نص: إبراهيم اليوسف
عضّ على شفتك إذًا…!، عضّ…..!
– قالها البيشمركيّ ذات سهرة مرتبكة.
وأنا لا أنسى……..
عض على الخريطة
بالجفون….
عضّ
إنّها قامتك الريحان- هكذا- عالية…
عالية كظلّ جبل كرديّ…..
صورة طفلتك في الجزدان أسيرةً
مودعة في خزانة
المناوب
بعيدًا
بعيدًا
– أو تعدّ السياط ياكرديّ؟
قال جدّي:” نحن لانعدُّ عصي الجلاد”
ونذكر طويلًا أسماء الشهداء
-أعرف إنّها دون نهاية
تنهال عشرات السياط الأخرى في حرم البرهة
بين شهيق وزفير
قريب خلاصك
– أريد خلاصًا أكبر…أكبر…..
– أعد الشتيمة…!
– هم ذوي…
– لكنّهم
– خسئت…!
تتجرّع حساء الكهرباء
يثقل اللسان
تهذي بالأسماء الجميلة..
أسماؤك الجميلة!
سماؤك….ماؤك…أسماؤك….
يرتسم الجبل فارعًا في عينك
ها أنا أحضن الأبعاد الأسيرة
– ما الذي يقوله عني الأصدقاء
الآن؟
من سيردّد عنّي لهم
الأغنية؟
من سيهدهد طفلتي؟
يرسم لوحة لأمها
لأمي
أتذكرك
وأضحك
عقب ركلة أخرى
-إنه معبرك إليهم يا فرهاد!
يأتي الصوت : فرااااات
شتيمة لا أكثر، ولك ما تحلم….!؟
قلها، إذًا..!
– خسئت..!
– ويحك يابن الكردية…!
يعاود التيار الخدر
خريطة الوطن
الصورة الأخيرة
” قامشلو “!!
نعش الربيع هذه السنة المالحة
الملعب البلديّ
الطريق بين هلالية وقناة السويس
الملثمون الذين لم يرشوا الأرز
بل الرصاص
الرصاص في كل مكان مجنونًا
صور السابقين عليك
واحدًا
واحدًا
-أنا لا أشتمُ أهلي…
لا أشتمُ جبلي
لا أشتم
ثم تغفو في عينيك كلّ تلك الصور:
وقامشلو
قامشلو
قامشلو
يسقط السوط عييًا
يسقط السوط
يسقط
تبًا للقاتل…..تبّ..وما كسب
تبقى…
الأبقى….
تبقى….
* النص الذي ألقيته في السنوية الأولى لفرهاد وكان الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي يسمعها قبل إلقاء كلمته!