عامر خ. مراد
“لا يزعجني أبدا تأخري في أن أصبح أبا فالحمد لله فأنا مؤمن, ألم تسمع بقصة سيدنا إبراهيم وهو ينتظر أن يرزقه الله بمولود لم يأته إلا بعد الشيب”هكذا لمحنا أملا منقطع النظير من بين الأحرف والكلمات التي نطق بها أحمد غالية (خريج معهد تجاري) الذي مضى على زواجه سنتان ولم يرزق بعد بولد يملأ عليه وعلى زوجته بيتهما الصغير وكم كان وقع هذا السؤال عليه أليما : لم لم تخلف بعد ؟ لينتقل ويحدثنا عن أخيه الذي تأخرت مراسيم انتقاله إلى أب رافضا أن نعزو السبب إلى الوراثة فالأمل موجود أبدا 0
ولكن إذا بدالنا هذا الشاب وقد لفه لفيف الأمل فما هو قولنا بمن أعجزته السنون عن الإنجاب بعد طول انتظار دام العمر أغلبه , ماذا يقول السيد حاجي (الفلاح) الذي أمضى عمره وهو ينتظر أن تمنحه السماء الأعجوبة ويرزق بمولود وقد أضعفته أثقال ما يقال من حوله هنا وهناك بأن (من يعاني من مثيل حالته لا يمكن أن ينجب) نعم هذا ما يقال ومهما قال الأطباء من أن احتمال الإنجاب وارد فإن هذا البصيص من ضعف الأمل لم ينج هذا الرجل من أن يعترك ظلمات اليأس في هذه الحياة ويبقى منتظرا إلى أرذل العمر دون أن تدور الدائرة وترزقه بما رزق كل من حوله هكذا بدا متنهدا وهو يلهث بكلماته لنا قائلا:” بسبب مشكلة في الأعضاء التناسلية أفقدني المجتمع كل ما أملك من أمل رغم أن الأطباء ما كانوا ليدفعوا بي نحو هذه الحالة من اليأس ولكن يبقى مجتمعنا هو المعيب في المرء ما قضي عليه بأمر ربه وكل ما أخشاه الآن وأنا في هذا العمر : المستقبل , كيف سنعيش أنا وزوجتي المسكينة التي أرعاها أنا الآن فهل من معين إن تساوت أحوالي بأحوال زوجتي, هذا ما كان يؤرقني دائما وإلى الآن”0
وإذا كانت مسألة التأخر في الإنجاب مرهونة بالكثير من العوامل العضوية التي قد نجد لها حلا أحيانا أو قد تستعص حينا آخر فإن ما يواجهه من يعانون من هذه المسألة اجتماعيا أحد من حدود هذه الظروف بكثير , فتلك الأزمة الاجتماعية التي يجب على الإنسان أن يتصدى لها تزرع جيشا من الآلام النفسية التي تعيق بدورها وأحيانا كثيرة المقدرة على العلاج والمقدرة على البقاء في خانة المحتفظين بالأمل فها هو السيد يوسف وهو رجل عمل سابقا في الجمارك إلى أن تقاعد بعد أن أنهكه الزمن وضاقت الدائرة به وبزوجته التي رفض أن يتزوج عليها كما كان ينصح أو بالأحرى يضغط عليه أهله من أجلها فيقول:” لم تكن تؤسفني حالتي هذه خاصة ومع وجود زوجة تحبني وأحبها بقدر ما كانت تزعجني وتثقل كاهلي أقاويل الأهل ونظرتهم لي ولزوجتي في كل زيارة وإلى الآن وبعد أن فات الأوان مازالوا يبثون روائح سمومهم الماضية في وجهي لاعنين ألف مرة رفضي للزواج مرة أخرى حينها ” وتبدأ القصة بأخذ أبعادها الأكثر جلاء في قصة مأساوية لرجل تقي ورع خجول مع الإنجاب حيث تبدأ القصة من حبه واحترامه المفرطين لوالدته ذلك الحب الذي أودى به إلى ضفاف الخجل من زوجته الأولى والثانية أيضا وأضعف قدرته على الإنجاب من تلك الزوجتين بسبب ما يراه فيهما من شبه مع والدته السيدة المبجلة فيقول بأن:”الطبيب قد نصحني بأن أتناسى ما أنا فيه من حالة نفسية تدفعني لتشبيه زوجاتي بوالدتي وذلك بأن أحتسي الخمر عند الخلو بزوجتي وهذا بالذات ما كنت أرفضه فمن محاولة للهرب من التضييق علي من قبل كل من أعرف وكل من يعرفني إلى التضييق على المبدأ وحين نشأ التناقض أحسست بالنهاية”0
وإن لم تكن النهاية محسومة على يد هذا الرجل عن سابق رصد وتعمد فإن هروبه من أقاويل الآخرين قد أجبره على الزواج من الثالثة والتي استطاع أن ينجب منها وإلى الآن ثلاثة أطفال0
فالنظرة الاجتماعية لمن يتأخر في الإنجاب تلعب دورا أساسيا في إعاقة الشفاء من هذه الحالة وخاصة في جوانبها المتعلقة بالموانع النفسية في عملية تأخر الإنجاب وهنا تجيبنا الدكتورة إ 0مخلف أخصائية التوليد قائلة :” إن ظاهرة تأخر الإنجاب لها عوامل عديدة ولكن الشفاء منه يرتبط وبحسب الكثير من الدراسات بعوامل نفسية مختلفة ,فالاستقرار في الحياة الزوجية والقدرة على التفاهم الأسري ضروريان جدا لمنع هذه الظاهرة “, ويعلل لنا الدكتور فيروشاه عمر(أخصائي التوليد )بأن :”التوازن في عمل الأجهزة الإخصابية مرهون أحيانا كثيرة بالتوازن في ذهنية الإنسان وصفائها وقدرة الزوجين على التلاؤم مم يؤدي إلى الانتظام في قيام كافة الأعضاء بوظائفها وعلى أكمل وجه” 0
