لقاء مع الفنان شيدا

 
عبدالباقي جتّو – هانوفر

شيدا!… إسم تألق في سماء الاغنية الكردية وله حضور فني جميل ومتميز على الساحة الغنائية داخل الوطن وخارجه، يكاد أن يتربّع على عرش الغناء الكردي الاصيل في  جنوب غرب كردستان.
يمتلك صوتا شجياً وساحراً يأخذ بقلوب مستمعيه.
يختار كلمات اغانيه بعناية فائقة بحيث تشكل مع عذوبة اللحن وشجية الصوت وحدة هرمونية عضوية متكاملة في فضاء فني ولا اجمل.
الفنان شيدا يداعب بخياله الموسيقي وصوته الشجي الاملَ والحزنَ ، الالمَ والفرحَ ليحلّق بالثنائيات الى مكنون الروح الإنسانية.
لقد استطاع الفنان شيدا أن يترك بصمة واضحة في مسار الاغنية الكردية عامة والاغنية الكردية في سوريا خاصة، واستطاع ، وفي فترة زمنية قصيرة نسبياً، أن يدخل قلوب جمهور عريض على امتداد الجغرافيا الكردية.
على هامش زيارته الاولى والقصيرة الى المانيا ، كان لنا مع الفنان شيدا لقاءٌ قصير بعد انتهاء الحفل الفني الذي أقامه  في مدينة هانوفر.
الفنان شيدا، اهلا بك في مدينة هانوفر الالمانية

وبك ايضا وشكرا على هذه المقابلة وارجو لكم التوفيق والمزيد من النجاح في أعمالكم.

شيدا ! اسم تألق في مجال الاغنية الكردية، هل هو اسمك الحقيقي ام هو اسمك الفني؟ وهل يمكن لك ان تعرفنا على بطاقتك الفنية والشخصية؟

شيدا! هو اسمي الفني. انا من عائلة كردية تعيش في مدينة عامودا ومن مواليد 1971. اتممت تعليمي في مدينة عامودا وتخرجت من المعهد الموسيقي في مدينة القامشلي.

هل لك ان تخبرنا عن مسيرتك الفنية ؟

بدأت باصدار اول البوم غنائي في عام 1998 بعنوان (دلبر) Dilber heger  وكان ذلك بمثابة البداية الاولى لي ومن ثم قمت بإصدار ألبوم ثان مع فرقة اوركيش في عام 2000 بالاشتراك مع اخي الفنان صفقان والفنان دجوار ناسو. ومن ثم اصدرت البوم (خوزي اسمر) xwezî Esmer  بمفردي وكان ذلك في عام 2004 . اما بالنسبة للالبوم الاخيرMa Îro ، فكما تعلمون هو آخر أعمالي.

بمن من الفنانين الكرد تأثر الفنان شيدا فنياً ؟

لقد تاثرت كثيرا بالغناء الكلاسيكي الكردي واقطابه مثل الفنانين كاويس اغا، حسن زيرك، محمد عارف، تحسين طه وبالطبع الفنان محمد شيخو. هؤلاء الفنانون ، وغيرهم لايكنني تذكّرهم جميعا الآن، لهم مكانة خاصة في قلبي ، ولا يمكن أن يمر يوم ان استمع لأحدهم على الاقل.

ما سر جمال كلمات اغانيك وعذوبة الحانها ؟ من يكتبها؟ ومن يلحنها؟

ليس هناك كاتب معين على وجه التحديد ولكن العديد من كلمات اغنياتي هي للشاعر فرهاد عجمو وهناك كلمات بعض الاغنيات لشقيقي الفنان صفقان بالاضافة الى بعض الاعمال الفنية بيني وبين “ابو الاڤ” والعديد من الشعراء الاخرين. اما بالنسبة للالحان معظمها لي ففي الالبوم الاخير هناك اغنية من الحان شقيقي الفنان صفقان وهي Keça kurd ، واغنية sal dibuhrin هي لبنكين وهو صديق لي من مدينة القامشلي.

