Hisen65@gmail.com
الانتماء القومي الإيزيدي لا يخضع لرأي هذا أو ذاك
إنني أشفق على من يحاول أن يخترع قومية جديدة للإيزيدية.
إذا كان أصدقاء الكورد هم الجبال فقط، فان جبال الإيزيدية قليلة جدا..
المؤسف إن هناك عملية تشفير واسعة داخل سوريا للعديد من المواقع الكوردية .
هناك الكثير مما ينبغي فعله من اجل إنصاف أبناء جلدتي، تاريخيا، وراهنا، ومستقبلا.
إنني اضحك بمرارة عندما أرى احد أصحاب الدكاكين السياسية الإيزيدية يدعي إننا قومية مستقلة .
أنا مؤمن تماماً إن الغالبية المطلقة من الكتاب ولجوا عالم الكتابة من خلال محاولات بدائية أدبية وخاصة كتابة الخواطر النثرية
موقع شبكة لالش الإعلامية الذي يصدر بإشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك، لا أحرره بنفسي فقط
نص الحوار :
بداية من هو خدر خلات بحزاني .؟ حبذا لو تقدم لنا لمحة موجزة عن سيرتك الذاتية..؟؟
خدر: خدر خلات بحزاني هو خدر خلات حجي، أما بحزاني فهي قريتي الصغيرة والجميلة، التي ولدت فيها أواخر عام 1968، خريج إعدادية صناعة، أصابتني لوثة القراءة مبكراً، ثم حاولت أن اكتب شيئاً ما، وما زلت أحاول منذ عشرين عاماً تقريباً.
يمتاز الراهن العراقي في الداخل والخارج بأسماء أدبية وثقافية وإعلامية مهمة , من تلك الأسماء برز اسم الكاتب و الإعلامي خدر خلات بحزاني الذي اخترق عالم الكتابة و الإعلام بكلّ قوّة وصرامة..؟؟ برأيك كيف حصل ذلك..؟
خدر : لا ازعم إن اسمي يحتل مكانا بارزا في القائمة المزدحمة بأسماء المئات أو الآلاف من الكتاب كما لا ازعم إنني اخترقت عالم الكتابة بقوة، بل إنني أسعى للوقوف تحت الشمس وعرض بضاعتي التي لا أتسرع بصنعها أبدا، وسأكشف لك سرا صغيرا، حيث من النادر أن انشر مادة مذيلة بتوقيعي بدون عرضها على صديق ما، أو مقرب ما، من الذين أثق فيهم وبرأيهم، وغالبا ما أقوم بإجراء تغييرات بعد تلك المناورة.. ومن جانب آخر، فقد اكتشف قرائي إنني اكتب بسخرية (أحيانا) قبل اكتشافي لذلك، وهذا دفعني لزيادة جرعة السخرية في بعض كتاباتي.. ولأننا شرقيون مسكونون بالهموم دائما، فان الكتابات الساخرة تلقى رواجا بيننا، لأننا نبحث عن انتصار وهمي صغير على ولاّة أمرنا..
ما هي الرسالة التي يريد خدر خلات بحزاني أن يرسلها عبر موقع (شبكة لالش الإعلامية) الذي يحرره بنفسه ..؟
خدر : موقع شبكة لالش الإعلامية الذي يصدر بإشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك، لا أحرره بنفسي فقط، بل نحن فريق عمل ولكل منا مهامه، وأنا محرر للقسم العربي فحسب.. والموقع يعبّر عن توجهات الهيئة العليا لمركز لالش، وطبعا توجهاتي الشخصية لا تختلف عن سياسة الموقع كثيرا، بل ربما إن توجهاتي الواضحة هي التي حدت بالإخوة في الهيئة العليا لمركز لالش ليس لاختياري كمحرر للقسم العربي، بل أقول بتواضع كأحد المؤسسين لموقع شبكة لالش الإعلامية.. علما بان علاقتي مع الإخوة في مركز لالش دهوك، بدأت مطلع عام 1994 عندما بدأت بنشر نتاجاتي في مجلة (لالش) بأسماء مستعارة، لان المنطقة التي كنت وما زلت أعيش فيها، كانت خاضعة للسلطة الديكتاتورية آنذاك.. وإذا كان لي رسالة ما، فإنني أوجهها من خلال كتاباتي الشخصية، وإذا كنتَ مُُصرّا أن تعرف فحوى رسالتي فأقول: هناك الكثير مما ينبغي فعله من اجل إنصاف أبناء جلدتي، تاريخيا، وراهنا، ومستقبلا.. لأنه إذا كان أصدقاء الكورد هم الجبال فقط، فان جبال الإيزيدية قليلة جدا..
