ذنب السرحان «الفجر الكاذب»

جميل داري

أحق ..أنا عني
 غريب وذاهل

وكل وجودي قبض ريح وباطل؟

ودنياي لا أهلا بها.. فهي فظة
تحاول تهميشي… ولم لا تحاول؟

كأني بديد.. لا أطيق نزالها
كأني طريد.. تزدريني القوافل

أما آن لي أن أستريح وأرعوي
تلاشت غماماتي.. وكلت كواهل؟

أراني جريح الروح مضطرب الرؤى
وحولي أناس ليس فيهم فضائل

سمائي لاترسو عليها كواكب
وأرضي استباحتها قحاب” فواضل”

وحقلي الذي أمضيت فيه طفولتي
ذوى.. لم تعد تفتر فيه السنابل

وحل محل الأكرمين أذلة
وحل محل العاشقين مزابل

لماذا يصير الخير محض مقولة
وذو الشر مغوار وفذ وعاقل؟

لماذا يطيب الأكل والشرب عنده
وحصتنا ملح أجاج..” فلافل”؟

 أرى البوم ضحاكا.. يسود نشيده
وفي قفص الإذلال تبكي البلابل

غريب عجيب أمر دهري فكلما
تشهيت موسيقاه دوت قنابل

لكم خدعت نفسي بقول وزيفه
وكم سحقتني في رحاها القلاقل

وكم قد سمت فينا طويلا رذائل
وجرت ذيول الذل فينا فضائل

فماذا نرجي.. والهواء ملوث
وقد فسد الملح الذي نتناول..؟

أنخرج من أرض ونسكن كوكبا
وقد معنا تأتي هناك المشاكل؟

أما آن لي أن أخرج الآن من دمي
وأشرب من” نهر الجنون” وآكل؟

ويطلب مني أن أعيش تفاؤلا
أفي فترة الخمسين.. ثم تفاؤل

ألا أيها القاضي.. وأنت مبجل
وربك ظلام… وربي عادل

ضميرك ميت مذ تخرجت قاضيا
وحكمك مشبوه وعدلك عاطل

وفجر بلا فجر وليل مؤبد
وحلفك بالقرآن زور وباطل

أثمة عدل في الحياة أكاد أن
أشك بنفسي كل قاض مقاول

أكاد من الغيظ المؤجج أشتوي
فهل- يا أحبائي- لديكم توابل؟

أكاد أغوص الآن في يم ظلمة
فهل- يا أحبائي- لديكم مشاعل؟

أريد قناعا.. من يؤجر واحدا؟
فوجهي بلا وجه وذكري خامل

ونفسي بلا نفس وعنوان مسكني:
مكان به تعلو..تموج المباول

وكل فسوق لا يضيع فرصة
أواخرها ملك له والأوائل

يسوق إليك القول حلوا منمنما
لديه من القول الجميل خمائل

فيصطاد أبناء السبيل.. يبيعهم
كلاما له تهفو النفوس الغوافل

إلام يظل الإفك سيد عالم
ويسرح في الأنحاء نذل وسافل؟

فزيف وزيف ثم زيف وآخر
ونحن نحييه… به نتعامل

لذلك لا معنى لكم.. لبقائنا
فأولى بكم داء عضال وقاتل

حياتكم مثل الرماد هشاشة
وموتكم موت… فلا تتنازلوا

أرى الشر مجتثا أناسا أحبة
فنحن ثكالى كلنا… وأرامل

 شبعنا من الجوع الطويل يلوكنا
وينهشنا… حتى كأنا هياكل

ونرفو ثياب الوهم حتى كأننا
على شرفات المستحيل قبائل

أبيد قطيعي.. والذئاب غفيرة
فلم تبق إلا عنزة تتمايل

وأحرق كرمي والحرائق جمة
ومات النواطير الكرام القلائل

وناس سكارى يدعون رجاحة
قلوبهم شتى… رؤاهم قواحل

وأحرقت الأشجار حتى تفحمت
وكبلت الورق الحسان الزواجل

وقد رحل العشاق لم يبق واحد
ولم يبق في ساح السباق صواهل

 ولم يبق في الأفق البعيد ضراغم
ولكنما تغدو.. تروح الهياطل

وذات سوار قد حبتني لطامها
فأين الغواني.. من لهن خلاخل؟

أيصفح جان عن بريء ويعتلي
منابر علم جاهل.. متعا قل؟

سأبكي على أطلال روحي فطالما
تغلغل في جسم الجمال الدمامل

ثلاثون عاما والقصيدة خلة
كلانا على مر الزمان هلاهل

كلانا نخوض النفي شرقا ومغربا
ولم تلهنا رغم المآسي مشاغل

تجيء شياطين القصيدة دائما
فما زال يحيينا هوى متبادل

هوى لو تحرى الخلق غور خضمه
لتابوا وخير التائبين المناضل

خرجت من الحرب الضروس مجرجرا
هزائم روحي والجنود بواسل

دخلت إلى نفسي وقلت:تهذبي
ولا ترجعي حيث الوغى والتقاتل

ولكنها تأبى سماع أوامري
أورط نفسي دائما… أتجاهل

ترى من يعيد الآن حلما مضيعا
أما زال موجودا يعيش…. يناضل؟

أنا لا أراه.. في خضم كآبتي
سئمت.. ومن يسأم فليس يحاول

فقط.. نملة عرجاء.. قط مسالم
وكلب أليف هادئ.. كم يجامل

وريح يصد الطود زيف هبوبها
وصبر قبيح جملته” التنابل”

