الصعود إلى أولمب موسكو «مسيرة مفارقات كبرى»

ابراهيم محمود

بغتة
على حين غفلة، وكما هي طزاجة المباغتة ونكهة الموعود فيها، في لحظة زمنية غير محسوبة، في عِداد الغيب، يأتيني صوت مجهول الاسم، لا يخفي دفء المطلع، وفي لغة أليفة رفيفة، بعد السلام المعهود:
مدعو أنت لزيارة موسكو!
القائمة المتوقعة للزيارات شبة جاهزة في الذاكرة الشخصية، إلى أمكنة كثيرة! كيف خلت القائمة هذه من اسم موسكو؟ تلك حسابات أخرى، تخص حضور مَن يمكن معرفته مباشرة، وجوهَ الذين كانوا، وتناثروا في جهات المعمورة الأربع، ومنها في أرجاء روسيا البيضاء وفي محيطها الجغرافي المتعدد المقامات، مثلما أنها تقديرات تقوم على تصورات مباشرة، لها صلة بحضور الكردي، بنوعية التعامل معه، بالجانب العقيدي، بموقع العالم “الأحمر” واستتباعاته لاحقاً.

غفلة على غفلة: غفلة الاسم، وغفلة العنوان، وبغتة، يصيرالمجهول في الصوت والاسم معلوماً، أقرب من سواد العين لبياضها.
على غيرتوقع، وفي دنيا العولمة، وكما هو شأن الإنسي المغلوب على أمره فينا، الإنسي الكردي في واقعه المر ابتداءً، والصوت المحمول عبر الأثير،حيث ليس هناك من مكان للحدود المطوَّبة بالمحارس الخائفة على نفسها، أو المعابرالمراقبَة، تصير روسيا البيضاء بثلوجها، بتاريخها المقروء، وما تناهي إلى مسامعنا، إلى محيطنا البصري بوسائل شتى، من أخبار، تصير أقرب من بياض العين لسوادها، وفي زمن لا يُعتَدُّ به في توقيتنا المترامي الأطراف، يتحدد الزمان والمكان، كيف يكون الانطلاق، ومن أين، ومن هم المعنيون بالاستقبال، وما يمكن القيام به.
ينفتح الطريق غير السمى، حيث أنا والصديق الشاعر ابراهيم يوسف، نشكل ثنائيّ السفر المعلوم.
بغتة، استعيد معين بسيسو، وكتابه (الاتحاد السوفييتي لي)، متسائلاً في ثانية منتسبة للزمن الاينشتايني: ماالذي لي في الاتحاد السوفييتي السابق؟ وثمة تاريخ مختلف! أستعيد وجه موسكو، الساحة الحمراء، الكرملين، ضريح لينين، مربَّع الإعدام، الكنيسة الأثرية، سان بطرسبورغ، أي “لينينغراد” لاحقاً، ومن ثم سان بطرسبورغ مجدداً، أستعيد في ذات الثانية بوشكين، و (ابنة الآمر)، مثلما أستعيد الوجه النحيل لماياكوفسكي، و (غيمة في سروال)، وبينهما وجوه تضرب بجذورها في فضاء الأدب والسياسة والفن، وفي معابر أطياف الوجوه، يكون الفولغا والنيفا والدون الهادىء..الخ، وفي الصدارة الأرميتاج (يتراءى قصر الشتاء سابقاً)، وكم من مفردة من نوع (سابقاً) تتداعى إلى الذاكرة البصرية، أستعيد وجه البارزاني الأول وصحابته الجبليين قبل أكثر من نصف قرن، وهم يودِعون الثلج السوفييتي الحار، آثار خطواتهم النافذة، أصداء أنفاسهم المؤرشفة في حنايا الهواء المتصاعد من شقوق الأرض، أستعيد وجه غورباتشوف نهاية البداية لعصر جديد في تاريخ دولة الدول، تداعى من الجهات كافة، أستعيد وجهه متصدراً بزاوية جبهته ذات العلامة الأرخبيلية البارزة، وصدى البروسترويكا، والغلاسنوست، ومخاض التحولات الكبرى..
