كاتب وشاعر وفنان تشكيلي سوري من مواليد 1960 بلدة الدرباسية ـ محافظة الحسكة سوريا يكتب الشعر بالكردية والقصة القصيرة بالعربية، درس الفن دراسة ذاتية، وينشر نتاجه في الصحف والمجلات داخل سورية وخارجها
ـ القارئ يريد أن يعرف من هوماهين شيخاني المبدع والإنسان؟
ـ هل تسعى لان تكون قاصا وشاعرا بامتياز،أم أن لك طموح كبير لكتابة أجناس أدبية أخرى؟
الحقيقة الرسم كان أولاً ومنذ الصغر ومازال اشتياقي للألوان والزيت والنفط تتفاعل مع دمي وباعتبار هذه الأدوات تأخذ وقتا ومكلف ماديا ماعدا إنها تأخذ غرفة خاصة للمرسم ولأسباب واعتبارات أخرى خارجة عن إرادتي توقفت عن الرسم أكثر من عشر سنوات، ولكن دائما كان هناك هاجس يرافقني حتى في المنام بان اخرج أحاسيسي وانفعالاتي وانقلها على تلك الصفحة البيضاء،كتبت الشعر والقصة. واعتقد إن القصة أصبحت طاغية على الكل وسيطرت على مساحة كبيرة من كياني وستدوم.
ـ المبدع العربي حقه مهضوم، ولا يلاقي أدنى اهتمام ويعاني من الفقر واللامبالاة في وطنه، بماذا تفسر ذلك؟
أخي الكريم إذا كان المبدع العربي حقه مهضوم ولا يلاقي أدنى اهتمام ويعاني من الفقر واللامبالاة في وطنه،فما بالك عن حق مبدع كردي بدون وظيفة أوعمل اوشبر ارض.
ـ لماذا الأدب في بلادنا لا يطعم خبزا، وما فائدته إذا لم يستطع أن يغير من الواقع شيئا؟
لاشك أن للأدب مهمة أوبالا حرى رسالة إنسانية نبيلة بل وأخلاقية فمن يتعاطى الأدب لايستطيع ابتعاد عنه حتى لوكان على حساب لقمته وراحته. واعتقد حسب النظرية العلمية الحركة أفضل من الثبات؟.
ـ من خلال تجربتك مع نشر القصة القصيرة والشعر، هل تشعر بأن القصة والشعر في سورية في تطور أم في تراجع؟
نعم من خلال اطلاعي على قصص العالم بشكل عام والعربي بشكل خاص لا أجامل لوقلت إن القصة السورية بعافية وخير وفي تقدم مستمر وخير مثال عن هذه القصص الجميلة، المسلسلات والإصدارات ولكن هذا لايعني أن كل أزهار الحديقة رائحتها عطرة وفواحة فهناك زهور لاتعطي أريجا وبهذه المناسبة انتهز الفرصة لأهمس في أذن البعض عليهم تكثيف المطالعة والاستفادة من تجارب الغير.
ـ في قصصك من تريد أن يكون البطل، الفكرة أم اللغة، ولماذا؟
الفكرة واللغة هما عنصران من عناصر المكونة للقصة وللغة أهمية بالغة ولكل كاتب أسلوبه الخاص في صياغة عمله القصصي. وارى أن الأسلوب الناجح أن يجنح القاص إلى البساطة والسهولة والوضوح في اللغة لا إلى الاهتمام بالتأنق اللفظي والمعجمي لبروز مهاراته اللغوية.أما الفكرة هي وجهة نظر الكاتب لبعض القضايا والمشكلات في الحياة وهي الأساس الذي يقوم عليه البناء الفني للقصة وعليه أن يتجنب الأسلوب المباشر في طرح فكرته.وهنا قد تكون عنصر السيادة أوالبطولة كما تفضلت هوعنصر آخر من عناصر القصة – مثلا: عنصر البيئة أوعنصر الشخصية.
ـ أنت من بلدة ” الدرباسية” في الجزيرة، وهي بلدة غنية ومتنوعة بعاداتها وتقاليدها، كيف تتعامل مع المكان والبيئة التي تحيط بك في منجزك الإبداعي؟
درباسية غاليتي… عشقي الأول والأخير… مهدي ولحدي… فؤادي لها أسير.