ألا أيها القلب المضرج بالأسى
أما زال يشجيك الأسى والنوازل؟

أما زلت مفتونا بغيد كواعب
ونبضك خوار وضغطك نازل؟

علي إذا أن أحتمي بقصيدة
لها في ميادين الخيال منازل

إذا ما تخلى الكل عني تعودني
إذا ما أرادوا القطع فهي تواصل

لذلك.. إن الشعر منهل ربه
إذا ما تلاشت عن رباه الجداول

فلولاه كان السلسبيل معكرا
ولولاه ما لاحت نجوم أوافل

تصور حياة دون شعر ولوعة
أكانت لها أرض.. أكانت سواحل؟

حياة بلا شعر شيوع فضيحة
لها في أساميع الزمان جلاجل

حياة بلا آت وباء محقق
إذا.. لا تدع ماضيك وشيا يخاتل

ونحن بماضينا نلوذ.. بحضنه
ونكفر بالآتي .. ولا نتساءل

 هبيل مهابيل.. هبيل مهابل
هزيل مهازيل.. هزيل مهازل

وفكر قديم قد تهرأ كله
تسيد في الساحات فهو معاول

وشعوذة شاعت وصحو عقيدة
وشرخ ومشروخ وشغل وشاغل

وأضغاث أحلام ونحن وراءها
نكبل بالخيبات فهي كوابل

سماء بلا ماء وأرض عقيمة
وآت خواء ليس فيه سنابل

وفصلي خريف والزهور كئيبة
وضرسي منخوروظهري مائل

حمار يبث التبن نجوى نهيقه
حماري رقيق.. للأتان يغازل

وشعر حديث لا حداثة عنده
وشعر قديم مل منه الأوائل

وخلق وتقليد وحرب طويلة
وليس هناك الآن إلا التماثل

يحارب طاحون الهواء.. يماطل؟

هناك فقط رصف الكلام كما هنا
كلام معاد كله……. متداخل

ففي الغرب سريال وفي الشرق غترة
هل التقيا..؟ لا.. هنالك حائل

تراكم هذا الشعر ماتت عيونه
تراه كثيرا وهو نزر وغائل

جحافل شعر لا مثيل لزحفه
فطوبى لشعر عنه لا نتنازل

وشعري الذي أنت به الآن ساخر
شعور تذوب من لدنه الجنادل

ألا ليتني منذ القديم تركته
يروح به.. يغدو الفحول الفطاحل

فوالله لم أصلح لأي تشاؤم
فلا بد أن أسلوه..عندي تفاؤل

وشعر أعيش الآن في شطحاته
وكل شعوري بعثرته الأنامل

وكل حياتي جمرة ورمادها
وبعض ضمير لم يمت فهو فاعل

إذا هذه الدنيا خلت من قصيدة
تسيد فيها الأدعياء الأراذل

غريب مذاق الشعر يسدل ظله
يخفف عنا البؤس..لا يتكاسل

إذا ما بكى من خلفها لم تباله
وأمست أعاليها معي والأسافل

فمثلك ظمأى قد سقيت ولم أمل
وفاضت بأنحاء المكان السوائل

فخليك عندي لا تغيبي.. لأنني
إذا غبت عني أزعجتني الفواصل

أنا لا أحب الراح إلا معتقا
ولست أحب الوصل وهو معاجل

دعيني هنا حتى نهاية عمرنا
وحتى يلوح الموت وهو يغافل

وقد أغتدي والناس في غفواتهم
بقافية.. نجم الخيال تطاول

 تكر كأمطار.. تفر كغيمة
كتبر ثمين أخرجته الزلازل

ألا أيها الليل الطويل تمهلا
فبيني وبين الساهرين مسائل

وبعر وأرآم.. وشربة متة
وحفنة أحلام.. ونوق حوامل

