حوار مع الكاتب والإعلامي البارز خدر خلات بحزاني, محرر القسم العربي في موقع شبكة (لالش الإعلامية الالكتروني)

  حسين أحمد
Hisen65@gmail.com

خدر خلات بحزاني – يعتبر من احد أهم كتاب وإعلاميين كورد في كوردستان العراق فهو من مواليد(  1967 ) قرية ( بحزاني ) والمذهل عن قريته الصغيرة ” بحزاني ” انها جاءت بالكثير من الكتاب والمثقفين والإعلاميين والسياسيين إلى المشهد الكوردستاني مما نالت مكانتها وحضورها الريادي في العمق الكوردستاني ككل .إلى جانب ما قدمه للمشهد الثقافي والسياسي الكوردي من كتابات جديرة ,فهو بذلك أعطى  للكتابة الكوردية آفاقاً شاسعة  في التعبير عن ملكوت الإنسان الكوردستاني الذي يوغل في أحشائه إرث ثري  من الثقافة والمعرفة الغائرتين ….خدر خلات بحزاني : الذي آثر  هتك الحقيقة في هذا الراهن الإشكالي المربك على غاياته الذاتية عبر عمله كمحرر لقسم العربي  في (شبكة لالش  الإعلامية ) الالكتروني  من هذا المنطلق كان لنا معه هذا الحوار الذي أتمنى أن ينال رضى الكل.
يقول خدر خلات بحزاني:

الانتماء القومي الإيزيدي لا يخضع لرأي هذا أو ذاك
إنني أشفق على من يحاول أن يخترع قومية جديدة للإيزيدية.
إذا كان أصدقاء الكورد هم الجبال فقط، فان جبال الإيزيدية قليلة جدا..
المؤسف إن هناك عملية تشفير واسعة  داخل سوريا للعديد من المواقع الكوردية .
هناك الكثير مما ينبغي فعله من اجل إنصاف أبناء جلدتي، تاريخيا، وراهنا، ومستقبلا.
إنني اضحك بمرارة عندما أرى احد أصحاب الدكاكين السياسية الإيزيدية يدعي إننا قومية مستقلة .
أنا مؤمن تماماً إن الغالبية المطلقة من الكتاب ولجوا عالم الكتابة من خلال محاولات بدائية أدبية وخاصة كتابة الخواطر النثرية
موقع شبكة لالش الإعلامية الذي يصدر بإشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك، لا أحرره بنفسي فقط

نص الحوار :

بداية من هو خدر خلات بحزاني .؟ حبذا لو تقدم لنا لمحة موجزة عن سيرتك الذاتية..؟؟

خدر: خدر خلات بحزاني هو خدر خلات حجي، أما بحزاني فهي قريتي الصغيرة والجميلة، التي ولدت فيها أواخر عام 1968، خريج إعدادية صناعة، أصابتني لوثة القراءة مبكراً، ثم حاولت أن اكتب شيئاً ما، وما زلت أحاول منذ عشرين عاماً تقريباً.

يمتاز الراهن العراقي في الداخل والخارج بأسماء أدبية وثقافية وإعلامية مهمة , من تلك الأسماء برز اسم الكاتب و الإعلامي خدر خلات بحزاني الذي اخترق عالم الكتابة و الإعلام بكلّ قوّة وصرامة..؟؟ برأيك كيف حصل ذلك..؟

خدر : لا ازعم إن اسمي يحتل مكانا بارزا في القائمة المزدحمة بأسماء المئات أو الآلاف  من الكتاب كما لا ازعم إنني اخترقت عالم الكتابة بقوة، بل إنني أسعى للوقوف تحت الشمس وعرض بضاعتي التي لا أتسرع بصنعها أبدا، وسأكشف لك سرا صغيرا، حيث من النادر أن انشر مادة مذيلة بتوقيعي بدون عرضها على صديق ما، أو مقرب ما، من الذين أثق فيهم وبرأيهم، وغالبا ما أقوم بإجراء تغييرات بعد تلك المناورة.. ومن جانب آخر، فقد اكتشف قرائي إنني اكتب بسخرية (أحيانا) قبل اكتشافي لذلك، وهذا دفعني لزيادة جرعة السخرية في بعض كتاباتي.. ولأننا شرقيون مسكونون بالهموم دائما، فان الكتابات الساخرة تلقى رواجا بيننا، لأننا نبحث عن انتصار وهمي صغير على ولاّة أمرنا..

