خالد علوكة
الكتاب من تاليف ابراهيم محمود/ باحث ومفكر سوري يحوي الكتاب 366 صفحة ومن اصدارات الهيئة العليا / لالش دهوك -2023م ، وللكاتب 200 مؤلف في مجالات عدة.. ويدور موضوع هذا الكتاب وهي اصلا اطروحة جامعية لطالب اسمه باتمان نشرت عام 2014م عن قصة فتاة ايزيدية من – ويران شهر في تركيا – اسمها بيكي سمور/ 1894- 1958م ومن عشيرة الدنان والتى رفضت الاسلمة رغم اسلمة عشيرتها دنان وبقيت عذراء رافضة تغيير دينها حتى وافاها الاجل وهي في خمسينات العمر. كانت بيكي طويلة القامة وشعرها اسود ، نزل شعرها الى وركها، بنية اللون وعيناها بنيتين محمرتين .
طبعا هذا الكتاب يختلف عن كل ما صدر وطبع من كتب عن الايزيدية واكثرها مسيئة ومقصودة بالتشويه والنفاق الديني . بينما هذا الكتاب يختلف واختزل معاناة شعب وتاريخ 74 فرمان في حالة واحدة من رباطة جأش وصمود بيكي سمور – القديسة – وهي ليست من عائلة معروفة . وهذه ( الدراسة الاولى من نوعها في العالم على الرغم من البحث هوعن دراسة تاريخ شفهي ، كما يقول باتمان ص 55) .
ورغم اجهادي كقارئ نهم للكتب ، وجدت في الكتاب بلاغة لغوية وفكرية راقية ، وسمة رجل فلسفي كدت اضيع الفهم في سقف علم وفكر هذا المؤلف وادركت بانصياع مغزى بلاغة ماعنده من منطوق انساني عال الهمة.
وهو نفسه يقول ص43 (من يتحدث بلسان الادب وملؤه تحليق بالخيال لرؤية المساحة الاوسع من أرض التنهدات والمآسي وتداعياتها). وهنا سيطول المقال لقلب صفحات اطروحة لباتمان ثم اصبحت كتاب لابراهيم وهنا نجد مقالي وعرض في كل ماقال .
ملاحظة: – كالمعتاد كل مابين قوسين يعود للكاتب وباتمان او المصدر وغيره من تعقيباتي ومن حرص المؤلف في بعض مايقوله لايحتاج الى تعقيب كونه يعكس واقعنا وعاش معنا بالالم ويشعر به ويقول مااريد ذكره !! .
ص7 – (العلامة الفارقة ،امرأة غرقت بارادتها القوية وهي تتمسك بدينها وترفض تغييره وقبيلتها اصبحوا مسلمين بالاكراه ).
وص11 – ( يُعرف الايزيدي بانه الآخر ، البعيد ، والمقصي ، الذي يحاط بالشبهات والشكوك والتكهنات ).
وص 16 – ( العيش تحت وطأة الفرمانات ، ظاهرة تاريخية يعيش الايزيدي اشباحها واوجاعها وتوتراتها ، ثم يقول طالما ان ليس هناك من تغيير نوعي يضع خاتمة لسلسلة مخاوفه واضرابها ).
وص 18- ( لايهم هنا ما إذا كان الايزيدي وحدانيا في دينه وفي معتقده ، حيث ان اسم الله لايفارقه ، ثم يقول استطيع التأكيد على حقيقة معاشه وهي المتمثلة في الفصل بين الكوردي والايزيدي ومن معطى ديني بجلاء ففي منطقته كان سهلا سماع كوردي ، و ايزيدي ، وليس كوردي مسلم وكوردي ايزيدي).
وص25 – يقول من افة الافات ان نقرأ صفحات تشرع لقتل الاخر انطلاقا من اعتبار ديني ، والايزيدي هو كبش الفداء الاكبر في ذلك ).
