قراءة سريعة في الترجمة الكردية لملحمة جلجامش – الحلقة الرابعة

برزو محمود

القسم الأول: أخطاء في البنية اللفظية
القسم الثاني: أخطاء دلالية- معجمية

تتسم اللغة الجلجامشية بالمفردات البسيطة والعبارات المحددة التي تنتمي إلى البيئة القصصية القديمة ذات الطابع السومري إلى جانب المصطلحات والمفردات الدالة على ثقافة معينة نشأت في فترة زمنية محددة جغرافياً وتاريخياً اذ نلتقي بعدد غير قليل من الاسماء المرتبطة بالألهة والمفاهيم الخاصة بتلك الفترة الزمنية. لو تخطينا حدود هذه المسميات، نقرأ لغة قصصية ذات جمل قصيرة تتكون من الفاعل والفعل والمفعول به، أو جمل المبتدأ والخبر. ولكن هذه البساطة اللغوية تسمو بخيالنا وتأخذنا إلى عوالم اسطورية بفضاء ملحمي عجيب، وغريب عن واقعنا، حيث نجول في عالم غير مألوف.

المترجم الكردي بالرغم من أنه أخذ بالطريقة النحوية في صياغة الملحمة، وبذل جهداً كبيراً في الوصول الى صياغة الملحمة، إذ حقق بذلك قدراً من النجاح على مستوى المضمون، إلا أنه لم يحقق النجاح بالقدر ذاته على صعيد الشكل الفني وخاصةً عندما نلتقي بأخطاء لغوية تتعلق ببنية الألفاظ الكردية أو بدلالتها المعجمية أو التركيبية، مما يخل بأبسط مبادئ الترجمة المتعلقة بلغة الهدف. وفي هذا المقال سنتوقف عند مجموعة من الأخطاء اللغوية التي صادفناها اثناء قراءتنا السريعة للنص الكردي، وهي مبوبة، ومتسلسلة على الشكل التالي:        
القسم الأول: أخطاء في البنية اللفظية
في هذا القسم أتوقف عند مجموعة من الكلمات والعبارات التي أعدها من الأخطاء المرتبطة بصيغة الكلمة وبنيتها اللفظية، والتي وردت في الترجمة الكردية لملحمة جلجامش، وهي حسب التسلسل الرقمي التالي:
أولاً:  كلمة asik أم ask   في الصفحات 37 ,39
1. في اللهجة السورانية يطلق على الغزال كلمة ask بمقطع صوتي واحد بينما نجد أن هذه الكلمة ترد في الترجمة الكردية بصيغة غير صحيحة وهي asik أي a-sik على شكل مقطعين صوتيين، الأصح أن يقول ويكتب ask وليس  asik ويستعمل كلمات سورانية أخرى تدل على الغزال مثل mambiz ، علماً أنه من الضروري توحيد الاسماء بتسمية واحدة كما هو معتاد عليه في ترجمة القصص والروايات، لأن القارئ يتوه في وسط هذه التعددية غير المبررة في الوقت الذي لم يتعرف بعد على التسمية الأولى حتى أن يصطدم بواحدة أخرى تشير إلى نفس المرجع.        

 

ثانياً: girîng أم giring
. في الكردية توجد كلمة giring المكونة من وحدتين لغويتين وهما gir  واللاحقة –ing على قياس bêjing ، tifing بينما نجد في الكثير من الكتابات الكردية للعديد من الكتاب الكرد وأيضاً في الترجمة ترد هذه الكلمة بصيغة غير سليمة على شكل girîng  اذ تظهر اللاحقة بصائت طويل îng  بدلاً من –ing وأننا بهذا الشكل نروج للخطأ.

 