لا شك إن المكان والبيئة التي تحيط بنا تؤثر فينا وتحدد سبل معيشة الإنسان وشخصيته وتحدد حتى ملامحه فكل ما يحيط ويتصل بنا من عادات وتقاليد تؤئر في أخلاقياتنا وسلوكنا وعملنا، عندما كتبت قصة – الحدود – تعاملت مع المكان والبيئة كما هوالآن في الدرباسية.
ـ ما هي رؤيتك للواقع الثقافي في محافظة الحسكة التي تنتمي إليها بشكل خاص، وفي سوريا بشكل عام؟
مع دخول الانترنت واقتحامها إلى عالمنا، بالرغم من ايجابياتها إلا أنها أبعدت الكثيرين من المطالعة والثقافة وأصبحت ثقافتنا انترنيتية واعتقد واقع الثقافي في المحافظة إلى حد قريب من باقي المحافظات.
ـ هل تكتب بالكردية، وما تقييمك للإبداع الكردي في سورية من شعر وقصة؟
نعم اكتب باللغة الكردية وهي لغتي الأم وقد تعلمت الكتابة في المراحل الثانوية كون الكتابة اللاتينية كانت قريبة من الكتابة الكردية وكانت مصدر الهام لكتابة قصة – العواصم – والتي تعتبرها البعض من أروع ما كتبه ماهين شيخاني، ولدي مجموعة أشعار غنائية باللغة الكردية حيث صدح حناجر العديد من المطربين بتلك الأغاني مثلا: الفنان القدير محمد أمين جميل والفنان حسين شاكر وغيرهم. ومازلت أكتب ولكن أحتاج لإتقان اللغة أكثر, اعتقد أنني ما زلت لم أتقنها بشكل جيد. وبصراحة لم أبذل أية محاولة للكتابة القصة باللغة الكردية لأن القصة القصيرة حسب اعتقادي تحتاج لمفردات وكلمات مناسبة في البناء السردي والحواري، ومخزوني اللغوي باللغة العربية أكثر.
أما بالنسبة للإبداع الكردي في سورية من شعر وقصة هناك كوكبة من ذوي الأقلام المميزة وخبرة لا يستهان بهم.. مثلهم مثل أخوتنا كتاب اللغة العربية.
ـ كيف تضع البداية للقصة ومتى تقرر أن موعد وضع نقطة النهاية قد جاء؟
في الواقع استلهم جميع القصص من معاناة المجتمع. أقصد-مجتمعي- فأنا جزء من هذا المجتمع أتأثر به وألامس بنفسي شرايين قلبه، كما أنني أحاول أن أكتشف للقارئ الحالات التي تهمه وتهم المجتمع. أتألم لمشاهدة طفل يبكي أوامرأة تندب أولشخص يتسول أولشاب يحب ولا يستطيع أن يحقق أمنيته. ولدى كتابتي لا أضع شروطا مسبقة، حيث أترك العنان لمخيلتي ولقلمي التعبير عن ما يجول في تلك الفترة ومدى تأثري بها وما يختلج في صدري بكل حرية وأريحية.أي أنني لا أستطيع كتابة قصة في قالب جاهز.بدايته أن تكون كذا والعقدة كذا والنهاية كذا …الخ..
ـ برأيك لماذا كل من يكتب عن الحقيقة في البلاد العربية يحارب من جميع الجهات؟
عليهم الكتابة وعليك أخي بسام أن توجه السؤال إلى هذه الجهات التي تحارب الحقيقة، ثم أن الشمس لا تختفي بالغربال؟!!!!.
ـ كيف تنظر إلى نتاجات الشعراء المعاصرين في الجزيرة، وهل من أسماء مميزة؟
ظهر على الساحة الأدبية في الجزيرة أسماء لأدباء وشعراء مميزين وجادين منهم ممن يكتبون باللغة العربية ومنهم ممن يكتبون باللغة الكردية وهناك ممن يتقن الاثنان معاً, ففي مدينة قامشلي: إبراهيم اليوسف, وإبراهيم محمود ومشعل تمووأحمد إسماعيل وخالد محمد وعلي الجزيري وسيامند إبراهيم وطه خليل ورزوأوسي وكوني ره ش وفرهاد عجمووالذي اعتبره سليمان العيسى بالنسبة للأكراد. ودلدار ميدي وفواز عبدي وهيبت بافي حلبجة وخليل ساسوني ودرويش درويش وهادي بهلوي وعبد الباقي حسيني وقادوشيرين ومحمد شيخووحفيظ عبد الرحمن وغيرهم، ومن النساء الأخوات: بيوار إبراهيم ونسرين تيللوووندا شيخووروفند تموونارين متيني…وغيرهن.
