كان الكروب الثقافي في ديرك قد قرر أن يحيي عدة ليال للتعريف بمدينته والمنطقة المحيطة بها بدأت بدراسة ميدانية عن المشكلات الاجتماعية في ديرك واستعرض فيها مقدمة أدبية تغزل فيها بمدينته التي بدا انه يعشقها وهذه بعضها:
((لو رآك جلجامش لما وقع في عشق وغرام عشتار. وكان سيخوض المعارك ويقاتل الوحوش ليلقاك ويحتمي بك.
– ومهما أبدع (فيدياس) لن يستطيع رسم لوحة جميلة كوجهك، ولا نحتا مبدعا كشكلك لا معبد(الباراثيون) ولا غير ه.
((لو رآك جلجامش لما وقع في عشق وغرام عشتار. وكان سيخوض المعارك ويقاتل الوحوش ليلقاك ويحتمي بك.
– ومهما أبدع (فيدياس) لن يستطيع رسم لوحة جميلة كوجهك، ولا نحتا مبدعا كشكلك لا معبد(الباراثيون) ولا غير ه.
– ومهما برع (دينوكراتس) في مخططاته وهندسته في التعمير لم يستطع انجاز مخطط بروعة ودقة مخططك لا مدينة (الإسكندرية) ولا معبد (أرتميست)
– أما شفتا الجو كندا فهي لا تضاهي جمال شفتيك برقتهما ولغزهما ولو عرف (دافنشي) ذلك لندم انه لم يرسمك أنت.
– وأكثر ما يعذبني في حبك –قال نزار -:
– “أني لا استطيع أن احبك أكثر!!!”
– نعم إنها ديريك لؤلؤة النهرين،تلك القرية الكبيرة أو البلدة الصغيرة التي تقع أقصى شمال شرق سوريا..))
– ثم حاول بيان سبب التسمية فعزاها إلى قول يعتبرها ناتجة عن (دير-يك) أي الدير الوحيد ، او رواية أخرى تقول ناتجة من (ده-ريك) الطريقان، ورجح هو أنها ناتج وجود المدينة –القرية سابقا-بين هضبتين صغيرتين (ده هيرك) وطبعا كلها بحسب اللغة الكردية.أما تعريبها إلى المالكية فقد تم بموجب ((المرسوم الجمهوري الخاص بتعريب أسماء المناطق الكردية ذي الرقم (346) فسميت ديريك بالمالكية في دوائر الدولة ولكن عند سكانها مازالت هي كما هي ديريك…))
ثم ذكر بعض المعلومات عن المنطقة من النواحي الاقتصادية وبعض الممارسات الاضطهادية لكل المناطق الكردية..وتوقف على المشكلات الاجتماعية وعدد بعضها وتوقف عند بعضها ثم قام بدراسة إحصائية ميدانية وفق خطة العينة العشوائية..!
هذه المشكلات التي وقف عندها هي:
· سبب ترك بعض الأطفال للمدرسة والعمل دون تكملة دراستهم (التسرب من المدرسة باكرا)
· تعلم الفتاة.
· عمل المرأة خارج المنزل.
· تأثير عمل الزوجة خارج المنزل على تربية الأطفال.
طبعا بعد أن عرف ما هي المشكلة الاجتماعية، وما هي آليات الضبط الاجتماعي والذي حددها في (العادات والتقاليد- العرف-الدين –الأخلاق)معرفا كل واحدة منها ثم قدم اقتراحات لمعالجة هذه المشكلات وغيرها..
1- تكثيف دورات محو الأمية.
2- التشديد على التعليم الإلزامي.
3- العمل على توفير الكادر التعليمي المناسب لكل مرحلة تعليمية بما يتناسب مع المناهج الدراسية ومتطلبات العصر والتطور التكنولوجي والعلمي الحديث والاستعداد للمراحل المقبلة.
