عبدالحميد جمو
اتضور جوعا
أرنو لنهد يرضعني
لأكبر
أبحث عن طفولتي المسلوبة
كأنني رجل
أسير عاريا
أبتلع الجمر
أتلصص على النور من شقوق الأمل
أتسول اسمي
من متاجر الزناة
لست كافرا
لكنني مطرود من الجنة
لست متشردا
لكني أبحث عن مأوى
لست جائعا
وأبحث عن لقمة
تسد الرمق
لست مجنونا
لكنني أعيش في الظل
بين التمني والخيال
بين الرغبة والمحال
لست مشتتا
لي وطن
بلون الشمس
كبير سعة الكون
عال علو النجم
آمنت به
سقيته من عرقي
قدمت على أنصابه
دم أولادي
قرابين
ذبحت لأجله أحلامي
رممت بها أحلامه
تنكرت لذاتي
وكنيت باسمه
تاريخي
تجرعت عنه الأوجاع
والآلام
والضغائن
الظلم والظلام
صبرت
رغم يقيني بأنني
ذرة غبار بين أشعة الشمس
وصدقت فيه السراب
جعلت من الأوهام
حقيقة
و أقنعت نفسي
وكل من شكك بي
لكنه الوطن
رد لي الجميل
جوعا
حرمانا
دمارا
شتاتا
قتلا
وكافأني
بالهجرة
منحي اسما جديدا:
لاجئ
أتسكع بين الأمصار
أحمل بين جنباتي
الذل والهوان
و أستجدي العطف
من المغتصبين
ليمنحوني فتات أمل
لأشعر بأني بقايا إنسان.