في الآونة الأخيرة جرت تغيرات في العراق نجمت عنها إفرازات تشوبها شوائب عرقية دينية منها ادعاء البعض بان الإيزيديين ليسوا من القومية الكردية ما هو رأيك في هذه المسألة ..؟
خدر : الانتماء القومي الإيزيدي لا يخضع لرأي هذا أو ذاك.. بل لابد من اختراع أدلة على إن الإيزيدية ليسوا بكورد..؟ أنا لا استغرب عندما أقرء لكاتب عربي أو فرنسي أو مدغشقري ويدعي إن الإيزيدية من القومية الفلانية أو إنهم قومية مستقلة؟؟ بل إنني اضحك بمرارة عندما أرى احد أصحاب الدكاكين السياسية الإيزيدية يدعي إننا قومية مستقلة أو إننا عرب أو هنود حمر (مع احترامي لأبناء كل القوميات).. وقد قلتُ رأيي سابقا وها أنا أعيده: نصوصنا الدينية، أزياؤنا، عاداتنا، تقاليدنا، طقوسنا الدينية والاجتماعية كلها كوردية.. ولو لم يكن الإيزيدية كوردا لماذا قام النظام الديكتاتوري العراقي البائد وضمن سياسات التعريب الشوفينية بتهجير الإيزيدية وتوطين العرب محلهم في سنجار ومناطق الشيخان وغيرها من المناطق الإيزيدية؟؟ سأذكر لك أمراً آخر: قريتي تبعد عن مدينة الموصل بحدود الـ (15) كلم، وجنوب الموصل توجد بلدة (حمام العليل) التي كنت أزورها عدة مرات أثناء عملي الوظيفي.. و (حمام العليل) التي تبعد علينا بحدود الـ (45) كلم أراها تختلف على البيئة التي أعيش فيها في كل شيء، وجوه الناس، طريقة بناء البيوت، طريقة زراعة الأرض وووو كل شيء.. أما إلى الشمال من قريتي، فقد وصلتُ إلى بلدات قريبة من الحدود التركية أي ما يقارب المائتين كلم فلم أرى أي شيء غريب عني أو عن البيئة التي أعيش فيها.. رغم الاختلاف الديني.. يا أخي: الانتماء القومي لا يكون من خلال المواقف، بل من خلال معطيات أخرى كالجغرافيا والتاريخ والتضاريس والعادات وغيرها، وأنا اقصد بكلمة (غيرها) صندوق الانتخابات مثلا، عندما صوّت ما يقارب الـ 95% من الإيزيدية للقائمة الكوردية في محافظة نينوى في الانتخابات المحلية التي جرت قبل شهرين تقريبا. وإجمالا، إنني أشفق على من يحاول أن يخترع قومية جديدة للإيزيدية.. لأنه ليس بأفضل حالا ممن يريد أن يحرث البحر..!
هناك من ينشر بكثرة في الصحافة الالكترونية, وأنتِ كمحرر لموقع (شبكة لالش الإعلامية) الالكتروني ألا ترى بأنها زائلة ..؟ وكيف ينظر خدر خلات بحزاني إلى هذا الفضاء الحديث الذي يخوضه الكرد ..؟
خدر: ما تسميه النشر بكثرة، اسميه (إسهال بالكتابة) أو استسهال كتابة أي شيء وفي أي مضمار، واعتقد إن الكاتب الذي يسير على هذا الطريق سيخسر الكثير من قراءه أو نسبة منهم، فلابد من استراحات هنا وهناك، من اجل الانطلاق بقوة أكثر، من جديد.. ولا اعتقد بزوال الإرث الكتابي الالكتروني طالما بقيت الشبكة العنكبوتية تعمل، إضافة إلى أن العديد من الصحف الورقية تملأ صفحاتها من بحر الصحافة الالكترونية.. أما عن تجربة الكورد في هذا الفضاء، فإنهم يمارسون ما يفعله الآخرون، من إيصال أفكارهم وهمومهم إلى أقصى مدى، مع التأكيد على إن الكورد يتميزون بأنهم لديهم مواقع تصدر بأكثر من لغة، فهناك مواقع كوردية تصدر بالكوردية والفارسية والعربية والتركية إضافة للانكليزية، بينما لا اعتقد بوجود موقع عربي أو تركي مثلا يخاطب الكورد بلغتهم..