وصر وصرصار وبؤس وفاقة
ومطرقة طارت وخابت مناجل

وبيني وبين الشعر قول وقائل
وبيني وبين العمر سوق ذوابل

ألا في سبيل الشعر ما أنا فاعل “
وفي القلب جرح ضمدته العنادل؟

وليس معي إلا هموم غوابر
وليس معي إلا هموم قوابل

ستبكي عيون النائحات وملؤها
دموع التماسيح الغزار الهواطل

وعالمنا الرث المخنث عائل
فكيف إذا كانت هناك عوائل؟؟

لكم كنت أخشى أن أعيش مسالما
وها أنا مسلول.. سليل..وسائل

وكم كنت أرتاد المقابر موهنا
وها أنا في عز النهار حواقل

وكم كنت أشتاق الربيع وسحره
ففاجأني صيف شحيح وقاحل

ومرت بي الأيام غرثى كئيبة
وخابت فضاءات وماتت مراحل

بقلبي أمان… قد تعفن جلها
وما قد تبقى أصبحت تتآكل

بلعت طويلا كبريائي فلم أعد
أراني.. وطبعا لا يرى المتضائل

ومرت كآبات ويأس وحسرة
ودون مبالاة… تباكت سوابل

هنا بين ظهرينا قحاب عواهر
ولكنها رغم الأنوف عواهل

أنا لم أزل أرجو أماني عذبة
وما نفع أن أرجو وحظي يماطل؟

تلم الحرام السحت دون غضاضة
ووجهي مخصاب ووجهك قاحل

3ففي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها مناف جمة وبدائل

وفيها كؤوس مترعات ورفقة
لهم ذكريات ثرة تتواصل

إذا لم تعش وهما جميلا فلن تفز
ألا كل شيء ما خلا الوهم فاشل

فأين الرجال الصيد.. أين خيولهم
ألم يبق في الميدان قط أراجل؟

وما قاله الثوار صوت جعاجع
هوامش طحن أعقبته هوامل

لقد تعبت روحي من الحزن والأسى
أما آن أن تنفك عنها النوازل

لقد اقبل العام الجديد فما له
كسابقه يلهو بنا ويماطل

فلا غيث مدرارا اطل بوجهه
ولا رحلت عني الهموم القواتل

وبالشعر أرتاد النجوم أضمها
فنجمي طلاع ونجمك آفل

إذا ما خلا قلبي من الشعر لحظة
فليس له بعد القصيدة طائل

وليس له معنى.. هباء وجوده
وأحرى به أن تقتنيه التنابل

فكل الذي حولي يقض مضاجعي
كأني في مقهى التفاهة نادل

ويولد فينا الطفل وهو مكبل
بآت أمانيه لديه ذوابل

فكل حمار فيلسوف زمانه
وإما نيوق البيد فهي عباهل

تعيرنا الدنيا بأنا سفاسف
وفي درك الإسفاف نحن نجادل

ولكننا لا نستحي.. حيث شكلنا
كفزاعة البستان.. مخز مخاتل

ونلدغ مرات ونشكر ربنا
على نعمة الإيمان.. نعم التواكل

ونشرب غسلين الكلام لأننا
شغوفون بالصمت الذليل.. هياكل

ونأكل زقوم الشقاق جميعنا
فكل فصيل من لدنا فصائل

ونشكو إلى الغيم البعيد جفافنا
نقول:ألا غيث عميم ووابل..؟

غني عن الدنيا وعدوى سمومها
ليذهب هباء ما تقول العواذل

لقد مات فينا منذ آدم نخوة
أبيدت بطولات.. ودب تخاذل

وقد فعلت كل السيوف بغمدها
فمن أين يأتي النصر والسيف بائل

