جوهر…. عاطر

تقديم :
كتبت هذه القصيدة اليوم 16/08/2009, وهي موازية لقصيدة الشاعر و أخي القدير غالب الذيابي في قصديته الرائعة : * أمر عجيب *
ولما انتهيت من كتابتها , احتار فكري في اختيار العنوان الأنسب لها , فبدأت أجول بخاطري وأتفحص أوراقي حتى تشرق شمس العنوان سماء بيت قصيدي , لكن لا أدري احتار الفكر في اختيار العنوان …
ولما قرأتها على من أحمل اسمه ودمه في وجودي بل حتى في مماتي , أبي وصديقي وسر وجودي وكرامتي وكبريائي بابا أحمد محمد التكموتي اختار لي عنوان
جوهر ……… عاطر
وهو فعلا جوهر …………. عاطر
إليك يا قارئي القدير هذا النبع الصادق من عاشقة حتى الثمالة في كل شبر من الوطن العربي من المحيط إلى الخليج
فدوى

************

أقدام وجودي تاريخ أصالتي
في الصحراء دمي هناك منبعي
إن كانت في المغرب جنسيتي
ففي الخليج مِلَّتِي وديني
فَمَنْ لم يُعْرِ اهتماما بأصلهِ
فهو والعدم أقوى له من عيشهِ
أيا خادم الحرمين قدسية ديني
ويا قبضة من فلاذ لجنة القدس تشبثي بقضيتي
زايدٌ جبل صامد في قمتهِ
أبو ظبي وبرج العرب قمة هرمهِ
والكرنك تاريخ حضارتي
وعمان آل البيت الهاشمي
فيه ذكريات جدودي فيه آل محمدِ
المنامة تُصَحي أحلامي في الكرى
وتعلو بي في السمو الفكري وطلب العلا
آل خليفة صدر الجسد إن اشتكى
تألم الجسد وصرخ وتحدى
وقال …… لا ……….. وألف ………. لا ………
لن نَتَفَكَّكَ لن نَتَشَتَّتَ لن نُمْحى………..
والدوحة صرخة ثائرْ
قومي عربي إسلامي طاهرْ
وسبإٍ وعدنٍ جذوري بقوة جبار قاهرْ
لن أتخلى عن أصالتي حتى ولو بموت مرغم ساحقْ
أيا آل الصباح خرجتْ درة من منبعهِ
في الشعر والأدب الرفيع سموهِ
وقابوس منه جالت كل الكلماتْ
في تاريخ الأسماء والنضالات وُجِدَتْ كل العِباراتْ
والبصرة روافد الأدبْ
وبغداد نهضة العربْ
بيروت عاشقة لا تنامْ
في أحضان جبران وتمثال الصلحِ قوية لا تُهابْ
وتونس الخضراء زنبقة أبا قاسمْ
وجامعة الزيتون أطراف أناملْ
بحر أمواج علمها تاريخ كل يوم
امرأة ولاَّدة حامل ْ
والأزهر عروس متوج بإكليل
من الكلمات والمنابرْ
وبنغازي رقة عصفورة تمشي على الجدران
لا خوفا …….. بل تحديا للمخاطرْ
و بوحريدْ …
تاريخ المليون ونصف المليونْ شهيدْ
ودمشق تاريخ موشحات أندلسية
فيها قصيد شوقي وفيصلَ مؤمِنَيْنِ بالقضية
القدس غصن زيتون عند حنظلة
ودرويش حمل المشعل والوردة
في خبز أمي وجدارية الموت
كانت هنالك الصرخة
الخرطوم نهضة سلسبيل الفيتوري
بها تغنى سيد خليفة فيها أخي النوبي
وفي وادي النيل كانت هناك قيلولتي
عندما يأتي المساء كانت هناك راحتي
أيا صارخا في وجه الخليج بقوة مدفعْ
تلفُّ على عنقكَ حبل مصدئ فيه غيرةُ
عصير نبيذ أكلَ عليه الزمن حتى أصبح
أوعية صديد … بأدب مقنعْ
فلا يُكْتَبُ التاريخ إلا برجل أصلعْ
ذهب العلم بشَعْرِهِ حتى
يكون شمعة تذوب في نور العلم
ألا تتذكرْ …. !!!
ابن المقفعْ ….. !!!
إسألْ عنه التاريخ يجيبكَ
فهو تاريخ تاج مرصعْ
بإكليل الأدب الراقي الغير المصنعْ
لن نهابَ منكَ ولن نخشعْ
ألا ترى أن العربَ على مر التاريخ
أسيادا لا تخضعْ ……….
فعليكَ إما الاعتذارْ ……. وإما الرحيلْ
غيره لن نَقْبَلَ به ………. لن نركعْ
فالسيد والنبيل وردة اعتذارٍ
يقدمها في كأس عنبر وفلٍّ
لما يدركُ الخطأَ
ويسمو عن كل رذيء ويترفعْ
فمن لا يعتذر فهو ريشة حلمٍ
أطياف سرابٍ … لن نهتم به لن نفزعْ
فالعربي سيد قافلة وفارس بلا جوادْ
بلا مصباحْ ….
هو ضوء … نور … مستنيرْ
لمن يجري في دمه عِرْقُ عربي أصيلْ
ولمن يعشق كل شبر من أرض الجدودْ
فإما أن نكون بوجودْ ولن نقبل بوجودنا بحدودْ
لكل من يموتُ عشقا في
كل شبر من المحيط إلى الخليجْ
فَمَنْ لم يُعِرْ اهتماما بأصلهِ
فالردى أفضل له من عيشهِ
ولا خير في من يبيعُ جذورهُ
فذاكَ هو الباحثُ عن طيفيهِ في سرابهِ
ولم ولن يجدهُ إلا في خيالهِ وعدمهِ.