وإذا كان هذا هو المشكل للجملة الأساسية في الداء فإن طرح الدواء له جانب الأهمية في هذا ولذلك توجهنا بالسؤال للدكتور عمر خالو ( أخصائي الأمراض النفسية) فقال :”نستطيع تبني هذه الظاهرة من جهة علاقتها مع الموروث الاجتماعي القاضي بالحط من الإنسان والإسفاف به في حال توفر نقيصة معينة فيه وخاصة فيما يظنونه عيبا يمس رجولة الرجل في مجتمع يقاس وللأسف الإنسان فيه بمثل هذه المقاييس ولحل مثل هذه الأمور والتخلص منها لابد من محاربة هذه الأفكار أولا لأنها تنشئ الكثير من الأزمات النفسية التي لها علاقة وطيدة مع مشاكل صحية عضوية كثيرة”0
وإذا كانت مسألة التأخر في الإنجاب مرهونة بالكثير من العوامل العضوية التي قد نجد لها حلا أحيانا أو قد تستعص حينا آخر فإن ما يواجهه من يعانون من هذه المسألة اجتماعيا أحد من حدود هذه الظروف بكثير , فتلك الأزمة الاجتماعية التي يجب على الإنسان أن يتصدى لها تزرع جيشا من الآلام النفسية التي تعيق بدورها وأحيانا كثيرة المقدرة على العلاج والمقدرة على البقاء في خانة المحتفظين بالأمل فها هو السيد يوسف وهو رجل عمل سابقا في الجمارك إلى أن تقاعد بعد أن أنهكه الزمن وضاقت الدائرة به وبزوجته التي رفض أن يتزوج عليها كما كان ينصح أو بالأحرى يضغط عليه أهله من أجلها فيقول:” لم تكن تؤسفني حالتي هذه خاصة ومع وجود زوجة تحبني وأحبها بقدر ما كانت تزعجني وتثقل كاهلي أقاويل الأهل ونظرتهم لي ولزوجتي في كل زيارة وإلى الآن وبعد أن فات الأوان مازالوا يبثون روائح سمومهم الماضية في وجهي لاعنين ألف مرة رفضي للزواج مرة أخرى حينها ” وتبدأ القصة بأخذ أبعادها الأكثر جلاء في قصة مأساوية لرجل تقي ورع خجول مع الإنجاب حيث تبدأ القصة من حبه واحترامه المفرطين لوالدته ذلك الحب الذي أودى به إلى ضفاف الخجل من زوجته الأولى والثانية أيضا وأضعف قدرته على الإنجاب من تلك الزوجتين بسبب ما يراه فيهما من شبه مع والدته السيدة المبجلة فيقول بأن:”الطبيب قد نصحني بأن أتناسى ما أنا فيه من حالة نفسية تدفعني لتشبيه زوجاتي بوالدتي وذلك بأن أحتسي الخمر عند الخلو بزوجتي وهذا بالذات ما كنت أرفضه فمن محاولة للهرب من التضييق علي من قبل كل من أعرف وكل من يعرفني إلى التضييق على المبدأ وحين نشأ التناقض أحسست بالنهاية”0
وإن لم تكن النهاية محسومة على يد هذا الرجل عن سابق رصد وتعمد فإن هروبه من أقاويل الآخرين قد أجبره على الزواج من الثالثة والتي استطاع أن ينجب منها وإلى الآن ثلاثة أطفال0
فالنظرة الاجتماعية لمن يتأخر في الإنجاب تلعب دورا أساسيا في إعاقة الشفاء من هذه الحالة وخاصة في جوانبها المتعلقة بالموانع النفسية في عملية تأخر الإنجاب وهنا تجيبنا الدكتورة إ 0مخلف أخصائية التوليد قائلة :” إن ظاهرة تأخر الإنجاب لها عوامل عديدة ولكن الشفاء منه يرتبط وبحسب الكثير من الدراسات بعوامل نفسية مختلفة ,فالاستقرار في الحياة الزوجية والقدرة على التفاهم الأسري ضروريان جدا لمنع هذه الظاهرة “, ويعلل لنا الدكتور فيروشاه عمر(أخصائي التوليد )بأن :”التوازن في عمل الأجهزة الإخصابية مرهون أحيانا كثيرة بالتوازن في ذهنية الإنسان وصفائها وقدرة الزوجين على التلاؤم مم يؤدي إلى الانتظام في قيام كافة الأعضاء بوظائفها وعلى أكمل وجه” 0
وإذا كان هذا هو المشكل للجملة الأساسية في الداء فإن طرح الدواء له جانب الأهمية في هذا ولذلك توجهنا بالسؤال للدكتور عمر خالو ( أخصائي الأمراض النفسية) فقال :”نستطيع تبني هذه الظاهرة من جهة علاقتها مع الموروث الاجتماعي القاضي بالحط من الإنسان والإسفاف به في حال توفر نقيصة معينة فيه وخاصة فيما يظنونه عيبا يمس رجولة الرجل في مجتمع يقاس وللأسف الإنسان فيه بمثل هذه المقاييس ولحل مثل هذه الأمور والتخلص منها لابد من محاربة هذه الأفكار أولا لأنها تنشئ الكثير من الأزمات النفسية التي لها علاقة وطيدة مع مشاكل صحية عضوية كثيرة”0
siyaziya@hotmail.com