دلوفان برو
أدت طقوس عبادة الإله “ديونيسوس “في منطقتي “كورنتوس-سيسيون “إلى ازدهار ديني أدبي يعتمد الإنشاد الجماعي والرقص وعرفت هذه الطقوس باسم ” الديثيرام “أو” الامدوحة ” كما إن” ثيسبيس ” الشاعر الغنائي أول من ادخل الإمدوحة إلى “اثنا ” حوالي عام (538 ).
إلا إن المؤلفات العديدة التي كتبها أجيال من المؤلفين آنذاك فقدت ولم تصلنا سوى أعمال ثلاثة كتاب تراجيديين وكاتب كوميدي واحد وهم (اسخيلوس-
سوفوكليس – يوربيدس – أريستوفانس ).
وقد قسم المسرح الإغريقي في الحقبة الكلاسيكية إلى أربعة أصناف :
أدت طقوس عبادة الإله “ديونيسوس “في منطقتي “كورنتوس-سيسيون “إلى ازدهار ديني أدبي يعتمد الإنشاد الجماعي والرقص وعرفت هذه الطقوس باسم ” الديثيرام “أو” الامدوحة ” كما إن” ثيسبيس ” الشاعر الغنائي أول من ادخل الإمدوحة إلى “اثنا ” حوالي عام (538 ).
إلا إن المؤلفات العديدة التي كتبها أجيال من المؤلفين آنذاك فقدت ولم تصلنا سوى أعمال ثلاثة كتاب تراجيديين وكاتب كوميدي واحد وهم (اسخيلوس-
سوفوكليس – يوربيدس – أريستوفانس ).
وقد قسم المسرح الإغريقي في الحقبة الكلاسيكية إلى أربعة أصناف :
1- الإمدوحة ( الديثيرام ) : وتعتمد أساسا على الارتجال في النص وهي نوع من الدرامة الغنائية ذات المواضيع الميثولوجيا أو التاريخية فلا ممثل في الإمدوحة حتى في مقاطع الغناء أو الرقص المنفرد وهي لا تستخدم الأقنعة ولا الأزياء المسرحية الخاصة .
الجوقة في الإمدوحة كبيرة تتألف من خمسين شخصا جميعهم دون الثامنة عشر والإ فمن الرجال . وكانت الجوقة تنتظم على شكل دائرة حول التميلية دون أن تواجه الجمهور. أما الموسيقى فكانت شرقية اللحن وقد طغت على النص شيئا فشيئا مما قربها إلى شكل “الأوبرا” كما هو معروف اليوم .
2- المسرحية الساتيرية (العربيدية) : وفيها الجوقة مؤلفة حصرا من الساتير .وهي شخوص لها وجه الإنسان وذيل الحصان و أرجل الماعز.
يقودها” سيلين ” والد “ديونيسوس ” بالتبني ولذلك كان يطاق على الساتيريات اسم المسرحيات “السيلينية ” وللجوقة أهمية كبيرة في هذا الصنف
من المسرح حيث تتألف من شخوص عربيدية تمثل شخصيات تافهة لا نفع منها يتبادلون المزاح والنكات مع العلم إن نهاية الساتيريات سعيدة دائما .كما يقدمون رقصات معينة ويحملون الأقنعة ويرتدون الأزياء الخاصة .
3- الكوميديا :نجد فيها تناوبا بين الإنشاد والتلاوة .وهي تحتوي على عنصرين أساسيين (أولهما) : القتال وهو بالضرورة مشهد نزاع ينتهي بإنتصار الممثل الذي يحمل أفكار المؤلف على خصمه “الكوميديات الاثنية هادفة دوما ” . (ثانيهما) : الانموذجية : وفيها يترك الممثلون الخشبة مؤقتا وينزع افراد الجوقة أرديتهم ويستديرون ويتقدمون من المتفرجين وتتألف من عدة مقاطع :
أ- إنشاد قصير جدا.
ب- الأبست .
ت- خطاب رئيس الجوقة إلى الجمهور .
ج – الاختناق : وهو مشهد طويل يلقى دون توقف ويتبع هذا أربع مقاطع متناظرة لها شكل الدور وبنيته كما لم يكن ينظر إلى وحدة الزمان والمكان على إنهما ضروريان .
