دهام حسن
قبل أن أباشر بكتابة هذه الزاوية، كنت قد فرغت للتوّ من قراءة مقالتين خفيفتي الظلّ في موقع (ولاتي مه) الأولى للصديق محمد قاسم، (خير جليس..) والثانية للأخ لقمان ديركي (أبي توفي) _ وبهذه المناسبة أشد على يدي الأخ لقمان، وأتقدم إليه بعزائي الحار _ رغم أن المقالة ليست بغاية الإعلان عن وفاة المغفور له والده حسين…
قبل أن أباشر بكتابة هذه الزاوية، كنت قد فرغت للتوّ من قراءة مقالتين خفيفتي الظلّ في موقع (ولاتي مه) الأولى للصديق محمد قاسم، (خير جليس..) والثانية للأخ لقمان ديركي (أبي توفي) _ وبهذه المناسبة أشد على يدي الأخ لقمان، وأتقدم إليه بعزائي الحار _ رغم أن المقالة ليست بغاية الإعلان عن وفاة المغفور له والده حسين…
فقد أغرياني بأسلوبهما أن أحذو حذوهما، لكني تذكرت أن لا شيء يحضرني الآن عند استعراضي لتاريخي الخاوي البائس، بيد أن الغيرة الشريفة دفعتني بعيدا، وركبتني الخيلاء، فقلت أنا لست بأقل منهما… وفجأة جاءني الإلهام بالحل، كشياطين الشعراء، قلت لماذا لا أسوق طرائف سياسية من الواقع لها مغاز، فكانت هاتان الحكايتان الطريفتان..!
-1-
شخصيتان سياسيتان بكامل أناقتهما دخلا على قائد حزبي وبجانبه مستشاره، عرضا على هذا القائد رغبتهما في الانضمام إلى صفوف الحزب الذي يقوده هو، وبينّا أنهما قد تركا الحزب الذي كانا ينتميان إليه.. فتهلل وجه القائد بهجة، وأغراه مظهرهما، وأبدى سعادته بلقائهما وعرضهما، وما كاد أن ينطق بالموافقة، حتى لكزه مستشاره.. ثم بادر المستشار بالكلام مرحبا بالضيفين، وبأنهم سينظرون إلى طلبهما بكل سرور، فما عليهما أن يمهلهما ليومين أو ثلاثة للبت في الأمر، وابتسم ضاحكا لإرضاء الضيفين هذا هو الروتين كما تعلمان.. وما أن خرجا مودعين بالترحيب حتى اندار المستشار إلى القائد الحزبي بقوله:إن الشكّ ليوغر صدري.. فقبل قبولهما، أو رفضهما، عليك أن تسمع مني هذه الحكاية..
شخصيتان سياسيتان بكامل أناقتهما دخلا على قائد حزبي وبجانبه مستشاره، عرضا على هذا القائد رغبتهما في الانضمام إلى صفوف الحزب الذي يقوده هو، وبينّا أنهما قد تركا الحزب الذي كانا ينتميان إليه.. فتهلل وجه القائد بهجة، وأغراه مظهرهما، وأبدى سعادته بلقائهما وعرضهما، وما كاد أن ينطق بالموافقة، حتى لكزه مستشاره.. ثم بادر المستشار بالكلام مرحبا بالضيفين، وبأنهم سينظرون إلى طلبهما بكل سرور، فما عليهما أن يمهلهما ليومين أو ثلاثة للبت في الأمر، وابتسم ضاحكا لإرضاء الضيفين هذا هو الروتين كما تعلمان.. وما أن خرجا مودعين بالترحيب حتى اندار المستشار إلى القائد الحزبي بقوله:إن الشكّ ليوغر صدري.. فقبل قبولهما، أو رفضهما، عليك أن تسمع مني هذه الحكاية..
أراد فلاح تركي أن يشتري زوجا من بغال الفلاحة لحراثة حقله، وفي السوق بهره مظهر ضرب من البغال تعرف بـ (قدنة) وهي تلفظ كلفظة (سدنة) قد عرضهما صاحبهما للبيع وهما أقل سعرا من البغال العادية رغم ما يظهر عليهما من قوة وجسامة مع قوام ورشاقة … فسارع الفلاح التركي بشرائهما، وأخذهما معه إلى البيت، وفي اليوم الثاني قادهما إلى الحقل، فما كاد يمضي بهما قليلا أوبة وذهابا حتى توقفا عن السير حرانا وجثا ممددين على الأرض دونما حراك لا ينفع معهما لا الضرب ولا الرفس.. فسارع إليه جاره القريب منه والخبير بضروب البغال، فتمعن فيهما وقال قولته التي أصبحت مثلا دائرا : (لو كان فيهما خير لما استغنى عنهما صاحبهما)… وهذا الرجلان أيها القائد لو كان منهما نفع لما تركا حزبهما، ولما استغنى عنهما حزبهما…!؟
-2-
أحد القادة السياسيين دفع بمقالة له إلى هيئة تحرير جريدة الحزب المركزية لنشرها في الصحيفة، وقد أغفل هذا القائد كاتب المقالة اسمه الصريح واستعاض عنه بعبارة (باحث كوردي).. فأخذ اللغط أعضاء هيئة التحرير وأنكروا عليه هذه التسمية، فهو عاجز عن كتابة مقالة، فكيف نقرن باسمه (باحث..) وكان بين هيئة التحرير عضو خفيف الدم، يتمتع بروح مرحة، كثير التفكه والسخرية، فقاطعهم قائلا: يبدو أن صاحبنا هذا كاتب المقال نسي حرف (م) الميم، فكتب (باحث) سهوا بدلا من (مباحث).. وهنا أخذت القهقهة جميع أعضاء هيئة التحرير…!