Press.culture@gmail.com
سلسلة حلقات لتقريب القراء من العوالم الحميمية الخاصة لوجوه إبداعية وفنية، ثقافية وفكرية، باستطلاع رأيها حول قضايا تهم الراهن. حيث يتقاطع
فيها الإنساني بالأنطولوجي وتتماهى فيها الجغرافيا والإثنيات لتتوحد حول حرقة الأسئلة
ونزوح الإجابات..سلسلة من الأسئلة مفتوحة
لتعميق الفهم والمقاربات
حول مواضيع مختلفة. نفتح هذه الزاوية لننصت
لأصوات حرة تفكر
في عالم كما تشتهيه..
واجب الشِّعر يحتِّم عليَّ أنْ أقدِّم إستقالتي فوراً، ودون تردُّد.
ما هي وظيفة الكتابة اليوم، في عالم مليء بالمفارقات. ووسائط أمست تزاحم حضور حميمية الكتاب؟
إذا كانت هناك من وظيفة للكتابة، هي أن تُمارس وتُكتب بشكل جيد. هذا الدرس تعلَّمته جيداً من ماركيز. ولكوني أمارس الكتابة الشعرية، أرى أنَّ لا وظيفة يمكن أن توكل للشِّعر بإستثناء قيامه ببثِّ الدَّهشة في عروق اللغة وإرسال ذبذبات ضوئية رقيقة، مرفقة بلذائذ ممتعة إلى نفوس القرَّاء.
ما هو طقسك الخاص في الكتابة؟
لا طقوس معينة لدي. لكن السفر، الليل، القلق الحزن والحب… أشياء مهمة تحفِّز طاقة الكتابة في روحي وخيالي وكياني كله، في كل زمان ومكان.
الوطن..أي صورة ترسمونها حوله، وهل ثمة تعريف للوطن اليوم؟
الوطن هو أن يحبني أكثر من أن أحبه، وأن ينتمي إليَّ أكثر من أن أنتمي إليه. ولا أستطيع أن أعرِّفه، لأنني لم أعرفه بعد.
ما هو الكتاب الذي قرأته فأثر في مسار حياتك الأدبية؟
في الحقيقة ليس هناك كتاب معين ووحيد أثر فيَّ، بل مجموعة كتب، أذكر بعضها:
لذة النص لرولان بارت. زوربا لكازنتزاكيس. صالبا ليلماز غوناي. شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف. هذا هو الانسان وهكذا تكلم زرادشت لنيتشه. التحولات لأوفيد. أشعار الإغريقية سافو. نشيد الأناشيد. مضيق الفراشات لشيركو بيكس. الأنشودة الرومية لريتسوس. قصائد كفافيس الثلاث إيثاكا، المدينة وفي إنتظار البرابرة. بقلبٍ نقي قصيدة إتيلا يوجيف. الشعر ونهايات القرن وحجر الشمس لأوكتافيو باث. مرثية كبرى إلى جون دون ليوسف برودسكي. مطولة الكراكي لسليم بركات. راعي القطيع ومجمل أعمال فرناندو بيسوا. النشيد الشامل لبابلو نيرودا. غيمة في بنطال لماياكوفسكي. مراثي دوينو وسونيتات إلى أورفيوس لريلكة. الرسولة بشعرها الطول حتى الينابيع لأنسي الحاج….
حلم مستعد أن تقايض (ي) حياتك به؟
إذا مسَّ شيء حياة طفلاي، أضحي بحياتي لأجلهما.
طلب منكم كتابة رسالة عاجلة، الى من توجهونها؟
إلى الشعراء الذين يسمُّون بالكبار، لأنهم باتوا كباراً بالاسم والسن فقط.
هل لازال للمثقف اليوم وظيفة ودور طليعي في واقعه؟
وظيفة المثقف الحقيقي هي أن يكون في السجن، خاصة في البلدان العربية. لأنه وجوده هناك دليلٌ على أنه قد أدَّى وظائفه الأخرى ودوره الطليعي على أكمل وجه.
هل أنتم مع حوار الحضارات أم حوار الثقافات ؟
كلهما غائب، وخاضعان لإرادة القوى الكبرى فقط. لكنني رغم ذلك، أؤيدهما بشحة أمل.
في أرشيف ذاكرتكم، ما هي أجمل ذكرى تحتفظون بها؟
بكل قسوة، هروبي من الوطن.
إذا قررتم السفر خلال هذا الصيف، ما هي الوجهة التي تفضلونها ؟
سويسرا، قبل يومين كنت فيها.
في النهاية، من أنتم ؟
روح شبه نهلستية، لا تؤمن بأي شيء خارج الشَّك والضلال.
جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية