وليد حاج عبدالقادر / دبي
خاص بموقع ولاتي مه
عشق المكان ومتلازمة الوداع هاتين الحالتين اللتين تحفران لحظاتها و – كنت أعتبر مجرد توصيفها – كما الكتابة على تلك الجدران الطينية ، وفي تناس كامل على أنها ليست خبطات او دبابيس حفر سيتمكن طيان مهما كان درجة احترافه ان يزيحها بضربة واحدة من – مصياعه – سواه ما حفر وبإزميل نحات بارع في صميمية داخلية وشذراته تختلط مع كريات الدم .. اذن هي أو هو عشق المكان ومن جديد حنينية الوداع الذي يخض قعر الذاكرة ويفتت لحظاتها بين بسمة مهما بدت خفية ولحظات ألم كالشمعة تحترق لتجديد احزانها .. أن تكون عاشقا لمكان ، فأن هذا المكان يصبح مفردة شاملة تسبغك بأدريتك ومن دونها أن : المكان كما الأم هي الملتجأ ! وإلا فما سر هروبنا جميعا أمام أية ملمة إلى بيوتاتنا نحتمي بها ..
المكان والوداع وانعكاس تلك الحميمية تفرض ذاتها ووداع المكان تبقى بتدفق ذكرياتها شريطا لا يمل منها .. نعم : بعد أكثر من نصف قرن وانتقالنا من ديريك ورغم تعجق الذاكرة وكثرة الترحال لازلت أتذكر ذلك اليوم الذي تمنيته ألا ينتهي ! وكأية حكاية من الحكايا ! أن تنفتح الربط وتلك اللوازم المكرتنة تفرش ذاتها و .. أن تبقى جملتي التي حفرتها على جدار – اودا كجك – كمنحوتة صخرية .. و .. لازلت أتذكر رقم الصفحة التي ثنيتها من طرفها العلوي في رواية النظارة السوداء وأظنها كانت للكاتب احسان عبدالقدوس ، وصرخات أخوتي .. هيا هيا دعك من الكتاب وقم لمساعدتنا ، ولازلت أتذكر السائق الأرمني وكميونه و وو آخر سلام وداعي والكميون ينزل فينا الطلعة صوب الكازيتين حيث كان الصديقان عمر رمضان وتاج الدين الكردي .. هي منعطفات حادة في مسار الذاكرة وثقل عشق المكان ومن جديد متلازمة الوداع الذي سيبقى يرافقنا بكل أشكاله وأنواعه .. نعم ! سأبقى كما أبي يسبقني الدمع لأبسط حالة سيلزمها نطق كلمة الوداع .. هو الوداع ومن جديد وداع ولكن ! .. لا لا الوداع هو وداع وكفى .. لأن الوداع وبكل بساطة يفسرها المتلقي والمواجه لك .. وهي دموع كما الحروف تفصح عن ذاتها .. وتبقى وبكل صدق لكل وداع جنونها كما احتراقها ..
…
فعلا هو للعمر خريفه المتجدد بربيع يلمح حينا فيخفت لينتج خريفه من جديد ومعه تبقى المرثية تفرض ذاتها والذكريات تتناثر كتلكم الصور بيضاء كانت وسوداء ونحن نتلقطها في ربيع عمري أمام شجيرات الورد الجوري المزنر لسكن ال/ قيمقام / خوفا من ان ينهرنا عمو افريم البكجي ؟؟ .. او تلك الفسحة كانت ونحن نقف كالبلهاء أمام / قهوا سقتين / كما كنا نلفظها للإسم / وعيوننا تتدرج صوب ذلك الأفق حينما يبدأ يتعالى بدءا من شمالي الجم ومحاصصات تلك الكروم وبقايا / آشي آڤي / بحجاراتها .. لا لا هي تلك الصخور كانت قبل ان يعبث بها محمد أميني ياسميني وقد صمم ان يسورها حيطانا لتلك البقعة فتذكرك بالبلوط وشجرتها والأغصان المعقوصة وقد أصبحت وقودا لدفء الراعي ونارا يشوي عليها ثمرها حرقا ! .. هي البقعة تتقاطع صورا ولكل صورة حكايتها في عشق ديريك والعينان يزوغان لتنبهك / گورم و گورما آشي آڤي / وبقايا جزر الحجارة المتناثرة هناك تذكرك لماذا بنيت القشلة هنا ومصدر حجارتها السود المشذبة ! رباه !! .. أهي تلكم الشجيرات كانت بارتفاعاتها الشاهقة وهي تطول وتطول كجزر غدت منفردة وكل شجرة تدمع بأصماغها على ما كان يزنرها وذلك الطرف الآخر منها ال / جم / كانت هي تلك الشجرة الخشخاشية العتية التي أصرت أن تتجدد فتوة وشوكها ! .. إخرس ؟ .. أصمت وتوقف أيها الألم وهاهو رعبك وقد تجدد لمجرد ذكرك لها بلسعاتها التي ما تركت في يديك إصبعا إلا وتدمى ! .. عيناي ومنذ اسابيع واسابيع أضحت كالديجتال. يطوف بكاميرته فتقتطع من الوعي محرضا للاوعي فتتصاغر الصور لتتراكب وتقفز وتنط لتؤشكل تلك اللوحة فتتذكر من جديد تلك الطفولة المتمردة كانت و .. هي القشلة وتلك الساحة قبل ان يتسلطن عليها رزقو نرمو يزرعها عدسا حينا او حمصا وانتم تبتهلون لله امرين : أن يطبق هتي نظامه الصيفي باكرا لتحضراها الفيلم مع غياب الشمس تقتعدون الحجارة وبعض من زوايا شاشته بفسحتها البيضاء المزنرة سوادا كانت ، وتنوء فيك الذكريات تحت ثقل حمولتها وانت تتذكر فسحة / كوليلكي نيشاني/ فتتدرج معها الى أسوار قلعة جرمودي الحصينة وتلكم الحجارة البائسة تخشى ألا تتحملك عبورا الى الطرف الآخر وبقايا شتلات / بونك / رباه !! عبدوي حسيني مختار ! وانت عبدوي حسيني عبدو ! ولما علينا العبور من فوق هذه الحجارة والمطر في أشده انهمارا وإن كان نجموي إيرسي يشذب امرا ما وسط كامبه / مزرعته ؟ .. كم كرهت إشنياتك ياالجم وكم اصطدت من أسماكك و .. هي كانت الضفادع و / كيڤژال / التي شويناها شاهينو وعصامي بمبي و : ذلك العناد ونحن تلاميذ كنا حينما تكسرت تلك الأواني المستطرقة الزجاجية وقد تهاوت من يدي العم عبدالمجيد الآذن في مدرستنا مأمون الريفية ، وهي اكبر الشقاوات !! لا لا !! البحث كان عن تطبيق عملي لتلكم الأواني المستطرقة والهندسة بعلومها كنت تكرهها بدءا من مالتوس مرورا – انتي مالتوس – ولنصل اليك فيثاغورث و .. هي البركة الفرنسية وتصميمكم الشلة ان تحفروا لها ساقية من جنب قلعة جرمودي الى تلك الفتحة في اسفلها للبركة ولكن !! كنت تدرك درجة غبائك بهكذا نظريات ولتتوه منكم الفكرة وإن ما نجتكم من عبث وهج / تباغ / بشمسه الحارقة .. ديريك : لجمك سريالية يتدفق كسمفونية ما ابتدات من فرعيها الرافدين كانا لها مثل دجلة والفرات وهو عشق سيتلبس أي كان ولو مر بها عابرا فكيف بالذي من ذراتها تأشكل ..
……..
كان العطش قد بلغ به أشده كحالتنا والرغبة للحرية وهو وشوقه لأمرين : جرعة من الماء وزوجته / خوخي / التي خلفها في / كرميان / ل / دش تي / وب … يلا هي يلا وخطوة بخطوة وهو يشد أزر نفسه ليوصل بجسده المتهالك نزولا من / بانا / الأعالي صوب بوطان و .. أخيرا وصل ضفة الشط ونهر دجلة يمور ويغور بأطرافه والماء قد أضحى / كراف / عكرا .. مد يده الى الماء ، عافت نفسه واكتفى فقط بغسل وجهه وصعد ال / كلك / الى ضفة النهر الاخرى .. نزل بجانب / برجا بلك / وصعد الدرج صوب / دري يي رومي / وما ان وصل الى اول بيوتات المدينة !! أخ شكرو …؟! قالها في نفسه .. دن روماني أخضر اللون ملفوف بخيش رطب ومن حواليه سيقان طرية لحبات قمح والماء ينقط بسيمفونية عزبة وفوهة الدن مغطى بقطعة خشبية ومن فوقها / بيان / صحن للشرب .. دخل شكرو الدار من دون دق على الباب وأزاح بيد قطعة الخشب وبالثانية تناول الصحن وغطسها في الماء وقبل ان يخرجها أتاه صوت امرأة من خلفه تقول / بونا بوفي فلونكس نه لمول / اي : أن ابو فلان ليس بالبيت وإلا كان .. فترك الإناء يهبط الى قاع الدن وأدار بظهره للمرأة وهو يقول / نه أوفو ته دكي أو نه بوفي فلونكس / لاماءك أمي ولا عنجهية ابو فلان ! .. وقف امام الباب الثاني وقرع الباب !! اتاه صوت امرأة من خلف الباب / أو كي يا / من الطارق ؟! .. أجاب / دكي أز شكرو مه ته دكاري بشكك آف بدي من / انا شكرو يا أمي اتستطيعين اعطائي جرعة من ماء ؟! .. ردت المرأة قائلة / بوفي زوروكا نه لمولا / ابو الأولاد ليس بالبيت .. انطلق شكرو الى السوق وقال سأشرب الماء بنقودي أفضل وما كاد أن ينتهي من الزقاق الأول حتى أتاه صوت الصبي يبيع الماء وهو يصرخ / آفي ليلافي آفي .. وك برفا زوزانا آفي .. بيان بجرخيكي آفي / .. قال شكرو !! آه لقد صبرت وها انا سأشرب ماء ليلاف ومن مثلي يعرفها لماء ليلاف ذلك الماء المتدفق مباشرة من قمة الجبل ومصدرها ذوبان الثلوج ، صاح بالصبي وقال له : اعطني اناءا ؟! و .. شربه .. انه ماء فاتر ياغلام ! .. اجابه الغلام / أف يو سه ريا / ..انه ماء سطح السطل وقام بخلط الماء وناول شكرو اناءا آخر ، شربه شكرو .. قال للصبي انه نفس الماء !! .. قال الصبي / أف يو لبر طو في بي / لأننا واقفان تحت الشمس ؟! تعالى الى الظل !! وتحت الظل جرع شكرو الإناء الثالث وقال للصبي انه .. قاطعه الصبي قائلا / كو سي جرخي خوه بده / هات نقودك وبعدها قل وجعجع ما تريده !! .. ونحن يراد لنا ان ندفعها قبلا و .. نبقى أسوأ من ذي قبل .. صح يا قسد ولا لأ …