(عندما يُحبُّ الشاعرُ…)

عبد الستار نورعلي

هذا المُحِبُّ أفانينٌ وموسيقى
مُعتّقٌ في دِنانِ الشِّعرِ تعتيقا
مِنْ خمرةِ الحُبِّ يَسقينا سُلافتَها
مِنْ خمرةِ الشِّعرِ يروينا  أباريقا
بتلكَ نثملُ حتى آخرِ  الرَّمَقِ
وهذهِ تُحرقُ الأنفاسَ تحريقا
عندَ المناجاةِ غِرِّيدٌ فيُطربُنا
مُفلِّقٌ لأغاني الحُبِّ تفليقا   
وفي الشدائدِ سَيفٌ صارمٌ ذَلِقٌ
نسرٌ  يُحلِّقُ في الآفاقِ  تحليقا
الشاعرُ الحرُّ صوتٌ صادِحٌ وصدىً
وصادقٌ … يملأُ الأسماعَ  تصديقا
وصائغٌ ماهرٌ للقولِ ينسجُهُ
مُزوَّقاً  ببريقِ الماسِ تزويقا
عندَ المُحبينَ صَبٌّ بالهوى نَزِقٌ
يهديهمُ القولَ تجميلاً وتشويقا
وللرذائلِ شرَّاحٌ ، ومِبضعُهُ 
مُمزِّقٌ لِسِتارِ القُبحِ تمزيقا
إنَّ القصيدةُ كَشْفٌ ذاتَ صاحبِها
مُطوَّقاً  بذواتِ  الجَمْعِ   تطويقا
الذَّاتُ يا صاحبي ذاتي وذاتُكُمُ
وذاتُ كلِّ نظيرٍ عاشرَ الضِيْقا
فإنّما الأممُ الأشعارُ مارفعَتْ
ذواتَـهمْ  ألَقاً … تزدادُ تأليقا
عبد الستار نورعلي
تموز 2023 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم سمو ـ المانيا

بين “سؤال الشعر” او قل سؤال العشق وسؤال الوجود:

في إطار العلاقة التي يقيمها “هايدغر” بين “سؤال الشعر” و”سؤال الوجود”، تتفتح تجربة سعيد تحسين الشعرية على آفاق الممكن، بما يمكّنها من تجاوز حدود الواقع المألوف صوب أبعاد أكثر عمقا وكثافة. هنا، لا تقتصر الكلمة على أداء وظيفتها التعبيرية التقليدية، بل تتحول…

سيماڤ خالد محمد

هؤلاء أصدقائي كلنا جئنا من جهات مختلفة من سوريا (عفرين، كوباني، قامشلو والحسكة)، نحن أبناء مدن كانت بعيدة عن بعضها، ولكن الغربة قربتنا حتى صار بيننا ما هو أقرب من المدن.

لم يكن يخطر ببالي أننا سنلتقي يوماً ولا أن قلوبنا ستتشابك بهذه الطريقة، لكن الغربة بحنينها القاسي جمعتنا، وجعلت من…

حيدر عمر

 

نماذج من حكايات شعوبٍ آسيوية

1 .حكايات ذات نهايات سعيدة.

 

يمكن اعتبار حكاية “علاءالدين والمصباح السحري” من حكايات “ألف ليلة وليلة”، نموذجاً للحكايات التي تنتهي بنهايات سعيدة إذ نجد علاء الدين يصيب الغنى بمساعدة جنّي عملاق يخرج من مصباح قديم وجده في مغارة.

كان لعلاء الدين عمٌّ جشعٌ، طلب منه دخول المغارة للبحث عمّا…

زوزانا ويسو بوزان

حبّذا لو نتغاضى طرفًا…
نمرُّ هامشيّين على أطراف القرى،
نسيرُ كما يشاء لنا الريح،
نخطفُ فاكهتنا من حقائب الغجر،
ندخلُ خيامهم سرًا،
نغفو على موسيقاهم،
ونحلمُ كما يحلمُ الغرباء.

أغوصُ في التغاضي،
ألهثُ خلف أحاسيس مبعثرة،
ألملمُ شظايا ذكرياتٍ،
أتخاصمُ مع الواقع،
كأنني أفتّشُ في سرابٍ لا ينتهي.

كما أنقبُ عن ذاتي،
في مرآةٍ مكسورة،
ترسمُ ملامحي كما تشتهي،
تغفلُ ما خُطَّ على جبهتي من تجاعيدِ الرحيل،
ولا تُظهرُ…