4-التراجيديا : هنا استخدام تعبير تعبر (الحكاية) قد تكون أفضل من تعبير (الفعل) اذا إن التراجيديا لاتقدم في حواراتها الفاصلة التي تقابل الفصول
في المسرح الغربي أحداثا بمعنى تغيرات فورية في المواقف . بل إنها غالبا ما تدع الحدث يتناثر عبر طرق عرض غير مباشرة تغرب الحدث خلال روايته . إن هذا الحدث المروي يتخلله بشكل دوري تعليق الجوقة الذي يرغم الجمهور على أن يعود بنفسه إلى حالة فكرية و وجدانية لان الجوقة في تعليقها على ما يجري إنما تطرح بشكل رئيسي تساؤلات حول ما رواه الرواة. وبعدها تعلمنا هذه الجوقة بما سيجري لاحقا . الشيء الذي يجعل من التراجيديا اليونانية ذا أبعاد ثلاث :
أ- (الحاضر): حيث نشهد تحول الماضي إلى المستقبل .
ب-( الحرية) :ما العمل ؟
ج-(المعنى) :إجابات الآلهة والإنسان .
لذا شهدنا بزوغ أساس تلك الجدلية في الأشكال التي تكون قاعدة المسرح. فالكلام يعني الحدث ويجعل من هذا الحدث صدى تعبير –فالشيء الذي يجري- يصح- دائما ذاك الذي جرى – . كان هذا مقتطفا من بدايات المسرح الإغريقي ونشوئه وأصنافه .
أما في البلاد العربية فقد كان أول احتكاك لهم بالمسرح إبان حملة (نابليون بونابرت) على مصر حيث أقيمت مسارح في القاهرة كانت تعرض مسرحيات باللغة الفرنسية .وبعد جلاء الفرنسيين ظلت الأشكال الشعبية سيدة المتع . إلا إن المصريين حاولوا تقليد الفرنسيين وتطور الأمر من
التقليد إلى الاقتباس إلى أن جاء المسرحيون العرب من الشام فطعموا ما كان موجودا بنكهة جديدة و انطلقت مرحلة التأليف الناجز للمسرح في الشام .
كما كتب” د. لويس عوض ” في جريدة “لموند “الفرنسية قائلا :يمكن تلمس بدايات المسرح المصري بالمعنى الصحيح أبتداءا من منتصف القرن التاسع عشر ، فقد كون اثنان من مهاجري الشام هما (مارون النقاش – أبو خليل القباني) فرقا مسرحية في مصر تتكون أساسا من أبناء الشام .
وكانا يقومان بنفسيهما بتأليف النصوص التي تمثل . وكانت وكانت المسرحيات تقوم في المحل الأول في محاكاة بدائية للمسرح الكلاسيكي الفرنسي
وملائمته مع موضوعات مستمدة من التاريخ العربي وحتى سنة (1900) للميلاد كان يقوم بالأدوار النسائية في هذه الفرق غلمانا اشتهروا بجمالهم
. وقد كان الوالي “صبحي باشا ” أعلى سلطة مسئولة في الشام مشجع القباني وسار الولاة على خطا سلفهم إلى أن أل الأمر إلى أبي الاصرار
“مدحت باشا “فكانت للقباني نقلة جديدة خطابها خطوة فسيحة في سبيل الوصول إلى أهدافه الفنية ،وقد أوعزت الإدارة السنية إلى حمدي باشا
الذي ولّي على الشام ما بين 1296-1301 هجري بمنع القباني من التمثيل و إغلاق مسرحه بعد أن سافر الشيخ “سعيد الغبرة ” إلى الأستانة و خطب أثناء صلاة الجمعة أمام” السلطان عبد الحميد باشا ” منذرا بأن البدعة الجهنمية التي تفشت في الشام على يد القباني تهدد عقيدة المسلمين وتحدث الفجور.
رغم ذلك ناضل القباني حبّا بالمسرح وإيمانا منه بأصالة و خلود هذا الفن العريق.
أما بالنسبة للمسرح الكردي و كما ورد في جريدة أنباء كردستان الطبعة الأولى والناطقة باللغة الإنكليزية . إن أول مسرحية عرضت عام “1905”
في مدينة أربيل. ومن خلال تتبعنا للحركة المسرحية الكردية في سورية يمكننا القول بأنها بدأت منذ عقدين ونيف تقريبا. ولكن هل نستطيع أن ندرج هذه العروض المحصورة بنسبة كبيرة جدا بالفرق الفلكلورية على قائمة العروض المسرحية و نجعله أساسا لمسرحنا المأمول .