وص27 – ( نقرأ عن محور الكتاب وهو اطروحة جامعية باللغة التركية لعام 2014م لطالب يشار باتمان المهتم بالتمييز السلبي ضد الاقليات الدينية والعرقية والجنسية ، وجاء لقرية بيكي للبحث عن شخصيتها ومناقبها وجدارة الاستبسال لايزيدية وحيدة أبت ان تتأسلم كقبيلتها برجالها ونسائها ).
وص38 – يقول ان باتمان احيا اسما من ركام التاريخ في بيكي وثم يتطرق الى الموضوع الساخن الذي يجمع مابين الكوردي المسلم والكوردى الايزيدي ، وكيف يجري ترجيح كفة الاول ليس لاعتبار قيمي فيه بالذات انما هو اعتبار اجتماعي سياسي وثقافي ايديولوجي يصله بالسلطة القائمة ).
وص 43 – يقول نقلا عن مذكرات جميل احمد باشا ( كيف كان مصطفى كمال وحاشيته ذو مكرا وشجاعة في خدع الكورد الجهلاء الذين هم مستعدون لان يجعلوا كل شئ فداء لدينهم ). وهذه نقطة مهمة قادت الكورد الايزيدية الى تغيير دينهم جبرا من قبل بني قومهم قبل اعدائهم ولاغريب في اظهار تاريخ الفرمانات التى دمرت الكوردياتي الحق قبل شل قدرات دين الكورد الاصلي الايزيدية المصلوب الوحيد الباقي على دين اللغة الكوردية.
وص 44- 45 – يضرب باتمان بمثل افريقي ذا صلة في بحثه – ( إذا لم تكن معروفا من أين انت ، فليس معروفا الى أين تتجه – ثم يعزز فكرة باتمان عن بؤرة توتر الرقعة الجغرافية التي تشكل حدود تحركاته واحداث ماجرى لبطلته الايزيدية بيكي التي تختزن في ذاتها وهي هشة ومحاصرة وانما عنيدة ومقاومة بروحها في مواجهة صنوف القهر لاستئصال ايزيديتها ). هنا نقف عند قدرة المكون الايزيدي في الصمود والمقاومة لامرأة من خمسينات القرن الماضي في ظروف اصعب من اليوم لكن صلابة روحيات الايزيدياتي تبقى تقاوم ظلم ومظالم الاخرين ابد الدهر .
وص 52 – يذكر (قبائل برازي 900 اسرة فرع من البرزانلي الذين هاجروا الى سروج من بلاد مابين النهرين وهذه القبائل كانت موجودة قبل هذا التاريخ في جبل شنكال – سنجار الذي تخلوا عند ديانتهم الايزيدية او الزرادشتية ) .
وص 62 – يقول ( ان البحث عن الاسس العلمية لاسطورة بيكي تم استخدام المنهج الديالكتيكي ، ونظرية ماركس القائلة بان – الثقافة الفرعية تشكل الثقافة العليا – اي ان علاقات الانتاج في المجتمع تحدد الثقافة الروحية لذلك المجتمع ، وقد تعامل المؤلف مع اسطورة بيكي كصورة ديالكتيكية تروى شفاهيا ).
وص68- (يعتمد باتمان المنطق التاريخي الواقعي اي من خلا ل المحسوس اوالعياني سعيا الى تعرية النظام في تلك الادوات القهرية ، ثم يقول باسم القانون يكون القمع ومصادرة الانسان في ماله وعرضه ودينه كذلك، فلا يكون تاريخ عام بل تاريخ أحادي ، ليسأل ماالضمان من عدم تكرار كارثه كهذه منوه بالغزو الداعشي ).
وص 69 – يعاتب قوم بيكي بالقول (لم يعد الصمت ممكنا ، شعورا منهم انهم أخطأوا في حق مٌعتقدهم ، وحق جنسهم وحق المرأة – المرأة وليس سواها ، ولكم أساؤا اليها ، لكنها استمرت في صراطها الكوردى والعقائدي المستقيم وكانت القدوة ).
