لافا خالد
خديجة فتاة جميلة.. بريئة.. مهزومة ككل النساء وقبلهن الرجال في هذا الشرق المتوحش، تزوجت جارها على سنة الله ورسوله، بدا كل شيء اعتياديا، الخطوبة وحفلة الزفاف وحتى صباحية ما بعد العرس حيث يتوافد الجيران لتقديم التهاني والهدايا للعروسين، كعادة أهل محافظة الحسكة تزف العروس لبيت زوجها وتبقى في بيتها الجديد ثمانية أيام ويذهب شقيقها ليأتي بها إلى بيت أهلها بعد انقضاء هذه المدة ويحتفلون بها ويفرحون لفرحها، خديجة عاشت كل هذه التفاصيل وفرح بها أقربائها وهي صغرى أخواتها، قضت إجازتها عند أهلها أيضا وذهبت لبيت عريسها، وهنا بدأت فصول قصة شديدة الغرابة وكثيرة الحساسية.
وشوشت زوجة الأب في أذن زوجها أن خديجة كانت تربطها علاقة حب بزوجها خارج إطار الزواج قبل أن تتزوج منه، جنّ جنون الأب وجمع أولاده الأربعة وهدروا دم أختهم دونما شواهد وأدلة، قرروا نحرها لأنها مست بشرف العائلة، جرمها أنها أحبت زوجها قبل زواجها، تمضي الأيام تهرب خديجة وزوجها إلى المجهول إلى مكان لا يعلمه أحد خارج أسوار محافظتها، تتالى السنوات والزوجين يتجرعان الألم والفقر فخوف الزوج من ملاحقة أخوة زوجته لهم كان يمنعه من العمل خشية أن يستدل أحد ما بمكان تواجدهم ويقتلونهم، عاشوا الخوف والترهيب كانت السنوات الأولى من المشكلة عصيبة للغاية كما روت خديجة تجربتها.
اليوم هي أم لأربعة أبناء وثلاث بنات أكبرهم تخرج من المعهد قبل سنة واليوم وقد مضى على الجريمة ما يزيد عن العشرين عاما تعيش هذه العائلة ما هو أكثر مرارة، فمعظم أوراقهم في الدوائر الحكومية في مدينة القامشلي يأتون خفية ويرحلون في الظلام، اضطر الزوج أن يسجل أولاده على أسم امرأة أخرى كون خديجة لا تملك الجنسية وتحتاج لقيد جديد في محافظة الحسكة وبما أنها مطلوبة للقتل فأنها ارتضت أن تبقى عزباء في الدوائر الحكومية المهم مصلحة أولادها، أما أبنائها الشباب وصلوا لمرحلة خدمة العلم ويخشون المجيء للمحافظة خشية الانتقام، هؤلاء الضحايا الذين حرموا من نعمة العائلة والأسرة الكبيرة على إثر وشاية كاذبة، اليوم يدفعون الثمن على كل الأصعدة، تضيف خديجة: غدا لو ذهبت لخطبة فتاة ما لأبني، فبحكم عاداتنا يسألون أين خال العريس؟ ماذا أقول للناس؟ والأمر الأصعب سيكون مع بناتي هؤلاء الضحايا لجريمة الزور، لم نترك صاحب جاهة وحتى كبار المشايخ والعشائر في محافظة الحسكة ليتوسطوا عند أهلي ويبدو أن الله أعماهم على عقولهم وقلوبهم، توفي والدي ورحيله بقي حسرة يمزق قلبي لم يسمحوا لي بأن اسمع نبراته للمرة الأخيرة ولا أعرف أين قبره؟ مع أنني سمعت انه كان يود أن يراني في سنواته الأخيرة لكن إخوتي الرجال كانوا يمانعون بحجة أنهم لا يريدون أن يفتحوا على أنفسهم بوابة القيل والقال بعد أن نسي الناس القصة، أفكر بأن أزور إخوتي البنات بالرغم من تهديدات أخي الأكبر بأنني لو دخلت عتبة المدينة سيقتلونني، إنهم قساة لا يتقون الله خاصة بعد أن أصبحوا من أثرياء المدينة، أخي الكبير رجل حج إلى بيت الله واعتمر عدة مرات لكنه لا يعرف الله ولا يفهم شرعه الذي يحاسب المذنب بالنفي عام واحد من الأرض وليس عشرين عاما إن تم إثبات وقوعه في الخطيئة عاقبونا عقودا ونحن لم نخطئ، أعيش لأجل اللحظة التي نعود فيها بيتا واحدا يتعرف فيها أولادي أخوالهم وخالاتهم وأبنائهم ويتأكدوا أن أمهم بريئة وطعنت في شرفها زورا، لن أنسى مرارة الأيام التي تذوقتها حتى مع عائلة زوجي، لم يرحموني كانت اهاناتهم لي أشد من قتلهم لروحي وجسدي وكانوا يتهمونني أنني الجلاد ولست الضحية، ويذكرونني على الدوام: لو قتلك إخوتك فلا دخل لنا بالموضوع أما لو قتلوا ابننا أيضا فسنقوم بمجزرة بين أهلك، خديجة التي تجرعت مرارة الألم وعانت ما عانته اليوم تسأل الله أن يحمي أولادها ويهدي أخوتها وينقذ روحها المطلوبة للقتل تحت مسمى أنها مست بشرفهم.
