حوار مع الفنانة لطيفة التونسية

  أجرى الحوار الصحفية لافا خالد

لطيفة التونسية  صورة أصيلة وجميلة وصوت مؤثر  في عالم الأغنية العربية التي تتهاوى اليوم تحت قصف الكلمات السخيفة والصور الهابطة , فنانة من الزمن الجميل كما يصفها كبار النقاد , فنانة ملتزمة بما تقدم تخاطب جمهورها بثقة كبيرة , تتكلم في السياسة والثقافة , الجانب الإنساني من شخصيتها مؤثر فهي التي دعمت الشعب العراقي المنكوب , ووقفت مع لبنان وشعبها , تنتقد بصدق الواقع العربي المتردي , قالت لنا بصراحة إن الحكومات العربية مغيبة وفاقدة للوعي , تشيد بدور العائلة في حياتها وتعزو نجاحها بوقوفهم إلى جانبها , لا تنسى أن تشكر كل من وقف معها خلال مسيرتها الطويلة ومنهم زياد الرحباني الذي تعتبره بالمبدع والمسئول عن كل ما يقوم به , يعنيها كثيرا قضايا الشباب  فهم القاعدة الأكثر تأثيرا في أي عملية  نحاور الفنانة التونسية لطيفة  عبر الملفات التالية:

لافا خالد:  أين قضايا الشباب من اهتمامات الفنانين ؟
لطيفة:  ديموغرافية الوطن العربي كلهم شباب وأغلبيتهم شباب وهم مجتمع حي  وعلينا أن نمدهم بالمزيد من الثقة والاهتمام حتى يشعروا بتلك الحيوية دوما الشباب العربي  يحتاج إلى فيتامين وتقوية دائمة من الفنانين والمفكرين والسياسيين والقيادات والوزارات والمهرجانات فهو بحاجة إلى توجيه صحيح

لافا خالد :  يفترض إن  الفن رسالة سامية  لكن الرسائل الموجهة للشباب عبر كليبات كثيرة تقول غير ذلك : 
لطيفة : ما تقولينه عين الحقيقة  صحيح الفضائيات موجودة وما تقولينه موجود  في واقعنا , لكن الشباب أوعى من هذا وهو متفطن لهذه السخافات التي تدعي نفسها بالغنائية , يوجد شباب منساق إلى الابتذال ولكن يوجد أيضا شباب واعي ومسئول جدا والشباب مسئول عن نفسه و لو انتظر القيادات فلا احد سيقوده إلى الطريق الصحيح

لافا خالد :  ثمة قصف عنيف تخاطب الغريزة كيف يختار الجمهور المتنوع ما هو جيد في زحمة الهابط الكثيف ؟
لطيفة  : أفهمك ولكن الدور الأول الرئيسي هو للشباب نفسه بصراحة هو عليه أن يختار,  أن يستند إلى فكره ووعيه وخلفيته الفكرية  والثقافية ليبتعد عن تلك الأغاني  وهذا كان أهم ما سج قدمته (بنص الجو)*(ولشو التقليد ولشو التعقيد أنا أطباعي شرقية ) يعني هناك ما سج مباشر قلناه إن الأغنية ضد التعقيد والأغنية رسالة وفن ملتزم

لافا خالد : هل الفنان العربي مثقف ولديه فكرة عن مجمل قضايا وطنه ؟
لطيفة : نعم الفنان العربي فنان ملتزم وكثيرون أثبتوا حضورهم في المشهد الثقافي عبر رسائل كثيرة ناجحة ووقوفهم مع قضايا الأمة العربية , مثلا ما حدث في لبنان كان مثالا صارخا وأوصل الفنان العربي الصوت العربي  والواقع العربي إلى أقاصي الأرض , وهم حاضرون في مجمل القضايا

لافا خالد : كيف خطوت لهذا المستقبل الذي تعيشينه اليوم ؟
لطيفة : أنا ابني مستقبلي بناء على الماضي وبالنسبة لي الطريق كان سالكا وواضحا جدا من أوله لآخره , ثمة كثيرون دعموا مسيرتي وكوني ملتزمة بخط معين وطريق ذو أهداف واضحة ومحدودة وكون عندي قناعات معينة لا أحيد عنها مهما تبدلت الظروف والوقائع كان ذلك سرا كبيرا لنجاحي وبقائي في الذاكرة العربية التي لا تنسى الجيد أبدا , مثلا عملي مع منصور الرحباني دعم تجربتي  وكمل عملي مع يوسف شاهين وعملي مع زياد الرحباني كمل عملي الذي عملت مع العمالقة الكبار كلهم  ومن الملحنين الكبير كاظم الساهر وآخرون كثيرون,  والمسيرة مستمرة وثمة تكامل بين عمالقة كبيرة ساعدوني لان أصل إلى ما أنا فيه بالإضافة إلى اجتهادي الشخصي وإيماني بما أقدم فالفن عطاء متواصل ورسالة كبيرة وتنضج الخبرة الفنية مع تقدم الخبرة والنضج والممارسة

