الرائحة.. عطرة.. لكنها غير مميزة..؟.

إدريس الهلالي
من يقرا للقاص ماهين شيخاني كتابه “الرائحة” يحتاج إلى شراء “علبة محارم” خشية الزكام الآتي ولو في الصيف.
كذاك الموسيقي المبدع الذي عزف مقطوعة “المطر” ولشدة تأثر الجمهور بإبداعاته الموسيقية في المقطوعة فتح الجمهور مظلات المطر خشية الانهمار.
وقصص ماهين تمتاز بعفوية الخاطر تتسامق مع الإبداع الفني وإن كان هذا التسامق قصيرا لاتصل لدرجة البلوغ المطلق 
فحين نقرأ القصة الأولى “الرائحة” نبحث عن مغزى حقيقي لهذه الرائحة وسيان إن كانت عطرة أم عفنة تزم الأنوف ويتحول القارئ مضطراً الى خبير بوليسي لكشف هذه الرائحة أو مصدرها.. ناهيك عن (إسقاطاتها).. وكذلك لا نبرر ل ماهين تلاعبه في النص لسوق القارئ للنهاية دون ترك بصمات للمعرفة وإن أشار إليها ببضع جمل “عن فقر الإنسان ورائحته العفنة أمام أنوف الأغنياء”..
وقصة ” كاجين ” فنرى إن الحبكة والسرد ترادفا معاً وتناصفا القصة بدقة لولا إفساد المباشرة فيها والخطابية المتزلفة وسق الغرض باتجاه ” العنصرية “المفرطة..وكلنا لا يغيب على حب وعشق الإنسان لقوميته مهما كان لونها أو نوعها أو شكلها ولكن ” التعصب “لها على حساب الإشهار والجهر لطمس الآخرين فهذا مما يعيب على الإنسان العادي فكيف إن كان هذا الإنسان ” كاتباً “مهذباً مؤدباً أوقع كلمته في شرك الوجع العنصري لأن الشعب في العراق ليس كله “سفاحاً ” كما كان يتوهم الآخرون في وحشية ” صدام “.
      وسيراً مع قصص ماهين شيخاني نتلمس إبداعاته الفكرية وتلازمه مع الطبقة البروليتارية المسحوقة وخاصة في قصة ” المتبرع ” وقد تجلت روح الكاتب في الجود الإنساني والإسعاف الأخوي والإغاثة الإنسانية …
ونقده لبعض الكتاب الذين تتطفلوا على ذمة الأدب سواء بالشعر أو القصة أو النقد ” قصة خوشو ” فمن حق الكاتب أن يدافع عن سمات الأدب ويصد الأقلام (المنشارية) التي تنشر أبواب ونوافذ الأدب لتحطيمها وحرقها في مدافئ (الأنانية)..
    إن كتاب الرائحة والقصص التي تضمنها الكتاب تكشف لنا حقيقة ذواتنا وتقودنا إلى دهاليز الانكفاء الذاتي لعيوبنا والتي تفوح منها الرائحة.. وجميل ما سطره في القصة الجميلة “اجتماع الحمير” وكانت نقداً رائعاً وان اقترب من أسلوب “كليلة ودمنة ” . بقي أن نعترف بان مثل هذا القاص وما يحمله من أريج أدبي خليق أن نقرأ له وان كان ما كل الذي كتبه أو سيكتبه مبدعاً.. ويكفيه أن قلمه ابيض وليس رمادياً ولا دخيلاً على ساحة الأدب .

الدرباسية- الحركة الأدبية – إدريس الهلالي .

12/10/2014

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صبري رسول

 

توطئة للفسحات:

يهندس خالد حسين أشكال الحب في قصيدة: واحدة، في مجموعته رشقة سماء تنادم قلب العابر الصادرة عن دار نوس هاوس بداية 2025. المجموعة عبارة عن أربع فسحات، وهي الفهرسة الهندسية الخاصّة التي تميّزت بها، أربعة أقسام، كلّ فسحة مؤلفة من أربع فسحات صغرى معنونة، وتحت كل عنوان تندرج عدة مقاطع شعرية مرقمة وفق…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “ليالي فرانشكتاين” للروائيّ والفنّان الكرديّ العراقيّ عمر سيّد بترجمة عربية أنجزها المترجم ياسين حسين.

يطلّ عمر سيّد “ليالي فرانكشتاين”، حاملاً معها شحنة سردية نادرة تمزج بين الميثولوجيا السياسية والواقع الجحيمي، بين الحكاية الشعبية والتقنيات المعاصرة، ليقدّم نصاً مكثّفاً عن الجرح الكردي، وعن الوطن بوصفه جثةً تنتظر التمثال المناسب كي تُدفن…

عبد الجابر حبيب

 

يا لغرابةِ الجهات،

في زمنٍ لا يعرفُ السكون،

وعلى حافةِ قدري

ما زالَ ظلّي يرقصُ على أطرافِ أصابعي،

والدروبُ تتشابكُ في ذاكرتي المثقوبة،

ولا أحدَ لمحَ نهايتَها تميلُ إلى قبري،

ولا حتى أنا.

 

على الحافة،

أُمسكُ بزهرٍ لا يذبل،

يتركُ عبيرَه عالقاً في مساماتِ أيّامي،

كأنّه يتسرّبُ من جلدي

ثم يذوبُ فيّ.

 

الجدرانُ تتهامسُ عنّي،

تعدُّ أنفاسي المتعثّرة،

وتتركُ خدوشاً على جلديَ المتهالك،

كأنّ الزمنَ

لا يريدُ أن…

إبراهيم محمود

 

 

1-في التقصّي وجهيّاً

 

هي ذي أمَّة الوجوه

غابة: كل وجه يتصيد سواه

 

هي ذي أمة الوجوه

سماء كل وجه يزاحم غيره

 

هي ذي أمَّة الوجوه

تاريخ مزكَّى بوجه

 

ليس الوجه التقليدي وجهاً

إنه الوجه المصادَر من نوعه

 

كم ردَّدنا: الإنسان هو وجهه

كم صُدِمنا بما رددناه

 

كم قلنا يا لهذا الوجه الحلو

كم أُذِقْنا مرارته

 

قل لي: بأي وجه أنت

أقل لك من أنت؟

 

ما نراه وجهاً

ترجمان استخفافنا بالمرئي

 

أن…