وص 80 – يتحدث عن انهيار اتحاد برازان الكوردى عام 1840 واثره على قبيلة بيكي – ودنان التى تنتمي الى هذا الاتحاد ودور السياسة العثمانية لتدمير الامارات الكوردية وتشكيل قوات الحميدية مما اجبر العديد من الكورد الايزيدين في المنطقة ليصبحوا مسلمين سٍنَه وحتى اسم قرية بيكي – مسها جيرك غيروها لاسم تركي هو غولن ).
وص81 – يتحدث (عن اغراءات لبيكي من حاج نبي احد زعماء قبائل سروج باعطائها كيلوغرامات من الذهب لتغير دينها لكنها رفضت ، والايزيديين لم يألفوا ذلك بمقاومة بيكي ثم اعلنت بيكي بطل الشعب ’ على الرغم من الايزيديين في الجغرافيا المعنية هم ظاهريا مسلمون لكنهم احترموا بيكي ومنهم من دنان من تقدم للزواج منها لكنها رفضت لتقول لهم – لقد أسلتم والزواج من المسلمين خطيئة وظلت بتول وعذراء حتى وفاتها ).
وص83 – نقرأ ( الجبان حقا يخاف من ذكرياته – ليسأل في وديعة القيمة النفسية والاخلاقية عينها : من يكون جبانا كيف له ان يعيش مطمئنا الى افكاره) .
ثم ص 88 – ينقل لنا (مأثرة تاريخية لاميل دوركهايم تقول : ’ ان الاختلاف كالتشابه يمكن ان يكون سببا لتجاذب متبادل ، ويكمل أميل – المجتمع لايعاقب لانه يريد الانتقام ، بل لانه يريد حمايته نفسه والالم الذي يوقعه لم يعد في يديه إلا أداة منظمة للحماية ).
وص93 – يذكر باتمان (بان الاغتصاب هو قتل دون ان يخلف جثة ، تبقى الضحية حية ، لكن شيئا فيها قد ابيد نهائيا ).
وص104 – يذكر (في مفهوم الذاكرة الاجتماعية ” التاريخ يظهر فقط عندما تختفي التقاليد والاشكال الاخرى للذاكرة الاجتماعية بالفعل ، فان الواقع الوحيد هو الذاكرة الاجتماعية والمجتمع كذاكرة ، والذاكرة مثلها ).
ص118 – يقول ( بالنسبة للانسان المتدين ليست الطبيعة ” طبيعية” على وجه الحصر انها مثقلة بقيمة دينية ويفسر هذا لان الكون ابداع إلهي ، ثم يذكر قول لمرسيا إلياد – عن ان الانسان الديني عنده ان الجوهر يسبق الوجود -. فيما في نفس الصفحة : يطلق الايزيدية على المكان المقدس “مه ركة” والكلمة تعنى موطن الشمس ولهذا المعنى علاقة قدسية تدخل في المعتقد الايزيدي الذي يعظم الشمس ويعتبرها آيه من آيات الله ، والعبارة الاخيرة نقلها عن كاظم عبود ).
هنا اقول معنى كلمة “مه ركة ” هي مكان او بقعة مثلا دعاء صباح كل يوم عند الايزيدية يقول [مقلوب ومه ركة صلى فيت مقلوبي ]. وليس موطن الشمس باي حال لان الشمس موطنها العلا وضوئها لكل الارض ، ومقدسة لدى كل العالم القديم والحديث ، والعظمة لله وحده ، ولانص ايزيديى يذكرها بانها ايه من آيات الله بل يقول النص {نافي مه زن هه ر خوادى } اي – يبقى اسم الله الاكبر او الاعظم . انما تقدس الايزيدية الشمس وتتجه صباحا نحو نور الشمس لانه اول نور خلقه الله ومن هذا النور خلق {طاؤوس الملك} بينما الشمس والقمر خلقهم الله رابع يوم خلق الكون.
وص 122 – يقول نقلا عن ألياد (ان بنية التجربة الدينية “هيروفانية” يعرف الهيروفانية ببساطة بأنه مظهر من مظاهر المقدس ).
