سائق الرجاء

ماجد ع  محمد
كعَلمٍ لا يزال يُرفرف في العُلى 
جالَ بهديله في المدى إعلاما 
مُشهراً إفطاره كالمنارةِ 
كلَّما حاصره في البوحِ الصياما
انساب من الإمتلاء في النجوى صائحاً
يا قومُ: 
إن لم يولِّد التلهفُ اهتماما
استعمر الجفاءُ عرشَ الدفءِ 
نالَ البرودُ من الدوافعِ
وانحسر الهُيَاما
وبعد التلظي في موقد التجاهل 
راح بعزمٍ يصوِّب الفوهة إلى أناه
علَّ من جم الخوالج ينفلق الصِداما
يُردِّدُ وقد طوَّقهُ الشجنُ يا صاحُ قال 
انصبابك على أديم مَن لا يبالي بك
رمحٌ يلازمك 
غصةً أبت أن تفارقك 
طالما مشغولاً بقيتَ 
بمن لا ينشغل بك
ورغم انهمار طعنات اليقظةِ 
كنزول الصاعقة على أديمٍ صبِ 
ظلّ جُلّ مراده 
أن يحفظ بدنها الغضُ من اللهبِ
ولكنها بقيت سارحةً بمركبة هواها
ولم تزل تحسبهُ ممن يحجب ضوءَ الشمسِ عنها 
كسحابةٍ تقي البُرعمَ من القيظِ بحبٍ طوَّقها 
يرنو وشوق العناقِ ينحدر من مآقيه
كشلالٍ يعشق الإنسكاب في حضرتها
لا يرقص من الفَلاَحِ
ولا يشمخ بما خاضه من المعاركِ لأجلها
متمنياً فحسبُ 
بأن يغدو درعاً لها
أو كبلّورٍ يحمي شمعةً من لسعات العاصفة 
إلاّ أن معاجم الريبة بقيت تسقي عوالمها
وعلى قدر إنغداق شوقه المحراقِ عليها
خمّنتهُ كسابق عهدها في الظنِ 
وبأن سُحبه الوامقة تهم بخناقها
فجالَ محتاراً 
يسوق الرجاء في ربوعها
يرعى قطعان الأمل بكامل التضرّع في مضاربها
يذرفُ نُدف الأسى وجعاً
سارحاً 
مغموماً 
هائماً يمضي 
فلا سبيلاً يطمئن قلبه
ولا شِعاباً تقوده إلى قلبها.
28/5/2017

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

مروان شيخي

المقدّمةُ:

في المشهدِ الشِّعريِّ الكُرديِّ المعاصرِ، يبرزُ الشاعرُ فرهادُ دِريعي بوصفِه صوتاً خاصّاً يتكلّمُ من عمقِ التجربةِ الإنسانيّةِ، لا بوصفِه شاهداً على الألمِ فحسبُ، بل فاعلاً في تحويلِه إلى جمالٍ لغويٍّ يتجاوزُ حدودَ المكانِ والهويّةِ.

ديوانُه «مؤامرةُ الحِبْرِ» ليسَ مجرّدَ مجموعةِ نصوصٍ، بل هو مساحةٌ روحيّةٌ وفكريّةٌ تشتبكُ…

غريب ملا زلال

سرمد يوسف قادر، أو سرمد الرسام كما هو معروف، عاش وترعرع في بيت فني، في دهوك، في كردستان العراق، فهو إبن الفنان الدهوكي المعروف يوسف زنكنة، فكان لا بد أن تكون حياته ممتلئة وزاخرة بتجربة والده، وأن يكتسب منها بعضاً من أهم الدروس التي أضاءت طريقه نحو الحياة التي يقتنص منها بعضاً من…

أحمد مرعان

في المساءِ تستطردُ الأفكارُ حين يهدأ ضجيجُ المدينة قليلًا، تتسللُ إلى الروحِ هواجسُ ثقيلة، ترمي بظلالِها في عتمةِ الليلِ وسكونِه، أفتحُ النافذة، أستنشقُ شيئًا من صفاءِ الأوكسجين مع هدوءِ حركةِ السيرِ قليلًا، فلا أرى في الأفقِ سوى أضواءٍ متعبةٍ مثلي، تلمعُ وكأنها تستنجد. أُغلقُ النافذةَ بتردد، أتابعُ على الشاشةِ البرامجَ علّني أقتلُ…

رضوان شيخو

 

ألا يا صاحِ لو تدري

بنار الشوق في صدري؟

تركتُ جُلَّ أحبابي

وحدَّ الشوق من صبري.

ونحن هكذا عشنا

ونختمها ب ( لا أدري).

وكنَّا (دمية) الدُّنيا

من المهد إلى القبر..

ونسعى نحو خابية

تجود بمشرب عكر..

أُخِذنا من نواصينا

وجرُّونا إلى الوكر..

نحيد عن مبادئنا

ونحيي ليلة القدر

ونبقى…