ما هي الرسالة التي يريد خدر خلات بحزاني أن يرسلها عبر موقع (شبكة لالش الإعلامية) الذي يحرره بنفسه ..؟

خدر : موقع شبكة لالش الإعلامية الذي يصدر بإشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك، لا أحرره بنفسي فقط، بل نحن فريق عمل ولكل منا مهامه، وأنا محرر للقسم العربي فحسب.. والموقع يعبّر عن توجهات الهيئة العليا لمركز لالش، وطبعا توجهاتي الشخصية لا تختلف عن سياسة الموقع كثيرا، بل ربما إن توجهاتي الواضحة هي التي حدت بالإخوة في الهيئة العليا لمركز لالش ليس لاختياري كمحرر للقسم العربي، بل أقول بتواضع كأحد المؤسسين لموقع شبكة لالش الإعلامية.. علما بان علاقتي مع الإخوة في مركز لالش دهوك، بدأت مطلع عام 1994 عندما بدأت بنشر نتاجاتي في مجلة (لالش) بأسماء مستعارة، لان المنطقة التي كنت وما زلت أعيش فيها، كانت خاضعة للسلطة الديكتاتورية آنذاك.. وإذا كان لي رسالة ما، فإنني أوجهها من خلال كتاباتي الشخصية، وإذا كنتَ مُُصرّا أن تعرف فحوى رسالتي فأقول: هناك الكثير مما ينبغي فعله من اجل إنصاف أبناء جلدتي، تاريخيا، وراهنا، ومستقبلا.. لأنه إذا كان أصدقاء الكورد هم الجبال فقط، فان جبال الإيزيدية قليلة جدا..

في الآونة الأخيرة جرت تغيرات في العراق نجمت عنها إفرازات تشوبها شوائب عرقية دينية منها ادعاء البعض بان الإيزيديين ليسوا من القومية الكردية ما هو رأيك في هذه المسألة ..؟

خدر : الانتماء القومي الإيزيدي لا يخضع لرأي هذا أو ذاك.. بل لابد من اختراع أدلة على إن الإيزيدية ليسوا بكورد..؟ أنا لا استغرب عندما أقرء لكاتب عربي أو فرنسي أو مدغشقري ويدعي إن الإيزيدية من القومية الفلانية أو إنهم قومية مستقلة؟؟ بل إنني اضحك بمرارة عندما أرى احد أصحاب الدكاكين السياسية الإيزيدية يدعي إننا قومية مستقلة أو إننا عرب أو هنود حمر (مع احترامي لأبناء كل القوميات).. وقد قلتُ رأيي سابقا وها أنا أعيده: نصوصنا الدينية، أزياؤنا، عاداتنا، تقاليدنا، طقوسنا الدينية والاجتماعية كلها كوردية.. ولو لم يكن الإيزيدية كوردا لماذا قام النظام الديكتاتوري العراقي البائد وضمن سياسات التعريب الشوفينية بتهجير الإيزيدية وتوطين العرب محلهم في سنجار ومناطق الشيخان وغيرها من المناطق الإيزيدية؟؟ سأذكر لك أمراً آخر: قريتي تبعد عن مدينة الموصل بحدود الـ (15) كلم، وجنوب الموصل توجد بلدة (حمام العليل) التي كنت أزورها عدة مرات أثناء عملي الوظيفي.. و (حمام العليل) التي تبعد علينا بحدود الـ (45) كلم أراها تختلف على البيئة التي أعيش فيها في كل شيء، وجوه الناس، طريقة بناء البيوت، طريقة زراعة الأرض وووو كل شيء.. أما إلى الشمال من قريتي، فقد وصلتُ إلى بلدات قريبة من الحدود التركية أي ما يقارب المائتين كلم فلم أرى أي شيء غريب عني أو عن البيئة التي أعيش فيها.. رغم الاختلاف الديني.. يا أخي: الانتماء القومي لا يكون من خلال المواقف، بل من خلال معطيات أخرى كالجغرافيا والتاريخ والتضاريس والعادات وغيرها، وأنا اقصد بكلمة (غيرها) صندوق الانتخابات مثلا، عندما صوّت ما يقارب الـ 95% من الإيزيدية للقائمة الكوردية في محافظة نينوى في الانتخابات المحلية التي جرت قبل شهرين تقريبا. وإجمالا، إنني أشفق على من يحاول أن يخترع قومية جديدة للإيزيدية.. لأنه ليس بأفضل حالا ممن يريد أن يحرث البحر..!