وص124 – ( وكما يشير ستيفن ج .رينو بجدارة كلما كان الشئ اكثر بدائية { حجر ، شجر، طبيعة } كان المقدس اكثر شفافية فرض وجود المطلق نفسه بقوة على البدائي ، ومن هنا جاءت حقيقة أن المجتمعات القديمة هي قبل كل شئ دينية ).
وص 126 (انتقل جسد بيكي من حيز المهمش والمنبوذ الى حيث المتعالي والمتوسَل اليه ).
وص 141 – عن مكانة المرأة الايزيدية ( يذكر بعض القديسات نقلا عن مهدى كاكه يي منهم : القديسة خاتونا فخرا واسمها الحقيقي غزال ، والشيخه ستيا ايس ، واستيا حبيب ابنه شيخ حسن وهي شيخة القوالين الذي هم بالاصل دومليون ، ومزارها في بعشيقة . ويذكر بيرا دايكا جاك ) ومعروفة داي كجان اي الام الصالحة . واستيا ئاف وزين ونفيسه . والمتصوفة بيرافات التى يقع مزارها في قلعة كيس ) وداي كجان لايزال مزارها في مام ره شان / بغاش وبحث عنها توما بوا ولم يحدد مكانها في جبل مقلوب . و كيس قلعة فعلا كانت منطقة ايزيدية قرب ركابة والنركزلية وتقع على طريق النوران شيخان ذكر تعريبها ايضا عباس عزاوى في كتابة تاريخ اليزيدية .
وص 153 – ينقل لنا قول مونتين ( لكل فرد الحق في قدسيته ، لكن لاأحد يستطيع ان يفرض قداسته على الآخر باسم القداسة ).
وص177- نقرأ( فالديانات المبنية على كتاب مقدس تستخدم بطريقة مريعة كأداة سلطة داخلية وغزو الشعوب باسم الدين وسلام البشرية ، ولأن الكتاب هو من المفترض كلام الله الواحد ووصاياه على البشر من اجل اقامة الخير والعدالة …يعتبر الاعتراض عليه تحديا لنظام العالم …).
وص188 – ( في اليوم الذي ماتت فيه بيكي قالت لجميع القرويين : ساموت اليوم سأذهب لجلب الماء من النبع تحت شجرة التين ، هذه الشجرة تعرف بشجرة بيكي – واستحم بعد الاستحمام ، ارتدت اجمل ملابس بيضاء وانظفها ثم ذهبت الى الفراش ونامت ولم تفتح عينها مرة اخرى – وفي اليوم الذي ماتت فيه بيكي أمطرت بغزارة ثم ضرب البرق شجرة التين هذه فدمرها ).
وص 192- يذكر ( شجرة التين بالذات فلها اصل ديني معتبر تاريخيا وثمة قٌسم بها وبالزيتون ، ويشبه حليب التين الابيض بحليب الأم ).
وص 195 – نقرأ ( في ليالي الاربعاء تنزل الاضواء من السماء على قبر بيكي ).
وكان ( باتمان يلتقى برجال منطقتها مع الحفاظ على سرية الاسم ويسألهم عنها فاجابت احداهن وهي :هانسي بينيجي عندما بدأ اخي المختار القديم في قراءة القران كانت بيكي تقول اللعنة عليك اذا كانت في منزلنا كانت تبتعد ، وتضيف هانسي : الكل يقول انه مسلم لكنه يفعل كل انواع الشر ، كما انه يأكل الربا ، ويفعل ذلك بغدر ولم تكن هذه موجودة بين الايزيديين وتقول نتمنى ان نبقى ايزيديين على الدوام ).
وص 208 – يروى كلام آخر يقول : كان راعي القرية كورديا سنيا ، ارسل كثير من الخراف على قبر بيكي لتاكل الاعشاب من على قبر بيكي وطلب رجل اخر منه ابعاد الخراف عن القبر فرفض قائلا انها ايزيدية فرد المتحدث انها بمقام شيخ إيزيدي ثم عاد للمنزل غاضبا ، و في اليوم التالي واذ بالراعي جاء الى باب المنزل معتذرا قال له اذهب اعتذر لقبر بيكي من عملك ، اذ ان تيار الماء نفق بوحله 5-6 اغنام للراعي وهو نجى بصعوبة رغم ان الدفق ليس تيار ماء عميقا على الاطلاق ).