إذا أردنا مجازا أن نسميه مسرحا فلا بد أن نرى ما هي العروض التي قدمت .ففي الثمانينيات كانت العروض محصورة بالعيد القومي”عيد نوروز”
وتركزت نصوصها على الأساطير والقصص الفلكلورية الكردية دون معالجة درامية أو فنية .أو تناولت و بكثرة روتين الصراع القائم بين الآغا و الفلاح
ثم ركزت العروض بعد ذلك على السكيتشات القصيرة المستوحاة من النكت الشعبية و القصص الكوميدية و التي تفتقر كل الافتقار للبنية الدرامية للنص المسرحي. فلا حبكة للنص ولا إيقاع ولا إخراج أي بشكل تهريجي و فوضوي لا يمت للمسرح بصلة .
ومع بداية التسعينيات بدأت بعض العروض بالظهور كانت تبشر بإمكانية تأسيس خصوصية للمسرح الكردي في سورية ولكن سرعان ما توقفت هذه العروض “ورجعت حليمة لعادتها القديمة”.
ويعود تأخر المسرح الكردي عن القطار المسرحي الذي مر منذ قرون في بلدان العالم لعدة عوامل منها موضوعية و أخرى ذاتية سنتطرق هنا إلى بعض العوامل الذاتية فقط:
1- إنحسار العمل المسرحي داخل الفرق الفلكلورية”الحزبية”.
2- عدم ظهور فرق خاصة بالمسرح .
3- عدم قيام ورشات للتأهيل المسرحي على المستوى المحلي بأقل تقدير.
4- عدم الاستمرارية (للكادر المسرحي).
5- بقاء أكثرية المبدعين الكرد في المسرح العربي دون لفتة منهم إلى المسرح الكردي .
6- عدم بروز كتّاب مسرحيين على شاكلة الشعراء و كاتبي القصة إلا القليل بحيث تكاد أصابع اليد الواحدة أكثر منهم.
7- عدم وجود التواصل بين الفرق الفلكلورية (كزيارة بروفات ،عروض مشتركة) أو مهرجانات مسرحية.
هذه العوامل وغيرها أدت إلى شبه انعدام للحركة المسرحية الكردية في سورية إلا أن بعض التباشير تظهر من كتاب و ممثلين و مخرجين يدركون بأنه آن الآوان للحاق بهذا القطار الذي لا يتوقف وأن يضعوا أقدامهم على الدرج الأول للصعود على سلم المسرح الذي لا ينتهي.
Dilovanbiro@hotmail.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1-مسرحنا المأمول (دراسات تمهيدية) أحمد اسماعيل اسماعيل-دار عشروت للنشر.
2-مقالات نقدية في المسرح – رولان بارت –ترجمة الدكتورة سهى بشور . منشورات وزارة الثقافة – المعهد العالي للفنون المسرحية.
3-مجلة المعرفة ,العدد 124-125 سنة 1972.
الجوقة في الإمدوحة كبيرة تتألف من خمسين شخصا جميعهم دون الثامنة عشر والإ فمن الرجال . وكانت الجوقة تنتظم على شكل دائرة حول التميلية دون أن تواجه الجمهور. أما الموسيقى فكانت شرقية اللحن وقد طغت على النص شيئا فشيئا مما قربها إلى شكل “الأوبرا” كما هو معروف اليوم .
2- المسرحية الساتيرية (العربيدية) : وفيها الجوقة مؤلفة حصرا من الساتير .وهي شخوص لها وجه الإنسان وذيل الحصان و أرجل الماعز.
يقودها” سيلين ” والد “ديونيسوس ” بالتبني ولذلك كان يطاق على الساتيريات اسم المسرحيات “السيلينية ” وللجوقة أهمية كبيرة في هذا الصنف
من المسرح حيث تتألف من شخوص عربيدية تمثل شخصيات تافهة لا نفع منها يتبادلون المزاح والنكات مع العلم إن نهاية الساتيريات سعيدة دائما .كما يقدمون رقصات معينة ويحملون الأقنعة ويرتدون الأزياء الخاصة .