4- توفير مراكز ودور حضانة للأمهات الموظفات …
5- تأمين دور سكن للمتزوجين الجد خاصة لكي لا يكون سبا في نشوء خلافات زوجية..
6- رفع سقف راتب الموظف ..
7- نشر الوعي…
8- إنشاء مؤسسات ذات كفاءة عالية،ووضع آلية العمل فيها بشكل مدروس…
وانتهى عرض الحديث ليتلقى مجموعة أسئلة ذات بال حول الأفكار ونتائج البحث من مهتمين بالثقافة من ذوي الاطلاع والخبرة..وانتهت الأمسية على أن نلتقي في موعد آخر، وكانت الأمسية الثانية بعدها بأسبوع وموضوعه التعريب الذي طال الكرد ومنطقة ديرك بشكل خاص.
من الجدير بالذكر ان المحاضر الأول كان السيد صبري…والمحاضر الثاني كان السيد عدنان..!
وفي الأسبوع الثاني كان موضع البحث تعريب المناطق الكردية (ديرك خاصة)
وقد جهد المحاضر في جمع معلومات تتعلق بعملية التعريب بدءا من العام 1959 عندما صدر مرسوم بعمليات تحضيرية من الوزارة لتعريب الأسماء غير العربية وكانت الضحية الأولى –كرديا- تعريب اسم ((حارة الأكراد)) في دمشق إلى ((ركن الدين)).
ثم خطوة امتحانيه –تجريبية- في نقل بعض العائلات العربية من السلمية إلى زهيرية تلتها خطوة أخرى ببناء قرية إلى جانب الزهيرية أسميت الأحمدية وجلب إليها عائلات أخرى من السلمية مع اقتطاع أراض أكثر لتوزيعها عليهم..
وجاءت الخطوات المتتالية –المعروفة – بدعم من التوصيات التي رصّعها المقبور (محمد طلب هلال) في مجموعة لقيت استحسانا لدى السيكولوجية والذهنية العروبيتين..فتم تطبيقها في 1973بانتزاع الأرض من الفلاحين الكرد في منطقة الحدود مع تركيا ومع العراق بطول 375 كم وعرض يتراوح بين 10 و 15 كم، استبقي بعضها باسم مزارع الدولة ليكون حلمة يمصها المتنفذون والمسؤولون عامة الى أن وزعت في الفترة الأخيرة لنفس هؤلاء الشرائح، مع التمويه بتوزيع بسيط على بعض الموظفين..بشروط خاصة..
وأشار إلى تجريد المواطنين من الجنسية السورية..ومنع المكتومين من التسجيل،ومنع الأولاد المكتوبين من التسجيل والدراسة والحصول على شهاداتهم الثانوية بعد النجاح فيها….
وعدد الخطوات المختلفة بهذا الشأن محاولا تعليل الأمر برؤية مشوهة لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين القومية الحاكمة والقوميات المتعايشة –طوعا او كرها-فالتاريخ والجغرافيا يحكمان بأحكام لا ينبغي التنصل منها أو الالتفاف عليها..
وجرت مناقشات، منها ما صحح بعض المعلومات، ومنها ما ساعد على توثيق أفضل، ومنها آراء حول هذه القضايا بفهم محاور ..!!
من الأمور الملفتة في هذه الأمسيات الثقافية التي تتناول كل ما يتعلق بالحياة أدبا وفنا وقضايا اجتماعية وما يتفرع عنها، ومنها القضايا السياسية – من منظور ثقافي-
وكم كان الأمر أفضل لو أن هذه الأطروحات والمناقشات كانت أكثر علنية –وفي المراكز الثقافية –حيث يلتقي جميع الشرائح والخصوصيات الإثنية والطائفية والمذهبية..الخ.
لكي تتاح للجميع تبادل الآراء والأفكار –وان اختلفت- كما يجري في كل الدول الديمقراطية في العالم فيعتاد المواطن على الاستماع الى وجهات النظر المختلفة والمساعدة على استخلاص الأفضل من بينها استنادا الى حقيقة أن الوطن للجميع –مهما كانت الظروف- والخير كله في شعور الجميع بالمسؤولية عن تقدمه،وانعكاساته على المواطن..
