شاعرُ غده، أي ملا أحمد بالو، وكتاب «شهنامه الكرد: اجتماع الخالدين» متابعة 2

 إبراهيم محمود

أي حصاد أدبي، بحثي، يمكن حصره، وهو يرينا ملا أحمد بالو الشاعر والأديب على طريقته؟ كيف يمكن الربط بين ملا أحمد بالو الذي عاش حسابياً سبعة عقود زمنية ونيّفاً، وملا أحمد بالو الأديب والشاعر الذي نمتد عبْره إلى المستقبل، وهو يخرج من عدّاد حساب العمر، إلى نوعيته، وقابليته لأن يرينا صورة له في أفق آتيه ؟
في الحديث عن حياة ملا أحمد باول ومؤلفاته، لا ينبغي أن نأخذ بالعنوان كما هو في محتواه المباشر، وإنما ما أمكن المعنيين من الإحاطة به، حال كل أديب أو شاعر كردي، على وجه التخصيص وفي زمانه، وما يعنيه الشعر من محضر كبير، هو مأساة أن تكون كردياً، وأن تكون كردياً وشاعراً بصورة مضاعفة !
ولحظة المضيّ مع سارد هذه اللحظة العمرية المديدة، بمرفقها الأدبي: الشعري الكردي، ثمة ضرورة لأخذ ما تقدمتُ به بعين الاعتبار، تعبيراً عن هذا الجرح: الوشم البارز في جسد الشاعر، تمييزاً له عن سواه.
أشيرَ إلى أنه من مواليد قرية ” بالو، سيراجورى “سنة 1920، ليجري التحضر التعسفي لما يهز وجدان الشاعر، حين مارست تركيا الدولة تتريكاً للجغرافية الكردية، فينقلب اسم المكان إلى ” غولّوجي gulluce”،وليودّع الحياة ” أدنى الخط” روجآفا كردستان ” في قرية ” جِرنِك ” 9 أيار سنة 1991 “، وليوارى الثرى في مقبرى محمقيه ” ص 17 “.
طبعاً، يصعب التأكيد على أن تاريخ ولادته  هو دقيق كما هو وارد، حيث يتم ذكر السنة، لسبب بسيط ومعروف كردياً، يرتبط بالظروف الاجتماعية والسياسية والأمية القائمة .
وكما هو معتاد لدى بعض شعرائنا الكرد، ثمة تأريخ، لاحقاً لهذه الولادة بلسان بالو:
في سنة 1920 خرجت إلى الدنيا ” ص 18 “
سوى أن اللافت هو أن شاعرنا من شريحة زازا الكردية الأصل.( إنما كونه عاش وسط في وسط الكرد ” الكرمانج” منذ صغره، لهذا كتب أشعاره ومؤلفات بالكرمانجية . ص 18 “.
لكن ذلك، كما يظهر، لا يعني أن ذاكرة شاعرنا قد مارست طلاقاً كاملاً لزازاكيته، كلهجة كردية، كما يشار إلى ذلك في متن الحديث عنه. ثمة مفردات كثيرة تنير كتاباته، كما لو أنها تشهد على هذا الانتساب، وأكثر من ذلك، كأني به في تفعيل أثر مفردات كهذه، يشهد على أصله الزازاكي، من ناحية، ويؤرخ له، ويخصب لغة كتابته من ناحية أخرى، وما في ذلك من وقْدة ذاكرة وشفافية رؤية لماض كان، ولم يُطوَ.
هناك كم لافت من هذه المفردات، منها: Aşm: شهر- bûm: بوم- : caمكان-: diroşimأبيع- :goş أذن- koh :جبَل- lû:ثعلب- pîl: كبير- ro: نهر- serek: زعيم- sîpe : أزعر- siya:أسود- wahir: أهل- xême:خيمة ” تذكير بمفردة الخيمة عربياً “-: xozخنزير…إلخ. ” ص 18 “.
