المركز الثقافي في اربيل… اصرة حب وصلة خضراء

فوزي الاتروشي
وكيل وزارة الثقافة

اواسط الشهر الماضي فتحت اربيل صدرها وذراعيها وقلبها الواسع للوفد الثقافي القادم من بغداد لهدف قريب ومباشر هو افتتاح البيت الثقافي في اربيل ضمن خطة وزارة الثقافة بأن يكون في كل مدينة عراقية بيت للثقافة يجمع المبدعين ويؤلف بينهم ويمنحهم المزيد من الاطمئنان على دورهم الحالي والمستقبلي في بناء الوطن . وكان للوفد الثقافي هدف بعيد المدى يتركز على ان الثقافة يمكن ويجب ان تلعب دور الترطيب للاجواء والتقريب في وجهات النظر وربط بغداد باربيل بصلة خضراء لا يطالها الجفاف .
وهذا ما تحقق على الارض فالوفد المؤلف من معالي وزير الثقافة (د.ماهر الحديثي) والسيدة الناشطة السياسية والنسوية (مريم الريس) ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية (عقيل المندلاوي) وكاتب هذه السطور اضافة الى نحو (60) فناناً ومثقفاً قادماً من بغداد وكركوك , نقول ان هذا الوفد اطلع عن كثب على المشهد السياسي والثقافي في اقليم كوردستان , وكان اللقاء بالرئيس (مسعود البارزاني) وبرئيس برلمان اقليم كوردستان (عدنان المفتي) , وبنخبة من المثقفين الكوردستانيين الكورد والتركمان والكلدواشور , خطوة متقدمة لكي تتعرف وزارة الثقافة باللقاء الحي والمباشر على ما يدور في ذلك الجزء من العراق . اما الحضور الى دعوة مركز الثقافة الكلدانية لأفتتاح معرض صور انجزه الاطفال فأنه اثار فينا جميعاً اعجاباً لا حدود له بقدرة الطفل على رسم التفاؤل والفرح وتحدي الارهاب والعتمة والظلام ودعانا لنفكر من جديد بمسؤليتنا تجاه الطفولة وتجاه الجيل الناشئ والذي نريده فرحاً سعيداً مشرقاً كما تلك الصور واللوحات , ولا يسعني هنا الا ان اجدد الشكر من القلب لمدرسة الاطفال الفنانة التشكيلية “صبا” التي جعلت عينكاوة حافلة بافراح واعراس الطفولة التي بدت اكثر ذكاءاً وقدرة على استشراق المستقبل العراقي اكثر من الكبار .
شخصياً انا استفدت كثيراً من افكار اولئك الاطفال عمراً والكبار فكراً وادعو نخبة السياسيين العراقيين لطرح خطاباتهم وبلاغاتهم الكلامية جانباً ولو ليوم واحد للاستماع الى الطفل العراقي وهو يغني ومشاهدته وهو يرسم فأنا على يقين انه سيستفيد كثيراً وربما يتعظ كثيراً فلا يبالغ في الكلام الذي لا يعدو عن كونه جعجعة فارغة.

لقد عدنا الى بغداد من اربيل ونحن جميعاً نشعر بفرح غامر لفعالية انجزت بكفاءة عالية وتحولت الى ظاهرة سياسية – ثقافية – اعلامية مثمرة, وكما علق بعض اعضاء الوفد فأن تلك الايام الثقافية في اربيل تعلقت بالذاكرة محفوفة بالحب والانجاز والمتعة وبمزيد من التفاؤل الغامر بعلاقة دائمة الاخضرار بين بغداد واربيل.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…