نزداد عزيمة واصراراً في ذكرى تأسيس مؤسسة سما الرابع

عارف رمضان

حلم كان يراودني منذ الأيام الأولى لوجودي في دولة الامارات في أن يكون  للكرد المقيمين – هنا – صرح للتعريف بالشعب الكردي و إبراز الهوية الكردية بشكلها الصحيح بين مختلف الجنسيات المتواجدة على أرضها و اطلاعهم على البيت الكردي بمختلف مكوناته الثقافية و الفلكلورية و بخاصة في دولة عربية حيث القاسم المشترك و علاقة الجوار التي تربطنا ببعض و الديانة و التاريخ المشترك و الفتوحات الاسلامية حتى نصرة القضية الفلسطينية و خير شاهد على هذه العلاقة تحرير القدس بزعامة القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي .
ها نحن نطوي الصفحة الثالثة للمؤسسة و نضيء شمعتها الرابعة في الثاني من نوفمبر / كانون الأول 2008 حيث الولادة الأولى لمؤسسة سما للثقافة والفنون 2/12/2005 , فمنذ اعلان تأسيسها عملت على تحقيق ذلك الحلم لخدمة الثقافة الكردية وتجلياتها لرسم صورة أوضح للمثقف العربي والكردي في الآن ذاته ،  كما أنها مدت جسور التواصل بين مختلف الثقافات والحضارات في المنطقة لا سيما بين الثقافتين العربية والكردية وفتح قنوات للحوار عن طريق اقامة العديد من الندوات والمحاضرات والمهرجانات الفنية والشعرية والأدبية في امارتي دبي و الشارقة ، وأضحت بذلك بيتاً تأوي تحت سقفه أصحاب الأقلام البيضاء من كل الأطياف ومنارة تستقطب المثقفين من كل الاتجاهات .

أفتتحت سما باكورة نشاطاتها في خدمة تلك الأهداف بإقامة الملتقى الكردي العربي الأول في إمارة الشارقة والتي نطمح الى استمراية هذه الملتقيات في المستقبل ، كما وقد ساهمت المؤسسة مساهمة فعالة في دعم الكتاب والمثقفين عبر إقامة الأمسيات الأدبية والفنية وطباعة وتسجيل نتاجاتهم تلك بحيث أصبحت اصدارات المؤسسة مرجعاً مهماً و أضحت كتب المؤسسة تغني مكتبات المثقفين في كل مكان .
 
ثلاثة أعوام حافلة بالنشاط و المجهود الثقافي و تحدي المصاعب و تجاوز المشقات حيث التمكن من اصدار /26/ كتاباً لكتاب كرد من تاريخ و أدب باللغتين الكردية و العربية , و ها نحن نعمل بوتيرة عالية لاضفاء النور على المؤلفات الثلاث المتبقية ضمن ما قد رسمناه لخطة عمل 2008 , و هي كالتالي :  ديوان الكلام الشهيد : شعر هوشنك أوسي – رواية الخوف الادرد  للكاتب حليم يوسف – ترجمة لقصائد الشاعر أحمد عارف : ديلان شوقي .
إضافة إلى تبني المؤسسة لمجموعة من النتاجات الفنية / الكليبات / لفنانين كرد مثال ريبر وحيد – صفقان – حمي ابو زيد  .

 و من ناحية أخرى نجحت المؤسسة في لم شمل الكرد من خلال موقع المؤسسة الالكتروني بالتواصل فيما بينهم بأن الموقع أخذ على عاتقه نشر أخبار الجالية الكردية من الأفراح و الأحزان إضافة إلى تخصيص نافذة خاصة للإعلان عمن يبحث عن عمل و إدراج الشواغر من خلال تواصل العاملين الكرد في تلك المؤسسات و ابلاغ  سما بتلك الشواغر , و هنا نتقدم اليهم ببالغ الشكر و التقدير على تواصلهم و تقديم هذه الخدمة الجليلة , و لا بد من الاشادة إلى موائد الإفطار في شهر رمضان المبارك و الحفلات المجانية و التي كانت تقام في الحدائق العامة و التي كانت لها الدور البارز في تشكيل ملتقى للتعارف بين الأخوة الكرد و إقامة جسور صداقة من خلال تلك المعرفة بالتعاون و التنسيق المشكور مع هيئة إدارة الجالية الكردية في الامارات .

في الختام نتقدم بالتهاني والتبريكات الى كل من ساهم في بناء هذا الصرح الثقافي و الفني وبالاخص الاستاذ فريد سعدون والدكتور علاءالدين جنكو الذين ساهموا في وضع اللبنات الاولى للمؤسسة والى كل أبناء الشعب الكردي في كل مكان ، و إن شاء الله سنستمر بالصعود والتقدم رغم كم الصعاب , و ننوه أننا بصدد توسيع قاعدة المؤسسة الثقافية من المثقفين البارزين كلجان اختيار المطبوعات المناسبة للنشر الذين أبدوا استعدادهم للتعاون مع المؤسسة, و سوف نعلن عما قريب عن قبول أسماء كل من يجد في نفسه للمشاركة في تلك اللجان إلى جانب إعلان آخر عن مسابقة اختيار مجموعة جديدة من المخطوطات المعدة للطباعة لخطة عمل 2009.

إننا ننتهز هذه الفرصة لتقديم التهاني الحارة الى دولة الامارات العربية المتحدة المضيافة حكومة وشعباً بمناسبة العيد الوطني لتأسيس الامارات في الثاني من شهر كانون الأول و الذي يصادف الانطلاقة الأولى لمؤسسة سما.


عارف رمضان
مدير مؤسسة سما للثقافة والفنون

دبي في 1122008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…