حجب الثقة .. بدعة .. لمسخ الواقع الثقافي المعاصر .!؟ ضرورة تشكيل كيان ثقافي واحد بشروط جديد .!

خليل مصطفى 

جميل للإنسان أن يعرف أنه مخلوق، والأجمل أن يعرف من خلقه، ويصبح نبيلاً إن كان شاكراً للذي خلقه وجعله بأحسن تقويم، ويكون أروع نبلاً وجمالاً ( في الشكل والمضمون ) إن أثبت شكره لمن وهبه حُسنُ التقويم ( بالأقوال والأفعال الحميدة أمام الناس )، وأن يُرشد الآخر بفكر ثقافي أباعي نافع . سبق وكانت النصيحة تجلب لصاحبها جملاً ( لذا قالوا : النصيحة بجمل ) ..! وليس ( كما الواقع ) حيث صارت النصيحة تجلب لصاحبها الفضيحة .!؟ والحقيقة لن يصل لتلك المعارف الأساسية ( المبدئية)، إلا المثقفون الواعون ( أصحاب البصر والبصيرة النافذة ) .

والتساؤل ( بكل موضوعية ) : كيف سيبرز أصحاب الثقافة الواعية، ويتبختر أمامهم مثقفون معاصرون يطبقون نصائح مكيافيلي، ليصلوا .. فيتسيَّدوا الساحة الثقافية المعاصرة، كي يتمتعوا بامتيازات المناصب ( الماديَّة والمعنويَّة )، وثم ( وعلى عللهم النَّتنة ) : ليجعلوا الآخرين : البعض أتباع لهم، والأغلبية متسولة على أبوابهم .!؟ أمام هذه الحال : فهل يكون السكوت على تلك الحال هو من الذهب، أم من التنك .!؟
قبل بيان مضامين هذه الانطباعات، أذكر القارئ ( الطيب ) بنهج كتاباتي، المبني على أسس وجدانية، وقد تم توضيحها في مقدمة مقال منشور بتاريخ 27 / 7 / 2013 على صفحتي تحت عنوان : هديتي للطيبين، حيث كتبت : { إنْ كان الطيِّبون( المعنيون مِنْ أبناء جلدتي ) حريصون فعلياً، على تأمين مصالح الأكراد العليا، دون إهمالٍ لمصالِحِهم الخاصَّة، فإِنَّني سأكونُ أحد الجنود المجهولين، الذين سيعملون ( معهم ) على خدمة تلك المصالح ( ليل نهار )، وسأستمر مع العقلاء في متابعة البحث، عن أفضل سبل وصول الأكراد إليها وضمان بقائها ( دون مقابل ) . وإِنْ صادفني على الطريق سيئو النوايا ( حيث لا زال منهم يعمل تحت غطاء المصلحة العامَّة )، فالواجب يقتضي كشف عوراتهم لِتُفتضح سلوكياتهم، كي تحترق أفكارهم السَّيِّـئة في نواياهم . } .!؟
فتلك العبارات ( أعلاه ) هي أولاً ــ الجواب على أسئلة وآراء أصدقائي ( على صفحتي، وخارجها )، أعتقد بأن غاية الجميع كانت إضافة زاد ثقافي جديد، وإنني احتاج للمزيد منه، فلهم مني الشكر والاحترام اللائقين ( فالخلاف في الرأي لا يفسد الود )، وللفت انتباه جهة .!؟ أقول : كنْتُ ولا زلتُ احترم الكتَّاب أياً كان أسلوبهم، فالواعي يهمه مضمون الكتابات .. وكذلك إني احترم ذكاء القراء ( وخاصَّة الفطنين )، إذا كانت غايتهم الأساسية هي مضامين الكتابات، وليس ديكورها الخارجي ( فانتازيا الكلمة اللولبية ) .!؟ إذاً : فيُفترض بالجهة المعنيَّة ( إن كانت محترمة وديمقراطية ) احترام الكتَّاب .!! وهي ثانياً ــ تمهيد لعرض انطباعاتي حول دعوة هيئة إدارة الداخل لرابطة الكتَّاب والصحفيين الكورد .!؟          
فقد لبيتُ دعوة وجَّهتها إليَّ الهيئة الإدارية ( يوم الثلاثاء 4 / 2 / 2013 )، حضرت لقاعة أوصمان صبري، وجلست بغية الاستماع لتوضيح الأسباب التي بموجبها اتخذت قرارها بحجب الثقة عن الهيئة الإدارية في الخارج .!؟