المرأة العراقية عامة والكوردستانية خاصة لازالت تقاسي انتهاكات كثيرة في حقوقها (الاجتماعية, والإنسانية, و السياسية)..؟ ماذا يستطيع خدر خلات بحزاني أن يقدم لهن ككاتب وكإعلامي وكمحرر في موقع (شبكة لالش الإعلامية)..؟
خدر: الغالبية العظمى من الرجال ينادون بأعلى أصواتهم من اجل منح المرأة العراقية أو الكوردستانية حقوقها، وهناك من بحّ صوته في هذا الشأن، والمصيبة، إننا ننادي بمنح حقوق المرأة التي لا تمت لنا بصلة قرابة، أي إننا نريد من تلك المرأة أن تكون حرة في تصرفاتها وتعاملها معنا، ونرفض أن تكون امرأة تمت لنا بصلة القرابة (الأخت، الزوجة، الابنة… الخ) أن تتصرف وفق نفس المفهوم.. ولا يسعني إلاّ أن أقدّم تمنياتي بتحرير الرجل من هذه المفاهيم ـ وأنا منهم ـ ثم لعل ولعسى أن يخفف الرجل المتحرر من القيود التي نكبل بها المرأة..
كيف يرى الكاتب والإعلامي خدر خلات بحزاني الإعلام الكردي في سوريا مقارنة مع إعلام الدول المجاورة . بكلام آخر هل تعتبر تلك النشرات الحزبية والمقالات الالكترونية إعلاماً حقيقياً لدى الأكراد في سوريا أم أن الإعلام الحقيقي لم يتحقق لهم بعد ..؟
خدر: بحكم بعض العلاقات التي تربطني ببعض الأصدقاء السوريون عبر الانترنت، لدي اطلاع مبسط على أوضاعهم، والمؤسف إن هناك عملية تشفير واسعة داخل سوريا للعديد من المواقع الكوردية السورية وغير السورية، وهذا مؤشر على أهمية ما تتبناه الصحافة الالكترونية الكوردية السورية من سياسة إعلامية ربما تؤرق الحكومة السورية.. أما النشرات الالكترونية والبيانات الحزبية فهي خطوات ووسيلة لابد منها من اجل إيصال آخر الأخبار والمقالات سواء عبر الرسائل الالكترونية، أو من خلال نشرها في مواقعهم وفي كل الأحوال، تلك المواقع ليس المطلوب منها أن تكون متميزة ومتألقة، بقدر ما مطلوب منها أن تعكس الواقع، كما هو، وهذا بحد ذاته يمثل رسالة الإعلام الحقيقي.
كيف ينظر الكاتب والإعلامي خدر خلات بحزاني إلى الأدب النسوي في إقليم (كوردستان ) العراق مقارنة مع عموم العراق ونحن في مطلع القرن الواحد والعشرين ..؟!
خدر: أنا مؤمن تماماً إن الغالبية المطلقة من الكتاب ولجوا عالم الكتابة من خلال محاولات بدائية أدبية وخاصة كتابة الخواطر النثرية التي تتشبه بالشعر ـ وأنا واحد من هؤلاء ـ لكن غالبية هؤلاء يتخلون عن هذا الصنف من الكتابة لأهل الاختصاص، ولهذا فقد تغيرت ميولنا.. واطلاعي للأسف على النصوص الأدبية الرجالية والنسائية ضعيف.. ولا أصلح إطلاقا لإعطاء حكم أو إبداء رأي في هذا الجانب..
نترك السؤال الأخير للكاتب والإعلامي خدر خلات بحزاني ليتحدث عن نفسه كما يرى نفسه ..؟