أبحث عن الله

حيدر عمر 
شهران، بل أكثر.
و أنا أبحث عن الله، و في مسمعي صدى “الله أكبر”.
بحثت عنه في مفارق الطرق.
في مشارف القرى، في حقول التين و الزيتون.
في ظلال السنديان و الصوبر و الزيزفون.
في سهول عفرين و هضابها  و قمم الجبال.
و في ما جرَّني جرّاً إليه السؤال.
***  **  ***
بحثت عن الله،
في حطام البيوت المُهدَّمة.
في شوارع عفرين، عند بوَّابات المحلات المُحطَّمة.
في المخابر و العيادات الطبية و الأبنية المحترقة.
في السيارات و الجرارات المنهوبة.
في أشياء عباده المسروقة.
في قمة المئذنة التي ترتفع نحو السماء في وسط المدينة.
***  **   ***
بحثت عن الله،
في كوفية جارتنا العجوز.
في دموع طفلة فقدت أمها  في المنعرجات المزدحمة.
تلهث في الشِّعاب الوعرة.
في نظرات أب مبهوت، كبَّلت لسانَه الفاجعة.
ينفث دخان سيجارته بجانب جثمان ابنه المرميِّ على قارعة الطريق.
وحيداً حيث لا مرافقاَ و لا صديق.
***   **   ***
بحثت عن الله،
في عيني امرأة تبكي طفلها المُحتضَر بين ذراعَيْها في عَراءٍ يضيق،
يعصر الجموعَ الزاحفة
صُعَّداً تحت وابل المطر.
و هبوب الزمهرير.
و القافلة تحثَّ الخطا، و تغذَّ المسير.
لا شيئ يقيهم برد الشتاء.
و لا كِسرة خبزٍ و لا جرعة ماء
***    **   ***

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…

شكري شيخ نبي ( ş.ş.n)

 

والنهد

والنهد إذا غلا

وإذ اعتلى

صهوة الثريا وابتلى… ؟

فما ضل صاحبك

ولا جرى في الغوى… !

 

والنهد

اذا علا

حجلين اضناهما

الشرك في اللوى

او حمامتين

تهدلان التسابيح في الجوى… ؟!

 

والنهد

اذا غلا

عناقيد عنب

في عرائش السما… ؟

توقد الجلنار

نبيذا في الهوى… !

 

والنهد

اذا غلا

وإذ اعتلى صهوة الثريا والنوى

تنهيد في شفاه التهنيد…؟

كالحباري

بين مفاز الصحارى

اضناه

مشاق اللال والطوى… !

 

والنهد

اذا علا

وإذ اعتلى كالبدر وارتوى… ؟

فما ضل صاحبك

ولا وقع في شرك…