1 ــ كان موعد البدء الساعة 3، لكنهم ثبتوا ضيوفهم على الكراسي داخل القاعة، لما بعد الثالثة والنصف ( وهي سلبية قديمة .. لا زال يعتادها المثقفون المعاصرون  )..!؟
2 ــ جلس المعنيون خلف المنصة ( أحمد حيدر، شهناز شيخي، عبد الصمد محمود، فرحان حسي، .. ثم جاء محمد محفوظ فجلس وتحدث .. ونهض، ثم جاء شفان إبراهيم فتحدث .. ونهض . ) .!؟ فالأول : بدا مُحْرَجاً وهو يسرد عناوين لنشاطات الرَّابطة .. ثم ذكر باقتضاب نماذج عن تصرفات سلبية، اتخذتها هيئة الخارج بلا علم هيئة الداخل ( دون استشارتهم على الأقل ) ..!؟ ولم يتطرق نهائياً لأهم محور إستراتيجي ( توحيد الرابطة والاتحاد )، كانت الرابطة تسعى بجدِّية لإنجازه .. ومن كان وراء إفشال آخر محاولات التوحيد ( مساعي دلاور زنكي .. وكنتُ أحد المتابعين الجديين ) .!؟ فلم يذكر شيئاً .. لإظهار الحقيقة التي تُبرئ المتهم، وتُدين المتسترين بالكوردايتي ( ومنهم كانوا جالسون في القاعة .!؟ ).!؟ والثاني : أوجزت ( شهناز ) حديثها بذكر النشاطات .. وبعض العقبات .. ولمَّحتْ للأخطاء الجماعية ..!؟ والثالث : تعمَّد في كيل الإدانات ( لتضليل المستمعين ) .. ليزيد الطين بلَّة.. وأنهم ( قالها بصيغة الجمع ) تأخروا كثيراً في إعلان حجب الثقة .. ربما ليقدم البراهين على صحَّة سلوكيته ( حيث كان المتحمس .. وكتب بيان حجب الثقة .. ونشره .. )، لكن : حبذا لو أنه كشف الحقيقة المستورة .!؟ والرابع : تأسف على ما بدر من هيئة الخارج .. وعبَّر عن جفاءه لما آلات إليه الحال .. وكرر عبارة التأخر .. وتمنى أن تستصلح الأمور .. ( وكان ودوداً طيباً، لكن : لماذا تكرار كلمات الإدانة .. فربما تكون الحقيقة معاكسة .. ) .!؟ الخامس : تحدث بأسلوب السَّاسة .. يجرح ويداوي، واعترف (علناً ) بأخطاء الجميع، بسبب تدخلات ( أفخاخ ) جانبية ( وضعتها أطراف .. لغايات لا علاقة لها بالثقافة )، .. ونفَّذها بعضهم لتحقيق غاياته ..!؟ السادس : نطق بحيوية وبثورية الشباب ( الانقلابية ) .. وزمجر مكرِّراً عبارات تأخرهم .. ( معذور لأنه لا يدري بأن المياه النتنة كانت تُضخ .. لتكسح أصحاب الفضائل ــ عند الحاجة ــ ..!؟ ) .!؟ والمهم جداً : أن شهناز عادت فتحدثت من جديد، لتكشف الحقيقة المُغيَّبة ( من كان وراء إفشال توحيد المجموعتين الثقافيتين )، فكشفت حقيقة فاجأت ( صعقت ) هدوء الجالسين في القاعة ( التي عُلمتُ بتفاصيلها شخصياً، بعد نشر انطباعاتي حول مؤتمر اتحاد الكتاب ) .!؟ فذكرت بأن الاتحاد وضع شرطين ( مسبقين) أمام الرابطة للمضي نحو المؤتمر التوحيدي . الأول : أعضاء الرابطة ( هيئة إدارة الخارج ) لا يترشحون لإدارة هيئآت الكيان الجديد . والثاني : لا يصوتون لمرشحي الانتخابات .. وأضافت : بأن أعضاء الاتحاد لم ينتظروا رد الرابطة على الشرطين، بل أنهم ودون علمنا أعلنوا موعد عقد المؤتمر العام ..!؟ وخلال سردها للتفاصيل، كانت تتجه بنظراتها إلى محمد شيخو ( أحد أعضاء الاتحاد الجالس بجانبي )، وقالت ( لتستنطقه ) : ألم يَحْدُثْ ذلك ( فلم يتلفظ المعني .. بكلمة واحدة ) .!؟   
