آليات الدماغ والعقل

ابراهيم البليهي

يغفل الكثيرون عن أهم الحقائق عن آليات الدماغ والعقل البشري إن الحقائق التي كشفها علم الأعصاب وبتضافر العلوم المعرفية يجب أن يهتم بها الجميع فليس أهم عند الإنسان من آلته العقلية …
إن الإنسان لا يولد بعقل وإنما يولد بقابليات فارغة إن كل فرد محكوم بما ينضاف إلى قابلياته إن عقل كل فرد هو نتاج البيئة التي ينشأ فيها كما أن قدراته تخضع لأسلوبه في تعبئة قابلياته وفي تشغيل وإدارة دماغه …
إن قدرة المحاكمة العقلية والقدرة اللغوية والقدرات المعرفية والإبداعية وكل ما يميز الإنسان هي نتاج قشرة الدماغ لكن هذه القشرة ليست مستقلة وإنما هي محكومة بشبكة الأعصاب وباستجابات الجسد التلقائية وبأجزاء الدماغ المختلفة مثل جذع الدماغ والمخيخ واللوزة والحصين وبطبيعة الدماغ التي تفتقر إلى وجود جهاز تحكُّم مركزي مما يصيب الكثيرين بالتردد وربما بالإضطراب ….
 الجهاز الحافي أو ما يسمى الجهاز الطرفي هو مصدر التقييم فهو مركز العواطف ومنه تنبثق المشاعر وهو الذي يكون حاضرًا وفاعلا في المنافسات وفي كل ما يتعلق بغريزة التكاثر والتدافع على مصادر الرزق وفي التنافس على المكانة الاجتماعية ….
ليس هذا فقط بل إن القشرة الدماغية لا تتواصل مع الجسد إلا من خلال جذع الدماغ والمخيخ والجهاز الحافي فكأنه مجرد مستشار لذلك فإن العواطف والأهواء هي التي تتحكم في اتجاهان البشر ….
وبمقدار إدراك هذه الحقائق عن آليات الدماغ والعقل يستطيع الفرد تعبئة قابلياته تعبئةً معرفيةً ممحَّصة وبعادات وأخلاق راقية وترشيد ردود فعله وضبط استجاباته …..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…

غريب ملا زلال

رسم ستار علي ( 1957_2023 ) لوحة كوباني في ديار بكر /آمد عام 2015 ضمن مهرجان فني تشكيلي كردي كبير شارك فيه أكثر من مائتين فنانة و فنان ، و كان ستار علي من بينهم ، و كتبت هذه المادة حينها ، أنشرها الآن و نحن ندخل الذكرى الثانية على رحيله .

أهي حماسة…