جوبار ديريكي
للصحافة دور بارز في تاريخ الشعوب ومنها شعبنا الكردي الذي لا يزال يرزح تحت نير الاستبداد والقهر والظلام ولم يشهد يوماً في تاريخه القديم أو المعاصر فرصة يستطيع فيها من خلال صحيفة او جريدة يعبر فيها عن طموحاته دون رقيب أو ملاحقة رغم كل ذلك هناك أناس كتبوا عن تاريخ شعوبهم بدون هوادة أو وجل في دهاليز الظلام يتحدون القوى الظلامية التي تراقب صرير أقلامهم وكتابة سطورهم محاولة منها فرض رأيها وأسوارها على الصحافة والصحفيين وعلى القراء والمبدعين
ولكن إلى متى يحمي المثقف في العالم الثالث من عذريته ويصون شرفه ويكون من صناع القرار والتأثير في الرأي العام على غرار جمال الدين الأفغاني أو سارتر وبالمقابل كم من المثقفين باعوا ذممهم ورضوا بالذيلية وغمرتهم أضواء المناصب وجرفتهم المسؤوليات وكانوا حرباً على الثقافة والمثقفين الذين لم يلحقوا بهم وسيأتي يومٌ يشعرون بتأنيب الضمير لأنهم انقلبوا على شريحتهم التي انبثقوا منها إرضاءً للآخرين إما مشكلة المثقف الحر في تفكيره لا يؤتمر إلا بصوت العقل والعلم والمنطق وقواعد العمل أو مصادرة الثوابت الوطنية أو بث النعرات العنصرية أو القبلية أو حملة ثقافة الحقد تجاه الآخرين ورغم دوامة الهموم كماً ونوعاً في كل يومٍ ولحظة لأبناء شعبنا في الظروف العصيبة ماذا ترك هؤلاء الأفذاذ لأبناء شعبهم عبر التاريخ وعلى مر الأيام أو ماذا تركوا للأجيال القادمة من أبناء جلدتهم علماً لا يوجد في أرجاء المعمورة شعب قد تأثر أو اثر في جيرانه او ابعد من جيرانه مثل الشعب الكردي لذا يجب أن نسعى جميعاً نحو حوار الثقافات المختلفة فكل ثقافة مجبولة بثقافة أخرى وخاصة في العالم الثالث هذا العالم المليء بألوان الطيف من الشعوب والثقافات والأديان والتقاليد والمواقف السياسية إن النسيج الثقافي في وطن ما او عند فرد معين إنما هو الأداة التي يعيش بها الإنسان كيفما كان عيشه رغم هناك خصوصية في صورة الثقافة كل شعب وهي تؤكد إن الإنسان أخو الإنسان مهما اختلف اللون والعرق أو العقيدة وحتى في الشعب الواحد فمن الصعب ان تجد التطابق الكامل في الثقافة وان القاعدة التعددية الثقافية يصبح أكثر تشويقاً ، علماً هناك الشعوب الإسلامية التي لم تتعرب رغم تعرضها للقمع الفكري والثقافي والتي قلَّ نظيرها على سبيل الذكر شعبنا الكردي الذي تعرض من خلال تاريخه المديد للتعريب والتفريس والتتريك وتعرضه للنوائب ولكن بقي شامخاً يقاوم عبر نضاله الطويل كشموخ جباله كل أنواع الاستبداد الفكري والقومي ولكن رغم القيود المحاطة التي تعرض لها الثقافة الكردية من قبل الغير ورغم الدرب الوعر وأشكال الحظر خصوصاً على الثقافة الكردية المرتبطة بتطبيق الخناق عليها لكي لا ترى النور ولا تعبر عن طموحات شعبنا الكردي وعن تطلعاته نحو مستقبل حر مشرق فقام أمير الصحافة الكردية متحدياً كل أنواع الاستبداد ليكتب بصرير قلمه السيد مقداد جلادت كلمة كوردستان في صحيفة اسماها كوردستان والتي شهدت النور في