بغتة يقفز بي الخيال إلى ما وراء الخيال ملتقياً بوجوه الذين أعلمونا عن هذا (الاتحاد) كثيراً، عن جميل معروف لا بد من تثبيته في الذاكرة الحية، ومن هناك، أطلوا على العالم كثيراً، مثلما استشرف العالم بتعدد لغاته قسماتهم الكردية الممزوجة بعلامات إيديولوجية كردية في تنوع جهاتها، فلي بعض من هذا الاتحاد، وبعض من موسكو ولينينغرادها..
بغتة أحزم أمتعتي الخفيفة الوزن، كما هو الكردي المُعد والمتهيَّأ للتنقل والرحال من جهة إلى أخرى، ومن حيّز جهة إلى سواه في الجهة ذاتها،في انتظار شارة البدء، وفي الطرف الآخر ابراهيم الآخر المأخوذ بقلق الدخول والخروج، بهمّ الأبواب التي لا يُرغب في طرقها إلا اضطراراً، لعبور حدود محروسة، مرصودة من الأعلى، لا شيء يخفى في نقاطها المموهة!

صوب المطارين حصراً
وحيداً أتحرك، فابراهيم الآخر مرصود بآخر لا يَسرُّ أحداً، آخر من نوع مختلف غير مؤتلف قطعاً، بمثابة ولي الأمر في الدخول والخروج، أيمّم وجهي شطر حلب، أمضي سويعات في ضيافة العزيز عبدالحفيظ الشاعر، وابن عم ابراهيم الشاعر، أعيش مع ما تيسَّر من طيب الكلام، وطيّب الطعام في بيته لا بيته (بيت بالأجرة)، بصحبة مؤقتة مع ضيوف آخرين، مقيمين في حلب، أنشد المطار، وقد أليل ليل حلب، وربما تراءى لي مؤليلاً أكثر بسبب وحدتي الداخلية، ووحشة الوحدة ورهانها، وسماء مطار حلب تتدلهمُّ في متخيَّلي، كوني الوحيد الوحيد، وأنا أعاين وجه مَن علي انتظاره، أي ابراهيم كوننا ثنائي الزيارة، كما أسلفت، أدخل المطار وسط سحابة من التصورات القابضة النابضة بالعجز بعض الشيء، وأنا مرضوض نفسياً، لأنني المأخوذ وسط السحابة التي تتدوم داخلي، أندفع إلى داخل المطار، مشدداً على لحمتي الجسدية، بعافية لا مفرَّ منها،متماسكاً اضطراراً، لأنني بعد بعضٍ من الوقت سأحلّق بجسدي، وعلي أن أنظف سماء ذهني من السحابة المندلقة داخلاً أن أكنسها بغواية شرود، أو هداية روح مقاومة، وفي الانتظار وجوه مَن يجب الانفتاح عليها، لأكون في مستوى المتصوّر عني، أو ما أتمناه أنا أكون في الصورة المؤلَّفة.
أهبط في مطار دمشق، تهبط معنوياتي كثيراً، يتنمل جسدي، روحي تنسكن بأشباح لا تهدأ بتداعياتها، وعلي أن أمضي ساعات عدة، ساعاتٍ  شدة، كي تبزغ ولادة إقلاع الطائرة المرتقبة،.أحمل أعبائي النفسية بمفردي، مسفوحاً بوزر الوحدة القارضة، وتحملني الطائرة الضخمة، تحملنا أكف الغيمات المندوفة، تعلو بنا الطائرة، تتوازن أفكاري مع كل ارتقاء، واندفاع بالكاد يُرى، في عالم مفتوح منزوع الحدود، نكون رهن التحليق ومباغتات النوّ.
يأتينا الصوت من الداخل: اقتربنا من مطار موسكو، شدُّوا الأحزمة!
