نعم بالفعل كانت إذاعة صوت كوردستان الوسيلة الاعلامية الوحيدة، في الحقيقة كانت اذاعة صوت كوردستان ثورة بحد ذاتها، على الرغم من نشر بعض الصحف والمجلات في الجبال ولكنها كانت تبقى على الصعيد المحلي ومحدودة الانتشار، لكن الاذاعة كانت تسمع صداها الى اماكن بعيدة وكانت تذيع اخبار البيشمركة والثورة وترفع من معنويات المقاتلين، وتزف بشرى الانتصارات وهزائم العدو، واحياناً كانت تلعب دور جهاز اللاسلكي في العديد من العمليات العسكرية، ولهذا قصف النظام المقبور في العديد من المرات مقر الاذاعة، واستشهد بعض الموذيعين فيها، هذا يثبت صعوبة تأسيس اذاعة في زمن الحروب، لا سيما في الجبال الوعرة وتحت القصف من الارض والجو، وعلى اكتاف البيشمركة وظهور الخيول وقساوة طبيعة جبال كوردستان واجوائها المثلجة في الشتاء، وتغيير مكانها وتأمين ما يحتاج ديمومتها واستمرارها انه لامر في غاية الصعوبة، ورغم كل المحاولات من قبل الاعداء ببث التشويش والى ما هنالك من وسائل للحد منها واسكات صوتها إلا انهم لم يستطيعوا اسكات صوت كوردستان العراق، وبقيت احدى انجازات ثورة أيار المنتصرة ولا زالت مستمرة لغاية اليوم.
هل يمكننا اعتبار اذاعتكم امتداد لاذاعة صوت كوردستان العراق؟
نعم كما قلت اذاعة صوت كوردستان العراق لا زالت مستمرة واصبحت اذاعة مركزية ومقرها اليوم في هه ولير، ونجد انفسنا في مؤسسات اعلام الحزب الديمقراطي الكوردستاني جميعاً امتداد لتلك الاذاعة التي لها افضال علينا جميعاً ونجد اناس كثيرون اليوم خدموا في تلك الاذاعة واصبحوا في مراكز ومناصب مهمة جداً في الوزارات واللجان المركزية وقيادات المكتب السياسي، لان اذاعة صوت كوردستان كانت بمثابة مدرسة لتخريج الكوادر الادارية والاعلامية.
هل لا زال الراديو يحافظ على اهميته كما في السابق، في ظل سباق التكنولوجيا والمعلوماتية المتطورة ؟
نعم بعد بروز الانترنيت والفضائيات المرئية وانتشار القنوات التلفزيونية التي غزت البيوت وجعلت من العالم كمدينة صغيرة، انتشرت آراء من قبيل فقدان الراديو لاهميته كوسيلة اعلامية وفقدان دوره، ولكنني اقول لا بالعكس لم يفقد الراديو بريقه الاعلامي، ودورها اكبر من الجرائد والمجلات والتلفزيونات لسهولة التقاطها اليوم من قبل الاجهزة الذكية.
كيف تؤكد هذه المعلومة ما هي معايير النجاح في الاذاعة ؟
معايير النجاح تكمن في عدد المستمعين، حيث يتم الاستفتاء كل عام عبر استبيانات من قبل مؤسسات واكادميات معنية ومحايدة، ودائماً يكون راديو دهوك الاول من بين هذا الكم الكبير من الاذاعات وعلى صعيد اقليم كوردستان تأتي في المرتبة الثالثة او الرابعة، ولدينا مستمعين كثر خارج كوردستان في اوربا وامريكا وفي جميع انحاء العالم حيث تبث اذاعتنا على نظام الانترنيت، والهواتف الذكية والستلايت.
ماهي اهتماماتكم وبرامجكم ؟
لدينا اكثر من ثلاثين برنامج، يشمل الاطفال وحتى العجزة والمسنين اي هذا يعني اننا نهتم بجميع فئات المجتمع وننشر قضايا تهمهم، وهي أول اذاعة بثت من منطقة بهدينان جميعاً ولهذه المنطقة بصمتها الواضحة على الاذاعة ونهتم بخصوصياتها ونحاول ابرازها في الاذاعة، واذاعتنا كوردية صرفة، تبث الاغاني بجميع اللهجات الكوردية، ونكاد نكون الوسيلة الاعلامية الاكثر انتشاراً لمنطقة بهدينان، على الرغم من وجود اذاعات عديدة بدأت بالبث في الآونة الاخيرة وها نشهد اليوم اطلاق فضائيات تلفزيونية تعبر عن تراث وفولكلور هذه المنطقة.