رابعاً: كلمة  nehînî أم nihênî
ورد في الصفحة (34 – 50) عبارة Razine nehînî. كلمة  nehînî بالصورة المدونة غير صحيحة، الصواب هو nihênî دون أن نبحث عن مبررات مورفولوجية تتعلق ببنية الكلمة كأن نقول أنها مكونة من علامة العكس ne أي (غير) و الجذر hîn أي التعلم والتعود والمعلوم، وبالتالي تنتج علامة لغوية nehîn عن اتحاد المفردتين لتدل على ما هو غير معلوم. ربما تحليلنا هذا يكون صائباً من الوجهة الايتيمولوجية، لكن لا بد من أن نلتزم بالصيغة الصوتية المعاشة والموجودة في القواميس الكردية المعتمدة، لأننا نُعلّم القارئ الصيغة الصحيحة للغة. فالعالم الكردي توفيق وهبي يوردها بالحروف اللاتينية بصيغة nihênî فقط، أما في قاموس (كردستان) الكردي- الكردي ل كيو موكرياني نلتقي بصيغة nihênî, nihên ومشتقاتها التركيبية مثل: nihênbirr أي الخاين وكلمات أخرى، مثل: nihêngîr و nihêngir و nihênyar وكذلك نجد صيغة nehênî في نفس القاموس وفق لهجة بابان أي أن علامة النفي ne يستعمل بدلاً من ni علماً أن العلامتان تستعملان في نفي الافعال، إذ تستعمل ni مع مجموعة من الافعال المضارعة مثل: nizanim و nikarim أما ne تستعمل لنفي أفعال الأمر مثل: neçe, nebe,  وأيضاً مع أفعال الماضي مثل neçû, nebir . من هنا نصل إلى أن الوظيفة الدلالية  للعلامتان واحدة رغم أن علامة النفي ni خاصة بالافعال وليس بالصفات، بينما ne تخص الافعال والصفات في أن واحد، وكلمة hên أو hîn تنتمي إلى الصفات إذا رجعناها إلى الأصل كما أفترضنا ذلك جدلاً في السابق حسب الدلالة. ومن أجل الوصول إلى التمايز اللغوي للتمييز بينها وبين كلمة  nehîn الواردة في قاموس كردستان والتي تعني parçe حسب اللهجة الشمالية، نرجّح الصيغة الأكثر تداولاً والأدق تمييزاً ألا وهي nihên و nihênî ، علماً أن هزار موكرياني في قاموسه همبانه بورينه يورد الصيغة المميزة وهي nihên و nihênî في الصفحة 891 إلى جانب الصيغة nehên و nehênî في الصفحة 890 . أما في القاموس الرابع (الكردي السوراني الروسي) لـ قناتى كوردو وزاري يوسف لا نلتقي بصيغة nehînî  ولا nehênî ، بل ما هو موجود هي nihên و nihênî  فقط. وفي القاموس الأخير ثمة بعض القرائن اللغوية التي تفيد أن nihên تعود في أصولها إلى فعل nihan  و nihandin  وهذا ما يفند فرضيتنا السابقة المذكورة في بداية الفقرة، أي لا دخل لعلامة النفي بالمسألة وأن ni من أصل الكلمة. بناء على ما سبق نتوصل إلى أن صيغة nehînî ذات المقطع hîn لا ترد في القواميس الكردية الاربعة والمعتمدة علمياً، وبالنتيجة هي خطأ.  

 

خامساً: derîzane أم  derazînk, derazûn
في الصفحتين 34 و 66  ترد كلمة derîzane كمقابل للكلمة العربية (عتبة) وهي تقابل الكلمة الانكليزية threshhold الواردة في ترجمة مورين. فالكلمة صحيحة من حيث المعنى والترجمة، لكن الصياغة الكردية للكلمة جاءت بزيادة حرف e في نهايتها وهذا يعد خللاً في البنية الصوتية والكتابية للمفردة الكردية. ربما يراه الواحد منا أمراً بسيطاً لا يستحق الذكر، لكن لو تأملنا الفرق بين المفردتين الكرديتين مثل ber أمام و ثمرة، وكلمة bere  أي الجبهة ، وبين xwer و xwere ، أو من قبيل nam الاسم و name أي الرسالة والكتاب (كما هو وارد لدى الشاعر خاني في بداية ملحمته)، لأدركنا القيمة اللغوية للصوت الواحد زيادة أو نقصاناً . الأمر الأخر هو أن الصيغة الأكثر تداولاً هي:  derazînk, derazûn  وليست derîzane كما هي واردة في الترجمة.

 

سادساً:   sergeşt أم sergeşte
ترد كلمة sergeşt  في الصفحة 44 كما في البيت التالي:

 

Çima tu bi caneweran re,
Li çolan sergeşt digerî?
 

هذه الكلمة بالصيغة الواردة غير موجودة في القواميس الكردية المعتمدة، ولكن ما هو موجود كلمة sergeşte  بزيادة الحرف e  في قاموس همبانه بورينه لـ هزار موكرياني يقابل (ناخوشنود) بالفارسية بمعنى حزين وغير مسرور. وترد نفس الصيغة sergeşte في قاموس الحياة بمعنى حائر أو هائم. أما sergeşt لم أعثر عليها في السورانية. رغم سورانية geşt  التي تعني (سفرة، تجوال، سياحة). كما يبدو أن المترجم غير ملم بالسورانية بالشكل الكافي ليتجنب الوقوع في اخطاء الصيغة.

