من وثائق جائزة جكرخوين للإبداع

إبراهيم اليوسف

عثرت، عشية انتقال أسرتي من دولة الإمارات إلى ألمانيا، وأنا أنبش الإرشيف الضئيل الذي حملته معي، بعد أن توزع بين أربعة بلدان، على نسخة ورقية من تصريح صحفي موجه للرأي العام، نشرناه، عشية الذكرى المئوية لولادة الشاعرجكرخوين، حول نشاط قمنا به في أسرة جائزة جكرخوين، عندما اتفقنا على تقديم طلب لرئيس بلدية قامشلي وهوالمهندس كبريئيل حنجر، لتخليد ذكرى هذا المبدع الكردي الكبير، وكان  المذكور، قد تسلم للتو رئاسة البلدية، حيث أنه كان على معرفة وثيقة بالكاتب الراحل رزو أوسي، فقد عملا من قبل في مؤسسة واحدة، على ما أتذكر.
 وقد رحب المهندس المذكور بنا، بيد أن الطلب الذي سجلناه رسمياً في ديوان البلدية، بتواقيع أسرة الجائزة، لم يتم الرد عليه، ما اضطرنا للقيام بهذه الخطوة، وهي نشر تصريح صحفي حول الطلب، لاعتبارات كنا متفقين عليها، في اللجنة، وأتذكر أن أحد الكتاب الكرد المعروفين حضرلحظة تدقيق الصياغة النهائية للطلب بعد أن قدمت لهم مسودته، في مكتب الراحل رزو -وهو بافي نازي-  قد ساهم بتقديم بعض ملاحظاته، إلى جانب أعضاء لجنة الجائزة.
الآن، وبعد مرور، إحدى عشرة سنة، على هذا النشاط، أعيد نشر التصريح الصحفي، ومضمون الطلب، بعد أن صوبت بعض مفرداتهما، لغوياً، على نحو جد طفيف، دون التدخل في المضامين، وربما يمكن – الآن- للباحث المهتم، العثور على إحدى النسخ المنشورة للوثيقة في الفضاء الإلكتروني.
تحية لروحي الشاعرجكرخوين وعضو أول لجنة للجائزة رزو أوسي
تصريح صحفي من أسرة لجنة جائزة الشاعرالكردي جكرخوين:
استكمالاً لما كانت قددعت إليه لجنة جائزة جكرخوين- وذلك عشية مئوية الشاعر جكرخوين- وكان قدتم إثرها منح الجائزة في دورتها الأولى للشاعر الكردي كلش، صديقه، ورفيق دربه، لاعتبارات أعلنتها لجنة الجائزة في الحفل التكريمي للشاعر كلش أثناء منحه الجائزة.  حيث  دعت وعبر العديد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمنظورة لاعتبار العام 2003 عام الشاعر جكرخوين باعتباره يصادف مرورمئة سنة على ولادته.
وفعلاً لقد بدأت الاستجابة لهذا النداء كردياً وكردستانياً، وبالشكل المطلوب بغرض إحياء هذه المناسبة الكبيرة، وتقديراً من لجنة الجائزة لأهمية ومكانة ودور هذا المبدع الكبير، فلقد قامت بتسليم كتاب إلى السيد رئيس المجلس البلدي بالقامشلي بخصوص تكريم الشاعر جكرخوين في مدينته التي أحبها، وذلك على غرار مايتم من قبل مجلس المدن السورية بعامة.
تقدمنا بهذا الطلب وكلنا أمل أن يوافق المجلس البلدي على هذا المطلب، ويضع نصب عينيه أيضاً تكريم وإحياء ذكرى مبدعي المدينة ممن تركوا بصمات إبداعية ولعبوا دوراً وطنياً وإنسانياً في تاريخ المنطقة، سواء أكانوا كرداً أم عرباً أم آثوريين أم أرمن، ممن يشكلون النسيج الوطني الجميل في المنطقة.
ومعاً كتفاً لكتف، ويداً بيد ، لإنجاح الاحتفال بذكرى مئوية ولادة شاعرنا الكبير جكرخوين ، وفيما يلي نص الكتاب الذي تقدمت به اللجنة إلى مجلس مدينة القامشلي.
السيد رئيس مجلس مدينة القامشلي المحترم
مقدموه: أسرة لجنة جائزة الشاعرالكردي جكرخوين
نعرض مايلي:
يصادف هذا العام 2003 ذكرى مئوية ولادة الشاعرالكردي الكبير جكرخوين الذي يعد أحد الأسماء اللامعة، ليس في مجال الأدب الكردي فحسب، بل في مجال الأدب الإنساني بعامة. فقد كان يتميز بروح إنسانية جعلته يناصر باستمرارقضايا الشعوب قاطبة.
وكما تعلمون، فإن جكرخوين كان ابن مدينة القامشلي، وأبدع جل نتاجه الأدبي في هذه المدينة تحديداً. وكان مرتبطاً بها أيما ارتباط لدرجة أن اضطراره للعيش في السنوات الأخيرة من عمره  في إحدى الدول الإسكندنافية – حيث رغد العيش- لم يمنعه من حب هذه المدينة. ولعل وصيته- وهوعلى فراش الموت- أن يدفن في هذه المدينة تحديداً. بل وفي باحة منزله، كي يكون قريباً في مماته ممن أحبهم في حياته لخير دليل على ارتباطه بهذه المدينة وهذا المكان.
لذلك فإننا كأسرة جائزة الشاعر الكردي جكرخوين وبالتزامن مع الاحتفالات التي تتم – وعلى نطاق عالمي- بمئوية هذا الشاعر، فإننا نتقدم بطلبنا هذا آملين موافقتكم على:
1- تسمية الشارع المؤدي إلى منزله، حيث مرقده، باسم شارع جكرخوين.
2- إطلاق اسمه على إحدى الساحات العامة في مدينة القامشلي وإقامة نصب تذكاري له في هذه الساحة.
3- تسمية إحدى المدارس باسمه، لأنه كان من أوائل المتنورين الداعين لفتح المدارس في الجزيرة. وقبل كل هذا وذاك فهو الشاعر والوطني بامتياز طبعاً.
القامشلي في 19-8-2003
الموقعون:
أسرة جائزة جكرخوين
1- عبدالرزاق أوسي /رزو/
2- سلمان عثمان /كوني ره ش/
3- حفيظ عبدالرحمن “كوفي”
4-إبراهيم اليوسف

“صورة طبق الأصل”

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…