تكيَّة الحب
أسماؤنا طيَّ شفتيّ الحبيبة
قد أدُّوا أوراداً وصلوات
لقد افتتحنا تكية الحب الحديث
وهي آهلة تماماً بمريدي الوطن . ص 50
***
خلاص
دخيلك يا خلاص
لا تهرب مني
لا تدعني وحيداً هنا. ص163
***
نحن
من الذي زرعنا
ليحصدوا
سواء اليوم
أو غداً..
نحن:
لسنا حمَّصاً في جيب أحدهم
ولا
مفاصل في تسبيح والد أحدهم
حتى الاستقلال
نحن سرطان في قلب الروم
وقمة
في أعلى الشرق الأوسط
نعم ؟…
على الأصدقاء
الأعداء
أن يعلموا بذلك. ص 182
***
آمدي Ameda min
آمدي
خلاصي القادم
في حركة الثورة
حقلي المجاور
أينعي خلاصي
تمنّيّ عليك نطاف
دمي عليك مطر
الجيران
مهما كانوا صمّاً بكماً كذلك
من أجل ممكناتهم
أنت بهجة
أنت مهلكة العدو
أنت إرث الاستقلال الوطني
وحيويتنا المنعشة. ص 185
***
الروم
الروم!
قُتِلنا تسعين ألفاً في ديرسيم
في زيلان
دون حساب
ورغم ذلك
بلغنا اليوم
ثمة أكثر من سعيد بغية الانتصار
الجميع في السجن عزيز يوسف
بفضلنا الذاتي
سننبت
سننفتح
في كردستان يومياً.ص 186
***
أطفالنا
لغتهم محظورة
سوى
أن الأطفال
يلعبون بلغتهم
بلغتهم
يصنعون بيوتاً
يحدّقون
يقفزون
بلغتهم
يبكون
يتنهدون
لا تخفوا البربرية يا أطفال!
لا تخفوها !
في أفق خلاصنا
ابتسموا
بلغتكم.ص 187
***
البازار الدبلوماسي
هذا
بازار
معَدٌّ
هنا
شراءٌ مخادع
بيع ٌ مخادع
ما الذي يوجد
ثمة من يبيع المال
ثمة من يبيع السياسة أيضاً
حيث لا تشعر بها
للأسف
اسمه في الأعلى طبعاً
” تعاط ٍ دبلوماسي “.ص 188
***
أحياناً
الأحلام حلوة أحياناً أيضاً
الذكريات حلوة أحياناً أيضاً
سوى أن،
لا الطنجرة بالأحلام تغلي
لا الخبز بالذكريات يُباع
مجدداً أيضاً، هي تلك،
الحياة
أمامنا
دونها لا تصح
ودون سواها حتماً.ص 196
***
الظلام
سنخنقك يا ظلام
سنخنقك
يوم تتحرر كردستان
سنشدُّ وثاقك بإحكام
سنشد عليك الحبْل.
يا ظلام !
يوم تتحرر كردستان
ستتبدد
في الشرق الأوسط.ص198
***
الشمس قائمة
تحت رأسي
أتوسد الهموم والخيالات
يجب عليهم عدم نسيانها
بالتسبيح
أفتتح الحسرات والتنهدات
ثمة الشمس التي أريد
ثمة الشمس التي تشتعل
من شرارات القلب
شمعة الرحابة
أقبّل النور
في انهمار الظلام .ص 204
***
مجدداً
نجمة تزحلقت أيضاً
نجمة تزحلقت، وامصيبتاه
لتفقأ عيناك يا موت
ليغدُ بيتك خرائب.ص 283
***
الهوية
هويتي في فمي
بحر أفكاري وتصوراتي
يستمد وعيي منه القوة
بها يكون السمو والعمق
وهما يمدّان الشكل لأمواج الفكر
هويتي في فمي
هبَة أمي وأبي
ليست جواز سفر ليُتلَف
ليست ورقة لتُرمى
هويتي في فمي
لا أحد يستطيع نزعها مني
لغتي الحلوة والدقيقة
لغتي المشعة والنافذة
هوية كينونتي
ناعمة تارة، تارة عكرة
هويتي في فمي
لغة الآباء والأجداد.ص 300
***
عمامة شيخنا
هي ذي عمامة شيخنا العزيز والموقَّر
سقطت عنه في هرولته صوب مائدة الدجال
ساءلته، كيف يجاز الأكل من هذه المائدة ؟
أجابني، آكل منها على نيَّة الزكاة.ص 317
***
الحبيبة والعدو
غدوتُ عدو أعداء الحبيبة
غدتْ تلك حبيبتهم، بقيت دون صاحب.ص335
***
دون شرح
كيس خاو ٍ تماماً
عار ٍ بالكامل
طلَّقني الأمل
بالثلاث
نظرت الغجرية العجوز في راحة يدي:
غدٌ كالقطران.ص342
***
جهة الجحوش
الجهة التي ترعى فيها الجحوش
يمكن أن تكون فردوساً حقيقةً
لا أبداً، لن نخالط الجحوش
ولنكن وسط النار المتأججة.ص 347
***
ديمقراطية إسعافية
من ذا يقول عن أن تركيا بخيلة
لا تريد تمهيد الطريق أمام الديمقراطية
الديمقراطية حاضرة، أمام العيان
إنما في انتظار قابض الأرواح عزرائيل.ص 355
***
بعيداً بعيداً
القمر الأربعة عشر بعيد بعيد عني
يدور ويطوف، أتراني شمساً ؟
في خشية، أهكذا يعتقد
أنني ذو قلب جهنمي، سأحرقه ؟ ص361
***
باردة كانت ليالي ديار بكر
باردة ليالي ديار بكر، تعلم بذلك.
