Bave-araz@hotmail.com
ولدت أيها الشاعر الأممي في قلب كردستان .. ولدت أيها الكردي المناضل .. ولدت أيها اليتيم في وطنك محروم من حروف الثمانية المحترقة .. محروم من ألوان قوس القزح معبرة عن الحرية وجمال الطبيعة .. معبرة عن الماء والهواء والنار والتراب .. هكذا بدأ شاعرنا بقلبه الكبير …..
إنه ذاك الشاعر القروي الآتي من أساطير الماضي السحيق لم ينسى مواسم الحصاد ومحراثه القديم وشر وال ماميش الناحل وعذوبة ينابيع كردستان وأشجار البلوط الجبلية ليلتف على جسده المريض ملحمة تروي حكايات دمه الثائر وارتسمت على وجهه أحقاد القرامطة وعلى جبينه قسوة الحياة ومرارة الحزن , كان عيناه مصفاة للروح وشرارة الحرائق الأولى , تاركاً وراءه شواطئ الجزر الدافئة وهمسات الصباح وفجر الجبال , مخلداً للتاريخ اسطراً وصفحات نارية بلا قيود .
حامد بدرخان هو الشاعر الذي دافع من خلال قصائده عن الطفولة المشردة وأيتام كردستان والعالم جمعاء , وكتب ملحمة بدموعه عن مجزرة حلبجة الخالدة التي التهبت في ذاكرة كل كردي , وفي نهاية من عمره اختار مدينة حلب معبداً لأشعاره وأحلامه التي بدأت تتأرجح بين الظلمة والنور إلى أن بدأ المرض يتسرب إلى جسده المنخور الذي يفوح منه رائحة الخبز الريفي حتى داهمه عزرائيل الموت في ليلة خريفية في مشفى السبيل مغادراً مع أجنحة الطيور المهاجرة , إلى مثواه الأخير بصمت وحزن خريفي .
هاهو اليوم روحه يتحول بين غبار الكلمات وتجاعيد الزمن , دونت صفحات مؤلمة من حياته التي تهز الشعور بالإنسانية .
ولعل على دروب آسيا وليلة هجران لم يفقدا الأمل … تممتها ثالوث الأثافي ورسمت جدران حلبجة بالدم والنار ..