 

سادبعاً: كلمة dihere ص 54 و
Agir ji devê wî dihere û bêhnberdana wî mirin e
Agir ji devê wî dihere    51
ترجمة السواح:   في فمه نار وفي أنفاسه العطب
                  في فمه نار

 

كما يبدو من المثال المذكور أعلاه يستخدم المترجم علامة المضارع di مع الفعل here ليصبح dihere على قياس الأفعال المضارعة الأخرى، مثل:

 

Ew diçe, ew dike, ew dibe, ew dibêje, …..
 

أما لو عدنا إلى الإستعمال اليومي للغة الكردية وفي جميع الكتابات الكردية المطبوعة، لا نلتقي بصيغة dihere على قياس الأفعال السابقة، بل ما نجده هي صيغة here بدون علامة المضارع، ويُستعمل بصيغة فعل الأمر، مثال:

 

اذهب here:    go
تعالَ were:   come
 

وصيغة here تُُستعمل في الحاضر بدون علامة المضارع di ، مثال:
 Ezê herim أو Ezê werim ولكن بصيغة ez diherim لا توجد في اللغة الكردية. هنالك صيغة dirrim أو dirre ربما تكون مشتقة من herim أو here بحذف حرف الهاء من بداية الفعل كعملية صوتية تجري أيضاً مع صيغ أخرى من الأفعال المبدوءة بالهاء مثلاً المصدر havêştin يأخذ الصيغة التصريفية في الحاضر بحذف الهاء وتبديل الدال في علامة المضارع إلى تاء كما هي في صيغة tavêjim عندما تلحقها علامة المضارع di أو علامة bi في bavêjim وفق التوضيح التالي:
 

tavêjim = di + havêj
bavêjim = bi + havêj
 

بناءً على ما سبق نتوصل إلى أن الصيغة المستعملة من قبل المترجم غير صحيحة ولا تمت إلى اللغة الكردية.

 

ثامناً: تكرار كتابة الحرف الواحد
لا أرى مبرراً لغوياً يلزمنا كتابة الحرف الأخير من الكلمات الكردية التالية dep, çep و deq و cil بالشكل المكرر كما وردت في الترجمة الكردية بالصيغ التالية: depp, çepp و deqq و cill في الصفحات 75 –  37 وصفحات أخرى.

 

القسم الثاني: أخطاء دلالية- معجمية
في هذا القسم نتوقف عند بعض الأخطاء الدلالية المعجمية الواردة في الترجمة الكردية، الى جانب الاستعمال الخاطئ للكلمة وتحريف في التساوق اللغوي بين مفردات العبارة الواحدة مما يخل بالمعنى المراد به، وثمة جانب ثالث يتعلق بالغموض الحاصل في الدلالة بسبب الطريقة الحرفية في الترجمة، وهي على الشكل التالي:

 

آ- أخطاء دلالية- معجمية
أولاً: raveker – القناص
في الترجمة الكردية، العمود الثاني من اللوح الاول
في الصفحة  37    

 

1. 2. Carekê nêçîrvanekî raveker       
 

السواح:  ويوماً أحد الصيادين، ناصب أفخاخ
طه باقر: فحدث أن صياداً قانصاً ….

 

ثانياً: sazkar  – الصانع
في الصفحة 53 من الترجمة الكردية نقرأ:
 

Lo dosto! Ez ê fermanê bidim sazkarê çekan
 

ترجمة فراس السواح:  سأعطي صناع السلاح، يا صديقي الأوامر.

