تعالوا نحتفي يوم 26 نيسان بذكرى ميلاد الأمير جـلادت عالي بدرخــان!

كونى ره ش
ستحتفل الأوساط الثقافية الكوردية يوم (26 نيسان)، بذكرى مرور 125 عاماً على ميلاد الأمير جلادت عالي بدرخان, الذي ولد يوم 26/04/1893م في استانبول, وتوفي يوم 15 تموز1951م في دمشق. ويسعدني بهذه المناسبة، ان انقل لكم ما كتبه (مار اغناطيوس افرام الأول برصوم) حول عراقة عائلته البوتانية التي حكمت بلدة الجزيرة 550 عاماً) :(كان هؤلاء الامراء يحكمون مدينة الجزيرة وكل المنطقة المسماة (بهتان)، واولهم هو الأمير عبد العزيز نحو سنة 1300م، وآخرهم عزالدين شير الرابع ومسور بك الثاني ابني سيف الدين بك الثاني اللذان قبض عليهما سنة 1855م، وسيقا الى القسطنطينية. كما كان قد سيق قبلهما ابن عم ابيهما بدرخان بك بن محمد الثاني.. احصينا سبعة وثلاثين أميراً من هؤلاء الأمراء في تاريخنا من سنة 1300 الى سنة 1855م أي خمسمائة وخمسين سنة). من كتاب: تاريخ طور عبدين/ 1926م، صفحة 360..
 هذا الأمير الذي كان بمثابة ثروة من الثروات القومية للأمة الكوردية، نبيل الحسب والنسب، عالماً فاضلاً، وقائداً مقداماً، كافح من أجل بني قومه، كما ورث المجد وأخذ الزعامة كابراً عن جده (بدرخان الكبير) كما كان يمثل العظمة والبساطة في أماله وأمانيه دائماً.
ترعرع الأمير في أسرة ذات جاه وسلطان في استانبول سنة 1893م، أتم دراسته العالية في الحقوق بألمانيا، تعاون في شبابه الأول مع جمعية “الاتحاد والترقي التركية” قبل إعلان الحريات (دستور 1908م), ليحارب الظلم والطغيان بجانب الأحرار. نفي الأمير جلادت مع والده أمين عالي بدرخان، أكثر من مرة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية الواسعة.. 
عندما استقر الأمير جلادت في سوريا، بدأ في دمشق بإصدار المجلات والكتب باللغة الكوردية والأحرف اللاتينية، فأصدر في 15 أيار 1932م مجلة (هاوار: النجدة) ثم ألحق بها ملحقاً مصوراً اسماه (روناهي: النور)، تميزت مجلتيه بصبغة اجتماعية عامة، دون التطرق إلى الأمور السياسية، نشرت فيهما مقالات قيمة عن الأدب والشعر.
 لم تخدم هاتان المجلتان الكورد من الناحية السياسية فحسب، بل خدمتهم من الناحية اللغوية والعلمية والاجتماعية أيضاً، إذ أن الأمير جلادت كان أول من كتب الكوردية بأحرف لاتينية وأول من ضبط قواعدها، وأول من رتب تلك القواعد في كتاب كوردي صرف.
كانت اللغة الكوردية في نظر الأمير جلادت بدرخان رمزاً للقومية الكوردية، وكان شديد التمسك بها ممعناً في درسها، فكانت لغة عائلته البيتية، وله فيها مؤلفات عديدة… عزيزي الغيور على الثقافة الكوردية! الاحتفاء بميلاده والتذكير بأعماله يتطلب مني ومنك…


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إلى أنيس حنا مديواية، ذي المئة سنة، صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة
إبراهيم اليوسف

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا، بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفًا، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلًا وجوديًا، حاسمًا، مزلزلًا. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته،…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…