ففي كل صباح نبدأ ببرنامج صباح الخير كوردستان وهذا البرنامج اكتسب جمهوراً عريضاً جداً حيث يذاع هذا البرنامج منذ عشرة اعوام وبدون انقطاع، ونجد اسنتساخ هذه التجربة واخذها منا ونقلها الى التلفزيونات، هذه البرنامج لمدة ثلاثة ساعات يومياً تكاد تكون روزنامة دهوك، حيث يتم بث جميع اخبار المنطقة ويتم عبرها معرفة احوال المنطقة عبر شبكة من المراسلين الذين يصل عددهم الى 17 مراسل او اكثر منتشرين في جميع الاقضية والنواحي.
الى اي مدى يصل بث اذاعتكم على الارض؟
يصل البث الى محافظة هه لير، و الى حدود كركوك وهيبت سلطان ودوكان بمحافظة السليمانية، ومن ناحية الشمال الى منطقة هكاري وجزيرة بوطان وحتى محافظة ماردين في شمال كوردستان، وبالنسبة لمنطقة غرب كوردستان فيصل مدى بثها الى محافظة الحسكة والقامشلي، وسنقوم بنصب ابراج ومجطات تقوية لتصل مداها الى ابعد نقطة.
بقي ان نقول ان كاميران رشيد برواري من مواليد 1964، انخرط ضمن صفوف البيشمركة على ذرى جبال كوردستان بين اعوام 1881-1986، ونتيجة المامه بالاعلام والصحافة التزم مع راديو صوت كوردستان في منطقة خليفان بعد انتصار انتفاضة عام 1991، الى حين تأسس هذا الراديو حيث عمل فيها ككادر اعلامي لغاية استلامه ادارتها عام 2003.
ومنذ صغره كان محباً للادب والشعر وطبيعة كوردستان، ويقول في هذا الصدد” لاجل ابراز وافراغ ما بداخلي من مشاعر تعبر عن حبي لتراب وطني ودفاعي عنه، مقابل الظلم والاعتداء الذي كان يمارس بحق ابناء شعبنا من قبل النظام البعثي في ذلك الوقت بدأت عام 1976 بكتابة الشعر” وقام بنشرها آنذاك في المجلات والجرائد التي كانت تصدر في ذلك الزمان، كما انه شارك في العديد من المهرجانات الادبية خارج الوطن، وهو عضو اتحاد الادباء الكورد فرع دهوك وعضو نقابة صحفيي كوردستان، عضو فيدراسيون الصحافة العالمية، كما انه عضو القلم الكوردي وشاعر معروف حيث صدر له لغاية اليوم مجموعتين شعريتين، والثالثة سيتم طباعتها قريباً، ويدير اذاعة دهوك منذ 11 عاماَ.
وفي ختام الحوار الهادئ والشيق مع الاستاذ كاميران برواري الذي يكتب الشعر الحر، وغنى من كلماته العديد من الفنانين من امثال حسن شريف واسماعيل جمعة واحمد زيباري، حيث كان الكلمات احدى وسائله للدفاع عن وطنه وكالرصاصة يوجهها الى اعداء الكورد وكوردستان في السابق وفي زمن الثورة، وتحولت اليوم الى قصائد تحاكي الجمال والحسن وتعبير عن الفرح والمحبة، ولا ينكر ان نشاطه الادبي والشعري في الثلاث سنوات الاخيرة قد قلت بعض الشيء نتيجة تعرضه لوعكة صحية يعاني منها لغاية اليوم، ولكننه مستمر ومواظب على آدائه الادبي والاعلامي، حيث قال في ختام حديثه ” اشكرك واشكر جريدة التآخي على هذا الحوار، لان التآخي وسيلتنا الاعلامية المكتوبة الوحيدة لايصال صوتنا الى جنوب ووسط العراق، ولهذه الجريدة دور مهم في نقل ما يجري هنا الى تلك المناطق وهي جسر للتآخي والعيش المشترك .
المصدر: جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6842 ، 2014-05-08