الأمومة والخلود.. إلى كل ام في الكون

الأم..
الكائن الذي يستولد الخلود في الحياة أبدا

محمد قاسم

في لحظة البشرى الأولى عبر ظاهرة فيزيولوجية مباشرة..
ينتقل الإحساس بها من فتاة متزوجة
إلى الإحساس بأنها تضع القدم على بداية مشوار الأمومة.
إحساس بان روحا بدأت نموها متجسدة في طفل(طفلة) أمل..
فيجعل الشعور بمعنى الحياة،وموقعها فيها يبدأ يأخذ منحى جديدا
إذ تضع أقدامها على أعتاب مرحلة اسمها الأمومة..
وفيها يبدأ الخلود بالتجلي..نسلا متكاثرا باستمرار..

هذه المرحلة التي تبدأ بلحظة شديدة التأثير والتأثر عند الإحساس بها ..
ثم تبدأ المسار عبر دروب من تلونات المشاعر ..وتجليات الألم الجسدي..
وهي في هذا وذاك..-دائما- تنتظر اللحظة الثانية..أو التالية.
لحظة الطلق من رحم المعاناة والألم(لحظة المخاض)
لتعذب الصرخة الأولى من الوليد في سمعها نشيد فرح لا يضاهى.. !
فتنسى كل المعاناة التي استولدها الألم.
.وتنفرج الأسارير عن وجه حالم مشبع بضياء الأمومة ..
ترتسم على مساحته بسمة تملأ –ليس وجهها فحسب- بل وتنساب على الكون كله.
وكانت لحظة أحسن الشاعر احمد شوقي-أمير الشعراء- أن يجسدها في قوله:
-وان كان خاصا بالرسول- فانه وصفٌ لانبثاق الولادة عن الأمومة في معنى أجل:
“ولد الهدى فالكائنات ضياء………………….وفم الزمان تبسم وثناء”
في الأعماق.. تتفاعل أمواج الفرح بشعور متلون بحنان الأمومة..
وآمال الخلود..وعذوبة النغم في شفتي الوليد….
تغني مع بدوي الجبل لحن الحرص والرقة التي تسكن القلب:
فيا رب من اجل الطفولة وحدها…………أفض بركات السلم شرقا ومغربا
وصن يارب ضحكة الأطفال إنها………….إذا غردت في ظامئ الرمل أعشبا
الوليد يغفو على صدرها بين تشابك ذراعيها الحاضنة ..
يتناجى قلبه الصغير –في إبهام البنوة- مع قلبها الكبير في جلاء الأمومة..!
يتنادمان معا…
ويرتشفان معا… معنى الأمومة والبنوة..
وفي لحظة استرخاء ممتعة وعذبة- بعد طول معاناة- لزمن..
يعد بالشهور لا الأيام..ولا الساعات..!
فتشرق آيات الجمال..والعظمة..والخلود..في دواخلهما..
لتنشأ علاقة نسيج وحدها في الوجود..!
امومة وطفولة…امومة وبنوة…عزف أغنية سماوية..!

ربما الأولى أن الأم ذاتها هي التي ترسم خارطة هذه اللحظات التي تعيشها بتفاصيلها..
ألما..أملا
فرحا.. معاناة..
نبضا وشعورا…الخ.
فليس الذي يعاني –وهو هنا الأم- كالذي يصف عن بعد..!
وليس الذي يكون واصف الحدث من باطنه وهو هنا الأم- كالذي يصفه من خارجه…!
بيد أن التشارك الأزلي بين معنى الأمومة والبنوة، قد يتيح بعض إحساس..
يعين على نوع من التوصيف،وان لم يأت بالمستوى المنشود..!
ذلك جهد معنوي..للتعبير عن عظمة ظاهرة..
هي الوجود الحقيقي..في متجدد أبدا
لكي يبقى الخلود سمة بشرية..إلى يوم القيامة.
عبر معنى الأمومة الخالد

أليك أيتها الأم اجمل تهنئة بعيدك في الحادي والعشرين من آذار
حيث تتلاقى الأفراح..
فرحة الأمومة…
وفرحة انبثاق الربيع..
وفرحة النيروز”النوروز” ويعني اليوم الجديد
قيل لأنه علامة على دخول الربيع
وقيل لأن “كاوا” الحداد قتل الطاغية “الضحاك” او “ازدهاك”
فأشعل النار دعوة للرجوع الى الديار -وكانوا هاربين- للاحتفال بفرحة استرداد الحرية
وربما هو جميعا
يوم الحادي والعشرين من آذار..
ربيع..حرية…أمومة…وسرور يسكن النفوس جميعا
للامومة كلها في كل الزمان وكل مكان اجل تقدير ..

ولأمي الرحمة.وبعض قطرات من دمع غال من اجل ذكراها..
وكل عام والجميع بخير أبدا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…