بل وتلاحم المواطنين-أيا كانوا – في الدفاع عن الأخطار المحتملة..فالذي لا يرى نفسه مواطنا تظله أجنحة الوطن ، وتسقيه وتطعمه في جو من الأمان والثقة بالقوانين وتطبيقاتها والشعور بالمشاركة في كل ما يخص الوطن والمواطن.. لن يكون الدافع لديه قويا للشعور بالمواطنة ومستلزماتها..وما يترتب عليها..
هكذا تبنى الأوطان
– وأكثر ما يعذبني في حبك –قال نزار -:
– “أني لا استطيع أن احبك أكثر!!!”
– نعم إنها ديريك لؤلؤة النهرين،تلك القرية الكبيرة أو البلدة الصغيرة التي تقع أقصى شمال شرق سوريا..))
– ثم حاول بيان سبب التسمية فعزاها إلى قول يعتبرها ناتجة عن (دير-يك) أي الدير الوحيد ، او رواية أخرى تقول ناتجة من (ده-ريك) الطريقان، ورجح هو أنها ناتج وجود المدينة –القرية سابقا-بين هضبتين صغيرتين (ده هيرك) وطبعا كلها بحسب اللغة الكردية.أما تعريبها إلى المالكية فقد تم بموجب ((المرسوم الجمهوري الخاص بتعريب أسماء المناطق الكردية ذي الرقم (346) فسميت ديريك بالمالكية في دوائر الدولة ولكن عند سكانها مازالت هي كما هي ديريك…))
ثم ذكر بعض المعلومات عن المنطقة من النواحي الاقتصادية وبعض الممارسات الاضطهادية لكل المناطق الكردية..وتوقف على المشكلات الاجتماعية وعدد بعضها وتوقف عند بعضها ثم قام بدراسة إحصائية ميدانية وفق خطة العينة العشوائية..!
هذه المشكلات التي وقف عندها هي:
· سبب ترك بعض الأطفال للمدرسة والعمل دون تكملة دراستهم (التسرب من المدرسة باكرا)
· تعلم الفتاة.
· عمل المرأة خارج المنزل.
· تأثير عمل الزوجة خارج المنزل على تربية الأطفال.
طبعا بعد أن عرف ما هي المشكلة الاجتماعية، وما هي آليات الضبط الاجتماعي والذي حددها في (العادات والتقاليد- العرف-الدين –الأخلاق)معرفا كل واحدة منها ثم قدم اقتراحات لمعالجة هذه المشكلات وغيرها..
1- تكثيف دورات محو الأمية.
2- التشديد على التعليم الإلزامي.
3- العمل على توفير الكادر التعليمي المناسب لكل مرحلة تعليمية بما يتناسب مع المناهج الدراسية ومتطلبات العصر والتطور التكنولوجي والعلمي الحديث والاستعداد للمراحل المقبلة.
4- توفير مراكز ودور حضانة للأمهات الموظفات …
5- تأمين دور سكن للمتزوجين الجد خاصة لكي لا يكون سبا في نشوء خلافات زوجية..
6- رفع سقف راتب الموظف ..
7- نشر الوعي…
8- إنشاء مؤسسات ذات كفاءة عالية،ووضع آلية العمل فيها بشكل مدروس…
وانتهى عرض الحديث ليتلقى مجموعة أسئلة ذات بال حول الأفكار ونتائج البحث من مهتمين بالثقافة من ذوي الاطلاع والخبرة..وانتهت الأمسية على أن نلتقي في موعد آخر، وكانت الأمسية الثانية بعدها بأسبوع وموضوعه التعريب الذي طال الكرد ومنطقة ديرك بشكل خاص.
من الجدير بالذكر ان المحاضر الأول كان السيد صبري…والمحاضر الثاني كان السيد عدنان..!