وسرت وراء الكبش محض ضحية
فهل يستقيم الظل والعود مائل؟؟

وسطرت أيامي بحضن رسائل
وقد ذهبت في الريح تلك الرسائل

وما الأنف إلا مخطة تلو مخطة
وقد مرغت هذي الأنوف الغوائل

نلوذ بحضن الغيب نأمل مخرجا
ولا غيب يؤوينا… أثم مداخل؟

130- نصفق للريح الهبوب ونصطفي
لأنفسنا حلما… فتنمو المقاصل

أرى الود مفقودا وإن لاح لحظة
يباغته في مهده الغض قاتل

أ رى الحر منبوذا يسام بحرقة
تغوص عميقا في يديه السلاسل

أرى الود مرميا يخبئ نفسه
ولا أحد يحتج كيف يعامل

أرى ظل قبري يحتفي بقصيدتي
فآوي إليه.. والرياح ثواكل

أأنطق أم أجتر صمتي مكبلا
لينطق مجنون ويسمع عاقل

سأضرب عن شعري وآكل مقولي
وكم قطعت للشاعرين مقاول

فلا جرح يدميني.. دمي لم يعد دمي
وما عاد تغريني البروق البواسل

ولا ماء يرويني.. فمي لم يعد فمي
فما عاد تغريني الغيوث الهواطل

ولا أرض أمشي في رباها وسوحها
تلاشت مغانيها وجفت مناهل

ولا ثلج أطليه بدبس وسكر
ولا خبز تنور يفوح…. فآكل

ومسك ختام أن أموت مضرجا
بشعر له حزن عميق وهائل

إذا أنت أهملت الجراح توسعت
وحار بها الآسي المداوي المزاول

فرفرف كما الطير الطليق مسافرا
وشق عباب الريح انك آهل

وخل الهوى نهجا وحلما ومبدأ
فكل وجود دونه متآكل

وشذاذ آفاق أباحوا كرامة
ولا شيء من بعد الكرامة هائل

ومنفى يموت الحر فيه بحسرة
وفي أصغريه تستفيض النوازل

أليس هناك الآن ضوء فتيلة
وقد خمدت في النفس دهرا فتائل

وفي النفس أطيار مهيض جناحها
وفي النفس أزهار الكلام الذوابل

وفي معقل الآلام يهتف بي دمي
أما آن أن تهوى.. تدك المعاقل؟

وفيها صبابات تهدل نجمها
وفيها حكايات طوال أواهل

أنا لن أشم الآن إلا قصائدي
ففيها من الوجد القديم فسائل

تنازلت عن أشياء أغلى من النوى
ولكن عن الأحلام لا أتنازل

جنحت الى السلم الكريه كراهة
وكم ثار في دنيا الحروب قساطل

وقد حجبت عني الضياء حثالة
وغيب في قعر الظلام عواسل

يقولون ليلى في العراق عليلة
وكم عذبتني ليليات علائل

أيحفظني المنفى من الوجد فائضا
وهل يحفظ الماء السكوب قراطل

فقلبي عشب والتجوع آكل
وقلبي ماء والتعطش ناهل

أتيت إلى الدنيا بغير قناعة
وكل قناعاتي ضيوف ثواقل

وقابيل ما زالت جرائمه هنا
يقول: أنا أمر ونهي وقاتل

وهابيل مغلوب على أمره غدا
يقول: أنا دون وهون وسافل

شريعة غاب لا مثيل لحكمها
فأين حمو رابي وأين التعادل؟

أشاد” أبو حفص” بحسن قصيدة
تجمع فيها حسن قول وقائل

سئمت الدنا قبلا وبعدا ودائما
أريد لها هدما قريبا وآمل

تحكم فيها كل قرد وثعلب
