لكن السؤال الذي تبادر إلى الذهن ويبعث أكثر من تساؤل على الساحة الثقافية الكردية السورية, ماهي مؤهلات السيد دلاور الثقافية من ناحية اللغات العربية الفرنسية والتركية التي ثبت ترجمات هذه الكتب التي سنأتي على ذكرهم في هذه الحلقات ولا أريد الإسهاب فيها, وأبين للشعب الكردي عن ماهية هذه الشخصية التي سطت على ميراث جلادت بدر خان, وهو الذي لايحمل شهادة الثانوية العامة؟!
وهنا لابد لي أن أكتب كل الحقائق, وأشهد أن لاغاية لي شخصياً مع أحد منهم بل إنني طبعت ديوانه الأول pêdar في الثمانينيات من القرن الماضي , وهو لا يستطيع إنكار تلك الخدمة, وسأبتعد عن الجانب الشخصي له ولغيره, فلا يهمني حياته الشخصية بكافة جوانبها لكن يهمني كيف ولجت هذه الشخصيات عالم الأدب الكردي, وكيف سرقت واستحوذت ونسبت إلى نفسها تراث جلادت بدرخان, وغيرهم من الأدباء الكرد الكبار,
والآن سندخل رحاب عالم الأدب التركي وبالأخص كتاب (بدرخانيو جزيرة بوطان) المكتوب أصلاً باللغة التركية وقد ترجم من قبل المرحوم المترجم الكردي العراقي شكور مصطفى في كردستان العراق, والطبعة التي قام بترجمتها شكور مصطفى الأصلية يدين فيها مالمسانز رواية بليج شيركو عن خيانة يزدان شير بدرخان بك, وقد نقل جميع المؤرخين الكرد والمستشرقين هذه الرواية من محمد أمين زكي بك, خالفين, وغيرهم, لكن هذه الرواية التاريخية لم ترضي أحفاد يزدان شير المقيمين في الأردن عمان وخاصة صديقي الأستاذ سليم بدرخان, وأخاه خالد بدر خان, وقد قام الأخ سليم وهو الذي يتقن اللغة الانكليزية بطلاقة وذهب إلى لندن ودخل في قسم الأرشيف التاريخي للشرق الأوسط, وحصل على الوثائق التاريخية المكتوبة في تلك الحقبة من الزمن وما كتبه القنصل الانكليزي في الموصل من حوادث المنطقة والتقارير التي كان يبعث بها إلى وزارة الخارجية البريطانية قسم المستعمرات, وفيها يؤكد القنصل البريطاني على أن القائد يزدان شير لم يخن بدرخان بك, ويؤكد أن يزدان شير كان في سجن الموصل وكان عمره آنذاك 17 سنة, وأن الذي خانه هو نور الله بك”
وبعد سنين عدة يسافر السيد دلاور وهو يحمل نسخة مترجمة وسمها لنفسه, وباسم آخر وهو كلبهار بدرخان, ومن هي كلبهار بدرخان, الله عليم من تكون هذه الشخصية الثقافية الوهمية
وحط الرحال في ضيافة الأستاذين خالد بدرخان والمهندس سليم بدرخان الذي رحبوا به ترحيباً بالغا وأنزلوه في شقق )ضراغمة(, ودار الحوار الافتراضي التالي بينهما:
في بهو الصالون يرتاح دلاور قليلاً, ويقول في قرارة نفسه من المؤكد أن السيدين خالد و سليم لا يعرفان اللغة التركية, لذا سآخذ راحتي,
سليم بدرخان, أهلاً وسهلاً بالأستاذ دلاور
شكراً أخ سليم على هذه الضيافة والاستقبال الرائع,
أخ دلاور أين درست اللغة التركية؟
يقف دلاور لحظة, وينظر في حدائق الملك التي تتبدى من بعيد, ويجيب نعم درست اللغة التركية في جامعة كلوب باشا في استانبول, وتخرجت فيها بامتياز…
برافو.. من المؤكد أنك قد ترجمت كتاب البدرخانيون بلغة رائعة وترجمة دقيقة أكثر من تلك الترجمة التي ترجمها المرحوم شكور مصطفى من كردستان العراق,
– أرجو أن أكون عند حسن ظنكم وبذلك أكون قد قدمت للقراء ترجمة لا يستطيع أن يخوض في ها غيري, وهنا لنسال السيد دلاور من هي (كولبهار بدرخان)؟ّّ!!