هناك من ينشر بكثرة في الصحافة الالكترونية, وأنتِ كمحرر لموقع (شبكة لالش الإعلامية) الالكتروني ألا ترى بأنها زائلة ..؟ وكيف ينظر خدر خلات بحزاني إلى هذا الفضاء الحديث الذي يخوضه الكرد ..؟

خدر:  ما تسميه النشر بكثرة، اسميه (إسهال بالكتابة) أو استسهال كتابة أي شيء وفي أي مضمار، واعتقد إن الكاتب الذي يسير على هذا الطريق سيخسر الكثير من قراءه أو نسبة منهم، فلابد من استراحات هنا وهناك، من اجل الانطلاق بقوة أكثر، من جديد.. ولا اعتقد بزوال الإرث الكتابي الالكتروني طالما بقيت الشبكة العنكبوتية تعمل، إضافة إلى أن العديد من الصحف الورقية تملأ صفحاتها من بحر الصحافة الالكترونية.. أما عن تجربة الكورد في هذا الفضاء، فإنهم يمارسون ما يفعله الآخرون، من إيصال أفكارهم وهمومهم إلى أقصى مدى، مع التأكيد على إن الكورد يتميزون بأنهم لديهم مواقع تصدر بأكثر من لغة، فهناك مواقع كوردية تصدر بالكوردية والفارسية والعربية والتركية إضافة للانكليزية، بينما لا اعتقد بوجود موقع عربي أو تركي مثلا يخاطب الكورد بلغتهم..

المرأة العراقية عامة والكوردستانية خاصة لازالت تقاسي انتهاكات كثيرة في حقوقها (الاجتماعية, والإنسانية, و السياسية)..؟ ماذا يستطيع خدر خلات بحزاني أن يقدم لهن ككاتب وكإعلامي وكمحرر في موقع (شبكة لالش الإعلامية)..؟

خدر: الغالبية العظمى من الرجال ينادون بأعلى أصواتهم من اجل منح المرأة العراقية أو الكوردستانية حقوقها، وهناك من بحّ صوته في هذا الشأن، والمصيبة، إننا ننادي بمنح حقوق المرأة التي لا تمت لنا بصلة قرابة، أي إننا نريد من تلك المرأة أن تكون حرة في تصرفاتها وتعاملها معنا، ونرفض أن تكون امرأة تمت لنا بصلة القرابة (الأخت، الزوجة، الابنة… الخ) أن تتصرف وفق نفس المفهوم.. ولا يسعني إلاّ أن أقدّم تمنياتي بتحرير الرجل من هذه المفاهيم ـ وأنا منهم ـ ثم لعل ولعسى أن يخفف الرجل المتحرر من القيود التي نكبل بها المرأة..

كيف يرى الكاتب والإعلامي خدر خلات بحزاني الإعلام الكردي في سوريا مقارنة مع إعلام الدول المجاورة . بكلام آخر هل تعتبر تلك النشرات الحزبية والمقالات الالكترونية إعلاماً حقيقياً لدى الأكراد في سوريا أم أن الإعلام الحقيقي لم يتحقق لهم بعد ..؟

خدر
: بحكم بعض العلاقات التي تربطني ببعض الأصدقاء السوريون عبر الانترنت، لدي اطلاع مبسط على أوضاعهم، والمؤسف إن هناك عملية تشفير واسعة  داخل سوريا للعديد من المواقع الكوردية السورية وغير السورية، وهذا مؤشر على أهمية ما تتبناه الصحافة الالكترونية الكوردية السورية من سياسة إعلامية ربما تؤرق الحكومة السورية.. أما النشرات الالكترونية والبيانات الحزبية فهي خطوات ووسيلة لابد منها من اجل إيصال آخر الأخبار  والمقالات سواء عبر الرسائل الالكترونية، أو من خلال نشرها في مواقعهم وفي كل الأحوال، تلك المواقع ليس المطلوب منها أن تكون متميزة ومتألقة، بقدر ما مطلوب منها أن تعكس الواقع، كما هو، وهذا بحد ذاته يمثل رسالة الإعلام الحقيقي.
 
كيف ينظر الكاتب والإعلامي خدر خلات بحزاني إلى الأدب النسوي في إقليم (كوردستان ) العراق مقارنة مع عموم العراق ونحن في مطلع القرن الواحد والعشرين ..؟!

خدر
:  أنا مؤمن تماماً إن الغالبية المطلقة من الكتاب ولجوا عالم الكتابة من خلال محاولات بدائية أدبية وخاصة كتابة الخواطر النثرية التي تتشبه بالشعر ـ وأنا واحد من هؤلاء ـ لكن غالبية هؤلاء يتخلون عن هذا الصنف من الكتابة لأهل الاختصاص، ولهذا فقد تغيرت ميولنا.. واطلاعي للأسف على النصوص الأدبية الرجالية والنسائية ضعيف.. ولا أصلح إطلاقا لإعطاء حكم أو إبداء رأي في هذا الجانب..

نترك السؤال الأخير للكاتب والإعلامي خدر خلات بحزاني ليتحدث عن نفسه كما يرى نفسه ..؟

خدر: اعتقد إننا جميعا نحب أن نسمع من يمتدحنا، ونحب أن نسمع أية كلمة إطراء، كما إننا نركز أنظارنا وأنظار الآخرين على ما نعتقد إنها أعمال بطولية، ورغم إنني لا اختلف عن الآخرين، إلاّ إنني سأنتقد نفسي هنا، وأقول: إنني اشعر بالتقصير في نقل جانب من الحقائق التي تكتنف المجتمع الذي أعيش فيه، لأسباب عديدة، واعترف إنني أتحمل جزءا من النقد الذي يتم توجيهه إلى المجتمع الإيزيدي وخاصة في جانب أداءه الإعلامي (ويتحمل هذه المسئولية معي، وبنفس القدر، غالبية من كتب ويكتب بالشأن الإيزيدي من الكتاب الإيزيديين).. وللأسف هناك قلة قليلة من الكتاب الإيزيدية ممن ينظر ويتأمل واقعنا بعد 50 أو 60 سنة، بينما معظمنا لا ينظر ابعد من مكمن خطوته اللاحقة. كما إنني انتقد نفسي وزملائي في إننا ولشدة تقوقعنا في الصَدَفة الإيزيدية، أهملنا أشياء كثيرة، كان ينبغي الاهتمام بها.. وأيضا أقول ما قاله عدة كتاب إيزيديين سواء على شكل مقالات أو من خلال محادثات شخصية، إنهم بدءوا يعزفون عن الكتابة بالشأن الإيزيدي، بسبب وجود (جوق) إيزيدي لا يعجبه العجب ولا الصيام في شعبان وذو الهجرة أو في رجب، ذلك (الجوق) الذي يشبه امرأة عجوز نقناقة، تنتقد كل شيء، و في نفس الوقت تتباهى بتكاسلها، وتعزو ذلك لتقدمها بالعمر، أي إنها لا تقدم أي شيء، لكنها تنتقد أداء الآخرين. ولا يفوتني، أن أشكركم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة أمامنا..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…