما ارفضه مطلقا، يعلمنا الفقدان المؤلم على التمسك و الإيجابية ، انا إنسانة مؤمنة بوجود العدالة الآلهية وهي كفيلة بالأخذ بي نحو ما احب و أتمنى .
* ومتى يكون الصمت فخامة؟
– الصمت يكون فخامة ، بل يكون رقيا حين تتكلم الأعين بما يعجز اللسان عن البوح به.
* متى يكون الصمت لغة للعظماء؟
– حين يتجسد في روح الإبداع سواء كانت قصيدة او لوحة تشكيلية او مقطوعة موسيقية، او اي فن اخر . يمضي البستاني جل وقته و هو يتحدث الى زهوره و نباتاته اليانعة و البهية…. أليس هذا جميلا ؟
حين يخاصم العظيم الكلام و يهرول نحو حضن السكينة و الهدوء في كتابه او مرسمه او على الته الموسيقية .
* و متى يكون الصمت متعب لك؟
– حين تقرر الصمت بينما الآخرون يدفعونك للكلام، حين تحاول البقاء في رقي و انسجام داخلي و الآخرون يسيئون الظن و يفسرون الصمت استسلاما او هربا.
* اي الأبواب لاتطرقين؟
– الأبواب الجاهزة قبلا للإغلاق ، أبواب اللؤماء و المستغلين و التافهين و أبواب أناس بارعين في ارتداء الأقنعة .
* وأي رحيل يؤلمك؟
– الرحيل الإجباري دون وجود الرغبة و الشغف للرحيل. ايضا مؤلم جدا ان تفقد اناسا أحببتهم ذات يوم و مالبثوا ان غادروا دون سبب واضح وإجابات مقنعة.
* وأي غربة توجعك؟
– الغربة عن الوطن و مكان الصبا ، عن رائحة التراب الذي صنعت منه، ايضا ان تشعر بالغربة و أنت بين اهلك و ناسك لانهم لايبذلون القليل من الجهد ليفهموك.
* متى تصدأ القلوب؟
لا اعتقد بانها تصدأ من تلقاء نفسها فهي تسكن في الأمان ولكن الصدأ يأتي لاحقا من عوامل و ظروف نتعرض لها تكرارا و مجددا.
* ومتى تقولين لا جدوى؟
– حاليا في المحاولة الاولى، نحن نكبر و مع كل يوم اخر نتعلم من دروس الحياة. و السعي نحو المستحيل حماقة نرتكبها جميعا و لكنهم فقط الاذكياء يعودون عنه و يبدلون الوجهة لما هو ممكن و جدير المنال.
* بماذا تخاطبين الماضي و الحاضر و المستقبل؟
– الماضي صنع الحاضر و المستقبل وليد الحاضر، لهذا اعتقد بان نترك الماضي من الأمور للماضي و ان نهتم بما هو موجود حاليا و لو ركزنا على هذه اللحظة اللتي نحياها بالشكل المطلوب فسيكون الغد أفضلا . ثمة من يعيش حتى الان للماضي و لهذا يظل الشخص عاجزا من الخطو نحو الإمام و ثمة من يبعثر حاضره لانه لايؤمن أصلا بفكرة وجودية المستقبل وثمة من يعيش شبابه كله لتأسيس المستقبل و هذا ايضا خطأ! علينا ايجاد توازنات لنتمكن من العيش بالشكل الجدير .
* فلسفتك في ثلاث كلمات؟
جميل جدا ولكن سأرد عليك بثلاث جمل هي ابلغ:
1) انا اكتب إذا انا أعيش فالجسد وعاء و الروح انطلاقة !
2) الله …! جمال و انفاسه متجسدة في كل ما هو جميل!
3) ليست مهمتي إصلاح المجتمع بل السمو به نحو منابع الإصلاح و الرقي!
* هل لديك اضافة على هذا الحوار الممتع؟
– لأكثر من ثلاثين سنة لم أمارس الكتابة بالعربية و انا اللتي ابدعت بها بداية و لاهجرها سريعا و اعود للغتي الكردية فانا شغوفة بها طالما تذكرت بانني مارست و بعزيمة وحرفية فن النقش على الحجر و بعودتي لها عدت للحرف صفر لانطلق من هناك.
اؤرقتني واخافتني فكرة الحوار معك كتابيا و هذا كان بمثابة الامتحان الكتابي لي، حقا هذا اول حوار لي بالعربية لكنها الأسئلة الذكية و البارعة هي اللتي أغرتني فعلا بالموافقة و الإجابة فشكرا لك على هذه الاستضافة المختلفة في رحاب اللغة العربية الجميلة ايضا وأتمنى لك و للحوار كل النجاح و الموفقية.
مع فائق التقدير والاحترام.
٢٧ يناير ٢٠٢٢.
———–
جريدة الشرق الدولية