كلي مشدود بالأحزمة، مذ ولدت، ومذ وعيت على نفسي، وفي كل دخول وخروج، ليت الأحزمة الأخرى في لباقة الحزام المشدود إلى الكرسي المحلّق بي.. ليت.. ليت ..!
متناهي الصغر هو المطار الموسكوفي، يخرج من تناهيه المذكور، يتنامى أرضياً، على مد النظر، يأخذ حجمه الطبيعي، يصبح جلياً للعيان، ثمة توتر مصحوب بسواه، يتلبسني داخلاً، إذ تطأ قدماي أرض المطار، بعد بعض آخر من الوقت، حتى جثمت الطائرة، وقد انقطعت أنفاسها، لتعاود استردادها بعد زمن محسوب مجدداً.
يُغيِر علي مطار موسكو من داخله، وسحابة الوجوه اللامفهومة، تزبد بجهامتها، يا لمحنة عيائيتي، وأنا أجهل الروسية، وربما هي محنة أخرى، إذ ليست هي المرة الأولى، وأنا أغادر الوطن الأم، كم من سحابة رملية عربيدة، تكشط روحي، تزيد في توتري، ولكن العزاء كان بوجود الأخ المطران يوحنا ابراهيم، مطران السريان في حلب، والمدعو إلى ذات الندوة (التعايش عبر الثقافة)، تأسَّينا معاً، ونحن نمعن النظر في الوجوه المستأنسة بعلاماتها الفارقة، في أدائها الوظيفي المعهود والمكدود.
يا لغلاظة مطار موسكو، لبرودته المضاعفة، ونحن نعيش هدر فرح اللقاء بأحبة منتظرين على بعد خطوات ، وراء حاجز شريطي، أو معدني رفيع؟ كم استهلكنا من الأنفاس الممضة لنا، لتأتي اللحظة المرتقبة (وأخيراً)، تجاوزنا الحاجز اللاحاجز، يا للإجراءات الصادمة لللامتوقع!

نثر الوجوه
تتلألأ وجوه في بياض الهواء الروسي الآن، رغم اسمرارها الخاضع لدورة زمنية طويلة زمنية، لنفاذ مؤثرات المناخ الروسي، ومثيرات الطبيعة الروسية وتداخل أيامها ولياليها.
 ذو الهامة المشرقة المهجورة الشعر، لرغبة بيولوجية لا يد لصاحبها في ذلك، وهو بضحكته المتقدمة، كما لو أنه يدرك أن ثمة سحابة ممطوطة غير مرغوب فيها، تسكنني بين إحداثيتين برّيتين، إلى جانب ذي الشعر الأشهب، وذي الشعر الليلي المقام تقريباً (هل نسيت أحداً آخر، وأنا طوع أمر السحابة القابعة الصافعة داخلي؟)، كما لو أنهم يعدّونني للقاء أليف، حيث اللغة المشتركة، تكفي لجعل المجهول معلوماً، ومعرفة كل منا للآخر تحصيل حاصل. تلك هي الروحية السامية!
ذلك هو نثر الوجوه، ونحن داخلون في حمَّام البرد المفتوح، وعيناي تتسلقات البنايات النابضة بعلو معلوم، وتسترقان النظر إلى الكتابات النافرة، والوجوه المتقافزة للروس وسواهم، من خلال السيارة النافذة في المكان المعبَّد، وأذنان آخذتان بالمتردد من الكلام الكردي في ألفة التعارف!
أي نثر لوجوه تكللت بالابتسامات تعبيراً عن ترحيب جليٍّ؟ أي وجوه انفتحت على آخرها، كما هو المرصود في شفافية المرئي في الملامح والقسمات الدافعة إلى السكينة والدعة ؟!