وفي الأسبوع الثاني كان موضع البحث تعريب المناطق الكردية (ديرك خاصة)
وقد جهد المحاضر في جمع معلومات تتعلق بعملية التعريب بدءا من العام 1959 عندما صدر مرسوم بعمليات تحضيرية من الوزارة لتعريب الأسماء غير العربية وكانت الضحية الأولى –كرديا- تعريب اسم ((حارة الأكراد)) في دمشق إلى ((ركن الدين)).
ثم خطوة امتحانيه –تجريبية- في نقل بعض العائلات العربية من السلمية إلى زهيرية تلتها خطوة أخرى ببناء قرية إلى جانب الزهيرية أسميت الأحمدية وجلب إليها عائلات أخرى من السلمية مع اقتطاع أراض أكثر لتوزيعها عليهم..
وجاءت الخطوات المتتالية –المعروفة – بدعم من التوصيات التي رصّعها المقبور (محمد طلب هلال) في مجموعة لقيت استحسانا لدى السيكولوجية والذهنية العروبيتين..فتم تطبيقها في 1973بانتزاع الأرض من الفلاحين الكرد في منطقة الحدود مع تركيا ومع العراق بطول 375 كم وعرض يتراوح بين 10 و 15 كم، استبقي بعضها باسم مزارع الدولة ليكون حلمة يمصها المتنفذون والمسؤولون عامة الى أن وزعت في الفترة الأخيرة لنفس هؤلاء الشرائح، مع التمويه بتوزيع بسيط على بعض الموظفين..بشروط خاصة..
وأشار إلى تجريد المواطنين من الجنسية السورية..ومنع المكتومين من التسجيل،ومنع الأولاد المكتوبين من التسجيل والدراسة والحصول على شهاداتهم الثانوية بعد النجاح فيها….
وعدد الخطوات المختلفة بهذا الشأن محاولا تعليل الأمر برؤية مشوهة لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين القومية الحاكمة والقوميات المتعايشة –طوعا او كرها-فالتاريخ والجغرافيا يحكمان بأحكام لا ينبغي التنصل منها أو الالتفاف عليها..
وجرت مناقشات، منها ما صحح بعض المعلومات، ومنها ما ساعد على توثيق أفضل، ومنها آراء حول هذه القضايا بفهم محاور ..!!
من الأمور الملفتة في هذه الأمسيات الثقافية التي تتناول كل ما يتعلق بالحياة أدبا وفنا وقضايا اجتماعية وما يتفرع عنها، ومنها القضايا السياسية – من منظور ثقافي-
وكم كان الأمر أفضل لو أن هذه الأطروحات والمناقشات كانت أكثر علنية –وفي المراكز الثقافية –حيث يلتقي جميع الشرائح والخصوصيات الإثنية والطائفية والمذهبية..الخ.
لكي تتاح للجميع تبادل الآراء والأفكار –وان اختلفت- كما يجري في كل الدول الديمقراطية في العالم فيعتاد المواطن على الاستماع الى وجهات النظر المختلفة والمساعدة على استخلاص الأفضل من بينها استنادا الى حقيقة أن الوطن للجميع –مهما كانت الظروف- والخير كله في شعور الجميع بالمسؤولية عن تقدمه،وانعكاساته على المواطن..
بل وتلاحم المواطنين-أيا كانوا – في الدفاع عن الأخطار المحتملة..فالذي لا يرى نفسه مواطنا تظله أجنحة الوطن ، وتسقيه وتطعمه في جو من الأمان والثقة بالقوانين وتطبيقاتها والشعور بالمشاركة في كل ما يخص الوطن والمواطن.. لن يكون الدافع لديه قويا للشعور بالمواطنة ومستلزماتها..وما يترتب عليها..
هكذا تبنى الأوطان
فلنعد الى تاريخ المجتمعات المتقدمة عموما في الغرب وفي الشرق، لنرى هذه الحقيقة..!