صبيحة 22/4/1889 م تحت سماء مدينة القاهرة بعيداً عن وطنه والذي يعتبر أجمل بقعة في الشرق الأوسط في هذا الشهر ، لعل اختيار السيد مقداد هذا الشهر من بين فصول السنة لأنه طبيعة بلاده تصبح في عرس بهيج بخمائله الجميلة فبدأ يكتب عن شعبه الكردي عبر هذه الصحيفة وهو بعيد عن موطنه ولكن بقي قلبه يخفق لكوردستان وكان جسده في مصر ولكن روحه وقلبه وفكره لايفارق موطنه ولو لحظة واحدة في حياته التي أرغمته الظروف ان يعيش في بلاد الغربة ولكن بقي قلبه متعلقاً بأبناء جلدته وطبيعة بلاده الخلابة ففي نيسان تلبس الطبيعة في كوردستان حلة قشبية قلَّ نظيرها في العالم فترى مضارب الكوجر في جبال زوزان وأصوات الحجل على قمم الصخور وأصوات الطيور على الأغصان وهديل الحمام في الهضاب والتلال اختار مقداد هذا الشهر ليرسم عبر صحيفة كوردستان لوحة رائعة لبلاده وليعرف العالم بشعبه وطبيعة وطنه رغم ان الشعب الكردي من الشعوب الحية التي لم يقدر لها التحقيق أمانيها القومية في العصر الحديث وإن هناك زعماء وقادة وشعراء في الفكر والأدب والتاريخ والفكر الإنساني في كثير من الأقطار المختلفة على سبيل الذكر صلاح الدين الأيوبي – ابن الأثير – محمد عبده ….الخ
ولم يكتحل عيني أمير الصحافة الكردية مقداد برؤية بلاده حراً من نير الطغاة ولكن بقي يقاوم الطغاة بصرير قلمه ويكتب عن بلاده دون كلل أو ملل وغيره من رجال الفكر والأدب على سبيل المثال محمد أمين زكي عندما أوصى أن يكتبوا على ضريحه ومعناه:
(( إذ لفني الردى ولم تكتحل عيني برؤية شعبي حراً مرفوع الرأس فاعلموا إن روحي تئن من الحزن إلى يوم الميعاد وعلى شباب الكرد أن يخوضوا غمار النضال إذا رغبوا أن تهدأ روحي وتسعد ))
هؤلاء الأفذاذ سطروا تاريخهم وتاريخ شعبهم بأحرف من ذهب وكان أمير الصحافة الكردية واحداًُ من هؤلاء الأفذاذ الذي لا ينسى التاريخ فضلهم عبر الأجيال القادمة وسيبقون مشاعل نور ورواد نهضة فكرية لأبناء شعبهم وإن ميلاد صحيفة كوردستان كانت قفزة نوعية في تاريخ الصحافة الكودية في تلك الحقبة الظلامية في تاريخ شعوب المنطقة ومنها شعبنا الكردي وإن احتفال الحركة الكردية بهذا اليوم تخليداً لذكراها العطرة مكان فخر واعتزاز إلى كل الذين يساهمون في إحياء هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً وعلى كافة الأصعدة فإن إحياء هذه الذكرى يعني تخليداً لسيرة صاحب هذه الصحيفة التي عنونت بكلمة كوردستان الغالية على قلب كل كردي في إرجاء المعمورة مهما أكتب لا أستطيع إن أفي بحقه وفضله بما قدمه لشعبه ووطنه من خدمات جليلة في مجال الفكر والثقافة وان الشعب الكردي في كافة أجزائه يخلدون هذه المناسبة العزيزة وصاحب هذه الصحيفة السيد مقداد والذي يستحق إن يكون رائداً وأميراً للصحافة الكردية وفي الختام أقول لهذا الأمير لأزف له بشرى لقد أصبحت كلمة كردستان على ثغر كل طفل من أبناء شعبك وبدأ يرفرف علم كردستان على جزء من وطنك دون رقيب أو مستبد رغم انف الطغاة وسأزف لك بشرى بأن شعبك بدأ يكفكف دموعه وينهض ليواكب مسيرة البناء والتحرير كسائر الشعوب والأمم فنم قرير العين يا أمير الصحافة لأنه يليق بك أن تكون أميراً للصحافة بما قدمته من خدمات في مجال الأدب والفكر لأبناء أمتك ولكن شاءت الأقدار والمنية أن لا تكون بيننا هكذا أحوال الدنيا منذ الأزل وأخيراً اختتم مقالي ببيتين من قصيدة الأقدار للشاعر احمد محمد آل خليفة :