3- الكوميديا :نجد فيها تناوبا بين الإنشاد والتلاوة .وهي تحتوي على عنصرين أساسيين (أولهما) : القتال وهو بالضرورة مشهد نزاع ينتهي بإنتصار الممثل الذي يحمل أفكار المؤلف على خصمه “الكوميديات الاثنية هادفة دوما ” . (ثانيهما) : الانموذجية : وفيها يترك الممثلون الخشبة مؤقتا وينزع افراد الجوقة أرديتهم ويستديرون ويتقدمون من المتفرجين وتتألف من عدة مقاطع :
أ- إنشاد قصير جدا.
ب- الأبست .
ت- خطاب رئيس الجوقة إلى الجمهور .
ج – الاختناق : وهو مشهد طويل يلقى دون توقف ويتبع هذا أربع مقاطع متناظرة لها شكل الدور وبنيته كما لم يكن ينظر إلى وحدة الزمان والمكان على إنهما ضروريان .
4-التراجيديا : هنا استخدام تعبير تعبر (الحكاية) قد تكون أفضل من تعبير (الفعل) اذا إن التراجيديا لاتقدم في حواراتها الفاصلة التي تقابل الفصول
في المسرح الغربي أحداثا بمعنى تغيرات فورية في المواقف . بل إنها غالبا ما تدع الحدث يتناثر عبر طرق عرض غير مباشرة تغرب الحدث خلال روايته . إن هذا الحدث المروي يتخلله بشكل دوري تعليق الجوقة الذي يرغم الجمهور على أن يعود بنفسه إلى حالة فكرية و وجدانية لان الجوقة في تعليقها على ما يجري إنما تطرح بشكل رئيسي تساؤلات حول ما رواه الرواة. وبعدها تعلمنا هذه الجوقة بما سيجري لاحقا . الشيء الذي يجعل من التراجيديا اليونانية ذا أبعاد ثلاث :
أ- (الحاضر): حيث نشهد تحول الماضي إلى المستقبل .
ب-( الحرية) :ما العمل ؟
ج-(المعنى) :إجابات الآلهة والإنسان .
لذا شهدنا بزوغ أساس تلك الجدلية في الأشكال التي تكون قاعدة المسرح. فالكلام يعني الحدث ويجعل من هذا الحدث صدى تعبير –فالشيء الذي يجري- يصح- دائما ذاك الذي جرى – . كان هذا مقتطفا من بدايات المسرح الإغريقي ونشوئه وأصنافه .
أما في البلاد العربية فقد كان أول احتكاك لهم بالمسرح إبان حملة (نابليون بونابرت) على مصر حيث أقيمت مسارح في القاهرة كانت تعرض مسرحيات باللغة الفرنسية .وبعد جلاء الفرنسيين ظلت الأشكال الشعبية سيدة المتع . إلا إن المصريين حاولوا تقليد الفرنسيين وتطور الأمر من
التقليد إلى الاقتباس إلى أن جاء المسرحيون العرب من الشام فطعموا ما كان موجودا بنكهة جديدة و انطلقت مرحلة التأليف الناجز للمسرح في الشام .
كما كتب” د. لويس عوض ” في جريدة “لموند “الفرنسية قائلا :يمكن تلمس بدايات المسرح المصري بالمعنى الصحيح أبتداءا من منتصف القرن التاسع عشر ، فقد كون اثنان من مهاجري الشام هما (مارون النقاش – أبو خليل القباني) فرقا مسرحية في مصر تتكون أساسا من أبناء الشام .
وكانا يقومان بنفسيهما بتأليف النصوص التي تمثل . وكانت وكانت المسرحيات تقوم في المحل الأول في محاكاة بدائية للمسرح الكلاسيكي الفرنسي
وملائمته مع موضوعات مستمدة من التاريخ العربي وحتى سنة (1900) للميلاد كان يقوم بالأدوار النسائية في هذه الفرق غلمانا اشتهروا بجمالهم
. وقد كان الوالي “صبحي باشا ” أعلى سلطة مسئولة في الشام مشجع القباني وسار الولاة على خطا سلفهم إلى أن أل الأمر إلى أبي الاصرار
“مدحت باشا “فكانت للقباني نقلة جديدة خطابها خطوة فسيحة في سبيل الوصول إلى أهدافه الفنية ،وقد أوعزت الإدارة السنية إلى حمدي باشا
الذي ولّي على الشام ما بين 1296-1301 هجري بمنع القباني من التمثيل و إغلاق مسرحه بعد أن سافر الشيخ “سعيد الغبرة ” إلى الأستانة و خطب أثناء صلاة الجمعة أمام” السلطان عبد الحميد باشا ” منذرا بأن البدعة الجهنمية التي تفشت في الشام على يد القباني تهدد عقيدة المسلمين وتحدث الفجور.
