مهرجان الكاميرا العربية في روتردام: الفن من أجل الحب

 تنطلق فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان الكاميرا العربيّة الذي تستضيفه مدينة روتردام الهولنديّة، مساء يوم الجمعة 12/12/2014، ويستمرّ على مدى ثلاثة أيّام، لغاية الرابع عشر من الشهر الجاري. ويشارك في هذه الدورة 22 شريط سينمائي، سبعة أفلام روائيّة طويلة، وخمسة أفلام وثائقيّة وسبعة أفلام قصيرة، وثلاثة أفلام تركيبيّة. 
وطبقاً لبرامج المهرجان، سيشهد حفل الافتتاح عرض ثلاثة أفلام محققة بتقنية “الفيديو التركيبي”، الأول: “هش” لبالدين أحمد، و”كش ملك” لروج عبدالفتاح وإنكريد رولما ،و”كتاب في سفر” لرسمي الخفاجي. وهذا النموذج من الأفلام، لم يسبق لمهرجانات السينما العربيّة أن شهدته. في حين سيكون فيلم “سلّم إلى دمشق” للمخرج السوري محمد ملص، أولى الأشرطة الروائيّة الطويلة التي ستعرض.
 كما سيعرض أفلام “جيش الإنقاذ” لعبد الله الطايع، و”طريق حسن” لإرنيستو دي نوفا، و”لامواخذه” لعمر سلامة، و”مي في الصيف” لشيرين دعيبس، و”أسماء” لعمر سلامة ويختتم المهرجان بعرض فيلم “فتاة المصنع” لمحمد خان.
أمّا الأفلام الوثائقيّة فهي: “رسائل من الجنة” لدانيلا ساروفسكي، “خلف اللون الأبيض” لفراس فياض، “يوميات شهرزاد” لزينة دكاش، “قراصنة سلا” لمريم عدو وروزا روجرز، و”بطل المخيم” لمحمود قعبور. بينما الأفلام القصيرة المشاركة في المهرجان فهي: “القاع” لحيدر رشيد، “كزينوس: لمهدي فليفل، “تزوج” لأسمهان الأحمر، “ليلهن” لناريمان يامنة فقير، “أنا سامي” إخراج: که‌ به‌هار، “تائه في الغبار” لسوران إبراهيم، وفيلم “هذه ليلتي” لآلاء شاكر.  
 ذكر المخرج السينمائي السوري روج عبدالفتاح، المشرف العام على المهرجان، أن هذه النشاط الثقافي السنوي الهام، هو استمراريّة لمهرجان الفيلم العربي الذي شهدته مدينة روتردام من سنة 2001 ولغاية 2012. وأن مهرجان الكاميرا العربية، يركّز على عرض أفلام “ذات طابع اجتماعي وثقافي، تكشف الحقائق الموضوعية للمجتمع العربي وتفاعله مع المجتمع الإنساني. ويتخذ من؛ سينما من أجل الحب، شعاراً له”. مؤكداً أن المهرجان: “يستقبل كافة الأفلام على اختلاف مشاربها إيماناً بحرية التعبير”. وأنه يسعى لأن يكون “حلقة تواصل بين الثقافة العربيّة والشرق أوسطيّة ومثيلاتها الأوروبيّة”. وأشار إلى أن الخط العام أو القاسم المشترك بين الأفلام المشاركة في هذه الدورة، هو “دور الفن في فترة الأزمات والصراعات والظروف الصعبة التي يمرّ بها العالم العربي. ودور وتأثير السينما في التواصل مع الثقافات الأخرى، وسط هذه الظروف الملتهبة”.
ويرى عبدالفتاح أن هذا المهرجان، “جزء لا يتجزأ من الثقافة السينمائية في المنطقة العربيّة”، وأنه يطمح إلى تقديم مساهمة متواضعة في تطوير السينما العربيّة، بصورة عامّة، وفتح المجال أمام المواهب والطاقات السينمائيّة الشابة”. موضحّاً أن المهرجان يولي اهتماماً كبيراً بالسينما التجريبيّة و”الفيديو آرت” لذا، سيبدأ المهرجان ولأول مرّة، بعرض الأفلام التركيبية. متمنيّاً “أن يلقى هذا الفن الاهتمام اللائق به في العالم العربي والمهرجانات العربية الأخرى”. مشدداً على أنهم يطمحون إلى “شراكة عربيّة للقيام بهذا الدور مستقبلاً”.
وكشف عبدالفتاح أنه حتى قبل بدأ المهرجان بأسبوع، أوشكت تذاكر الأفلام التي ستعرض، على النفاد. وأن “هذا مؤشّر إيجابي ومشجّع على الإقبال الجماهيري الذي ستشهده صالات العرض، وحجم الاهتمام الشعبي من قبل الهولنديين والجاليات العربيّة والأجنبية بهذا المهرجان”. وأضاف: “سنحاول تقديم سينما من أجل الحب، في زمن الحرب الذي تعيشه بلداننا. وسنسعى لتقديم صورة إبداعيّة للمعاناة التي يعيشها عالمنا، ليس بلغة الأخبار والصور المؤلمة التي تملأ الجرائد وشاشات التلفزة، بل بلغة الكاميرا العربية المبدعة، التي تصنع الفن من أجل الحب، وليس لأجل تغذية الحروب وبث الكراهية بين الأديان والشعوب. وكلما ازداد حجم الاهتمام بمهرجان الكاميرا العربية، تزداد مسؤوليّتنا في تطوير هذه التظاهرة”.
 
