منبهر

ماجد ع  محمد
إن خانك الظرفُ ولم تُصبح للجائع قِطَفُ 
على الأقل كُن وداعة فراشةٍ مُغرمة 
بما يخبئهُ مِن البَردِ زجاج المشكاة
هذا إن حرّمتك الطبيعة 
ولم تغدو أثراً مُشرقاً 
على جبهةٍ 
أو مفرقٍ ما 
مِن صفحة الحياة 
كنقطةٍ من النور
كن للرحيم خِلا
ولا يغرنك توق الوصولِ 
فتصبح للخاقانِ ظِلا
أو ذاك الذي يحيط بقامة القيلِ
كدرعٍ يقي سلطانه كلما حنّ المدعو للحضور
لا  تكن حارساً
فتأخذ دورَ خفيرٍ 
حول جلباب العُمدة كالطفل مهفهفاً يدور
فالحارسُ مهما علا كعبه
ديدنه تتبع النجمِ 
متعباً في السعي يقضي العُمر وحده
وعيونه أبداً ترنو لأبواب القصور
في الظلِ يُرتّق المُذهبات بسكوت
حتى يشمخ بها على الْمَلَإِ
مَن جعلهُ العُرفُ أمير 
مُدلهاً
مَبهوتاً
مأخوذاً بحفيف قُفطان القُطبِ يسير
مُنبهراً أبداً 
في الهامشِ يبقى
ومِن طبع المُنبهر أن لا يُنير. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إلى أنيس حنا مديواية، ذي المئة سنة، صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة
إبراهيم اليوسف

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا، بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفًا، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلًا وجوديًا، حاسمًا، مزلزلًا. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته،…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…