طبعاً، مثل هذه المفردات، وغيرها، لا بد أن يُستفاد منها، لحظة الانشغال على موسوعة لغوية كردية، تصل ما بين مختلف اللهجات الكردية، التي تكون راهناً، بقواعد صرفها ونحوها بمثابة لغات قائمة.
ويشار إثر هذه اللائحة من المفردات الزازاكية، إلى تلك الفونيتيكيات الصوتية، والمفردات التي تجد معنى لها لحظة إدخالها إلى الجملة، أو دمجها بها، والتي لا بد أنها على تماس مباشر بواقع الكردي، وثقافته، وما للصوت من تعبير دال عليه، وتحديداً بالنسبة للمغني Dengbêj. وما في ذلك من بحث عن مخارج إضافية لحركات الحروف وتوتراتها الصوتية، تعزيز للمتداول من انفعالات ومشاعر. وربط هذه التلفظات ببناءات جملية، وما في ذلك بالمقابل، من عطف مكاني جهة بيئة الشاعر:
Ey-pey-key-pê-kê- ên-an…” r:18 “
لعلها ترجمان حالات نفسية، وحيلة مستجدة من لدن الشاعر، في الدفع بعبارته لتحمل دمغته بذلك.
وفي سياق الحديث عن بداية طفولته، والسرد المتعلق بوضعه العائلي، يكون للنظم دوره هنا، بقوله:
ذهب والدي لحرب الكفّار   جندياً وعسكرياً ضد الأعداء
يا حسرة قلبـي أنا لم أره     حرِمتْ منه حديقتي ووردي ” ص 18 “
ولا بد أن هذا الربط بين الحديقة والورد والحرمان من رؤية الأب، أي عن تيتّمه، يفصح عن جمال مهدور، فالطفولة هي الحديقة والورد تماماً، في الغضاضة والبراءة، لتكون الحياة في المحصّلة شاقة.
وقد أشيرَ إلى اسم والده على الغلاف الخارجي لكتاب بالو ” القواعد الكردية “، وهو ( محمد مصطفى واسم والدته بالمقابل أليفة . ص 19 ).
هذا التيتم، أي الحرمان من عطف الأب وحنان الأم، نتلمس صدى له في أبياته الشعرية، كما في:
بائس ، مسكين، حاف ٍ وعـــار ٍ   ليس لأجله استغاثة وشكوى 
أنثر الهموم ، أطحن الحسـرات    أتلفت حولـــي دون أب وأم . ص 19 .
ما يفصح عنه نظماً في البنية، يمثّل نقطة استناد له، وهو يبحث عن مكان ما، يحتمي به، كما لو أنه في عراء المكان، حال الكثيرين من بني جلدته، وهو يستدعي بعضاً مما ألم به وجعاً وألماً وبؤساً:
بلغتُ ماردين وقد أصابني المرض  روحي وقلبي يرشفان المرارة  . ص 20 .
ويكون الرعي في انتظاره، لعله يستقر قليلاً. وبرؤية جميل سيدا، وبعد سلام وكلام، سنة 1937، يسأله عن خلاص له من وضعه البائس، فيشير سيدا إلى أن القراءة وحدها طريق خلاص له، حيث يوجهه إلى قرية ” خزنة ” قرية الشيخ أحمد خزنوي، وهو ما أفصح عنه بقوله شعراً:
استقر داخلي أن أمضي لتعلم القراءة  وأحقق ما تحسّر عليه قلبي. ص 21 .
وهذا ما حصل!
طبعاً، لا يمكن أن نتعقب كل خطوة له. لأن المهم، هو المتحصّل لديه. أي بعد أن تفقه، ومارس الفقه، وتكون رغبته في تعلم الكردية. وحينها ( كان أغلب المثقفين الكرد في روجآفا كردستان، في دمشق أو في بيروت مجتمعين.، وكان قد ظهرت ألفباء الكردية بحروفها اللاتينية، وجلات بدرخان كان قد باشر نشر صحيفة هاوار، وكانت أسماء كتاب وشعراء الكرد أمثال جلادت بدرخان، كاميران بدرخان، جكرخوين، قدري جان، نورالدين زازا، وأوصمان صبري، قد تداولتها الألسنة، وانتشر نتاجهم وسط الشعب..ص22 ).
هكذا كان واقع الحال، حيث كانت فرنسا محتلة لسورية، وتعطي المجال لأنشطة كهذه. وتكون لبالو عودة أخرى إلى أعلى الخط ” سرخت ” ويتزوج في نصيبين وبعدها يهبط إلى أدنى الخط” بنخت “، وينجب أولاداً، وهم ينسَبون إلى بالو، ويعرفون أنهم من كرد زازا، سوى أنهم لا يعرفون الزازية ” ص 24 . 
أما جهة كتاباته، فهي، كما هو مكتوب، تسعة أعمال، منشور منها اثنان حتى الآن: مسيرة كردستان وسيرتها ” شعر ” دمشق، 1994،  والقواعد الكردية، دمشق ” 2000 “.
أما عن مخطوطاته التي لم تبصر النور بعد، فهي سبعة:
1-ذكريات واعتقادات
2-حديقة الحب
3-حديقة الوطن
4-بهلوي والتجمع
5-جرح الوطن
6-قاموس- تركي- كردي
7-قاموس عربي- كردي 
والأعمال الخمسة الأولى هذه شعر، وإذا أضفنا هذا الكتاب الذي هو بين أيدينا، يكون المجموع عشرة مؤلفات، وهي التي جرى التذكير بها، وليس ما عرِف به بالو في حياته، إذ لا بد أن أن هناك آثاراً ضاعفت أو تلفت أو  أتلفت، كما سنرى، ولعل الذي أشار إليه معدّو هذا الكتاب، وكيف أنهم ” أنقذوه ” من تلف وشيك، يقوّي هذا الافتراض لدينا .
ولا بد من وقفة، ولو لبعض الوقت، ذات صلة بطبيعة العناوين الآنفة الذكر، لأعمال بالو، وهي أنها لا تنفصل في صيغتها ومحتواها، عن جملة ما عرِف به شعراؤنا الكلاسيون على وجه الإجمال، أي حين يتكون العنوان من مفردة واحدة، أو اثنتين، ويكون المطلب في العنوان واضحاً بدلالته، ربما لأن الشاعر، وكما هي طبيعة ثقافته، يريد إخبار من حوله مباشرة، بما هو منشود، وتجاوباً مع الوعي العام، حيث البعد السياسي والذي بسبب، كان الشاعرالكردي يعاني كثيراً، ولأن العنوان، له مبحثه الخاص، جهة ربطه بالزمان والمكان.
على سبيل المثال، مع جكرخوين ” 1903-1984، في مؤلفاته، كما في : وهج وجمر، ثورة الحرية، ضياء، أمل، السلام.. وتيريج ” 1923- 2002 ” في أعماله، مثل: خلات ” هدية “- زوزان ” مصيف “- وجودي.. وكلش ” 1930-2007 ” في أعماله، مثل: نحن والعدو- طريق الشعب، ونور…إلخ .
وربما أمكن النظر في طبيعة عناوين بالو، حيث إنها لا تخفي اختلافها، في صيغتها، وفي ما يمكن أن يثيره كل عنوان من انفعال نفسي لدى متلقّيه، وجهة ” شهنامه الكرد ” الأكثر حضوراً بجدّته!
أما كيف كتب بالو شعره، فقد أشير إلى أنه اعتمد ” قواعد كتابة الشعر الكردي كالعادة، أي بالإسلوب الكلاسيكي.. ومن هذه الناحية هو شاعر فالح جداً.أبياته الشعرية متوازنة تماماً.عميقة جهة المعاني.أما من جهة الأدب، فإن استعداده في استعمال اللغة قوي للغاية، لهذا فإن شاعريته في الحقيقة تتربع على أرضية صلبة .أما من جهة المعلومات التي يودِعها قصائده ، تتجاوب مع الطبيعة الشعرية،  فهي رومانسية . ص 25 ).
وفي سياق اقتفاء أثر بالو، يكون التوقف عند شاعر كردي، ربما لا يعرَف من قبل الكرد، حال آخرين في روجآفا كردستان، وله مكانة أدبية، وفي الشعر كذلك، حيث تكون شهادته في حق بالو مفيدة هنا، وهو ما تتضمنه فقرة معنونة بـ ” شهادة ملا حسني حزين في ملا أحمد بالو” وثمة تعريف به، فهو من مواليد قرية تومِك  Tûmikê  ، التابعة غيخيا جولِك Gêxiya  Çewlikê  سنة  1943، ويظهر في سيرة حياته الموجزة، وفي هامش الصفحة ” 27-28 ” أنه أمضى سنوات متلقياً العلم الديني على أيدي مشايخ كرد، وفي قرية مدرسة شيخ أحمد خزنوي، ويتكثف ميله في طلب العلم، وتقدير مشايخه له، حيث يجيز التدريس للعلم الشرعي ” الملايتي والفقه لغيره بالمقابل ” إلى جانب اهتمامه بالكردية، وكتابته بأكثر من لغة: هناك خمسة مؤلفات باللغة العربية، وخمسة كذلك باللغة التركية، وثمانية باللغة الكردية ” ص 28 ”  ولتأكيد هذا الجانب المعرفي لديه، يحيل الهامش المذكور قارئه غلى أطروحة ماجستير ليعقوب آيكاج” ديوان حزين: متن ودراسة وقاموس ” التي منِحت له في جامعة ” بنغولى ” جولِك، سنة 2015 .
ويشار في متن الكتاب، بداية، أن شهادة ملا حسني في ملا بالو تأتي في إطار علاقة ود ومحبة جمعت بينهما، في قرية ” تل معروف ” الذائعة الصيت في روجآفا كردستان، وبذلك نكون إزاء شهادة لها قيمة تاريخية من نظير له، وله شهرته، إزاء صديقه ومشارِكه في أعمال مشتركة. ماذا يقول حزين في بالو:
عندما كنت في قرية تل معروف في مدرسة تابعة لشيخ خزنه، كنت أقرأ كتاب مولى جامي . كان كلٌّ من ملا أحمد بالو، ملا عبدالله، ملا رشيد، ، ملا عبدالله قرطميني،ملا سليمان سبينكَي، قد أنهوا دراستهم قبلي حوالي 15-20 سنة. وكان كلٌّ منهم قد تعيَّن في قرية لممارسة الملاتي. وبدوره كان ملا أحمد بالو يقيم في قرية زينار، يمارس الملاتية…ص28 .
وحول شهادته في علمه وقتذاك، يشير حزين إلى أن ملا أحمد بالو كان عالِماً كبيراً، وشاعراً عميق المعنى. وترددت إليه عدة مرات، ضيفاً عليه في قريته. وكان يودني كثيراً، واهتم بي كوني من قرية جولِك كذلك. وكان كثير السؤال عني، ويرغب في أن أتمم دراستي عنده، إلى درجة أنه كان يقول: آت ِ إلي وادرس عندي، ماهو موجود عندهم موجود عندي ، والشعر عندي بالمقابل ” أي جهة العلم الشرْعي طبعاً . توضيح من إبراهيم محمود “ص 29 . 
ويُسأل عن نوعية شعر بالو، فيأتي جوابه هكذا:
كان عالماً كبيراً. إنما لم يكن هناك من يهتم بأمره. كان فقيراً. وكان شاعراً كبيراً، إنما للأسف، وسط إهمال. ووضع مؤلفات كثيرة بالكردية. حيث كان يقيم في القرية، ويكتب بغزارة. وذات مرة قرر أن يأتي إلى قامشلو. إنما للأسف، جرّاء كتبه المؤلفة بالكردية، وقضيته أهينَ كثيراً، حيث تعرض لضغوط كثيرة، وهناك من هاجموه، وأحرقوا كتباً له. وبالو كان وحيداً، دون صاحب، لم يكن هناك من أهل له، وبسبب ما جرى له، حزِن كثيراً وجانب مخالطة الناس  كثيراً . 
ويتأسف حزين على ما جرى، أي كيف تتعرض أعمال كاتب وشاعر للحرق والإتلاف، وهي مصيبة وكارثة، وهكذا كان الحال مع بالو. ص 29 .
بالطريقة هذه، يمكن الدخول في تلك الوضعية الاجتماعية التي عاشها شاعرنا، ومن كان قبله حاملاً جمرة القومية في راحته، ومتعرضاً لكل ما هو  موجع، ومؤلم، وحتى التهديد بالموت وسواه !
طبعاً، مثل هذه الشهادة، حتى الآن، ترينا طبيعة ” مجتمع ” متلقي علوم الدين الإسلامي، حيث كان هذا التعليم الديني الصرف هو الذي تعطى عليه الإجازة لخدمته في قرى روجآفا كردستان، ولحظة توسيع الدائرة ” دائرة الاهتمام بأمور الحياة ” حيث الحياة أوسع، وأبعد وأعمق من أن تنحصر في هذا الشأن الديني المؤطر، أي ما يخص انتماء الملا القومي أساساً، كان الموقف يختلف من الملا، حتى من جهة المحيطين به، خوفاً على حياتهم، فالكردية، بمفهومها القومي والاجتماعي والثقافي، لم تكن حقلاً مسموحاً بالدخول إليه، أو محظوراً، وتحت مراقبة الأجهزة الأمنية والمخابراتية.وهنا يكون التفريق بين من آثر البقاء باسم الملا، وفي خانة الدين بمفهومه التقليدي، ومن وسَّع نطاق ما تعلَّمه قراءة وكتابة في الشأن الديني، ليكون لكرديته نصيب من ذلك. 
وحين يُسأل حزين عن موقع بالو وسط شعراء الكرد، يأتي جوابه مظهِراً التباين بينهم:
شعراؤنا الكبار كثيروت، سوى أن القلة منهم شعراء. حيث دخلوا المدرسة ولم يكملوها. إنهم فقهاء وليسوا بعلماء. وملا أحمد بالو كان عالماً كبيراً، شديد المعرفة، في شعره كان مجدّ. كان شعره عذباً من ناحية، وعميق المعنى من ناحية  أخرى. لدينا من الكرد شعراء كبار، منهم من كتب القصيدة، ، والكثير منهم كتب شعر الغزل، مثل ملا جزيري، ومنهم من اقتصر في شعره على مديح شيخه، ومنهم من كتب الشعر من أجل أناسه، ومنهم أيضاً من كتب الشعر دفاعاً عن الحق. وفيما يخص بالو كان من جهة شاعر أناسه، وشاعر الحق من جهة أخرى.
وحين يُطلَب من حزين ما إذا كان قد حفظ بعضاً من شعر صديقه، فتجاوب، وقال:
لا يُعرَف العلم من القوام    انظر إلى الصين تعرف أنك أهل له . ص 30 .
مقصد ذلك، أن الإنسان بما يحصّل من العلم والمعرفة،وتكون له قيمته أنّى كان، فهو يحملها معه .
في متابعة حياة بالو، لا نكون إزاء التعرف على شخصية لها مقامها الأدبي، فحسب، وإنما في وسط اجتماعي، له تاريخه، وله علاقات اجتماعية ترينا طبيعتها، ومستوى تلقّي ما هو شعري من الشعر، وبالنسبة للكرد، وما في هذا التلقي من تباين جهة النظرة إلى الشاعر، اعتماداً على اعتبارات كثيراً ما تكون بعيدة موجهة، وذات صلة بتقويمات خارجية، في الانتماء الاجتماعي، والسياسي، وهذه الخاصية السلبية لا تزال تفعّل أثرها، رغم الكثير مما هو متداول كردياً: إعلاماً، وكتباً، ومواقع تواصل اجتماعية، وما في ذلك من مفارقات، تترجم الكثير مما يبقي الكرد في وضعية التخلف عن العصر ومتطلباته وتحدياته بالمقابل …
…يتبع

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…