يا قصيدة…!

ابراهيم اليوسف
 
        “مقاربة نثرية………!”
بدلاً عن مقدمة*
 
أيّهذي الذّائبة في الدّهشة..!
الحانية كغيمة…!
الشّديدة، كمحارب عنيد
أيّة ضحكة هي ضحكتك..!؟
كي تتصادي   في كلّ جهة
على هذا النّحو ..!
أيّة خطى خطاك؟
أيّة أجنحة  أجنحتك البراقيّة
سبحان الجميل .. يالجمال محيّاك…!
أجراسك يخضور
ويداك صلصال
 تصلين
 أنّى شئت
قطيع السفوح
الذّراري العالية
أعماق  الأيمّة
ووسط اندلاع البراكين في المحابر
 والدم
لا جوازات سفر تحتاجين
تصلين أنّى شئت
لا تعرفين هدأة أو راحة
كلّ الأمكنة  طوع أهوائك
ولا مقاعد لك قطّ
عارمة كعاصفة
بهيّة كأنثى منحدرة
  من زهو الأساطير
عروشك عالية
عالية …..!
وأنت أجمل الملكات
لا قلعة  تستعصي أمام حكمتك
لا جهة  تغلق بوّابتها  أمام   أغانيك
تتوغلين خلف الأستار والحجب
وجبال الألهبة
والأبواب  المغلقة في وجه الهواء
تتكسّر الدياجير تحت  خطاك الملكية 
لا تردعك مهابة
ولا يردّك جبروت
أو جلافة  حرّاس  غير مهذبين
لله درّك
يا جميلة
يا شهيّة
يا طيبة كملاك شاهقة
يا ملحاحة كضوء  سماوي
لا تصدنّك أسوار  أو أسلاك
لاتفزعنّك فزّاعات أو جحافل
تمضين  إلى الأمام دائما ً…. دائماً
تضيئين  المنافي  بأصابع النيازك
كي تكوني رسولتي
إلى الأنثى
التي لا  تطال سماءها يدي
سحابة للتراب المبتهل إليك
توقظين أشجارك في الرّوح
تتبعك أسراب الطيور
باقة قرنفل أحمر
بين يدي أنثاي
قوس قزح يزنّر خاصرتها
حديقة تتبع خطواتها الصغيرة
قبلة من شهد ودرّاق وأطايب
أغنية تردّدها في رجل بعيد .. بعيد….
كم ترى يلزمني
كي أفكّ بعض ألغازك
ملاحم سحرك القدّوس
كي أعرفك كما يجب
 أقرؤك كما يجب
شهقةً ….. شهقةً
طعنةً …… طعنةً
قبل أن تذوبي في خريطة النعوت
وأنت تواظبين على عادتك ….. عليّ
تصلين ما لا يمكننا الوصول إليه
تولدين
وتدوّين
وتذوبين
فجاءات
 و مواعد
 وغبطة
 وشدواً
 لله درّك يا صديقة
لله درّك يا قصيدة !………….
1-11-2000
* مقدمة مجموعتي” مدائح البياض” والصادرة في بيروت2016
قصائد المجموعة كتبت في تسعينيات القرن الماضي، ماعدا نصاً واحداً منها، وأعدت للطبعة في العام2003 لكن طباعتها تأخرت لأسباب خارج اليد

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…