نبقى نقول ونرفع الصوت عاليا علنا ننقذ روحا بريئة و الأرقام تتصاعد بذريعة الشرف، أخاف الصمت الذي يفترش شوارعنا، قد يجمعوا تاريخ الجريمة وسيوف القبائل وخناجر الليل كي يطعنوها، فهي البراءات والصباحات التي أشرقت والتي لم تشرق في المدينة قد يكون الصمت طقس الحكمة التي تنتصر كما انتصرت في تاريخنا حينما كل المارقين وقتلة النساء بواجهات الشرف الذي لم ينتهك إلا بقتل امرأة بريئة
أقول: من يصرخ معي في برية الحسكة والمدى ( خديجة مظلومة ) من يحمل رسالتي لإخوتها؟ من يجمع بقايا جرحها ويرسم ملامح حزنها في سراب وهمهم وسطحية تفكيرهم؟ حينما سمعت قصتها اعترفت في قرارة نفسي إنني خائفة عليها ومعها، ماذا لو وقعت الجريمة ونحرها إخوتها باسم الشرف بعد عقدين من الزمن هؤلاء الذين استعاروا لغة الشيطان بأبجدية الصمت قبيل وأثناء نحرها غير آبهين بلغة القانون أو حكم الشرع.
خديجة التي وصلت لمرحلة المواجهة فالغربة باتت الأكثر موتا لروحها، اكشف لكم دموعها فهي واضحة لأنها ترافق الندى وتمتزج بوريقات النرجس، هل يسمعها إخوتها وهل تسمعونها إنها تقول للجميع ( تعالوا ننطلق صوب الأمس، ومنه لما قبله، كي أدلكم على مسرح الجريمة.. الأسماء.. والسكين الذي ذبحني علني لا اُذبح مرتين، لأني وانتم ممن قلنا بالشهادتين).
يا نساء الشرق امتنعن عن الابتسامة وودعن النبضة التي تكتب الأحلام واصرخن بوجوههم ( لنحتكم إلى صوت الله إن كنتم ضد صوت البشر)… لننطلق صوب الأمس وقبلها. لنحكي الحكاية قبل أن يبزغ الفجر ويعلن الشمس بدايات الصباح وينهي شهريار القصة بدماء كان وتبقى اللون المفضل لتاريخ ذكورتهم.