لافا خالد : هل لديك مرجعية في عالم الأغنية ؟
 لطيفة : بكل تواضع أعود لنفسي ودماغي أولا ثم إلى بعض المقربين الصادقين والمهتمين من حولي
لافا خالد : ما دور العائلة  في حياتك  منذ البداية ولمشوارك الآن ؟
لأهلي أكبر دور وأولهم والدتي  , هي سيدة لا تقرأ ولا تكتب لكن دماغها يوزن بلد ( كما يقولون في تونس ) هي امرأة عظيمة وسيدة واعية رافقتني في خطواتي الهامة ولازالت تمدني بذاك العطاء المتدفق , بالإضافة إلى البيئة التي تربيت فيها في تونس دعمتني كثيرا وجعلتني اعشق الفن في وقت كان هناك تحفظ على هذه المهنة  في بلدان كثيرة , أهلي في تونس علموني إن الفن رسالة وإن الفن عطاء وإنه أسمى هدية ربانية أعطاني الله

لافا خالد : ما مفهوم التمرد على العادات حينما تختار المرأة أن تصبح مغنية أو مطربة في مجتمعاتها المحافظة ؟
لطيفة : شخصيا لا اعترف بمفهوم التمرد ماذا يعني لو  أصبحت السيدة مطربة , من تخرج عن خط الفن الهادف هو ذا التمرد وليس التمرد حينما نقدم رسالة ملتزمة , أنا شخصيا حققت ما تمناه المحيطين حولي والكل كان متفهما لعملي والرغبة التي اخترتها في حياتي وهي الغناء الكل فرح تماما بما أقدمه فانا مكملة لأمانيهم

لافا خالد : كيف تقييمين أداء الأغنية العربية في الوقت الحالي ؟
الأغنية العربية رصيدها الحضاري متجذر حتى وإن شابها بعض ممن اساؤوا للأغنية العربية وقدموا غناء سطحيا كثيرا وأنا لا اسميها أغاني  بأنها  بل هي حالات سلبية في الفن لأن الفن دوما فيه الجيد وفيها الممتاز وفيها الردئ , وشخصيا ليس عندي الوقت أبدا لالتفت لتلك الموجة التي ستزول بكل تأكيد  والأهم في كل الموضوع أن الأهم هو من يستمر في الغناء ومن يستطيع البقاء في ذهن الناس

لافا خالد  : من الذي يمكنه إيقاف هذا القصف العنيف من الأغاني الهابطة ؟
لطيفة : باختصار شديد المعادلة الأقوى والأهم هو الجمهور

لافا خالد  : ما دور الحكومات في هذه المسألة ؟
لطيفة : يؤسفني القول إن أدور حكوماتنا غائبة بنسبة 80%

لافا خالد  : على العكس ثمة من يرى إن بعض المتنفذين في الحكومات العربية تستغل هذا الواقع المتردي لتحقق غايات  كثيرة تصبو إليها ؟
لطيفة : نعم وأعود وأقول إنهم مغيبين ليس عندهم وعي كالرقابات ووزارات الثقافة والإعلام والتربية كلها مغيبة .

لافا خالد : لمن تستمع الفنانة لطيفة  اليوم  ؟
فضل شاكر، وائل كفوري، أنغام، تامر حسني وشيرين  وأصوات كثيرة بدأت تشق طريقها لتوصل ما عندها

لافا خالد  : هل ترين إن أبعاد التغييب عند الحكومات سياسي ؟
لطيفة : مهما قلنا إن الفن رسالة مستقلة ولكن لن تبعد السياسة عن الفن

لافا خالد  : شاركت في  احتفالية اختيار دمشق عاصمة الثقافة العربية كيف وجدت الشباب السوري ؟
ياريت يكون كل الشباب العربي مثل الشباب  السوري الشباب السوري شباب واعي  جدا  ومتابع لمختلف القضايا ويقدر تماما قيمة الفن كرسالة
 
لافا خالد : مجيء السيدة فيروز للغناء في دمشق سيس بحيث أصبح قضية رأي عام ؟
لطيفة : الفن أقوى وأبقى وأعمق وأصدق من الساسة وممن يسعون لأن يلحقوا الفن بعجلتهم , السياسة مكملة للفن وليس العكس

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…