3 ــ بعد إيضاحات شهناز .. تدخَّلتُ : فأيدت كلامها .. وعاتبتُ المتكلم الثالث .. لعدم ذكره الحقيقة .. وأضفتُ : .. بأنه لا شكك في هذه الحقيقة ( وكنتُ أتابع ما يجري أوَّل بأوَّل ) .. وفي القاعة يجلس حالياً أشخاص معنيون بالأمر، هم قلبوا الحقائق .. لأجل نيل المناصب .. وإلا فليقف المعترضون .. ليدافعوا عن أنفسهم .!؟ والوحيد الذي اعترض على مداخلتي كان المتكلم الثاني، رغم أن الأمر ( فرض الشروط الإعجازية ) لا يعنيه بالذات ( لكونه خارج تلك الدائرة ) .!؟
4 ــ هل يعقل أن ينبري معاصرون جدد ليفرضوا شروطهم، على كتَّاب لهم المكان في كافة مجالات الثقافة، أدّوا الواجب أثناء الملمات التي عصفت بالكورد ( بكل شُّجاعة ونبيل )، أثناء الملمات التي عصفت بالكورد ( ولا زالوا )، وتشهد لهم مواقفهم في المجالات الإنسانية والقومية، وكانوا مؤسسين لأوَّل كيان ثقافي كوردي ( رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا ) .!؟
5 ــ إن أعضاء في إدارة هيئة الداخل خاطبوا هيئة الخارج، موضحين : بأن هناك من يفرض الأمور غصباً عنهم ..!؟ فهل يُعقل أن أعضاء من الاتحاد ( شباب معاصر )، يفرضوا شروطهم على الرابطة، ويتجاهلوا شروطها، ويُحددوا موعداً لعقد مؤتم عام لكتَّاب كورد سوريا، بلا موافقة الطرف المقابل .!؟ وهل يعقل أن يقول أعضاء من الاتحاد : نحن سنؤسس الوحدة، إن قبلت الرابطة ( هيئة الخارج )، وإن لم تقبل فهي برا ..!؟
أخيراً : إن تعمد بعض أعضاء الاتحاد، في اختيارهم لتلك الشروط ( عن سابق قصد )، لا غاية لهم سوى إبعاد الآخر ( إقصاء هيئة الرابطة في الخارج )، وهو أسلوب لا يليق بالمثقف إلا إذا كان أنانياً ( وانتهازياً بجدارة )، فكانت الشروط أشبه بحجج الأطفال ( شروطهم أثناء اللعب ) .!؟ وبالتالي فهم ( أعضاء الاتحاد ) مَنْ انقلب .. ليمنع قيام الوحدة بين الرابطة والاتحاد، ليفرغوا الساحة ويصلوا للمناصب .!؟ ولِمَنْ يقول : إن وجود قيادة في الخارج سيعطل شئون الكيان الثقافي ( فالقول .. إدعاء حق يُراد به باطل )، وعليه : ألا ينظرون .. فكل رموز المعارضة السورية ( وكذلك غالبية رموز الكورد ) هم في الخارج، فلماذا لا يطالبون بإقصائهم ..!؟ والانطباع بخصوص قرار إدارة الرابطة في الداخل ( حجب الثقة عن مؤسس رابطتهم )، فهو : بدعة سيئة ابتكرها المثقف المعاصر .. لمسخ الواقع الثقافي الكوردي ( لأنه فعل ينافي المنظومة القيمية للمثقف الواعي ) .!؟ أما بخصوص فشل الوحدة بين الرابطة والاتحاد، فهو : فالوزر على بعض أعضاء الاتحاد ( ..!؟ )، وبعض انقلابيي الرابطة (..!؟ )، وأفراد انتهازيون من خارج السربين ( ..!؟ ) ..!؟
والحل ( علاج الحالة  ) : 1 ــ أن يصدر كل من الطرفان معاً ( الرابطة والاتحاد ) وفي بيان واحد، عن حل الرابطة والاتحاد .2 ــ وتشكيل لجنة ( نزيهة ) لوضع نظام داخلي جديد ( للكيان الموحد ) . 3 ــ تحديد موعد لمؤتمر عام . 4 ــ تشكيل لجنة (مثقفة .. واعية .. نبيلة ) لإدارة المؤتمر العام . 5 ــ تحديد الشروط الواقعية ( موضوعية ومناسبة ) لمن يترشح لهيئات الكيان الموحد .        
ـــــــــــــ  ( نهاية الانطباعات ) ـــــــــــــ

11 / 2 / 2014  قامشلو

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…