سوى أنني عندما أتوسد المخدَّة
وألفُّني بحبك
أرى المخدة مبتلة كل صباح
وأجفاني
مندَّاة…
كنت أعلم أنها ليست بعيدة
تتقافز الشرارات من بين الفراش
وأهرول صوب المحراب الذي يضمك
حينها البلل لا يعود يتخلل أجفاني
ومخدتي
كما هو المساء
ناشفة تماماً.ص 363
======
الترجمة عن الكردية: ابراهيم محمود
ملاحظة: اعتمدت في ترجمة هذه المختارات الشعرية على مجموعة الأعمال الشعرية لروجن بارناس، منشورات نوبهار، ستانبول، ط1، 2013،في ” 376 ص” من القطع الوسط.
مجرَّة درب التبانة: في نسيم الصباح البارد- القمر في سماء ديار بكر- مُلْك الحب ويلدا.
Kadiz
Li Bandeva spêde –Heyv li esmanê Diyarbekirê- Milkê evînê û Yelda, Nûbihar, Istanbul,ç1,2013.
والشاعر روجن بارناس، شاعر كردي من كردستان الشمالية، من مواليد فارقين ” 1944 “، واسمه الأصلي:محمد كَمجي Gemici ” أي محمد البحّار ، بالتركية “. ويظهر من اسمه الحركي أنه يعني: الشمس الحديثة، أو اليوم الجديد، وبارناس: خبير الهموم .
درس في كل من فارقين وآمد، وجرّاء نشاطه الاجتماعي والسياسي، اعتِقل سنة 1971، وسجِن لعامين، وانخرط سنة 1979 في أنشطة سياسية كردية، عبر صحيفة ” تيريج Tîrêj : الشعاع “، لتتوقف هذه عن العمل إثر انقلاب 12 أيلول 1980، واضطر للهجرة إلى السويد سنة 1982.
ومن أعماله المطبوعة، كما ورد في الصفحة الداخلية للكتاب:
في نسيم الصباح البارد” شعر ” 1979
القمر في سماء ديار بكر” شعر ” 1983
ملْك الحب ” شعر ” 1997
بالكرمانجية الصريحة ” أقوال مأثورة ومقالات “، 2005
ومما ورد في تقديمه لأعماله ما يشير إلى انشغاله بالجانب السياسي والفكري في الشرق ” التركي، حيث الحضور الكردي اللافت “، واليسار في الشرق، والكردية ” ص 13 “، ورهانه على الكردية كلغة وصِلتها بالهوية الكردية، كما في قوله” من خلال الأحداث التي عشتها توصلت إلى قناعة، عن أن الدولة ليست إزاء وجودنا الجسدي: العضوي، إنما تريد استئصالنا عن طريق هويتنا الكردية، أي لغتنا، وثقافتنا الشفاهية والمكتوبة. كان التحدث بالكرمانجية محظوراً، الكتابة بالكرمانجية محظورة، والغناء بالكرمانجية محظوراً. إلا أنهم ارتدوا نتاج ثقافتنا مثل اللباس، الطعام، الرقص، الغناء، ومقامات الأغاني وقد ترجموها إلى التركية في مناسبات الدولة، إلى درجة أنه كان يمكن القول عن جمال غورسيل” جمال آغا الكردي “، إنما ما كنا نستطيع قول ” أنا كردي “، كان ذلك جرماً كبيراً…
قويت هذه القناعة لدي وقتذاك، واكتملت، حيث قلت بيني وبين نفسي: إذا كان الوضع هكذا، فإنه يجب الرد بهذه الطريقة، أي عن طريق استعمال لغتنا وثقافتنا الشفاهيتين والمكتوبتين وتطويرهما.ص 14″…الخ.
وما ترجمته آنفاً، كان محاولة للتعرف عليه أكثر، ولا أدري ما مدى إصابتي في الترجمة، خصوصاً إزاء مفردات تكون محلية” في بيئة بارناس “، جل ما أشدّد عليه، هو أنها محاولة، كما هي كل ما ترجمته في أمكنة أخرى.
دهوك-في 23-3/2018