وجوه منثورة بإيقاعات مختلفة، تتسلق أبصارها حتى السماء السابعة، كل وجه يبحث عن دليله المجازي، عن نافذة لإطلاق سراح رغباته الكثيرة، تحت إمرة رغبة عامة، شاملة، هي ارتباطها بمكان ما، بمسقط رأس، في وطن يُتنازَع عليه، تتفاوت أبصار الوجوه، مثلما تتفاوت مقاماتها، وهي تسمي أوجاعها، أو تسترسل في الضحك، كما لو أن نهراً يفيق من غفوته الجليدية تحت وقع لافت من آذان شمس صاهلة بحرارتها، تسترسل في غواية ما، تشهدها شوارع موسكو والجوار، تخلصاً من ألم نابت في الداخل، وجوه، وما أكثرها، لا تخفي غربتها التي تعرّش في قسماتها!
ما يهمني هو المنثور في الوجوه هذه، بدءاً من تلك التي أيقظتني من غفوة تاريخية ما، على عتبة مطار موسكو، وانتهاء بتلك التي ودَّعتُ فيها إشراقة لقاءات تناوبت أياماً متتابعة، في بهو المطار الموسوم، ما يهمني هو احتضانها لتعابير تتجدد في سيمائها، وتتعتق في مناسبات دورية، تعمّد بها أرواحها، باسم انتماء إلى وطن ينتظر شرف التسمية، أو وطن  يرجى له الجمع الغفير المتعدد بأطيافه، ما يهمني، في نثر الوجوه التي تقذف بأطياف صورها عالياً، كيف تكون الأطياف هذه، حتى سنّي عمرها الطوال، وفي مدارج الصالات الكبرى، وتحت يافطة تستوجبها ضرورة النسب إلى آماد سحيقة، إلى جغرافيا يتم احتضانها طيَّ دغدغة الشموع الصادحة بلهبها المستطاب، وما يُستظلَ فيها من أحلام ربما كان لكاوا دور في بهاء رنينها الروحي كردياً، ما يهمني، هو ما انفتحت به، عليه، تلك الوجوه الكاثرة، وجوه مخضرمة، وجوه بعقودها الزمنية، وجوه شبَّت كثيراً عن طوق المكان الضيق، مترامية آمالها، مترامية كرديتها، كغيرها من الوجوه المماثلة لها في جهات المعمورة، وإذ أشدد على فوارقها، فلكي أدرك في مطالعها، وهي تعيش صبوات حياتها إيقاعات مختلفة، تتكلم لغة الآخر (الروسية)، وتؤدي شعائر ارتباطها بلغتها الخاصة، بصيغ شتى.
لا أريد تسمية الوجوه هذه، وهي منثورة في مرمى ذاكرتي المضيء بمساقط ميولها ونبضات آمالها، لأنها تدرك يقيناً، أين تقيم وكيف تقيم داخلاً.
وجوه مشدودة إلى ألقابها المتداولة، إلى كِناها المعروفة بها جيداً، إلى أسمائها الفعلية، لتشهد بذلك على غناها، ولعلّي بذلك، أتبع ممراتي إلى دواخلها أكثر ظِلالية، في سرد تواريخها بصورة مختلفة، لعلي، وأنا ألمح بهيئات لها، وبها، أذكّرها ببعض مما تأرشف في اللقاءات الحميمة.