اي الألوان الموسيقية هو المفضل لديك على مستوى الاغنية الكردية بشكل عام؟

أعود واقول لايمكن للموسيقا الكردية ان تتطور دون الاتكاء على الكلاسيك ، من حيث المبدأ ، لا أجد أية حدود للموسيقا، لذا أتعامل مع كافة الألوان الموسيقية الكردية وأتاثر بها ولايقتصر التأثر بالموسيقا الكردية فقط وإنما حتى الموسيقا العالمية أيضا وعلى سبيل المثال الموسيقا الانكليزية ، فليس شرطاً أن تكون الألوان الموسيقية باللغة الأم او بأية لغة اخرى. اما بالنسبة لي فالنمط الموسيقي المفضل لدي هو ذاك الذي انتهجه الفنانون الكرد من امثال محمد شيخو، تحسين طه، اياز يوسف واللآخرين من أمثالهم

اذاَ! لا يوجد تعامل خاص مع لون موسيقي محدد؟

كلا، اتعامل مع كافة الألوان ، كما قلت، فكما الموسيقا ليس لها حدود كذلك الفنان لا يجوز أن تكون له حدود مغلقة او أن يتأطر في قالب محدد. من أجل أن يكون الفنان قادراً على الابداع والابتكار ينبغي أن تكون الآفاق أمامه مفتوحة بكل مداها وأن تكون له حريّة مطلقة في كافة المجالات الممكنة.

ماهي القضايا التي تتناولها في أغنياتك؟

إنني دائما أكرر: بأن الحب هو الاساس. عندما لايحب المرء شعبه ووطنه، عندما لايعشق الفنان فنه وعمله ، بدون شك لن يكون قادرا على تحقيق أية نجاحات تذكر وسيكون مصيره الفشل. لذلك لا ارى أية فوارق أو حدود بين المواضيع والقضايا الحياتية اليومية سواء اكانت وطنية او اجتماعية او عاطفية. عندما أجد أية قضية مهمة لا أتردد في تناولها، فسرعان ما أحاول في معالجتها غنائيا.

أكثر أغنياتك يغلب عليها الطابع الحزين، لماذا؟ هل لذلك علاقة بشخصك او بالبيئة التي تعيش فيها؟

يقال بان الفنان هو مراًة لشعبه وبيئته وأعتقد أننا نحن الفنانين في منطقة الشرق الاوسط لسنا استثناء من هذه المقولة حيث تنعكس القضايا اليومية المعاشة في واقعنا باعمالنا وتضفي عليها طابعها ، ان كان حزنا او فرحا. وقد يكون صوتي بالفطرة حزينا او له طابع الحزن.


المحاور عبد الباقي جتو مع الفنان شيدا

ماهي الرسالة  التي تود إيصالها للناس؟

رسالتي ، بالدرجة الاساس، ان اقدم من القلب فناً جميلاَ واصيلاً الى الناس.

هل هناك عوائق لها تأثير على استمرارية وديمومة فنك؟

لا شك ان اي فنان في العالم يواجه مشاكل وعوائق تمنعه للوصول الى مبتغاه، ولكن من اجل تقديم عمل جيد ومتميز وايصاله الى الناس نحاول تخطي معظم العوائق والمشاكل او على الاقل الحد من تاثيراتها السلبية.

هناك عدد من الفنانين يركضون خلف المال والشهرة ويٌستًلبون اتجاههما ماتأثيرهما عليك؟

الفن هو هدفي الاول والاخير، لانه هو الوحيد الذي سيبقى ، المال سيزول وكذلك الشهرة، لا يبق للفنان سوى اعماله.

ماذا تتمنى او تنتظر من محبي وعشاق فنك في ألمانيا؟

حبهم لي فوق اي اعتبار لذا أشكر كل من ساهم وشارك باقامة هذه الحفلة الجميلة بناسها ، اشكر من كل قلبي الناس على استقبالهم الحار لي وارجو أن تظل هذه الامسية في أذهان الجمهور كذكرى من الذكريات الجميلة.

اعمالك الفنية من “الفيديوكليب” قليلة جدا، هل سنشاهد لك اعمالا ومشاريعا قادمة على هذا الصعيد؟

قريبا سيشاهد الجمهور “كليب” جديد بعنوانkeça kurd  على المحطات التلفزيونية ، بالإضافة إلى ” فيديو كليب آخر سأعلن عنه حين ينجز كاملا.


من حفلة شيدا في مدينة هانوفر

كلمة اخيرة تودّع بها عشاق فنك في هذه الزيارة القصيرة إلى ألمانيا؟

إن محبة الجمهور للفنان تدفع بالفنان إلى الذهاب إلى جمهوره إينما كان، أقول وأكرر كل الشكر لكل من حضر إلى الحفلة وأملي أن يكون الجمهور قد استمتع بها.

كل الشكر والتقدير لك لتلبية الدعوة لهذه المقابلة

ولكم أيضا على هذه المقابلة وأحب أن أشكر كل من ساهم ، تنظيماً او حضوراً، لنجاح هذه الحفلة من جمهور وشخصيات وجمعيات وفرق فلكلورية.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…