محمد العزو أبو آثار
نتيجةً للفوضى الخلاقة التي اجتاحت “سورية” بشكل عام ومدينة “الرقة” بشكل خاص، في السنة الثانية من العقد الثاني للألفية الميلادية الثالثة حيث كانت التغريبة الرقاوية وكان الشتات، والشتات مصطلح يطلق على الأماكن التي توجد فيها شعوب مهاجرة من ديارها في مناطق متعددة من العالم, ليصبحوا فيها مشتتين يشكلون مجموعات متباعدة, لكنهم يتفاعلون فيما بينهم بشتى الوسائل والطرق للتنسيق لمحاولة العودة إلى أرض الديار ومسقط الرأس.
في الواقع ليس هناك من فرق بين الشتات والتغريبة.. فالتغريبة في التراث الإنساني مفردة تستخدم للدلالة على الهجرة القسرية عن أرض الوطن أو عن أرض مسقط الرأس, والتشرد في جهات الأرض طلباً للأمن والاستقرار، والتغريبة الرقاوية رديفة للتشرد والألم والمعاناة والحنين للوطن وأرض الديار…
لقد اتسع حجم التغريبة الرقاوية أثناء قيام الحرب على المدينة, وشملت مجموعات كبيرة من الأدباء والشعراء والفنانين التشكليين, الذين فروا من سعير الحرب وقطع الرؤوس إلى دول غربية وآسيوية طلباً للأمن والأمان, ومن هؤلاء الذين نجوا بأنفسهم. الصديق الفنان التشكيلي والشاعر والحارث في تاريخ “الرقة” الفنان “علي شيخو برازي” الذي حط به الترحال في مدينة “أربيل” عاصمة إقليم كرد ستان العراق.. ذاتية الفنان “علي” تقول أنه من مواليد قرية “سويدية كبيرة” في محافظة “الرقة” عام/1963/م، وهذه القرية كبيرة الحجم تمتد على الجرف الأيسر لنهر “الفرات” بطول/7/كم. وهذا الجرف يضم مجموعة هائلة من الكهوف القديمة التي صنعها وسكنها إنسان العصر الحجري القديم على ضفاف “الفرات”، ويبدو أن هذه الكهوف سكنت مرة ثانية في العصر المسيحي المبكر من قبل الناس الذين صدقوا السيد المسيح عليه السلام واتبعوه إذ أنهم فروا من بطش الدولة الرومانية الوثنية.
يرسخ هذا الإعتقاد وجود الحنايا المحفورة في جدران تلك الكهوف، لذلك ليس غريباً أن يكون لدى الفنان “علي” ولع مبكر في قراءة وكتابة التاريخ. بعد أن انتقلت عائلته إلى مدينة “الرقة”. حيث التقى فيها وجهاً لوجه مع بقايا آثار المدينة من العصر الإسلامي فنراه قد انكب على قراءة كتب التاريخ وكتب فيه وكتب أيضاً في النقد والفلكلور بالإضافة إلى الشعر.. الفنان “علي شيخو” درس المراحل الثلاثة /الإبتدائية والاإعدادية والثانوية/ في مدارس “الرقة”، ثم أنه تخرج من مركز الفنون التشكيلية في “الرقة” السورية التي على “الفرات” في عام /1988/م. ثم انتسب إلى حركة تجمع الفنانين التشكيليين في “الرقة” في عام/1994/م وإلى نقابة الفنانين التشكيليين في “سوريا” منذ عام/1999/م.. بعد التغريبة الرقاوية واستقراره في مدينة “أربيل” أصبح عضو نقابة فناني “كرد ستان العراق” منذ العام الميلادي/2012/.. الفنان “علي” عمل طوال تجربته في ممارسة الفن التشكيلي على إيجاد هوية فنية خاصة به، وخلال تجربته الفنية هذه تفرد وسما بأسلوب وموضوعات فنية اختارها بنفسه، مكنته من ذلك الحالة البيئية والثقافية للجزيرة الفراتية الغنية برموزها ودلالاتها التاريخية, التي تميز هذه الجغرافيا ومكوناتها الاثنية، إضافة لتاريخها المتنوع الذي ضم في ثناياه تنوع فسيفسائي غني وزاخر بأشكاله الثقافية العريقة.