واضحت بأعماق الدياجي الأيائل

أيا “شنفرى” يا سلسبيل قصيدة
صداك يرن الآن والصوت ماثل

فأين الصعاليك الذين أحبهم
الم تبق منهم جرعة أو ثمائل؟

ويوم يعض الظالمون أصابعا
فلا عذر مقبول ولا نفع حاصل
 ويوم يدك الكادحون عروشهم
فيفرح فلاح ويسعد عامل

أنرضى بهون والحياة عزيزة
فما المرء إلا عزة وشمائل

أريق مداد القلب دون نتيجة
وما زال هذا الجهل هذي المجاهل

هناك بغاث الحرف صارت أئمة
تبث سموم الفكر والفكر عاطل

فلا وجه إلا خلفه سرب أوجه
فكيف قرير الروح أغفو وآمل

أنا لم أر الألحان إلا قديمة
فإيجاد قيثار جديد تطاول

يقال كلام لا مثيل لطهره
وفي طيه رجس زعاف وقاتل

كلام كأحلام السكارى مهدئ
ومنه لدينا الجم منه الجحافل

متى نرعوي كيف الوصول لنفسنا
نجادلها والنفس حينا تجادل

أرى أبيض الأيام اسود فاحما
فقد ردمت ضوء النهار المعاول

فلم تبق إلا الداجيات عميمة
كوابيس أحلام عيون ضواحل

أقول وفي نفسي غياهب ظلمة
وليس بها نجم شريد وخامل

فكيف أنير الآخرين بظلمتي
وكيف يسود النجم والنجم آفل

لذلك قررت الرحيل إلى اللظى
لتولد في روحي الجحيم الزلازل

على نبض هذا القلب اسم قصيدتي
فبينهما ود..هوى متبادل

مخرت عباب الشعر والكون نائم
وجبت كهوف الشرق والشرق ماطل

ولم يبق إلا أن ألم تشتتي
ولم يبق إلا جمرة تتنازل

وصلت إلى أقصى القصيدة لم أجد
هنالك إلانجمة تتضاءل

قد فرضت هذي الحياة طقوسها
نعيش كما تهوى فبئس التناسل

وبئس شعاع الفجر يسطع كاذبا
فيوهمنا أن الحياة تفاؤل

فيحذفنا صوت ويكتبنا صدى
وتلهو بنا ريح الصدى والصنادل

لقد ضقت ذرعا بالزمان وقيده
أريد زمانا ليس له سلاسل

أنا في خضم اليأس اقطف نجمتي
أطوف بها الدنيا وفوقي جنادل

رأيت جدار الصبر يمسح ظله
بدمعي وتودي بي رياح ثواقل

وينهشني هر السراب وفأره
أنا طالع فوق السراب ونازل

فلا بد من شعر يؤجج مرجلي
وكم كان لي ذات يوم مراجل

فماذا أقول الآن والدرب مغلق
وصار بريدي ليس فيه رسائل

فكم مرة حاولت هجر قصيدتي
ولكنها تأتي.. تصر… تقاتل

إليك اعتذاري يا زمان حرائقي
لقد دب في روحي الونى والمشاغل

سأرسم فوق الرمل آخر وردة
وأحمل سيف الحالمين أقاتل

وذاك لأني والقصيدة لم نكن
لنعلم أن الحرف في الرمل آفل

ولا أسأل الشذاذ أي عطية
وكم خاب في نيل العطية سائل

ولا أرتضي أن أحتمي بسحابة
تمر وما فيها غيوث ووابل

فتحبير سفك الأبرياء فرائض
وتحرير أعناق العبيد نوافل
وسبحان هذا الشعر يسدل ظله

يخفف عني البؤس..لا يتكاسل

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…