 

إن ما نلاحظه هو أن في هذه الترجمة خطأين دلاليين معجميين، يتعلق أولهما بكلمة القناص ومقابلها في الترجمة الكردية ( raveker) في الجملة الأولى، والثاني بكلمة الصانع ومقابلها في الترجمة الكردية (sazkar) في الجملة الثانية. بينما المعادل الكردي الصحيح للكلمة الأولى هو ” segvan” أو “nîşanvan” أي القناص، ومعادل الكلمة الثانية هو ” çêker” أو “drustker” أي الصانع ، ولكن بسبب ضعف المترجم بلغته الكردية تحول ” القناص” على يد مترجمنا إلى “الشارح ” ، وتحول “الصانع ” إلى “غير مختل صحياً ” وجدير بالإشارة إلى أن كلمة (sazkar) بالمعنى الوارد في الترجمة ترد في قاموس الحياة (الكردي_العربي) الذي لا يمكن الإعتماد عليه بسبب احتوائه على عدد كبير من الأخطاء الدلالية والمعجمية مما يفقد الثقة به. أما بالنسبة لكلمة ( raveker)، يبدو لي أن الإلتباس قد حصل في ذهن المترجم نتيجة عدم تمييزه بين صيغة raveker وكلمة rawker السورانية التي تعني الصياد، علماً أن rave أي الشرح والتفسير يُشتق منها كلمة raveker أي المفسر، وهما كلمتان معروفتان ومتداولتان في الوسط الثقافي الكردي!!  

 

ثالثاً: Pak   –  المقدس
  Pak كمقابل لـ (المقدس) كما في الترجمة الكردية من خلال البيت التالي:
 9. Beden ji Oroka asê re bilind kirin.
10 Û perestgeha Iyana ya pak, gencîneya pîroziyê ava kir

 

ترجمة فراس السواح:
رفع الأسوار لأوروك المنيعة،
ومعبد إيانا المقدس، العنبر المبارك

 

المقابل الأنكليزي
and built the wall of Uruk-Haven,
the wall of the sacred Eanna Temple, the holy sanctuary.  

ثمة ملاحظات متنوعة معجمياً وتركيبياً يمكن أن نبديها بخصوص الشطر الثاني المذكور أعلاه، وهي:
1.     من الملاحظ أن المترجم يبتعد قليلاً عن الدقة الدلالية المطلوبة في مسألة وضع البديل المعجمي عندما يستخدم الصفة pak  كمعادل لـ (المقدس) في الترجمة العربية و(sacred ) الانكليزية. لا ضرورة في استخدام pak لما تحتويه من معاني النظافة والطهارة والعفة والخير والجودة والبراءة خاصةً في تركيباتها اللغوية مرفقة بمفردات أخرى مثل:

 

despak, dawpak, pakdawên, pak û pîs  
 

إذاً كلمة pak لا تلبي صفة (القدسية والمقدس) الواردة في نص الترجمة الكردية. هذا، ولا أجد مبرراً لوجودها في الجملة الكردية، طالما أن العبارة التي تليها تؤكد على معنى القدسية ككل، ومن وجهة نظري، يمكن صياغة الشطر المذكور على الشكل التالي:
 

Û perestgeha Iyana, gencîneya pîroziyê, ava kir


2. من ناحية ثانية نجد أن صياغة العبارة Perestgeha pak ya Iyana توحي وكأن هناك معبدين: واحد يتصف بالنظافة (pak ) والأخر شيء يتمتع بصفة مختلفة. لإزالة الإلتباس وتوخي الدقة، كان من المفروض أن تكون العبارة (بمفرداتها) بالصيغة التالية:

 

Perestgeha pak ya Iyana
 

 3. من الموضوغي القول أنه لا يمكن فرض القوالب النحوية على المترجم في حال عباراته لا تفسد المعنى والمحتوى المراد به في النص الاصلي أي نص لغة المترجم منه، فالعبارة الانكليزية the holy sanctuary حيث الصفة  holy  أي المقدس تصف الاسم الموصوف sanctuary أي الملاذ أو الملجأ. بينما في الترجمة الكردية تتحول إلى (الخزينة الخاصة بالقدسية) أو(خزينة القداسة). طالما أن هذا لا يشكل التباساً يخل بالمعنى، إذاً التغيير في القالب النحوي أمر مشروع في عملية الترجمة. ولكن أعتقد لو استعان المترجم بالترجمة الانكليزية إلى جانب العربية،  ربما تمكن من التغلب على الصعوبات التي تعترضه في ترجمة بعض العبارات والمفاهيم المرتبطة بثقافة معينة، أو لإكتساب المزيد من الإيضاح في الزوايا الغامضة من النص العربي. أما gencîne[1] التي تعني الخزينة ترد في الترجمة الكردية كمقابل لكلمة (العنبر) عند السواح و(عمبار) لدى طه باقر، وتقابل الكلمة الانكليزية الواردة  في ترجمة  مورين وهي: sanctuary أي الملجأ ااتي تعادل penageh  في الكردية. ورغم هذا الإختلاف المعجمي إلا أن المستوى الدلالي لم يتأثر كثيراً بذلك. من هنا أعتقد أن gencîne كمقابل معجمي يلبي الدلالة المطلوبة في سياق العبارة الواردة في النص، وهذا يعد ايجابية للمترجم لا بد من ذكرها.