صورة من الدورة السابقة للمهرجان

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

سيماڤ خالد محمد

هؤلاء أصدقائي كلنا جئنا من جهات مختلفة من سوريا (عفرين، كوباني، قامشلو والحسكة)، نحن أبناء مدن كانت بعيدة عن بعضها، ولكن الغربة قربتنا حتى صار بيننا ما هو أقرب من المدن.

لم يكن يخطر ببالي أننا سنلتقي يوماً ولا أن قلوبنا ستتشابك بهذه الطريقة، لكن الغربة بحنينها القاسي جمعتنا، وجعلت من…

حيدر عمر

 

نماذج من حكايات شعوبٍ آسيوية

1 .حكايات ذات نهايات سعيدة.

 

يمكن اعتبار حكاية “علاءالدين والمصباح السحري” من حكايات “ألف ليلة وليلة”، نموذجاً للحكايات التي تنتهي بنهايات سعيدة إذ نجد علاء الدين يصيب الغنى بمساعدة جنّي عملاق يخرج من مصباح قديم وجده في مغارة.

كان لعلاء الدين عمٌّ جشعٌ، طلب منه دخول المغارة للبحث عمّا…

زوزانا ويسو بوزان

حبّذا لو نتغاضى طرفًا…
نمرُّ هامشيّين على أطراف القرى،
نسيرُ كما يشاء لنا الريح،
نخطفُ فاكهتنا من حقائب الغجر،
ندخلُ خيامهم سرًا،
نغفو على موسيقاهم،
ونحلمُ كما يحلمُ الغرباء.

أغوصُ في التغاضي،
ألهثُ خلف أحاسيس مبعثرة،
ألملمُ شظايا ذكرياتٍ،
أتخاصمُ مع الواقع،
كأنني أفتّشُ في سرابٍ لا ينتهي.

كما أنقبُ عن ذاتي،
في مرآةٍ مكسورة،
ترسمُ ملامحي كما تشتهي،
تغفلُ ما خُطَّ على جبهتي من تجاعيدِ الرحيل،
ولا تُظهرُ…

أحمد عبدالقادر محمود

 

الجبلُ يبقى شامخاً لو عبثت فيه الفئران

صلدٌ لا ينحني و إن غزتْ سفحه الغربان

لا يرتضي بالخنوع و إن رمته النائباتُ أذان

تبقى المهابة فيه لو دنت الجيْفُ والخصيان

يعلو ولا يستجيب لمنْ أتاهم ذلَّة إذعانُ

صخرٌ ولكن ينادي في المدى عزَّة و برهان

لا تنكسرْ عزّتهُ لو مزقوه قسوة و هوان

يصغي لصمت الرياح و في ثناياه الأسى…