– ولنتساءل ماذا جنى من ادعائه ومقدرته على الترجمة من اللغة والتركية إلى العربية؟! وألا يتبادر إلى ذهنه أن العالم أصبح قرية صغيرة بحيث نعرف كل مترجم في العالم مذا ترجم وخاصة في عصر الإنترنت, والفضائيات المنتشرة في كل منزل.
ذكرياتي مع أوصمان صبري (6 )
السيرة المخفية والحقائق المغيبة لدلاور زنكي
بانياس فيلا السيدة رو شن بدرخان.
حوار افتراضي بين الأستاذ دلاور زنكي و السيدة رو شن بدرخان.
لحظات عصيبة تمر على دلاور زنكي, لاشيء يجعله في سكينة سوى صوت أمواج البحر العاتية, يسترخي على الأريكة قليلاَ, تدخل الخادمة التركية التي تخدم السيدة رو شن, وهي قريبة زوجة الشاعر الكردي قدري جان, وتقدم له فنجان القهوى, وتقول بالتركية, تفضل القهوة جانم, يتناول دلاور الفنجان ويرتشف قليلاً من القهوة ليهدأ أعصابه قبل الولوج في الموضوع الذي أتى من أجله, ويضعه جانباً ويستجمع قواه و قلبه وذاكرته قبل الاستهلال في الموضوع, وكيف يتصرف بحنكة وقليلاً من اللباقة في فن التعامل, لقد كان أول له لقاء مع السيدة روشن بدرخان صعبا, ً وكيف سيفاتحها في الموضوع, وأعني كتاب قواعد اللغة الكردي المترجم عن الفرنسية, وتسائل دلاور في قرارة نفسه, يا ترى كيف سأجيب عليها إن هي تكلمت مع وحاكتني باللغة الفرنسية, وهي الضليعة في هذه اللغة, وبدأ ويتضرع إلى الله تعالى أن لا تخاطبه باللغة الفرنسية, وماذا سيجيبها, وهو لا يعرف ألف باء اللغة الفرنسية, بالفعل إنها لحظات حرجة, فهو يتصبب عرقً ويمسحه بمنديله الخاص جبينه, ويقول في قرارة نفسه يا ربي كيف سأتخلص من هذه الورطة, بإلهي أنت مولاي ورجائي ساعدني, ويرمق السيدة رو شن بدرخان النظر وهي ترتشف الفنجان القهوة, وتمعن النظر في هذا الشاب الذي تجشم عناء السفر من دمشق إلى بانياس, تضع فنجانها على المائدة الخشيبة القديمة, والتي تفوح منها رائحة شجر بلوط كردستان, وتبدأ بالسؤال, ما اسمك يابني؟
– اسمي دلاور زنكي وأنتمي إلى عائلة كردية من عامودا, وأقيم بدمشق, وخريج جامعة دمشق قسم اللغة الفرنسية بتقدير امتياز, وأفكر الذهاب إلى فرنسا لنيل شهادة دبلوم ترجمة في اللغة الفرنسية من جامعة السوربون, أو الذهاب إلى سويسرا والتسجيل هنالك في جامعة جنييف, ؟!! ترتاح السيدة رو شن بدرخان قليلاً وتتنفس الصعداء,
– برافو يا بني أظن أنك الإنسان القدير والجدير بحمل رسالة العلامة جلادت بدرخان, وبالطبع ستسير على خطاه في الصدق والأمانة, وأجد أنك ستكون المترجم الجيد لهكذا عمل أدبي راق بذل فيه السيد جلادت و السيد روجيه ليسكو عصارة فكرهما وصرفا مزيداً من الوقت الثمين والجهد التعب والسهر, والإرهاق وها قد وجدتي ضالتي فيك, وأرجو أن تكون عند حسن ظني,
– سيدتي القديرة إنه لشرف كبير لي بأن تتفضلي وتكتبي مقدمةً لكتاب قواعد اللغة الكردية,
– على الرحب والسعة يابني,
– وتكتب مقدمة لقواعد اللغة الكردية فتقول:
” قبل عشر سنين عمل جلادت بدرخان لضبط قواعد اللغة الكردية بتدوين قواعدها وجعلها سهلة ومستساغة لمن يريد الإطلاع عليها…وبعد سنوات قام المستشرق السيد ليسكو مشكوراً بطبع الكتاب ونشره بشكل محدود لأنه باللغة الكردية والفرنسية, وقد استفادت من تلك الطباعة قلة محدودة من شعبنا, والآن بعد سنين طويلة ظهر شاب من شبابنا المثقف وترجم الكتاب للغة العربية, ولم يتوان من ترجمته ترجمة صحيحة يمكن القول عنها بأنها كتبت بالكردية والعربية ولم تترجم إليها من الفرنسية. بارك الله عمل ذلك الشاب وأكثر من أمثاله الخيرين الذين يعملون لنشر الوعي واللغة بين ظهراني أبناء شعبهم… فبالقلم وحده تتفتح العقول وتستنير الألباب.