 

رابعاً: baraneke genimî – مطراً من القمح
الترجمة الكردية:
11. 1. 47.  Dê baraneke genimî bi ser we de bibarîne.

 

ترجمة السواح ص 206: 
سيرسل مطراً من القمح ينزل عليكم  

 

من الواضح أن المترجم الكردي استعمل كلمة (القمح أو الحنطة) كصفة للاسم (المطر) أي (المطر القمحي) ويُفهم بالكردية على أن: (مطراً من اللون الحنطي سيهطل عليكم) لأن الصيغة النعتية لكلمة genimî غالباً ما تُستعمل للدلالة على (اللون الحنطي)، بينما حقيقة الأمر في النص العربي مختلف تماماً و(ما سوف يهطل هو القمح وليس المطر). لتلافي هذا الخطأ الدلالي ينبغي أن نُترجم الشطر على الشكل التالي:

 

Wê baranek ji genim bi ser we de bibarîne.

 

ومن الممكن حذف الاسم baran طالما أن فعل الجملة يتضمن معنى المطر، فتصبح الشطر في صياغتي للترجمة الجديدة على الشكل التالي:

Wê genim bi ser we de bibarîne.

 

خامساً: wêrek  – متين العزم و شدة البأس
ترد في الترجمة الكردية ص 37 :
Pir xurt û wêrek e wekî tîrêja ano ye.

 

ترجمة فراس السواح: متين العزم كشهاب أنو الثاقب
طه باقر: وهو في شدة بأسه مثل عزم أنو

 

يستخم المترجم كلمة wêrek كمقابل لصفة الشجاع أو المقدام أو متين العزم   التي تتكرر في أكثر من مكان من النص علماً أن هذه الكلمة لا تفي بالمعنى المطلوب إلى جانب أنها غير متداولة في الكورمانجية بالصيغة الواردة في الترجمة الكردية. و يبدو واضحاً أنها مصاغة وفق عملية اشتقاقية عن طريق حذف بادئة النفي ne- من كلمة newêrek  التي تعني الجبان والخائف على طريقة yar الحبيب و neyar العدو أو man و neman . لكن هذه الطريقة رغم تكرارها في الكثير من الأمثلة إلا أنها قاعدة تصطدم بحالات شاذة، مثلاً كلمة nexweş أي المريض لا يمكن أن نشتق الكلمة الدالة على الضد وهي السليم أو المعافى بحذف بادئة النفي ne-  منها. وإذا حذفنا بادئة النفي تعطينا كلمة تنتمي إلى فصيلة الصفات بمعنى طيب، ولا تشير إلى معنى الشخص  السليم والمعافى، أما عند الحاقها بكلمة أخرى مثل destxweş أو se””etxweş تعبر عن العافية الصحية في موقف التعبير عن الشكر والامتنان لشخص ما.  أما في كلمة serxweş تبتعد xweş عن معناها الاعتيادي إذ تدل على معنى السكران. من هنا لم يستعمل الكرد  

 

ب- استعمال خاطئ للكلمة وسوء في التساوق بين مفردات العبارة الواحدة

 

سادساً:  xem bi cî bûye
يستخدم المترجم الكردي عبارة ذات دلالة تختلف عن الدلالة الواردة في ترجمة فراس السواح، لاحظ الشطرين التاليين وترجمتهما الكردية:
 ((لماذا استقر الكرب قي فؤادك))
وفي مكان أخر من الترجمة يرد الشطر نفسه بصيغة استفهامية:
((كيف لا يستفر الكرب في فؤادي))

 

لنقرأ الترجمة الكردية في الصفحة 92 و 94 للشطرين السابقين:

 

34. Çima xem di dilê te de bi cî bûye?
41. Çawa xem di dilê min de bi cî nabe?

