أمنية العام الفطيس من يوميات صديق فيسبوكي

الكاتب والمخرج جوان حسين (كردي)

سنة كبيسة تجر سنة خبيثة، وحياة صديقي في تقهقر و خذلان، وما أصعب العيش لولا الأماني والأحلام التي تجعله يملك الدنيا ببلاش “يوم بحضن أجمل امرأة دلوعة، ويوم يسوق أغلى سيارة وينام بأفخم قصر، ويوم وزير ورا كرسي يفش خلقو بالفاسدين، ويوم سوبرمان وبطل يصنع العجايب والمعجزات” وفي الواقع عايش منتوف وطفران، وما عنده بيت ولا مرا ولا يعرف السواقة، ويمشي من الحيط للحيط وبيقول يا ربي السترة. وللأسف ،الله وعبد الله ما سترها معه، لذلك يشعر صديقي بأنه غريب وحيد بالدنية “ما في حدا يسأل عن حدا غير لمصلحة” لأن حظه سئ و ولد في عصر الظلمات والمصالح القبيحة ” وما في شي يظبط معه”
فقبل الثورة وبعد الشوشرة أراد ان يتزوج أجمل وأشرف و أعقل بنت ويا لحظه السئ، كان يتعرف على أجمل فتاة بس مو شريفة، ولما يتعرف على بنت شريفة تكون مو حلوة او ما معها شهادة، لحتى وقف البحث عن الزوجة واقتنع أنه مو ضروري هو يدور عليها، خلي هي تجي وتدور عليه، ولما خلص جامعة ترك وظيفته، لأنه يكره الرشوة واكل الحرام، وكان مديره اكبر حرامي وابن صعلوك، ولما فكر يسافر وحط شقى عمره بين يدي السمسار، تركه بنص الطريق وأكل ماله. وهكذا تستمر حياته مثل طاحونة تطحنه، وأمنيته في العام الجديد ان يتزوج عن حب، ويشتري شقة وسيارة فيرنا، ويجلس خلف طاولة، مو لحتى يصير مدير أو وزير، لا يهمه، المهم طاولة بدكان او محل اغراض ولوازم اطفال حتى يشعر بأنه انسان فبالله عليكم هل صديقي يبالغ في أمنياته أم أنها كثيرة عليه أو فرض عليه أن يموت معدوما لأنه ولد فقيرا، ولأنه مثل افلاطون وجمهوريته الفاضلة كثير المثالية، وعايش على مبادئه فليس من حقه أن يحلم بواقعية و يعيش بكرامة، أم انه من المستحيل أن تتحقق أمنياته في عام بعد عام يزاد حيوانية ودموية و لا يصغي لصوت العقل والضمير

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غريب ملا زلال

أحمد الصوفي ابن حمص يلخص في تجربته الفنية الخصبة مقولة ‘الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح’، وهو كثير الإنتماء إلى الضوء الذي يحافظ على الحركات الملونة ليزرع اسئلة محاطة بمحاولات إعادة نفسه من جديد.

يقول أحمد الصوفي (حمص 1969) في إحدى مقابلاته : “الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح”، وهذا القول يكاد ينبض في…

عبد الستار نورعلي

في الليلْ

حينَ يداهمُ رأسَك صراعُ الذِّكرياتْ

على فراشٍ مارجٍ مِنْ قلق

تُلقي رحالَكَ

في ميدانِ صراعِ الأضداد

حيث السَّاحةُ حُبلى

بالمعاركِ الدُّونكيشوتيةِ المطبوخة

على نارٍ هادئة

في طواحينِ الهواء التي تدور

بالمقلوبِ (المطلوبِ إثباتُه)

فيومَ قامَ الرَّفيقُ ماوتسي تونغ

بثورةِ الألفِ ميل

كانتِ الإمبرياليةُ نمراً..

(مِنْ ورق)

بأسنانٍ مِنَ القنابلِ الذَّرية

ومخالبَ مِنَ الاستراتيجياتِ الدِّيناميتية

المدروسةِ بعنايةٍ مُركَّزَة،

وليستْ بالعنايةِ المُركَّزة

كما اليوم،

على طاولته (الرفيق ماو) اليوم

يلعبُ بنا الشّطرنج

فوق ذرى…

حاوره: إدريس سالم

إن رواية «هروب نحو القمّة»، إذا قُرِأت بعمق، كشفت أن هذا الهروب ليس مجرّد حركة جسدية، بل هو رحلة وعي. كلّ خطوة في الطريق هي اختبار للذات، تكشف قوّتها وهشاشتها في آنٍ واحد.

 

ليس الحوار مع أحمد الزاويتي وقوفاً عند حدود رواية «هروب نحو القمّة» فحسب، بل هو انفتاح على أسئلة الوجود ذاتها. إذ…

رضوان شيخو
وهذا الوقت يمضي مثل برق
ونحن في ثناياه شظايا
ونسرع كل ناحية خفافا
تلاقينا المصائب والمنايا
أتلعب، يا زمان بنا جميعا
وترمينا بأحضان الزوايا؟
وتجرح، ثم تشفي كل جرح،
تداوينا بمعيار النوايا ؟
وتشعل، ثم تطفئ كل تار
تثار ضمن قلبي والحشايا؟
وهذا من صنيعك، يا زمان:
لقد شيبت شعري والخلايا
فليت العمر كان بلا زمان
وليت العيش كان بلا…