حسين حبش
كوباني
تقول ضفائر المقاتلات الشرسات
إنهم لن يمروا
تقول إرادة المقاتلين، أسود الجبال البواسل
إنهم لن يمروا
تقول عيون الأمهات
إنهم لن يمروا
تقول براءة الأطفال
إنهم لن يمروا
تقول رسائل الأصدقاء المفعمة بالأمل
إنهم لن يمروا
تقول بسمة الشهداء
إنهم لن يمروا
تقول الحقول، البساتين والحدائق الخضراء
إنهم لن يمروا
تقول الأم التي ربطت أطفالها بفستانها الكردي المزركش كي لا يضيعوا
إنهم لن يمروا
تقول دموع سيزيف الصغير
إنهم لن يمروا
تقول الأرض، التراب والأحجار
إنهم لن يمروا
تقول البيوت، العتبات، الجدران، النوافذ، السقوف والأسطح
إنهم لن يمروا
تقول الأشجار، الأعشاب، النباتات، العرائش ورائحة الأزهار والرياحين
إنهم لن يمروا
تقول الطيور، العصافير، السماء، الرياح، والغبار حتى الغبار
إنهم لن يمروا
تقول الفتاة الشقراء التي تحمل أخاها الصغير بين ذراعيها
إنهم لن يمروا
تقول الجدة، الجد والرجل المقعد
إنهم لن يمروا
تقول العاشقات، الحبيبات والخطيبات المنتظرات
إنهم لن يمروا
تقول الموسيقى، النوتات، الأناشيد والأغاني
إنهم لن يمروا
تقول حناجر باقي خدو، مجو كندش، رشيد صوفي، أحمد جب وخالد صوفي
إنهم لن يمروا
تقول أسطورة درويش عفدي
إنهم لن يمروا
تقول قصائد نيكانور بارا التي أقرأها الآن
إنهم لن يمروا…
كوباني أثق بك
وأثق بأن الغزاة والطغاة والمجرمون والقتلة لن يمروا
لن يمروا أبداً.
22/ 9/ 20/ 2014
غداً يا كوباني
الطفل الصغير، الصغير جداً
عَبَرَ الأسلاك الشائكة مرفوعاً على أكفِّ الجميلات
ولم يكن يدرك لماذا لم تُفتح له بوابة الحدود المتخمة بالعساكر والبنادق!
الصبية التي غطَّت وجهها بالكامل لم تكن تحتجب، بل كانت تخفي وجهها الجميل خجلاً من حياتها الجديدة، الطارئة على أرصفة “سروج” المزدحمة.
الجد السبعيني الذي كان يحمل أمه التسعينية على ظهره لم يكن منكسراً
عيناه كانتا تقولان: كوباني، سأعود إليك غداً أو بعد غد، ولن أنتظر أكثر.
الدبابات التركية تقف كالسلاحف على الحدود، وتلمع في فوهاتها شهوة الانقضاض، لكن على ماذا؟
داعش تدخل القرى قرية قرية، لكنها لم تستطع أن تدخل قلباً واحداً
راياتها السوداء، رايات الخزي والعار على جبين العالم، سوَّدت حياة البشر والحجر والشجر…
لكن المقاومة مستمرة، الحياة مستمرة…
غداً سأرى الطفل الصغير، الصغير جداً
ينام بهدوء في سريره في البيت الذي ولد فيه قبل أشهر قليلة مضت.
غداً سأرى الصبية التي غطَّت وججها بالكامل تمشي على أرصفة كوباني بكامل زينتها،
والريح تلعب بجدائلها الطويلة.
غداً سأرى الجد السبعيني يحمل صفرة الطعام إلى أمه التسعينية إلى غرفتها في بيتهم الجميل في كوباني.
غداً سأرى الدبابات التركية الواقفة على الحدود تلوي عنقها وتعود أدراجها خائبة.
غداً سأرى داعش ميتة، وراياتها السوداء منكَّسة إلى الأبد.
غداً سأرى لبوات وأسود المقاومة يدبكون دبكة كبيرة، تلفُّ خصر كوباني كقوس قزح.
3/ 10/ 2014
المُقاتلاتُ الكُرديات
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الجميلات
هنَّ الفاتنات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ اللبوات
هنَّ الشَّرسات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ القويَّات
هنَّ الجَسُورَات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الرَّهيفات
هنَّ الرائعات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الأمينات
هنَّ الصَّادقات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ القائدات
هنَّ القدوَات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ النقيَّات
هنَّ النبيلات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الكلمات
هنَّ الأغنيات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الأميرات
هنَّ الملكات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ العاشقات.
هنَّ الحبيبات
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ البَطَلات
هنَّ البطولات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الجنيات
هنَّ الحوريات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الشَّامخات
هنَّ العاليات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ المتمردات
هنَّ المتحررات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ المبتسمات
هنَّ السعيدات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الفائزات
هنَّ المنتصرات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هن النَّاضجات
هن المثمرات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ السيدات
هنَّ الأنيقات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ الشهيدات
هنَّ الخالدات.
المُقاتلاتُ الكُرديات
هنَّ المحاربات
هنَّ الأسطوريات.
المقاتلات الكُرديات
هنَّ الفذَّات
هنَّ الذكيات.
المقاتلات الكُرديات
هنَّ النجيبات
هنَّ النبيهات.
المقاتلات الكُرديات
هنَّ القديسات
هنَّ المقدسات.
المقاتلات الكُرديات
هنَّ الرسولات
هنَّ النبيات.
المقاتلات الكُرديات
هنَّ الربَّاتُ
هنَّ الآلهات.
8/ 9/ 2013
المقاومة حياة
تنادي مقاتلة كُردية من كوباني: المقاومة حياة
يسمعها مظلوم دوغان في قبره
يشعر بالغبطة والفرح
يغمض عينيه بحبور
وينام باطمئنان.
29/ 9/ 2014
أسوار كوباني وهضبة مشتنور
أسوار كوباني قطعة من أرواحهم
هضبة مشتنور قرة أعينهم
المقاومة قطعة من لحمهم
والحرية ناراً تجري في عروقهم
لذلك لا يعرفون الخوف والهزيمة
لا يفكرون بالجوع والعطش
لا يبالون بالتعب والنعاس
ولا يهابون الحصار والإنكسار والموت.
في كل درب يسيرون عليه
ينهزم الظلام ويشع الضياء.
في صدورهم قلوب صلبة
ترقُّ لأسماء حبيباتهم
وتتحجَّر لرؤية الأعداء.
كتومون، صامتون، صامدون
يقتربون من تحقيق الحلم
يبشرون النهار بالأمل
والليل بالهدوء والطمأنينة.
لذلك هم فخر الأمهات
فخرالأرض والبيوت والنوافذ والعتبات
فخر الأشجار والطيور والأزهار والفراشات
فخر الأجداد الذين يباركون تضحياتهم من أعالي السماء
فخر كُردستان من كل الجهات.
عنيدون، لا يخشون شيئاً
يصوِّبون فوهات بنادقهم بدقة متناهية
لا ترتعش أصابعهم وهي على الزناد
في كل طلقة على الوحوش الضارية
تنبثق نجمة
في كل إصابة محققة
تخفق القلوب لهم بالشكر والإمتنان.
كيف لا؟ وأسوار كوباني قطعة من أرواحهم
هضبة مشتنور قرة أعينهم
المقاومة قطعة من لحمهم
والحرية ناراً تجري في عروقهم.
6/ 10/ 2014
ألمانيا