محمد قاسم
اعتاد الأوربيون على تخصيص يوم لمناسبات مختلفة منها –عيد الأم- عيد المرأة-عيد المعلم-عيد العمال-عيد الطفولة… !
وكسياق طبيعي لحركة التقليد من مجتمعاتنا المتخلفة،أصبحت-حركة التقليد- جزءا أصيلا من الثقافة الشرقية –والعربية خصوصا- فإنها –المجتمعات الشرقية –تتبع خطا الغرب في هذه الاجرءات من حيث الشكل،ولكنها لا تحسن إعطاءها مضمونا ينعكس إيجابا على الحياة..!!
اعتاد الأوربيون على تخصيص يوم لمناسبات مختلفة منها –عيد الأم- عيد المرأة-عيد المعلم-عيد العمال-عيد الطفولة… !
وكسياق طبيعي لحركة التقليد من مجتمعاتنا المتخلفة،أصبحت-حركة التقليد- جزءا أصيلا من الثقافة الشرقية –والعربية خصوصا- فإنها –المجتمعات الشرقية –تتبع خطا الغرب في هذه الاجرءات من حيث الشكل،ولكنها لا تحسن إعطاءها مضمونا ينعكس إيجابا على الحياة..!!
لأنها -في الأساس- لا تريد هذه التحديدات، ولكن مقتضيات التقليد، والتظاهر بأنها تساير التطور،وتنساق مع اتجاه العصرنة،هذه المقتضيات تجعلها تتبنى هذه التحديدات،وتعطيها شكلا، وظاهرا –أحيانا يتفوق فيه على الغرب –ولكن المحتوى يظل مرتهنا-أبدا- بالتسخير السياسي لها، لمصلحة الأنظمة، وخاصة تلك التي تدعي الشمولية والديمقراطية (الشعبية). أي تلك التي تخضع كل شيء لأيديولوجياتها الذاتية..فهي التي اغتصبت السلطة وسمت ذلك ثورة –بالمعنى الإيجابي- وما فتئت تمدح نفسها عبر إعلام اغتصبته من شعوبها،واحتكرت كل الوسائل التي هي حق لمواطنيها بقوة غير شرعية في جميع تجلياتها.
وهذا ما نلمسه في الإجراءات على الأرض..فمثلا كل هذه الأنظمة تعلن الاحتفال بعيد المرأة ،ولكن المرأة –في الوقت الذي يحتفل بعيدها -تكون في أسوأ ظروفها، سواء من ناحية العيش الكريم،أو التمتع بالحرية السياسية أو الاجتماعية ..الخ. وبطبيعة الحال فإن هذا السلوك مع المرأة هو نفسه مع الرجل..بل أسوأ..لأن الحياة فيها تكامل بين المرأة والرجل،فإن ضيم الرجل فلا حرية ولا كرامة –حتما –للمرأة أيضا..لأن الرجل إما انه أبو المرأة أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو..الخ. والعكس صحيح،فالمرأة إما أم الرجل أو أخته أو أو ابنته،أو زوجه.. أو ..أو ..الخ.
الفصل التعسفي بين المرأة وبين الرجل، ربما حركة تنتجها الجهالة، أو تمارس بقصد مبيت لأغراض مختلفة، منها السياسة، ومنها استثمار المرأة –بالذات- في مشروعات اقتصادية -بوسائل مختلفة ومشينة على الأغلب ..-ونحن نسمع باستمرار تسخير المرأة في أعمال وممارسات يندى لها جبين البشرية –وع ذلك فلا حركة منهجية لإيقافها كما نشاهد تسخيرها في الأعمال الجنسية على مرأى ومسمع من هيئة الأمم المتحدة،وكل القوى المتنفذة والداعية الى حقوق المرأة ومنها أمريكا التي جعلها الغرور تسمي سلوكيات مشينة فيها بالحضارية بحجة أنها تمارس تحت بند حرية الفرد..وهي ليست كذلك واقعا..والتلفزيونات التي تبتز الناس –الشباب خاصة –من اجل المال بعروض مثيرة ومقززة لممارسات جنية على الهواء لقاء بعض الدولارات..لهي خير دليل على النفاق الذي تتخذه شعارات من مصادر مختلفة ..!