بهذا المخزون الثقافي المتنوع تأثر الفنان “علي”. بهذا الصدد يقول: (.. تأثرت جداً بهذه الثقافة العريقة المتنوعة، وأخذت الكثير منها مادة لأعمالي الفنية، وشدني في بادئ الأمر جمال فولكلور الجزيرة الفراتية، من زي وأدوات ورموز كانت من مكونات لوحتي الفنية، حملت في طياتها أبعاد جمالية وقيم حضارية).. الفنان “علي” في مسيرة تجربته الفنية أخذ من كل بحر قطرة، بما يعني أنه أخذ من كل المدارس الفنية ما يزهي لوحته إلى أن تشكلت لديه خلفية فنية مغايرة، مكنته من ترسيخ وتشكيل هويته الخاصة به. وقراءة متأنية لمعظم لوحات الفنان “علي” نلحظ ذلك الخيط العميق الذي شكل العمق الثقافي لمنطقة الجزيرة السورية الفراتية العليا.. المدرسة الواقعية التي هي تعنى بتصوير الأشياء والعلاقات بصورة جلية كما في العالم المرئي الواقعي وتعنى أيضا بتصوير الجوهر الداخلي للأشياء دون الجنوح نحو الفانتازيا تتجلى في لوحاته من خلال تأثير البيئة الإجتماعية ومجريات الحياة اليومية. أما “التجريدية” التي تعتمد في الأداء على أشكال ونماذج مجردة بعيدة عن مشابهة المشخصات والمرئيات في صورتها الطبيعية والواقعية مع البعد عن الأشكال الهندسية، كانت من تأثير التقنيات الفنية الجديدة، وباحتمال كبير كان مرد ذلك نتيجة التمازج الفكري المبهم، حتى أن المسارات الفكرية أصبحت اليوم تتلاقى من خلال العالم الافتراضي, نتيجة للتطور الحاصل في الشبكة العنكبوتية.. يقول الفنان “علي”: (.. تلاقي هذه المسارات الفكرية من خلال العالم الافتراضي، وقد يؤدي ذلك إلى ولادة جنين فني هجين. وعن المدرسة الحديثة الفنان “علي برازي” يقول: (.. والمدرسة الحديثة في الفن التشكيلي كما نتابعها، تبحث دائماً عن الموضوع الذي يتجاوز التوقعات، لكن هذا التجاوز يفرض نفسه كذائقة فنية جديدة.). ومن خلال مسيرة وتجربة الفنان “علي شيخو برازي” التشكيلية يروي أنه أدرك بحسه الفني والذائقة الجمالية أن كل المدارس الفنية أحاطت محيطها حتى تفهم وتستوعب روح هذا العصر .. وفي مجال النشر والبحث العلمي نرى أن الفنان “علي شيخو برازي” قد كتب عن المرأة الكوردية في المجتمع العشائري ويرى أنها أخذت حيزاً واسعاً في التاريخ، من حيث دورها المتميز في المجتمع، إذ أنها كانت حاضرة في كل الأمور الحياتية كونها أهلاً للثقة. في الإدارة والثقافة وفي الحرب أيضاً. لذلك نجد أن الفنان “علي” بالإضافة إلى عشقه الأبدي للفنون الجميلة والشعر، كان وما زال يبحث عن الحقيقة في التاريخ والتراث الشفوي، حيث تظهر بصمات له من ما يكتبه وما ينشره من أبحاث بذل فيها جهداً ووقتاً مهماً ليكون على قدر في تبنيه لمسؤولياته تجاه مجتمعه. “علي شيخو برازي” كما عرفته كان وما زال حسن الخلق، محبوب بين أصدقائه ورفاقه..
– أهم نتاجات الفنان “علي شيخو برازي” التشكيلية والأدبية :
– عائلة الفنان علي شيخو برازي قدمت الرقة من منطقة عين العرب – سوريا . عام /1963/م
علي شيخو برازي فنان تشكيلي وشاعر وباحث .
