الإيزيدي في مرافعته في وجه ظلّامه المتأسلم

 إبراهيم محمود

نعم يا سِيدي
أنا إيزيدي
إيزيدي، ينطقها حجري، 
مدَري
شجري،
 مطري،
 أثري، 
شمس، قمري
أرض جدودي
نعم يا سيدي
قبل حلولك صاحب دينْ
ديني كان له التدوين
قبل حديثك عن أي إله
كان إلهي من جنسي
من لوني
من شمسي
كردي التكوين
كانت لغتي
تعرف قومي
صحوي
نومي
فرحي
لومي
في الشدة واللينْ
نعم، إنا إيزيدي
يا داعية الدين
ويحيط بك المصنوعون من الغي المعلوم
ولسانهم القول المسموم
ونطاقهمُ السعي الملغوم
فبأي أصول الدين
تجذبني نحوك يا الغادر
والفاجر
والمارق
والسارق
والحارق
والجاهل
والقاتل
والسالب
والناهب
والغاصب
والضارب باسم الدين ؟
نعم أنا إيزيدي
خذها مني ياسيدي
أنا عمري آلاف السنوات
من قبل ظهورك صوتاً من بين الأصوات
من قبل نهوضك 
قبل قعودك بالصلوات
كان جدودي 
لو تعلم بعض أصول الدين
مأخوذين بحب الخالق 
مسكونين بنور الخالق
مأهولين بمعنى الخالق
منفتحين على كون الخالق
فبأي معين
وبأي مبين في دعواك الزلفى
تسلبني ديني وتتنفس عنفا
وتقول إلهي رب الماضين
ورب الآتين
ونبع لطفا
ومداك دم
وعلاك دم
وصداك دم
ويداك تشدّان على جيدي
باديتان كحد السكين
ألا خذها علماً 
أو إن شئت تنبّه
يا الغافل عما يجري
والصاعد بالغل المدفون
والنافث للغل المدفون
أنا إيزيدي
وأنا المشدود إلى كل جدودي
إيزيدياً ابن إيزيدي
من يوم الدين
إلى يوم الدين !

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

محلل
يقال احيانا ان هناك “رجالا لم ينصفهم التاريخ”، وكان التاريخ كائن جائر، يوزع المجد والانصاف على من يشاء ويحجبه عمن يشاء. غير ان التامل العميق في معنى التاريخ ووظيفته يبين ان هذه العبارة، على شيوعها، ليست دقيقة؛ فالتاريخ، في جوهره، لا يظلم احدا، بل يمارس عملية فرز طويلة المدى لا تخطئ في نتيجتها النهائية، حتى…

د آلان كيكاني

منذ اشتعال فتيل الجنون في سوريا يسهل عليك تمييز السوري من بين الناس أينما كنت، وأينما كان هذا السوري…

ولو كنت دقيقَ ملاحظةٍ لعرفته من على بعد مئات الأمتار.

لا لرائحة خاصة تميزه كما عند بعض الكائنات.

وليس لسحنة مميزة تخصه كما عند بعض الشعوب.

وإنما لأسباب أخرى …

مثل إطراقة الرأس.

والكآبة البادية على محياه.

وربما لاحمرار عينيه وذبولهما.

ها…

صدر حديثاً عن منشورات رامينا في لندن كتاب “سيرة النصّ المفتوح – رحلة واسيني من تلمسان إلى السوربون” للباحثة والكاتبة السورية أماني محمّد ناصر. وهو يمثل دراسة نقدية معمّقة تتناول المسار الإبداعي والفكري للروائي الجزائري واسيني الأعرج، أحد أبرز الأصوات السردية العربية المعاصرة، من جذوره الريفية الأولى في تلمسان إلى موقعه الأكاديمي في جامعة السوربون…

تقرير صحفي:

استضافت مدرسة تلفيت الثانوية المختلطة/ مديرية التربية والتعليم في جنوب نابلس الكاتب والمشرف التربوي فراس حج محمد للحديث حول “أدب الأسرى، والكتابة الإبداعية”، ولمناقشة الطلاب حول اشتراكهم في مسابقة كتابة إبداعية، قصة قصيرة أو خاطرة تتناول مشاعر أمّ فلسطينية لها ابن في مقابر الأرقام، واستهدفت المحاضرة مجموعة من الطلاب المشاركين في المسابقة والمتوقع منهم…