وما القيمة المعطاة للمرأة في الشرق -في الغالب- سوى بعض مظاهر إعلامية، أو إبراز بعض المنظمات التي أنتجتها الأنظمة، وإبرازها كممثلة للمرأة-وهي أبعد ما تكون عن هذا التمثيل- وإنما هي مجموعات ذات صلة –بشكل ما- مع المهيمنين في هذه الأنظمة،أو تلك المجموعات التي اعتادت ان تكون إمّعة مع أي نظام يحكم ..-وهي معروفة للجميع..-
ويبدو ان الثقافة –الإمّعية –أصبحت قدرا لشعوب الشرق الأوسط –والعربية خاصة-سواء عن بعض اختيار بدوافع مصلحيه، ترى المكاسب المالية، والمراكز أساسا في أوليات قيمها، أو تلك التي قهرت عبر وسائل –لم تعد تخفى على أحد- فاختارت الانسياق مع موجبات هذا القهر الذي فرضته بعض الأنظمة، وأفرزته ثقافة،تعهدتها حتى تجذرت في النفوس..!
كلما جاءت مناسبة كهذه، نجد الأحزاب والدول-الأنظمة- والتكتلات المختلفة اجتماعيا –منظمات المجتمع المدني بأسمائها المختلفة…-نجدها تسارع الى إحياء المناسبة، وتعطيها مظاهر وإعلاما؛ لعل الرائين أو السامعين أو القراء يطلعون على هذه الإجراءات وهذه المظاهر..ولكنها جميعا –عندما تعود الى بيوتها تمارس الصيغة التي اعتادت عليها اجتماعيا ونفسيا.وقد تكون بعضها معاكسة تماما لما أعلنته في الاحتفالات ..!
هذه الازدواجية،-أو تعدد الاتجاه في التفكير و السلوك الى درجة التناقض- هي من النتائج الطبيعية لحياة القهر والكبت ..والتظاهر والمراءاة من نتائج هذا الأسلوب القاهر ،والقامع –بشكل طبيعي –ولمن لديه بعض اطلاع على علم النفس فإنه يدرك عمق عبثية هذه السلوكيات، أو الطبيعة المنافقة لهذه المظاهر..
وربما أعذرنا أصحاب المصلحة المستفيدين –وان كان مخالفا للأخلاق- فكيف نفسر انسياق غير المستفيدين مع هذه المظاهر..والقبول بان يكونوا حطبا لوهج هذه المظاهر المنافقة..؟
هل هي جهالة..؟ هل هو الخوف..؟ هل هي المصلحة..؟ هل..هل…الخ.
ربما يكون ذلك كله،ربما يكون بعض منها.. ولكن الحقيقة تبقى ناصعة في التعبير عن البعد النفاقي والمنحرف لهذه المظاهر..والغريب أن كثيرا من النساء ينجرفن مع هذه اللعبة المشينة.
فمتى يمكننا ان نترك الأمور تجري على طبيعتها،ووفق واقع مستواها..وضمن إطار كاف من الحرية..ليمارس كل جماعة –الأمهات-المرأة-الطفولة-المعلمون…الخ المناسبة وفق الواقع، ودون تزويق كاذب..؟!!
بل بالتعبير عن معاناتها،والتعبير عن طلباتها،وممارسة الضغط الأدبي في هذه المناسبات لتحقيق مطالبها، ومستلزمات حياتها كما يقتضيه الواقع في الصيغة المرادة حضاريا،لا كما يصورها البعض بدوافع لا صلة لها بالمناسبة إلا بالقدر الذي يمكن استغلالها..!!
ربما هذه الصيغة الجادة لا تحلو للبعض من الجهتين: الأنظمة والتكتلات المختلفة المشار إليها،والنساء اللواتي اعتدن ان يحصلن على مكاسب رخيصة –كلمة في مهرجان،مركز في منظمة مصطنعة شكلا ومضمونا، هدية رمزية تشبع ظمأ في نفسها ،ربما مالا تصرفه على زينة إغراء تزجها في الفخاخ المجهزة لها…- ولكنها الحقيقة..
الحقيقة التي تعاصر الواقع في جميع مظاهرها..والحقيقة-أحيانا تكون مرة –كما يقال-.
ومنذ القديم اعتاد الجادون ان يتحملوا مرارة عرض الحقيقة، فلعل ذلك يدفع نحو يقظة نحو الاتجاه الأصح.ولولا أولئك المضحين لتراكمت المساوئ والانحرافات على المنظومات القيمية البشرية والتي تشكل النواة –أبدا –لتبطئ السياقات السلبية للسلوكيات من هذا النوع..!