وص 215 – (يذكر اقتراب الايزيديين الى الاحزاب السياسية في تركيا وعشيرة دنان بالذات نتيجة سوء اوضاعهم وكحل لهوية الكورد الايزيدية مما سبب لهم متاعب اكثر ) .
وص 218 – (على لسان احدهم يقول يمكن القول حتى اليوم يعيش العديد من الايزيدية في اورفة وسروج متظاهرين بانهم مسلمين .فيما يتم دفن الايزيديين وفق العقيدة الايزيدية . ويذكر بانه لايتنالوا خبز الايزيدي ويعتبر مصافحتهم اثما ، وعدم شراء بضاعتهم … ) .
وص 222 – وكان اهل قرية بيكي لديهم تسلومة بشفاء الامراض وخاصة الروماتيزم فطلب احدهم منهم تدليكا قال باسم الله انا لست بيكي أنا قلت { مهما فعلنا بعد بيكي ، نحن ايزيديين … حتى لو صلينا ، فنحن ايزيديون }… و نرى زيادة الضغوط السياسية وضغوط الجوار على الكورد الايزيديين – واعتماد من قتل 7 من غير الاسلام دخل الجنة – ….).
وص 227 – (سابقى اصلية لااتزوج حتى لايفقد ابنى صفته الاصلية اي- لايؤسلموا- ويتعرضوا للتعذيب الذي عايشته ..ومانحتاج الى فهمه ان عملية تحول الايزيديين تزامنت مع انهيار الاقطاع الكوردي ، ودخوله الى المجتمع الرأسمالي .في الواقع ليست الاسلمة تفسداخلاق الناس بل الرأسمالية ، والمثير للاهتمام هو ان العديد من القرويين الكورد نصف الايزيديين قد يشيرون الى هذا الانهيارالاخلاقي على انه أسلمة ).
وص 228 – (يذكر بانه لم يكن هناك شيخ ايزيدي مناسب لبيكي . – وعلى مايبدوا كانت شيخه – وقد جاء اسلاف بيكي الى اورفة وريفها من محافظة كركوك وقضاء سنجار المرتبط بالمناطق السنية وقد جاء هؤلاء من. Guhubelقرى عوهبل او كوهبل شيخان كما كتبها.
وص232 – (يذكر كيف لعب شيوخ سروج شيوخ الطائفة القادرية وشيوخ النقشبندية عن طريق التلقين والاكراه والخداع في تحويل الناس للاسلام لتنتهي الايزيدية في بناء جامع في مسهاجيرك عام 1975م ويذكر ايضا ان المأساة الارمنية عام 1915 اثرت بشكل سلبي على الكورد الايزيديين اضافة الى حجة عدم وجود كتاب ).
وص 237 – يقول (في الخمسينات من القرن الماضي ارسل مندريس الايزيدين الى اوربا ، لكن ليس بالقوة بمعنى اخر اعطى الاولوية لهم من بين اولئك الذين سيتم ارسالهم الى اوربا كان هدفه تقليص عدد الايزيديين ). وهذه طريقة ذكيه لافراغ الايزيدية من قراهم سلميا بعد يأسهم من استعمال القوة والنهب والاذلال ضدهم .
وص 238 – (مياه الفرات تتدفق دما – يتحدث عن مذبحة الايزيديين بعد ان القوا النساء والفتيات في نهر دجلة : قائلين لم يبق أي ايزيدي واحد في العالم ) هذا الحقد المدوى لايمكن له النجاح و قلع جذور الاصالة والجوهر الايزيديى فاشلة على طول الفرمانات .
وص240 – يقول ( لئلا نبتعد عن مسار الموضوع هنا ومن خلال المثار بصدد ماجرى التذكير به ، يظهر ان الماضي يؤشر بؤرة التوتر الكبرى ، وهو مفخر الاحقاد ، ومثير الكراهيات ، والباعث عن التوترات جراء العنف الموسوم ).