طلب الشاب مني أن أكتب مقدمة لما صنع…….أم أقول وأكتب عن الشاب الذي عمل وترجم إلى اللغة العربية وأنا حديثة العهد بمعرفته.. وإن كان أحد أبنائي الذين أسمع عنهم وقد لا أرى إلا القلة منهم…رو شن بدرخان صفحة 11 , قواعد اللغة الكردية)
أعود بذاكرتي إلى الشاعر الكردي العراقي المرحوم بلند الحيدري التي أجريت معه مقابلة في مهرجان الشعر العالمي في القاهرة قبل أكثر من عشر سنوات عندما سئل عن الشاعر الكبير أدونيس؟ فقال إن أدونيس يبني قصراً عظيماً لكن الجرذان تقضمه من الأسفل, “
وهذا هو الحال مع السيد الباحث دلاور زنكي ولا أعرف بماذا أسمي أعماله هذه ولو كنا في بلدٍ تحترم حقوق النشر والطبع وتسمح بطباعة الكتب الكردية لأقام الكثير من أبناء هؤلاء المبدعين دعوة قانونية بحق رائد الترجمة الكردية؟!!!
ثمة سؤال يتبادر إلى ذهن القارىء هل خدعت السيدة رو شن بدرخان بشخصية دلاور زنكي, حتى كتبت له المقدمة؟ أم هل كانت تحت وطأة الفقر وقلة العوز, وهنا ثمة عتاب ونقد للحركة الوطنية الكردية بشكل عام ولكافة الأطراف أين كانوا وأهملوا زوجة العلامة اللغوي الكبير جلادت بدرخان, ولماذا تركوها في غياهب النسيان, يجب أن يعترفوا بأن الكل كانوا مقصرين في مساعدتها من الناحية المادية و الإنسانية, مما حدا بالسيد دلاور وغيره من تبني طباعة كتب وتراث جلادت و انتحال صفة الباحث, والمترجم, والشاعر…؟!!
وهل كانت السيدة رو شن بدرخان عارفة ببواطن الأمور وهي لا تعرف مقدرة دلاور في الترجمة وخاصة الخوض في مجال قواعد اللغة الفرنسية و الكردية؟!!
وأؤكد بأنها لم تراجع وتقارن ماترجم من الكتاب من خلال النص الفرنسي ومقارنته باللغة العربية, وهل أخبرها السيد دلاور بأن المترجم الحقيقي للكتاب هو عديله السابق الأستاذ حسن يوسف مدرس اللغة الفرنسية في ثانويات القامشلي, والذي قابلته عشرات المرات و هو يتألم من صميم قلبه وقال:”يا أستاذ كنت أعتبر دلاور بمثابة أخي الأصغر وخاصة أنه تربطنا صلة القرابة وهو بالطبع عديلي فلأجل هذه القرابة قلت له أعطيك حق الطباعة لكن لن أسمح لك بأن تسرق تعبي وجهدي وتدعي ترجمته وتطبعه باسمك هل فهمت؟!!
فقال نعم سأطبعه باسم مستعار و ليس باسمي فأنا لم أحصل على الثانوية العامة, ولغتي الثانية هي الإنكليزية… ويضف الأستاذ حسن وإذ تفاجأ بأن رأى الكتاب النور ومطبوع وعليه موافقة وزارة الإعلام, والترجمة تحمل اسم دلاور زنكي؟!! وقال بأنه راجع عدد من الشخصيات التي لهم به علاقة بدلا ور, فوعدوه خيراً وبتوبيخه على فعلته هذه؟!! وبدا الحزن والأسى واضحاً عليه وقال لقد سرق تعبي وجهدي, وسجل الكتاب في وزارة الإعلام السورية, ووزارة الثقافة الكردية في كردستان العراق باسم دلاور زنكي فيا لهول المصيبة وشر البلية ما يضحك.
——-
خاص بموقع (ولاتي مه)