 ” هل أسمّي؟”
بين الرجل الكردي الموفور العافية، وهو يتنقل من مكان إلى آخر، من مركز العاصمة إلى خارجها، حيث حارس بيته الروسي، الرجل البادي البشاشة، البادي التعب، من كثرة التجوال هنا وهناك، وما تراكم في روحه من منغصات مسقط الرأس، والأهل والأصحاب ومرابع الصبا والوطن الموغل في الذاكرة القصية، وحسرات الليالي المقمرة كثيراً، وأنا أسمّي فيه بعضاً مما يعنيه، وللحديث صلات طبعاً، والمطعم الذي يشد المارة إليه برائحة شوائه، وصاحبه الموفور الابتسامة، الموفور بجوده الكردي، وحيوية الجسد الحريص عليه وعلى قيافته، وبلغته التي تعرّف بالحياة بمعيار فكاهة خاصة، والآخر القريب الكوڃري بلقبه الفسيح المدى، واندفاع الحياة فيه، كما هو اندفاعه في حياة، سبح في نهرها الهادر كثيراً، والأشهب الذي لا يدرك للراحة سبيلاً، ماضياً من دأب لآخر، وذاك المأخوذ برياضياته، الجميل بروحه، كما يجب، وهو الجامع بين عربية طليقة، وكردية مكتسبة، الرجل الأكاديمي الجدير بالنضارة، والآخر الشامي مكاناً معلوماً، الصاحب الذي لا يخفي هدأة المحيا، وأريحية المكان، وفي الظل تمتد المائدة ناطقة بأطايب الطعام الروسي، والذي يعتمر قبعة من الثلج، مأخوذاً بنزعته الأممية، ومثيله ، ومثيل مثيله، من المسكونين بالطراوة والدعابة، والرجل الصاعد بآمال عراض، الجامع بين هناءة اللحم، ووضاءة الجسد للأنثى الروسية، وجملة الذين تستهدفهم لغتي بالورد أو مرادفه الزهر، سواء تعلق الأمر بأسمر الطلعة، أو أشقرها، أو الموفق بينهما، وما أكثر القائمين بهذا التقريب، و أنداء المطعم الآخر للكردي ابن الكردي الطافح بابتسامة مستديمة، امتداداً إلى أقصى المسافات، حين السان بطرسبورغيان الشفيفان، حمَّالا سورة الكردي الآخر في اختراق الآفاق، بحثاً عن معززات القوة ليكونا أهلاً للحياة، ووجوه صغار كل هؤلاء، وقد نثرت أنجمها في سماء روحي بامتياز، وما تخلل هنا وهناك، من رقائق الطرب، وشقائق العجب مما يحدث بين عالم أنتمي إليه، وعالم أقمت فيه لبعض من الوقت، وما تبدَّى لي، وأنا أمعن النظر، وكلي نظر، في ارتقاءات موسكو أو سان بطرسبوغ، وخصال كل منهما، ما تردد من كلام، وتم من حوار، في أكثر من مكان، ما كان من ثمر للكلام وللحوار، ما تجاوز الساحة الحمراء وساحة النصر، وتماثيل الوجوه التاريخية ودلالاتها، على أكثر من صعيد: كردي كردي، كردي عربي، أو بالعكس، وكردي عربي روسي، واكتشاف اللامتوقع.. الخ، كل ذلك في طور التسمية المضمرة، وأنا أعدُّ عدَّتي لمقام كتابيٍّ أكثر وساعة، أكثر عمقاً، عما تحسسته طيباً، أو مؤلماً خارج إرادة المعنيين بذلك، وعما استشعرته شجياً، يجمع بين قطوف التاريخ الدانية، والجغرافيا الحانية، رغم البرد المداهم لمنافذ المسامات، لتكون سيرة حياة ما، ولو أنها مقتضبة، لهذا الصعود إلى أولمب موسكو، ومن يبثون آمالهم أو يسمّون آلامهم، وينوسون بين نهار يستعجلونه، وليل يستغفلونه، كُرمى مستقبل أكثر تجاوباً مع أرواحهم الظمأى إلى سكينة، من أجلها كان خروجهم، وفي سبيلها، تكون استماتات شتى، تأكيداً، وباسمها يستمرون في الحياة، إلى أجل غير مسمَّى طبعاً!
———-

ملاحظة: أردت لهذه المادة أن تكون انطباعاً أولياً عن زيارتي المؤقتة إلى موسكو وأبعد منها خلال الفترة الممتدة من 15-29/ 3|2008، أن تكون من باب التذكير بالتقدير لمن التقيت بهم، في تنوع لغاتهم، وكان هناك لقاء وحوار ونقاش وأكثر من حفاوة، وهي من باب التقدير لما يمكن كتابته بصورة أسهب، ربما هي موضوع لاحق، سيعلن عنه في حينه، ومن زوايا مختلفة!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…