«هذه كوباني»

عمر كوجري

المدينة الناعسة على كتف الحلم ..
المدينة الغافية في جفن الوردة
الآن .. تحترق .. تحترق ..
الوطن العابر لخطوط الآخرين .. ولمبراتهم وممحاتهم… الآن تحت سعير جهنم
ماعادت الحساسين تنطنط على أشجار كوباني.. ماعاد فيها شجر ولا حجر صالح ليتكئ الشعراء بقصائدهم عليه..
الوطن.. المتجاوز لخلاف لغات الأمم والشعوب.. صار يبحث عن حروفه وسط كل هذا الحريق… كل هذا الدمار الذي لا يدانية دمار ..
وفيما نختلف عليك يا وطني .. ياكوباني..
وفيما جميعاً نريد شق جبهتك وأطرافك… 
وفيما نتفق على الاختلاف المر …
وفيما ندبج الكلام” الرشيق – المعسول- المغسول- المطلي” من آفة بلاغة النصر…. ونقول: طيور التحالف الحديدية تدك ” أوكار” الرايات السود..
صرت ملمح لذكرى وطن جميل … يا وطني 
يا كوباني ..
صرت… في ذمة كل هذا الرماد الذي يثيره الجميع… نعم نحن الجميع..
ياكوباني… يا وطني المحترق ..
كلنا حرقناك يا كوباني …. كلنا حرقناك…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف

إلى أنيس حنا مديواية ذي المئة سنة صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة

 

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفاً، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلاً وجودياً، حاسماً، مزلزلاً. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته، ونتناقش فيه…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…