اليوم هي أم لأربعة أبناء وثلاث بنات أكبرهم تخرج من المعهد قبل سنة واليوم وقد مضى على الجريمة ما يزيد عن العشرين عاما تعيش هذه العائلة ما هو أكثر مرارة، فمعظم أوراقهم في الدوائر الحكومية في مدينة القامشلي يأتون خفية ويرحلون في الظلام، اضطر الزوج أن يسجل أولاده على أسم امرأة أخرى كون خديجة لا تملك الجنسية وتحتاج لقيد جديد في محافظة الحسكة وبما أنها مطلوبة للقتل فأنها ارتضت أن تبقى عزباء في الدوائر الحكومية المهم مصلحة أولادها، أما أبنائها الشباب وصلوا لمرحلة خدمة العلم ويخشون المجيء للمحافظة خشية الانتقام، هؤلاء الضحايا الذين حرموا من نعمة العائلة والأسرة الكبيرة على إثر وشاية كاذبة، اليوم يدفعون الثمن على كل الأصعدة، تضيف خديجة: غدا لو ذهبت لخطبة فتاة ما لأبني، فبحكم عاداتنا يسألون أين خال العريس؟ ماذا أقول للناس؟ والأمر الأصعب سيكون مع بناتي هؤلاء الضحايا لجريمة الزور، لم نترك صاحب جاهة وحتى كبار المشايخ والعشائر في محافظة الحسكة ليتوسطوا عند أهلي ويبدو أن الله أعماهم على عقولهم وقلوبهم، توفي والدي ورحيله بقي حسرة يمزق قلبي لم يسمحوا لي بأن اسمع نبراته للمرة الأخيرة ولا أعرف أين قبره؟ مع أنني سمعت انه كان يود أن يراني في سنواته الأخيرة لكن إخوتي الرجال كانوا يمانعون بحجة أنهم لا يريدون أن يفتحوا على أنفسهم بوابة القيل والقال بعد أن نسي الناس القصة، أفكر بأن أزور إخوتي البنات بالرغم من تهديدات أخي الأكبر بأنني لو دخلت عتبة المدينة سيقتلونني، إنهم قساة لا يتقون الله خاصة بعد أن أصبحوا من أثرياء المدينة، أخي الكبير رجل حج إلى بيت الله واعتمر عدة مرات لكنه لا يعرف الله ولا يفهم شرعه الذي يحاسب المذنب بالنفي عام واحد من الأرض وليس عشرين عاما إن تم إثبات وقوعه في الخطيئة عاقبونا عقودا ونحن لم نخطئ، أعيش لأجل اللحظة التي نعود فيها بيتا واحدا يتعرف فيها أولادي أخوالهم وخالاتهم وأبنائهم ويتأكدوا أن أمهم بريئة وطعنت في شرفها زورا، لن أنسى مرارة الأيام التي تذوقتها حتى مع عائلة زوجي، لم يرحموني كانت اهاناتهم لي أشد من قتلهم لروحي وجسدي وكانوا يتهمونني أنني الجلاد ولست الضحية، ويذكرونني على الدوام: لو قتلك إخوتك فلا دخل لنا بالموضوع أما لو قتلوا ابننا أيضا فسنقوم بمجزرة بين أهلك، خديجة التي تجرعت مرارة الألم وعانت ما عانته اليوم تسأل الله أن يحمي أولادها ويهدي أخوتها وينقذ روحها المطلوبة للقتل تحت مسمى أنها مست بشرفهم.
نبقى نقول ونرفع الصوت عاليا علنا ننقذ روحا بريئة و الأرقام تتصاعد بذريعة الشرف، أخاف الصمت الذي يفترش شوارعنا، قد يجمعوا تاريخ الجريمة وسيوف القبائل وخناجر الليل كي يطعنوها، فهي البراءات والصباحات التي أشرقت والتي لم تشرق في المدينة قد يكون الصمت طقس الحكمة التي تنتصر كما انتصرت في تاريخنا حينما كل المارقين وقتلة النساء بواجهات الشرف الذي لم ينتهك إلا بقتل امرأة بريئة
أقول: من يصرخ معي في برية الحسكة والمدى ( خديجة مظلومة ) من يحمل رسالتي لإخوتها؟ من يجمع بقايا جرحها ويرسم ملامح حزنها في سراب وهمهم وسطحية تفكيرهم؟ حينما سمعت قصتها اعترفت في قرارة نفسي إنني خائفة عليها ومعها، ماذا لو وقعت الجريمة ونحرها إخوتها باسم الشرف بعد عقدين من الزمن هؤلاء الذين استعاروا لغة الشيطان بأبجدية الصمت قبيل وأثناء نحرها غير آبهين بلغة القانون أو حكم الشرع.
خديجة التي وصلت لمرحلة المواجهة فالغربة باتت الأكثر موتا لروحها، اكشف لكم دموعها فهي واضحة لأنها ترافق الندى وتمتزج بوريقات النرجس، هل يسمعها إخوتها وهل تسمعونها إنها تقول للجميع ( تعالوا ننطلق صوب الأمس، ومنه لما قبله، كي أدلكم على مسرح الجريمة.. الأسماء.. والسكين الذي ذبحني علني لا اُذبح مرتين، لأني وانتم ممن قلنا بالشهادتين).
يا نساء الشرق امتنعن عن الابتسامة وودعن النبضة التي تكتب الأحلام واصرخن بوجوههم ( لنحتكم إلى صوت الله إن كنتم ضد صوت البشر)… لننطلق صوب الأمس وقبلها. لنحكي الحكاية قبل أن يبزغ الفجر ويعلن الشمس بدايات الصباح وينهي شهريار القصة بدماء كان وتبقى اللون المفضل لتاريخ ذكورتهم.
ثرى