ولكن ما سبق لا يمنعنا من التقدم الى المرأة في عيدها –وقد كرس عيدا سنويا –نتقدم إليها بالتهنئة آملين تحسينا في أسلوب التعامل والتفاعل مع المناسبات المختلفة، ومنها مناسبة الثامن من آذار –عيد المرأة العالمي- ونأمل أن تحتفل النساء جميعا ،ومن كل الطوائف والأديان والمجتمعات العرقية …الخ. في الهواء الطلق،أو على الأقل في المراكز الرسمية والقاعات المختصة في مناخ من الحرية الطبيعية، خال من المتابعات الأمنية والتقارير السرية والمحاسبات الأمنية..!!
لعلها –ونحن معها- تشعر بقيمة كونها إنسان ..مثلها في ذلك مثل الرجل الذي يحتاج الى هذا الشعور بالحرية والقيمة الإنسانية..ليتكاملا، ومن ثم يصبح العيد “عيد الرجل والمرأة” معا، بل عيد الأسرة،ويصبح عيدا دوريا كل شهر أو ثلاثة أشهر ..تستعيد الأسرة خلالها توازنها وتصحح الخلل في مسيرتها دائما..!!
وهذا ما نلمسه في الإجراءات على الأرض..فمثلا كل هذه الأنظمة تعلن الاحتفال بعيد المرأة ،ولكن المرأة –في الوقت الذي يحتفل بعيدها -تكون في أسوأ ظروفها، سواء من ناحية العيش الكريم،أو التمتع بالحرية السياسية أو الاجتماعية ..الخ. وبطبيعة الحال فإن هذا السلوك مع المرأة هو نفسه مع الرجل..بل أسوأ..لأن الحياة فيها تكامل بين المرأة والرجل،فإن ضيم الرجل فلا حرية ولا كرامة –حتما –للمرأة أيضا..لأن الرجل إما انه أبو المرأة أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو..الخ. والعكس صحيح،فالمرأة إما أم الرجل أو أخته أو أو ابنته،أو زوجه.. أو ..أو ..الخ.
الفصل التعسفي بين المرأة وبين الرجل، ربما حركة تنتجها الجهالة، أو تمارس بقصد مبيت لأغراض مختلفة، منها السياسة، ومنها استثمار المرأة –بالذات- في مشروعات اقتصادية -بوسائل مختلفة ومشينة على الأغلب ..-ونحن نسمع باستمرار تسخير المرأة في أعمال وممارسات يندى لها جبين البشرية –وع ذلك فلا حركة منهجية لإيقافها كما نشاهد تسخيرها في الأعمال الجنسية على مرأى ومسمع من هيئة الأمم المتحدة،وكل القوى المتنفذة والداعية الى حقوق المرأة ومنها أمريكا التي جعلها الغرور تسمي سلوكيات مشينة فيها بالحضارية بحجة أنها تمارس تحت بند حرية الفرد..وهي ليست كذلك واقعا..والتلفزيونات التي تبتز الناس –الشباب خاصة –من اجل المال بعروض مثيرة ومقززة لممارسات جنية على الهواء لقاء بعض الدولارات..لهي خير دليل على النفاق الذي تتخذه شعارات من مصادر مختلفة ..!
وما القيمة المعطاة للمرأة في الشرق -في الغالب- سوى بعض مظاهر إعلامية، أو إبراز بعض المنظمات التي أنتجتها الأنظمة، وإبرازها كممثلة للمرأة-وهي أبعد ما تكون عن هذا التمثيل- وإنما هي مجموعات ذات صلة –بشكل ما- مع المهيمنين في هذه الأنظمة،أو تلك المجموعات التي اعتادت ان تكون إمّعة مع أي نظام يحكم ..-وهي معروفة للجميع..-
ويبدو ان الثقافة –الإمّعية –أصبحت قدرا لشعوب الشرق الأوسط –والعربية خاصة-سواء عن بعض اختيار بدوافع مصلحيه، ترى المكاسب المالية، والمراكز أساسا في أوليات قيمها، أو تلك التي قهرت عبر وسائل –لم تعد تخفى على أحد- فاختارت الانسياق مع موجبات هذا القهر الذي فرضته بعض الأنظمة، وأفرزته ثقافة،تعهدتها حتى تجذرت في النفوس..!