بقلم : فدوى أحمد التكموتي

المغرب

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

ولد الكاتب والصحفي والمناضل الكوردي موسى عنتر، المعروف بلقب “آبي موسى” (Apê Musa)، عام 1918 في قرية “ستليلي” الواقعة قرب الحدود السورية، والتابعة لمدينة نصيبين في شمال كوردستان. ترعرع يتيماً بعد أن فقد والده في صغره، فحمل في قلبه وجع الفقد مبكراً، تماماً كما حمل لاحقاً وجع أمّته.

بدأ دراسته في مدارس ماردين، ثم انتقل…

أسدل يوم أمس عن مسيرتي في مجلة “شرمولا” الأدبية الثقافية كمدير ورئيس للتحرير منذ تأسيسها في أيلول 2018، لتبدأ مسيرة جديدة وسط تغييرات وأحداث كبرى في كُردستان وسوريا وعموم منطقة الشرق الأوسط.

إن التغييرات الجارية تستدعي فتح آفاق جديدة في خوض غمار العمل الفكري والأدبي والإعلامي، وهي مهمة استثنائية وشاقة بكل الأحوال.

 

دلشاد مراد

قامشلو- سوريا

19 أيلول 2025م

الشيخ نابو

في زمن تتكاثر فيه المؤتمرات وترفع فيه الشعارات البراقة، بات لزاما علينا أن ندقق في النوايا قبل أن نصفق للنتائج.

ما جرى في مؤتمر هانوفر لا يمكن اعتباره حدثاً عابراً أو مجرد تجمع للنقاش، بل هو محاولة منظمة لإعادة صياغة الهوية الإيزيدية وفق أجندات حزبية وسياسية، تُخفي تحت عباءة “الحوار” مشاريع تحريف وتفكيك.

نحن لا نرفض…

نجاح هيفو

تاريخ المرأة الكوردية زاخر بالمآثر والمواقف المشرفة. فمنذ القدم، لم تكن المرأة الكوردية مجرّد تابع، بل كانت شريكة في بناء المجتمع، وحارسة للقيم، ومضرب مثل في الشجاعة والكرم. عُرفت بقدرتها على استقبال الضيوف بوجه مبتسم ويد كريمة، وبحضورها الفعّال في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. لقد جسّدت المرأة الكوردية معنى الحرية، فلم تتوانَ يومًا عن…