وفي الحسكة: صالح حيدووريوي ومحمود صبري ود. محمد بكرو وعبد الرحمن آلوجي وعزيز خمجفين ودلدار فلمز ومحمد باقي محمد وعبد الباقي يوسف وغيرهم..
وفي رأس العين: يوسف برازي والفنان القدير محمد علي شاكر ولاوكي هاجي ونور شوقي وديلان وآناهيتا…وغيرهم. وفي الدرباسية: غمكين رمو وفتح الله حسيني وآرشف اوسكان وماهين شيخاني وغيرهم.. وفي عامودا: حليم يوسف ودحام عبد الفتاح ولقمان محمود وعماد الحسن وآل الحسيني وغيرهم….
وفي تربة سبية: تنكزار ماريني وكاميران حاجو وزاغروس حاجو وعزيز توما وهوشنك بروكا وغيرهم…
وفي ديريك: أحمد شيخ صالح وعمري لعلي وصالح جانكو وجمال ولي والأخت نارين عمر وغيرهم… هذا ما أسعفني ذاكرتي واستميح العذر لمن لم يرد ذكره.
ـ أنت والنقاد السوريين، في توافق أم في حالة خصام ولا مبالاة؟
استطيع أن أقول وبصريح العبارة وللأسف الشديد تلقيت رسائل وتعليقات على نتاجاتي من خارج وطني من بلدان عربية وبهذه المناسبة انتهز الفرصة لأرسل لهم تحياتي واحترامي من المحيط الى الخليج وبالأخص الأستاذين عبد الخالق سلطان وحسن سليفاني.أما من السوريين فكانت حالة عدم الاكتراث واللامبالاة من نصيبي بالرغم من إننا نتشارك معا في الكلمة والمصير والمسائل الوطنية.
ـ هل ترى أن بين المبدع والقارئ فجوة، وما حجمها؟
باعتقادي هناك سببين هامين خلقت فجوة بين المبدع والقارئ وهما أن طباعة الكتب مكلفة حيث لا يستطيع الكاتب نسخ أعداد كثيرة وبذلك تباع بأسعار غالية ولاسيما الوضع الاقتصادي والمعاشي لمعظم الناس تخفف من الإنفاق على اقتناء القارئ للكتاب.
والسبب الثاني أن معظم القراء أصبحوا يلجئون إلى الانترنت الذي انتشر بشكل واسع في سوريا، حيث ساهم إلى حد كبير في خفوت صوت القراء لدى القراء أنفسهم فقد شجع ذلك على الانتقال من الكتب المطبوعة إلى الكتب الالكترونية. وللحقيقة هذه الظاهرة لا تقتصر في وطننا بل هي ظاهرة عالمية، ولهذا انخفض عدد القراء.
ـ ما الذي يقدمه اتحاد الكتاب العرب في دمشق للمبدع السوري، وهل يقوم بواجبه على أكمل وجه؟
بصراحة ليس لدي أية فكرة عن اتحاد الكتاب وما يقدمه للمبدع. كوني لست عضوا في الاتحاد ولأن العضوية لها شروط وهذه الشروط غير متوفرة عندي.
ـ هل لك هموم ترهقك وتعيش معك باستمرار؟
هناك حكمة تقول: لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك- ولكن اعتقد هذه المقولة لا تنسجم معنا.
ـ اخبرنا عن أحلامك وأمنياتك وطموحاتك؟
من غزا الشيب مفرقه بل كساه بياض الثلج وهوعلى أبواب الخمسين، خاصة في الشرق الأوسط، هل سيكون له أحلام وأمنيات، سوى أن يعيش الوطن والمواطن بخير وأمان. ويعم العالم السلام والاستقرار، لينعم الأجيال القادمة الراحة والاطمئنان.