ابراهيم البليهي
تتوارث الأمم أنساقها الثقافية مهما بلغت من مصادمة للتفكير النقدي الفاحص فالنسق الثقافي ينتقل تلقائيا وحتميًّا من كل جيل سابق إلى كل جيل لاحق فلا تحس الأجيال المتتابعة بما يشتمل عليه النسق من مفارقات ….
يقول غاندي : (( جاءنا الغربيون ففتحوا أعيننا لجوانب الفحش التي في طقوسنا بعد أن كنا نمارسها حتى مجيئهم ممارسة بريئة))
ويبين ويل ديورانت في الجزء الثالث من كتابه (قصة الحضارة) ما عناه غاندي بقوله:
((فعبادة العلاقة الجنسية لبثت قائمة في الهند إلى القرن العشرين وكان إلهها (شيفا) ورمزها هو عضو التذكير … إن العادة تزيل الفُحْش عن أي شيء ، والزمن يخلع القداسة على أي شيء. إن عبادة شيفا هي من أكثر العبادات في الهند تزمُّتًا وتقشُّفًا ))
هكذا الأمم تتوارث تصورات موغلة في التخريف والفُحْش ومصادمة للتفكير النقدي الفاحص الذي هو عماد التحقق وهو أداة المعرفة الموضوعية الممحصة …..