بعد إن تؤمن الزوجة حياتها مع شريكها وتنتقل من أحضان وحنان أبويها إلى أحضان وحنان زوجها تنتقل معها الكثير من السلوكيات التي كانت ترعرعت عليها ، ومن أهم تلك السلوكيات الدلع والدلال التي كان تحظى بها في أسرة أبيها وخاصة إذا ما كانت تعيش في كنف أبوين يوليان الأنثى اهتماماً خاصاً.
والثاني : دلع الحبيبة في المعاملة مع حبيبها، واستخدام هذا الدلع والغنج كوسيلة لجذبه ولتوثيق روابط المحبة بينهما والدلع بهذا المعنى يكون من الناحية الشرعية للزوجة تجاه زوجها الحبيب دون الخطيبة، نتيجة للآثار المترتبة على دلع غير الزوجة على حياة الحبيبين مستقبلا .
وفي هذا اللحن سأتناول المعنيين معا و سأبدأ بالأول:
دلع ومراعاة :
من الأمور التي تشعل شرارة التوتر بين الحبيبين وخاصة الزوجين حصول غير المتوقع ( السلبي ) بينهما، فالزوج حينما يرى في زوجته ما لم يألفه سابقا ولا يتوقعه لاحقا يصطدم بجدار ثلجي يعسر عليه ذوبانه .
وكذلك الزوجة حينما تكون قد ألفت واقعاً وتقبل على حياة جديدة وتجد فيها أمورا سلبية خلاف توقعها تكون مهيئة لجو متوتر …
أعود للدلع والدلال في عالمي الحب والجمال ..
فهما من الأمور التي جبلت عليها الأنثى بحكم المشاعر التي تسيطر عليها، والرقة التي تتصف بها تلك المشاعر، ناهيك عن الظروف والأجواء التي قد تكون نشأت فيها من رفاهية مبالغ فيها وحرية غير مقيدة كانت تنعم بها .
وقبل أن أذكر موقف الشرع من هذا الدلع أريد أن أبين أن الحبيبة إذا كانت في فترة الخطوبة تكون أكثر جرأة في إظهار دلعها، ربما لأنها تشعر أن سلطة حبيبها عليها ما زالت غير مكتملة، أو لأنها تريد أن ترسل إشارات لحبيبها مفادها إن مجموعة من السلوكيات أتمتع بها انتبه إليها منذ الآن ….
على الحبيب والخطيب أن لا يكون قاسيا في التعامل مع هذه التصرفات إذا لم تكن خطيرة على حياتهما المستقبلية
لم يكن هذا النوع من الدلع صفة مرفوضة في الفتاة إذا لم يتجاوز حدودها الطبيعية وكذلك بحكم موافقة الشرع لطبيعة الإنسان وما تتصف به كمخلوق مميز عن سائر المخلوقات .
ومراعاة لهذه الخصوصية أطلق رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم حديثه الشريف عندما قال : ( رفقاً بالقوارير ) .
كما أن الأدلة الشرعية في تحمل الزوجة وما يصدر منها مستفيضة، وقد ترجم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأدلة في واقع حياته .
فما أروعه من زوج عندما كان يراعي سن زوجته وما تحتاج إليه من دلال و دلع كانت تحظى بها في بيت أبيها.
نعم هكذا كان يتعامل مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عندما دخل بها الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً وهي في العاشرة من عمرها وكان يسري لها الجواري؛ لكي يؤمن لها حياة حتى لا تصطدم بخلاف ما اعتادت عليه .
كما أن مطالبة زوجاته صلى الله عليه وسلم منه بالتوسع في الرفاهية دليل على ما كانت تحظى بهن زوجاته صلى الله عليه وسلم من دلال و دلع مقبولين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكم هي رائعة في دلاها ودلعها أمنا عائشة رضي الله عنها عندما اتخذت لنفسها إشارة قسمية تخبر الرسول صلى الله عليه وسلم من خلالها ما تحمله من مشاعر …
فعندما تكون راضية ومرتاحة وسعيدة كان قسمها : لا ورب محمد، أما في حالة الغضب فكانت لها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أخر، وهو : لا ورب إبراهيم…
وهذه صفية أم المؤمنين رضي الله عنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكانت ذلك يومها فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي وتقول : حملتني على بعير بطيء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها . رواه النسائي .
دلع وولع :
وفي سياق المعنى الثاني للدلع الذي يأتي متضمنا لكلام ونظرات وحركات الزوجة من غنج ودلع ودلال فذلك من الأمور التي تجذب الزوج وتحرك من مشاعره تجاهها، والمرأة باعتبارها تمتلك مجموعة من الأسلحة الكثيرة والمتنوعة في إغراء وإثارة زوجها وحبيبها وهذه الأمور كلها داخلة في السحر الحلال للزوج .
فعلى الزوجة إن تعمل جاهدة لإظهار أنوثتها وتزيد من فتنتها بالدلع والغنج والدلال المباح في سياق الحياة الزوجية .ولتعلم النساء أن كل أنثى امرأة وليس كل امرأة أنثى .
ويأتي أهمية هذا الدلع من الزوجة عندما يرى المرء مستوى الإغراء والفتنه المنتشرة بين النساء في الشوارع الإسلامية .
فالزوج الذي يجد في الخارج ما حرم منه في الداخل سيميل إليه بلا شك ويحاول جاهداً ( إن لم يكن محصنا ) الحصول عليه، وربما تكون الحالة هذه سببا لوقوعه في الحرام !!!
حينها تتحمل الزوجة جزءاً من الإثم الذي وقع فيه حبيبها نتيجة قصورها في توفير ما يرغب به الزوج منها كزوجة وأنثى …
أما عن كيفية الدلع واستخدامه فتأثيره يكون حسب خبرة الزوجة ، كما أن حسن توقيت الدلع يحتاج ذكاء فطنة ، وكذلك دقة اختيار نوع الدلع وملائمته للموقف له عمله في رفع مستوى تأثيره على الزوج وبالتالي إغرائه وإثارته لتشويقه إلى عش الزوجية..
وأمثلة الدلع بنوعيها : الدلع القولي والفعلي لاتعد ولا تحصى، واعتقد أن البحث عن تلك الأمثلة لا تكلف الزوجة جهداً كبيراً سواء في الكتب أو المجلات أو شبكة الانترنت ، أو حتى سؤال غيرها من بنات حواء ممن يمتلكن الخبرة في هذا المجال ..
ولشدة تأثير حركات المرأة على الرجل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تميل المرأة في مشيتها أمام الرجال الأجانب عنها؛ لما له من تأثير في إثارة الرجل وهذا النهي الذي جاء عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم جائز للمرأة أن تستخدمه كسلاح لإثارة زوجها وحبيبها في بيتها ؛ لان كل نهي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سببه هو إثارة و فتنة الرجال وتحريك الشهوة لديهم، هو جائز للزوج ، إلا إذا كان هذا الأمر المنهي عنه بحاله خاصة وبدليل خاص كالنهي عن النمص و الوشم و التفليج وغيرها من الأمور المنهي عنها .