يوم القصّة الكُردية.. والمسابقة في الشّهر السّادس

تُعَدّ القصّة القصيرة أحد الفنون السّردية التي تقدّم عُصارةَ خبرات الإنسان وتجاربه في الحياة في إطارٍ فنيّ سواء بشكلٍ واقعي أم خيالي، ولعبت وماتزال دوراً كبيراً في تشكيل الوعي الاجتماعي والفكري والسّياسي.
ومن أحد أهمّ فوائد القصّة القصيرة، إحداث المتعة الفنيّة لدى المتلقي وتنمية الخيال الذي يُعَدّ الجانب المكمّل للمعرفة، وبه يبني الإنسان أشياء غير موجودة أصلاً عكس المعرفة التي تتناول الموجود فقط.
تناول الكُرد هذا الفنّ في إطار الحكاية الشّعبية، والأغاني، وهناك عشرات القصص التي رواها الكُردُ في المجالس والمضافات الكردية في الأرياف، والجداتُ الكرديات أبدعْنَ في سرد قصص الأطفال الخيالية عن الحيوانات لحفدائهن ليالي الشتاء.
  ورغم الزحّف الهائل للرّواية في العقدين الماضيين إلى السّاحة الأدبية وطغيانها إلا أنّ القصّة ماتزال تحتفظ بمكانتها بدلالة نشر عشرات المجموعات القصصية هنا وهناك، ناهيك عن نشرها في الصّحف والمواقع الاكترونية وفي مواقع التّواصل الاجتماعي. فسرعة إيقاع الحياة والضغط الهائل على الإنسان نتيجة كثرة الالتزامات وإحساسه بضيق الزّمن، وتراكم المسؤوليات الحياتية لاتوفّر الوقت الكافي لقراءة السّرديات الطّويلة رغم أهميتها القصوى، بينما يستطيع الإنسان قراءة نصّ قصصي قصير خلال لحظات.
اهتمّ الشّعراء الكُرد في العصور الغابرة بفنّ القصّة الشّعرية، فقد نظّم فَقي طيران (1590-1660) قصة الشّيخ الصّنعاني شعراً ومن القصص الكردية الشهيرة قصة مم و زين التي نظّمها الشّاعر الكردي الشهير أحمد خاني (1651-1709) وتُعدّ ملحمة قصصية. 
وشهد هذا الفنّ تحولاً كبيراً على يد العالم الكردي محمود بايزيدي (1797-1867) الذي اتّجه إلى النّثر السّردي، فقد جمع أربعين حكاية كردية في كتاب نشره القنصل الرّوسي لدى الدّولة العثمانية ألكسندر جابا في بطرسبورغ عام 1880 بعنوان جامع الحكايات.
ورغم غياب الدّراسات النّقدية الحديثة في هذا المضمار إلا أنّه ثمّة إجماع على أن القصّة القصيرة الكرديّة بشكلها الفنّي الحديث بدأت على يد الكاتب فؤاد تمو الذي نشر قصة في أول عددٍ من جريدة (روزا كُرد) في حزيران عام 1913م باسم جيروك (çîrok).
لذلك أقام اتحاد كتاب كردستان سوريا مهرجان القصة القصيرة الكردية الأول في قامشلو في حزيران سنة 2014م في قاعة سوبارتو استمرّ أسبوعاً، وبذلك يكون يوم السّادس من حزيران يوماً للقصة الكردية. 
ومن أجل دعم اللّغة الكردية وهذا الفنّ الجميل تعلن ممثلية اتحاد كتاب كردستان (لجنة الأنشطة) عن المسابقة القصصية لعام2024م.
المسابقة القصصية
تدعو ممثلية اتحاد كتاب كردستان في أوربا الكتّاب الكُرد إلى المشاركة في هذه المسابقة وفق الصّيغة التّالية:
إرسال إنتاجهم القصصي على برنامج word كرسالة مرفقة (وليس ضمن جسم الرسالة) إلى البريد الاكتروني (حروف الايميل صغيرة):
 yekitinonrti@gmail.com
يبـدأ استـلام القصص المشاركة اعتبارًا من الأول من شهر كانون الأول 1122023م وحتى الأول من شهر شهر شباط (122024) ولن تدخل القصص المُرسَلة بعد هذا التّاريخ في المسابقة.
تقوم اللجنة الإدارية التّابعة لقسم القصّة الخاصّة بالمسابقة بتحويل كل القصص المتنافسة في بداية شهر شباط، إلى لجنة التّحكيم المستقلّة المؤلّفة من عددٍ من الكتّابٍ ممن لهم خبرة في هذا الفنّ، لاختيار أفضل ثلاث قصص من حيث «الفكرة، واللّغة والعناصر الفنية»، ولن تتدخّل اللّجنة الإدارية وممثلية الاتحاد في مسألة التقييم والاختيار.
درجات التقدير والتكريم:
اختيار القصص العشرة الأولى من حيث الدرجات لترجمتها إلى لغات أخرى، منها إلى العربية، ونشرها في مجلة «بينوسا آزاد» الفصلية تباعاً، التي يصدرها الاتّحاد ورقياً في قامشلي ، وثمّ طباعتها ونشرها في كتاب.  
تكريم الفائزين بجوائز عينية ومادية كما يلي:
 الفئائز الأول: 300 دولار، والثّاني 200 دولار والثالث 100 دولار.  
وسيعلن عن أسماء الفائزين في الحفل الذي ستقيمه ممثلية الاتحاد في الثّامن من شهر حزيران القادم، السبت 862024م في ألمانيا (سُيحَدّد المكان لاحقاً).
سيقرأ الفائزون الثلاثة قصصهم على مسامع الجمهور، بحضور لجنة التحكيم التي ستجيب عن أسئلة الحضور وسبب اختيارهم لها.
شروط الاشتراك:
-إرسال النّصّ المشارك كرسالة مرفقة وفق نظام وورد (Word) إلى البريد الاكتروني الخاصّ بالمسابقة yekitinonrti@gmail.com وليس من خلال جسم الرسالة. 
-ألا تكون القصّة منشورة سابقاً في أي من الوسائل الإعلامية، أو حازت على أي جائزة من قبل.
-أن تكون مكتوبة باللّغة الكردية بالحروف اللاتينية. 
-أن يشترك المتسابق بقصّة واحدة، وفي حال إرسال أكثر من نصّ ستُضَع الأولى في عين الاعتبار، على ألا يزيد حجم القصة عن 1500 كلمة ولا يقلّ عن 300 كلمة.
-أن يرسل كل مشترك بياناته الشّخصية ورقم هاتفه أو البريد الإلكتروني مع صورة شخصية ملونة إلى البريد المذكور.
ممثلية اتحاد كتاب كردستان في أوربا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…