وص 248 – ( ايزيديا تعطينا شخصية بيكي ومانسج حولها من اقوال على انها شهادات لها زمانها ومكانها ، لاسماء لها مواقعها وتواريخها وتصوراتها الاجتماعية ليسجل لها نعم كإمرأة – نعم كعذراء – نعم كفتاة لكن كمتوجة كعلامة فارقة …. ويحيل كل عنف من نوع ابادة جماعية وتشويه الحقيقة الى مساءلة التاريخ بالذات .حقيقة شعب ظل مخلصا لذاكرته لا لتاريخ الآخر البغيض . وتبقى ان حياة بيكي سمور وثيقة تاريخية ).
وص 251 وعن فريد هاليداي في كتابه الامة والدين في الشرق الاوسط يقول ( يحصل الاسلاميون في تركيا على نسبة كبيرة من اصوات الكورد واذا يسألون عن القضية الكوردية يكون الجواب المعهود إن المواطنين الاكراد مسلمون وبالتالي لاتوجد مشكلة ) .نفس الجواب ذكره الخميني للاكراد بعد نجاح الثورة الاسلامية ليقول لهم بان القران لم يذكركم اكراد بل ذكر مسلمون مثلنا ومنه ضاعت حقوقهم باسلامهم وليس بكورديتهم فحسب التى بقيت عاجزة عن شيل حملها لنفسها و لتضعه في سلة دين الاخرين لخلاصهم وبقت سلالهم خاليه الوفاض لليوم للاسف .
وص 267 – يقول (ان النبي ابراهيم كان على الارجح نبيا زرادشتيا لان النار الهائلة لم تؤذ هذا النبي عند حرقه وان النار مقدسة في الديانة الزرادشتية ) ربما ربط النار لاتحرق نبيا جائز، لكن فترة وجود نبي ابراهيم عن ظهور الزرادشتية بعيد يتجاوز الالف سنة ولم تكن فكرة الاديان قائمة حينها بل كانت الحنيفية دارجه كسلوك ومذهب .
وص279 – نقرأ سؤال موجه الى مختصة نفسية بموضوع مؤلم وهو: انت تقولين إن جميع احفاد اسلافنا الذين ارتكبوا الابادة الجماعية ، مرضى بطريقة او باخرى .اين جلادوهم اليسوا مرضى كذلك ؟ ).
وص 287 -عن (عنف الابادة الجماعية تجد الجميع انفسهم متروكين لأنفسهم وللجلادين دون امكانية اللجوء الى الدعم الخارجي ، وهذا النوع من العزلة ينزع الصفة الانسانية لانه يستبعد الافراد ويدفعهم للخروج من مجتمع البشر ). وهذا اقرب مثال ومثل لجينوسايد سنجار عام 2014م.
وص 298 – نقرا باتمان يقول ( ان الايزيدية بناء قائم بذاته دينا واسطورة، لهذا نتلمس فيها رؤى وعقائد مختلفة جدا اختلاف عما ورد في معتقدات الاديان الاخرى ).
وص 300 – نقرا عن ( التقمص بانه يفرد مساحة اضافية ، استلهامية ، واكرامية ماورائية إن جاز التوصيف بغية التمسك بالدين ). وهنا نذكر بان التقمص اخذت بها الاديان البدائية والقديمة جدا في امر معالجة مصيرالروح التى لاتفنى وتموت انما تنتقل وهكذا يكون الموت انتقال لعالم آخر روحيا للانسان فحسب .
وص 304- (بيكي شخصية موجية عاتية في جوهرها ، وهي موجة عالية وتسمي بحرها الاجتماعي وتؤثر فيه ).
وص 314 – ينقل رأي د.خليل جندي في ( ان الافكار المتطرفة المنتشرة لدى الكثير من المسلمين ، ولدت بالمقابل التطر ف الديني لدى بعض الايزيدين ايضا حسب قانون ” لكل فعل رد فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه في الاتجاه ” ). مع احترامنا لرأي الدكتورخليل لكن هذه الافكار ليست من اخلاق الايزيدية بل يمكن اعتبارتصرف آني ظرفي وليس سلوك ايزيدي ظهر من المعاناة والحاجة للدفاع عن النفس ، بينما عند الاخرين يعتبر شريعة الله في الغاء الاخر.