كلما جاءت مناسبة كهذه، نجد الأحزاب والدول-الأنظمة- والتكتلات المختلفة اجتماعيا –منظمات المجتمع المدني بأسمائها المختلفة…-نجدها تسارع الى إحياء المناسبة، وتعطيها مظاهر وإعلاما؛ لعل الرائين أو السامعين أو القراء يطلعون على هذه الإجراءات وهذه المظاهر..ولكنها جميعا –عندما تعود الى بيوتها تمارس الصيغة التي اعتادت عليها اجتماعيا ونفسيا.وقد تكون بعضها معاكسة تماما لما أعلنته في الاحتفالات ..!
هذه الازدواجية،-أو تعدد الاتجاه في التفكير و السلوك الى درجة التناقض- هي من النتائج الطبيعية لحياة القهر والكبت ..والتظاهر والمراءاة من نتائج هذا الأسلوب القاهر ،والقامع –بشكل طبيعي –ولمن لديه بعض اطلاع على علم النفس فإنه يدرك عمق عبثية هذه السلوكيات، أو الطبيعة المنافقة لهذه المظاهر..
وربما أعذرنا أصحاب المصلحة المستفيدين –وان كان مخالفا للأخلاق- فكيف نفسر انسياق غير المستفيدين مع هذه المظاهر..والقبول بان يكونوا حطبا لوهج هذه المظاهر المنافقة..؟
هل هي جهالة..؟ هل هو الخوف..؟ هل هي المصلحة..؟ هل..هل…الخ.
ربما يكون ذلك كله،ربما يكون بعض منها.. ولكن الحقيقة تبقى ناصعة في التعبير عن البعد النفاقي والمنحرف لهذه المظاهر..والغريب أن كثيرا من النساء ينجرفن مع هذه اللعبة المشينة.
فمتى يمكننا ان نترك الأمور تجري على طبيعتها،ووفق واقع مستواها..وضمن إطار كاف من الحرية..ليمارس كل جماعة –الأمهات-المرأة-الطفولة-المعلمون…الخ المناسبة وفق الواقع، ودون تزويق كاذب..؟!!
بل بالتعبير عن معاناتها،والتعبير عن طلباتها،وممارسة الضغط الأدبي في هذه المناسبات لتحقيق مطالبها، ومستلزمات حياتها كما يقتضيه الواقع في الصيغة المرادة حضاريا،لا كما يصورها البعض بدوافع لا صلة لها بالمناسبة إلا بالقدر الذي يمكن استغلالها..!!
ربما هذه الصيغة الجادة لا تحلو للبعض من الجهتين: الأنظمة والتكتلات المختلفة المشار إليها،والنساء اللواتي اعتدن ان يحصلن على مكاسب رخيصة –كلمة في مهرجان،مركز في منظمة مصطنعة شكلا ومضمونا، هدية رمزية تشبع ظمأ في نفسها ،ربما مالا تصرفه على زينة إغراء تزجها في الفخاخ المجهزة لها…- ولكنها الحقيقة..
الحقيقة التي تعاصر الواقع في جميع مظاهرها..والحقيقة-أحيانا تكون مرة –كما يقال-.
ومنذ القديم اعتاد الجادون ان يتحملوا مرارة عرض الحقيقة، فلعل ذلك يدفع نحو يقظة نحو الاتجاه الأصح.ولولا أولئك المضحين لتراكمت المساوئ والانحرافات على المنظومات القيمية البشرية والتي تشكل النواة –أبدا –لتبطئ السياقات السلبية للسلوكيات من هذا النوع..!
ولكن ما سبق لا يمنعنا من التقدم الى المرأة في عيدها –وقد كرس عيدا سنويا –نتقدم إليها بالتهنئة آملين تحسينا في أسلوب التعامل والتفاعل مع المناسبات المختلفة، ومنها مناسبة الثامن من آذار –عيد المرأة العالمي- ونأمل أن تحتفل النساء جميعا ،ومن كل الطوائف والأديان والمجتمعات العرقية …الخ. في الهواء الطلق،أو على الأقل في المراكز الرسمية والقاعات المختصة في مناخ من الحرية الطبيعية، خال من المتابعات الأمنية والتقارير السرية والمحاسبات الأمنية..!!
لعلها –ونحن معها- تشعر بقيمة كونها إنسان ..مثلها في ذلك مثل الرجل الذي يحتاج الى هذا الشعور بالحرية والقيمة الإنسانية..ليتكاملا، ومن ثم يصبح العيد “عيد الرجل والمرأة” معا، بل عيد الأسرة،ويصبح عيدا دوريا كل شهر أو ثلاثة أشهر ..تستعيد الأسرة خلالها توازنها وتصحح الخلل في مسيرتها دائما..!!
8 آذار 2008