أهكذا أنت يا دنيا مخادعــــة مثل السراب عليك العمر بنهار
إذا عشقناك خلنا الدار عامرة وأنت أخبث من تشقى به الــدار
ولم يكتحل عيني أمير الصحافة الكردية مقداد برؤية بلاده حراً من نير الطغاة ولكن بقي يقاوم الطغاة بصرير قلمه ويكتب عن بلاده دون كلل أو ملل وغيره من رجال الفكر والأدب على سبيل المثال محمد أمين زكي عندما أوصى أن يكتبوا على ضريحه ومعناه:
(( إذ لفني الردى ولم تكتحل عيني برؤية شعبي حراً مرفوع الرأس فاعلموا إن روحي تئن من الحزن إلى يوم الميعاد وعلى شباب الكرد أن يخوضوا غمار النضال إذا رغبوا أن تهدأ روحي وتسعد ))
هؤلاء الأفذاذ سطروا تاريخهم وتاريخ شعبهم بأحرف من ذهب وكان أمير الصحافة الكردية واحداًُ من هؤلاء الأفذاذ الذي لا ينسى التاريخ فضلهم عبر الأجيال القادمة وسيبقون مشاعل نور ورواد نهضة فكرية لأبناء شعبهم وإن ميلاد صحيفة كوردستان كانت قفزة نوعية في تاريخ الصحافة الكودية في تلك الحقبة الظلامية في تاريخ شعوب المنطقة ومنها شعبنا الكردي وإن احتفال الحركة الكردية بهذا اليوم تخليداً لذكراها العطرة مكان فخر واعتزاز إلى كل الذين يساهمون في إحياء هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً وعلى كافة الأصعدة فإن إحياء هذه الذكرى يعني تخليداً لسيرة صاحب هذه الصحيفة التي عنونت بكلمة كوردستان الغالية على قلب كل كردي في إرجاء المعمورة مهما أكتب لا أستطيع إن أفي بحقه وفضله بما قدمه لشعبه ووطنه من خدمات جليلة في مجال الفكر والثقافة وان الشعب الكردي في كافة أجزائه يخلدون هذه المناسبة العزيزة وصاحب هذه الصحيفة السيد مقداد والذي يستحق إن يكون رائداً وأميراً للصحافة الكردية وفي الختام أقول لهذا الأمير لأزف له بشرى لقد أصبحت كلمة كردستان على ثغر كل طفل من أبناء شعبك وبدأ يرفرف علم كردستان على جزء من وطنك دون رقيب أو مستبد رغم انف الطغاة وسأزف لك بشرى بأن شعبك بدأ يكفكف دموعه وينهض ليواكب مسيرة البناء والتحرير كسائر الشعوب والأمم فنم قرير العين يا أمير الصحافة لأنه يليق بك أن تكون أميراً للصحافة بما قدمته من خدمات في مجال الأدب والفكر لأبناء أمتك ولكن شاءت الأقدار والمنية أن لا تكون بيننا هكذا أحوال الدنيا منذ الأزل وأخيراً اختتم مقالي ببيتين من قصيدة الأقدار للشاعر احمد محمد آل خليفة :
أهكذا أنت يا دنيا مخادعــــة مثل السراب عليك العمر بنهار
إذا عشقناك خلنا الدار عامرة وأنت أخبث من تشقى به الــدار
هكذا تخلى الدار والديار من الناس على مر السنين ولا يبقى سوى ذكراهم العطرة على قلوب الأحبة .