 

ثمة خللاً حصل في طبيعة التساوق الموجود في المقابل الكردي ويمثله العبارة bi cî bûye أو bi cî nabe التي تنتمي إلى النمط الايديوماتيكي وتعني (يتحقق) التي من المفروض أن ترتبط بالأمال والأماني وليس بالغم والهموم xem كما صورها ذهنية المترجم تحت تأثير مباني اللغة العربية. والأصح أن تكون الترجمة على الشكل التالي:

 

Çima xem di dilê te de cî girtiye?
Çawa xem di dilê min de cî nagire?
 

لأننا في الكردية نقول:

 

1. Mirada min bicî bû
2. hêviyên min bicî bûn
 

إذاً شتان بين الأماني والهموم، لهذا السبب من الخطأ أن نقول: xem bi cî bû  أو xem bi cî nabe لأن التساوق بين الغم وتحقيقها يخل بالدلالة والمعنى المراد.  

 

سابعاً:  Qermîtên biraştî
ترد في الترجمة عبارة Qermîtên biraştî التي تدل على غياب التساوق اللغوي بين أركان العبارة واختلال في الانسجام الدلالي، بسبب مصاحبة مفردة ترافق كلمات تنتمي الى حقل دلالي أخر، فكلمة biraştî  أي مشوي مخصصة لنوع معين من الطعام حيث يقال اللحم المشوي أو الطعام المشوي. يقال في العربية القرميد المشوي، أو الأجر المشوي، أما في الكردية فأن هذا القول يبعث على الغرابة، والأصح أن يترجم إلى:

 

qermîtên sincirî

  

 

ثامناً: bajarek dilûse
في الصفحة 101 العمود الاول من اللوح الحادي عشر نقرأ البيت التالي:
السواح: 
مدينة، أنت تعرفها،
تقع على ضفة نهر الفرات

 

11. Şurupak bajarek e tu wî dinasî
12. Li peravê rûbarê Ferêt dilûse
 

من المعروف كردياً أن الفعل dilûse يستعمل سياقياً مع الحيوانات الأليفة وخاصة مع الدجاج ، والبديل الأصح أن يقول dikeve

 

ج- الغموض الدلالي
في بعض الأماكن من النص الكردي تصبح العبارة أو الجملة غير مفهومة وغامضة، لاحظ الترجمة التالية:

 

تاسعاً: dusêka wî xuda ye
ورد في نص الترجمة الكردية البيت التالي:
Dusêka wî xuda ye   
ترجمة السواح: ثلثاه إله، وثلثه بشر  

 

الغموض يتجلى في التركيب الكردي الذي يعد صورة طبق الأصل عن الأصل العربي إلى جانب أن مصطلح Dusêk ليس من الكلمات المتداولة، بل اصطلاحية الفئة، ومن المتوقع أن لا نجدها في القاموس، هذا إذا كلفنا نفسنا عناء البحث عنها. ثانياً ارتباطها بكلمة (الله) يزيد من تعقيد فهم المعنى السياقي أكثر فأكثر، لذا فأن هذه الجملة بحاجة إلى البديل، ومن الممكن أن نقترح ثلاث صيغ بمقدور المترجم أو القارئ أن يختار ما هو أكثر وضوحاً، وهي بالشكل التالي:

 

1. Sê parên wî xudak e, yê mayî mirov e
2. Sê par ji laşê wî  xudak e, parê dîtir mirov e
3. Sê par ji laşê wî wek yê xudak e, parê mayî wek yê mirov e
 

في الحقيقة أن مثل هذه الأخطاء الدلالية مردّها ليست عدم استيعاب المترجم للنص الأصلي بصورة دقيقة، بل تعود إلى هيمنة قالب اللغة العربية على ذهن المترجم اثناء عملية الصياغة للجملة الكردية مما جعلتها في حالة لا يفهمها القارئ الكردي العادي وغير العادي في أن واحد.

 

عاشراً:
المثال الثاني من اللوح الثاني، العامود السادس، في الصفحة 38 من ترجمة فراس السواح يرد الشطر التالي:
 “اللوح الثاني من هو الذي رأى”
أما الترجمة الكردية (ص 49) هي:

 

38. Deppê dûyem, ji Ew e, yê ku dît.
 

في الحقيقة لا نفهم شيئاً من الترجمة الكردية سوى العبارة الأولى، وأعتقد أن الخطأ مطبعي ليس إلا، حيث سقطت منها كلمة kî والأصح هو أن يُترجم على الشكل التالي:
Deppê dûyem: Ew kî ye yê ku dît.

 

 

[1] كلمة (الخزينة) المستعملة في العربية مأخوذة أو معربة من الكلمة الكردية gencîne

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…