وص 319 – نقرا عن (المشكلة الطائفية ، فالطائفية ليست الدين والتدين انما هي عكس ذلك تماما : اخضاع الدين لمصالح السياسة الدنيا ، سياسة حب البقاء والمصلحة الذاتية والتطور على حساب الجماعات الاخرى ).
وص 330 يقول ( مايضع الكورد، والكورد الايزيديين تحديدا في مواجهة مالايمكنهم البته ، البت في أمره جهة المصير الآتي حيث ان الذي يسهل قوله ان اللعبة المستمرة قد تزيد من خطورتها وتتشكل العاب اخرى من نمطها) ونقرا نفس الصفحة ( ان إدعاء كل دين بانه دين الحق وماعداه باطل ، وهناك من يعيش في القرن الواحد والعشرين ويريد يحارب طائرة الشبح بسيف القرن السابع وينافس الكومبيوتر والانتريت ). انتهى الكتاب ..
مما وجب ذكر بان مجموعة من بحزاني والقوالين زاروا منطقة ويران شهر ومختارها سليمان ومارسوا الواجبات الدينية هناك ، وجود الايزيدية هناك لايزال جيد على اي حال مما يعطي نظرة امل على البقاء والاصالة والمقاومة السلمية . ورغم اجد ان كلمة قديسة من المقدس لكن نجد في الايزيدية مايوازيها هو اسم الفقراي الموجود في لالش والتى تكسر نفسها من ملذات الحياة وتخدم هناك وهي بتول طول عمرها اسوة بالجاويش .
قصارى القول :-
الكتاب جيد باي حال كون قصته تظهر حدث انساني تاريخي و مادته حيه بوجود شخوصه تعاني الامرين لليوم من قوميتها التى غادرت واقعها لدين جديد في اسلمة اكثرها املا في خلاصها لكنها زاد الطين بله في ضياع مجدها وعدم الاكتراث لحقوقها العادلة ، قدرها قادها للوقوع في اربع دول بثلاث قوميات قوية كلها تدين بمعتقد واحد ، وطعنوها باربعة مصالح عليا، ولاتنازل في تركيتها وتفرستها وعرابتها. هذا حال الكورد المسلمين اليوم من نفس الدين … فكيف حال الكورد الايزيديين ؟ يحاربوا على جبهتين الدين والقومية فصدموا ب 74 فرمان ليخسر من يحارب على جبهتين . لقد غادر او هاجر العراق اكثر الاقليات الدينية وحسموا امرهم .وبقى الايزيدية لوحدهم ينتظرون المجهول … إن اشكاليه بيكي سمور هي نقش في ذاكرة البقاء الايزيدي امس واليوم وغدا . لقد الغي الاخرين وجودنا كايزيدية فكيف نشعر بوجودنا ؟ بل عندهم وجودنا ذنب لايدانيه ذنب !! واصبحت حياتنا نفس صغيرة تحمل جثه – كما يقال – وبالامس كنت معهم جنديا في خندق الحرية واليوم كبلوا الايادي بفرمان زمانهم ومكانهم وحكمهم…
نقول … الشكر موصول ل يشار باتمان – والاخ ابراهيم محمود مؤلف الكتاب – وايضا للهيئة العليا لمراكز لالش دهوك/ لاختيارها هكذا حالة انسانية مميزة في كتاب قيم بهذا الاظهار والتوقيع على بقاء وصحة عراقة الديانه الايزيدية .
وآخر القول حكمة تقول {مايٌفنى في مكان يمكن ان يبقى في آخر ، ومايطرد من زاوية يمكن ان يجد له ملجأ في اخرى }..
ابريل 2023م
نقلاً عن الحوار المتمدن-العدد: 7575 – 2023 / 4 / 8 – 00:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات