ابراهيم البليهي
الذين يتحدثون عن العلم والعلماء والفكر والمفكرين في الحضارة العربية؛ يغفلون غفلة كلية مطبقة عن حقيقة أن العلماء والفلاسفة في الحضارة العربية كانوا أفرادًا منعزلين ولم يكن لهم أي تأثير أو فاعلية على حياة المجتمع ….
إن الفاعلية العامة للعلوم في أوضاع المجتمعات وفي أوضاع العالم هي ظاهرة حديثة رافقت نشوء الحضارة المعاصرة فالمعرفة الموضوعية والفكر الفلسفي قديمًا كان اهتمامًا فرديًّا من أجل الفهم ومن أجل الإدراك الشخصي ولم يكن العلم مؤثرًا في الشأن العام …..
هذه حقيقة فارقة لو أدركناها فسوف تنتهي الخصومات ففاعلية العلوم في الشأن الاجتماعي والفردي والإنساني هي فاعلية طارئة لقد بات العلم بمثابة مشروع تنموي لللعالم كله ولكل وطن على حدة فلأول مرة ترتبط الأوضاع الاقتصادية وتجليات الممارسات العملية بالعلم إن تدخل وتأثير العلم في حياة الأفراد والمجتمعات هي ظاهرة حديثة لم تكن معروفة في أية حضارة سابقة إن إدراك ذلك شرط مبدئي لدخول حضارة العصر والإفاقة مما يجري ترويجه من أوهام وادعاءات ومفاخرات …….