رغم ذلك ناضل القباني حبّا بالمسرح وإيمانا منه بأصالة و خلود هذا الفن العريق.
أما بالنسبة للمسرح الكردي و كما ورد في جريدة أنباء كردستان الطبعة الأولى والناطقة باللغة الإنكليزية . إن أول مسرحية عرضت عام “1905”
في مدينة أربيل. ومن خلال تتبعنا للحركة المسرحية الكردية في سورية يمكننا القول بأنها بدأت منذ عقدين ونيف تقريبا. ولكن هل نستطيع أن ندرج هذه العروض المحصورة بنسبة كبيرة جدا بالفرق الفلكلورية على قائمة العروض المسرحية و نجعله أساسا لمسرحنا المأمول .
إذا أردنا مجازا أن نسميه مسرحا فلا بد أن نرى ما هي العروض التي قدمت .ففي الثمانينيات كانت العروض محصورة بالعيد القومي”عيد نوروز”
وتركزت نصوصها على الأساطير والقصص الفلكلورية الكردية دون معالجة درامية أو فنية .أو تناولت و بكثرة روتين الصراع القائم بين الآغا و الفلاح
ثم ركزت العروض بعد ذلك على السكيتشات القصيرة المستوحاة من النكت الشعبية و القصص الكوميدية و التي تفتقر كل الافتقار للبنية الدرامية للنص المسرحي. فلا حبكة للنص ولا إيقاع ولا إخراج أي بشكل تهريجي و فوضوي لا يمت للمسرح بصلة .
ومع بداية التسعينيات بدأت بعض العروض بالظهور كانت تبشر بإمكانية تأسيس خصوصية للمسرح الكردي في سورية ولكن سرعان ما توقفت هذه العروض “ورجعت حليمة لعادتها القديمة”.
ويعود تأخر المسرح الكردي عن القطار المسرحي الذي مر منذ قرون في بلدان العالم لعدة عوامل منها موضوعية و أخرى ذاتية سنتطرق هنا إلى بعض العوامل الذاتية فقط:
1- إنحسار العمل المسرحي داخل الفرق الفلكلورية”الحزبية”.
2- عدم ظهور فرق خاصة بالمسرح .
3- عدم قيام ورشات للتأهيل المسرحي على المستوى المحلي بأقل تقدير.
4- عدم الاستمرارية (للكادر المسرحي).
5- بقاء أكثرية المبدعين الكرد في المسرح العربي دون لفتة منهم إلى المسرح الكردي .
6- عدم بروز كتّاب مسرحيين على شاكلة الشعراء و كاتبي القصة إلا القليل بحيث تكاد أصابع اليد الواحدة أكثر منهم.
7- عدم وجود التواصل بين الفرق الفلكلورية (كزيارة بروفات ،عروض مشتركة) أو مهرجانات مسرحية.
هذه العوامل وغيرها أدت إلى شبه انعدام للحركة المسرحية الكردية في سورية إلا أن بعض التباشير تظهر من كتاب و ممثلين و مخرجين يدركون بأنه آن الآوان للحاق بهذا القطار الذي لا يتوقف وأن يضعوا أقدامهم على الدرج الأول للصعود على سلم المسرح الذي لا ينتهي.
Dilovanbiro@hotmail.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1-مسرحنا المأمول (دراسات تمهيدية) أحمد اسماعيل اسماعيل-دار عشروت للنشر.
2-مقالات نقدية في المسرح – رولان بارت –ترجمة الدكتورة سهى بشور . منشورات وزارة الثقافة – المعهد العالي للفنون المسرحية.
3-مجلة المعرفة ,العدد 124-125 سنة 1972.