– ولد في قرية السويدية الواقعة غربي الرقة ترعرع وعاش حياته في مدينة الرقة .
– كتب في النقد والتاريخ والفولوكلور بالإضافة إلى الشعر. .
– خريج معهد الفنون التشكيلية – الرقة – سوريا عام 1988 .
– عضو نقابة الفنانين التشكيليين – سوريا منذ عام 1999 .
– عضو تجمع فناني الرقة 1994 .
– عضو نقابة فناني كردستان – العراق منذ 2012
– عضو مؤسس في نقابة فناني كوردستان – عام 2013 أربيل
– انتخبت نقيبا لفناني كوردستان – روجآفا 2015 في أربيل .
– عضو مؤسس في نقابة صحفي كوردستان – سوريا 2013 أربيل
– عمل معدا ومقدما لبرنامج إذاعي في إذاعة روجآفا في أربيل 2015-216.. عمل مدرسا لمادتي الفنون واللغة العربية في مدارس أربيل من عام 2014 – 2020 .
– وهو رئيس فرع هولير لاتحاد كتاب كوردستان سوريا حاليا..
المعارض التشكيلية الفردية :
معرض فردي – بيروت لبنان – عام 2000 .
معرض فردي – الرقة – سوريا عام 2002 .
معرض فردي – أورفا – تركيا عام 2003 .
معرض ثنائي – كردستان – أربيل عام 2014 .
معرض فردي – كردستان – أربيل عام 2013 .
معرض فردي – كردستان – عين كاوا عام 2016 .
معرض فردي كردستان– مام زاوا عام 2017 .
معرض فردي كردستان–أربيل – في بيت الفولوكلور الكوردي 2019
بالإضافة لعشرات المشاركات داخل سوريا وخارجها.
صدر له باللغة العربية :
1 – موت الياسمين – شعر , مطبعة الرشيد الرقة – سوريا عام 1999 .
2 –طبول الضياع – شعر, مطبعة الرشيد الرقة – سوريا – عام 2004 .
3 البرازية – دراسة تاريخية طبعة , دار الينابيع – دمشق . عام 2010
صدر له باللغة الكوردية :
طبعة خاصة – حلب 1 – Xec û Siyamend , Risteçîrok , sal 2000
طبعة خاصة الرقة 2 – Ferat , Helbest , sal 2005 .
طبعة خاصة – حلب3 – Gulçînê ji dil , Helbest , 2006 .
طبعة خاصة – أربيل – كوردستان .4- Dîwana folklor , 2015 .Hewlêr
مطبعة آسمان – أربيل .5- Destana Hem û Kenê Mûsikê 2016 Hewlêr .
بالإضافة للمخطوطات التالية :
1 – تاريخ الكورد في الجزيرة السورية .
2 – تاريخ الكورد في سوريا ولبنان .
3 – من ذاكرة البرازية – قصص ووقائع .
4 – في رحاب سروج مجموعة مقالات عن أهل سروج
5 – أوراق على أرصفة الغربة – شعر
6 – مجموعة قصصية- الصديق عند الضيق .
7 – عشيرة الشيخان في كردستان- دراسة اجتماعية وتاريخية .
Bextê me kurdan – Helbest- 8 –
له عشرات القصائد المغناة باللغة الكوردية وبعض قصائد باللغة العربية
الذين غنوا قصائده الشعرية :
محمود عزيز شاكر – مصطفى خالد – حسين شاكر- زويا – ليلوز- جانيار- سعدون كوباني
بالإضافة لفنانين شباب لم يأخذوا نصيبهم في الشهرة بعد. أول مادة نشرت له في مجلة الطريق, التابعة لحزب الشغيلة الكوردية في سوريا عام 1987, تحت عنوان: الأخوة العربية الكردية والحقائق التاريخية .
والمقال الثاني كان بعنوان : عبد الله گوران , حياته وشعره .
وكان ينشر دائما في هذه المجلة حتى عام 1991 .
ونشر في الصحف والدوريات السورية الكوردية والعربية, مثل: الفرات والرافقة , ,gelawêj – rê – zanîn – الحوار وغيرها منذ عام 1993 .